تحذير أردوغان من زيادة الانقسام لدى افتتاحه مسجد كولونيا
٢٨ سبتمبر ٢٠١٨
يعتزم الرئيس التركي أردوغان الذي يزور ألمانيا افتتاح المسجد المركزي في مدينة كولونيا. فيما عبرت عمدة المدينة الألمانية عن أملها في أن لا تساهم زيارة أردوغان إلى كولونيا في زيادة الانقسام.
إعلان
مسجد مدينة كولونيا، أشرف على بنائه الاتحاد الإسلامي التركي في ألمانيا "ديتيب" التابع لرئاسة الشؤون الدينية في تركيا. وقد تم وضع حجر الأساس عام 2009 لبناء هذا الصرح الديني الذي صممه المهندسين غوتفريد و باول بوم، حيث تظهر الواجهات الزجاجية الكبيرة متناغمة مع لوحات خرسانية ضخمة تمثل مئذنتي المسجد اللتين ارتفاعهما إلى 55 مترا، وقبة يصل ارتفاعها إلى 36 مترا.
تم بناء المسجد المركزي الجديد في موقع مسجد ديتيب القديم، ليس بعيدا عن برج تلفزيون كولونيا. ويضم المجمع الجديد مباني إدارية تابعة لجمعية ديتيب، بالإضافة إلى قاعات محاضرات ومكتبة وممر يضم متاجر، ووصلت تكاليف بناء المسجد إلى 34 مليون يورو.
مسجد كولونيا الكبير.. الجدل لا يزال مستمراً
01:08
وعشية افتتاح المسجد من قبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان دعت عمدة مدينة كولونيا هنرييت ريكر الرئيس أردوغان إلى "الاعتدال" عند مشاركته غدا السبت (29 أيلول/ سبتمبر) في افتتاح مسجد ديتيب المركزي في مدينتها. وقالت ريكر في تصريحات لصحيفة "دي فيلت" الألمانية: "آمل ألا تساهم زيارته (إردوغان) في زيادة الانقسام، نتمنى أن يتصرف بدبلوماسية".
وحذرت أطراف سياسية ألمانية، القلقة من تأثير أردوغان على أتراك ألمانيا، الرئيس التركي من إطلاق حملات دعائية صريحة لدى افتتاحه المسجد في كولونيا التي توجد بها واحدة من أكبر الجاليات التركية في ألمانيا. خاصة و أن دعوات كثيرة أطلقت عبر مواقع التواصل الاجتماعي تطالب المواطنين والسكان المنحدرين من أصول تركية في كافة أنحاء ألمانيا للتوجه بالآلاف إلى كولونيا، لتنظيم استقبال لأردوغان بأعلام تركية.
ومن المتوقع أن تشهد العاصمة برلين تظاهرات تنظمها منظمات غير حكومية تدافع عن حقوق الإنسان، أو للجالية الكردية، خلال زيارة أردوغان، وخصوصا بعد ظهر اليوم الجمعة في برلين حيث يأمل المنظمون في مشاركة حوالى عشرة آلاف شخص.
ي.ب/ ع.ج (أي دي بي، أ ف ب)
لهذه الأسباب تحافظ برلين على خط تواصل مفتوح مع أنقرة
التوترات المتصاعدة في العلاقات الألمانية التركية دخلت فصلا جديدا بالإجراءات التي اتخذتها برلين مؤخرا ضد أنقرة. مراقبون يرون إنه كان بوسع برلين الرد بشكل أقوى على تصرفات أردوغان، فما هي الأسباب التي تحول دون ذلك؟
صورة من: picture-alliance/dpa/Bildfunk/P. Zinken
تعد تركيا أحد أكثر الوجهات السياحية المحببة للألمان. وتتضمن الإجراءات الجديدة تشديد تعليمات السفر لتركيا ومطالبة المواطنين الألمان بتوخي الحذر، لكن مثل هذه التعليمات لا تمثل أقسى إجراء دبلوماسي يمكن أن تتخذه ألمانيا، التي كان من الممكن أن تصدر تحذيرا من السفر إلى تركيا.
صورة من: picture alliance/DUMONT Bildarchiv/M. Tueremis
تتمتع تركيا بأهمية خاصة كنقطة ربط بين أوروبا وآسيا علاوة على أهميتها الإستراتيجية كجارة لليونان وبلغاريا من ناحية، وسوريا والعراق وإيران من ناحية أخرى؛ أي أنها تقع على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي وفي الوقت نفسه جوار مناطق مشتعلة في الشرق الأوسط.
صورة من: picture alliance/DUMONT Bildarchiv/M. Tueremis
اتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد تركيا، من الممكن أن يؤثر على التواصل مع الألمان المحتجزين هناك وعددهم تسعة أشخاص، وفقا لوكالة الأنباء الألمانية.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Altan
يرجع انضمام تركيا لحلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى عام 1952، كما أن الجيش التركي يعد من أكبر جيوش العالم إذ يبلغ قوامه نحو 640 ألف جندي وموظف،وفقا لتقرير لوكالة الأنباء الألمانية، وبالتالي فهو يحمل أهمية في التصدي لـ"تنظيم الدولة الإسلامية" المعروف إعلاميا بـ"داعش".
صورة من: picture-alliance/AP Photo/F. Augstein
أقر البرلمان الألماني سحب الجنود الألمان من قاعدة "إنغرليك" ونقلهم إلى الأردن بعد أن منعت تركيا نوابا ألمان من زيارة القاعدة، الأمر الذي أزعج برلين بشدة. في الوقت نفسه مازال جنودا ألمان يتمركزون في قاعدة تابعة للناتو في كونيا.
صورة من: Imago
بدأت مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي عام 2005 إلى أن تجمدت خريف عام 2016. ورغم أن انضمام تركيا للاتحاد مسألة غير مطروحة في الوقت الراهن، إلا أنه في حال انضمامها فستكون ثاني الأعضاء من حيث عدد السكان.
صورة من: picture-alliance/Joker/est&ost/M. Fejer
ثقل سياسي جديد أضيف لتركيا بعد الاتفاقية الخاصة باللاجئين مع الاتحاد الأوروبي. ووفقا لأنقرة فإن تركيا استقبلت نحو 7ر2 مليون لاجئ منذ بداية الأزمة السورية. وتهدد تركيا بين الحين والآخر، بوقف التعاون مع الاتحاد الأوروبي وهو أمر لا يصب بالتأكيد في صالح ألمانيا ولا ترغب المستشارة ميركل في حدوثه، لاسيما قبل الحملة الانتخابية. ا.ف (وكالات)