تحذير أممي: حرائق الغابات الكبيرة ستشهد وتيرة متسارعة!
٢٤ فبراير ٢٠٢٢
حذرت الأمم المتحدة في تقرير من أن عدد حرائق الغابات الكبيرة في كل أنحاء العالم سيرتفع بشكل حاد في العقود المقبلة بسبب الاحترار المناخي. كما حذر التقرير أيضا من تبعات خطيرة لهذه الحرائق على البشر والطبيعة في المستقبل.
إعلان
أظهر تقرير لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة أنه حتى أكثر الجهود طموحا للحد من انبعاثات غازات الدفيئة لن تحول دون زيادة الحرائق. وأضاف التقرير أنه بحلول نهاية القرن، من المرجح أن يزداد احتمال اندلاع حرائق غابات مشابهة لتلك التي اندلعت في أستراليا (2019-2020) أو في القطب الشمالي عام 2020 أو في حوض البحر الأبيض المتوسط عام 2021.
ورغم الجهود المبذولة لتخفيض الاحترار العالمي إلى درجتين في العقود المقبلة إلا أن القائمين على التقرير يفترضون زيادة في الحرائق الشديدة بشكل خاص من تسعة إلى أربعة عشر في المائة بحلول عام 2030.
ويتوقع الخبراء أيضا زيادة من عشرين إلى ثلاثة وثلاثين في المائة بحلول عام 2050. وبحلول نهاية القرن من المتوقع حدوث حرائق أكثر خطورة بشكل خاص من واحد وثلاثين إلى إثنين وخمسين في المائة، أي بزيادة تتراوح بين الثلث تقريبا وأكثر من النصف، كما جاء في موقع "فرانكفورته ألغيماينه تسايتونغ" الألماني.
خسائر بشرية ومادية جسيمة
وتسبب حرائق الغابات الكبيرة التي قد تبقى مشتعلة لأيام أو أسابيع، مشكلات في الجهاز التنفسي والقلب، لا سيما لدى المسنين والصغار. وأظهرت دراسة حديثة نشرت في مجلة "ذي لانست" العلمية أن التعرض لدخان حرائق الغابات يؤدي في المتوسط إلى أكثر من ثلاثين ألف وفاة سنويا في ثلاثة وأربعين بلدا حسب بيانات ذكرت في موقع "برلينه تسايتونغ" الألماني.
وتراوحت الأضرار الاقتصادية في الولايات المتحدة وهي أحد البلدان القليلة التي تحسب هذه الكلفة، بين 71 و348 مليار دولار في السنوات الأخيرة، بحسب تقييم ذكر في التقرير.
وقد تلحق الحرائق الكبيرة دمارا كبيرا في الحياة البرية أيضا، ما يدفع ببعض الأنواع المهددة إلى شفير الانقراض. وقتل أو أصيب حوالى ثلاثة مليارات من الثدييات والزواحف والطيور والضفادع، على سبيل المثال، بحرائق الغابات المدمرة التي اجتاحت أستراليا في 2019-2020، وفق حسابات علماء.
الأمم المتحدة تحذر من زيادة الحرائق
وساهمت موجات الحر وظروف الجفاف وانخفاض رطوبة التربة التي يفاقمها الاحترار المناخي، في اندلاع حرائق غير مسبوقة في غرب الولايات المتحدة وأستراليا وحوض البحر الأبيض المتوسط في السنوات الثلاث الماضية وحدها.
وحتى القطب الشمالي الذي كان عصيا على الحرائق، شهد زيادة كبيرة في عدد الحرائق، ومنها ما يعرف بـ "حرائق الزومبي" التي تشتعل ببطء تحت الأرض طوال الشتاء لتتحلو بعدها إلى نيران في الربيع.
كما دعا التقرير الذي أعده خمسون خبيرا بارزا، إلى إعادة التفكير في طريقة معالجة المشكلة. وقالت مديرة برنامج الأمم المتحدة للبيئة إنغر أندرسن إن "رد الحكومات على الحرائق هو وضع الأموال في المكان الخطأ".
وشددت على أنه "يجب علينا تقليل خطر الحرائق الشديدة من خلال الاستعداد: زيادة الاستثمار في الحد من الأخطار والعمل مع المجتمعات المحلية وتعزيز الالتزامات العالمية ضد تغير المناخ".
ع.اع/أ.ح
الكوكب يحترق.. والسبب التغير المناخي!
تنتشر موجات الحر في مختلف أنحاء العالم مسببة حرائق غابات غير مسبوقة منذ سنوات طويلة. هنا لمحة في صور عن الحرائق الأكثر تدميراً والدول الأكثر تأثراً.
صورة من: ROMAN KUTUKOV/REUTERS
الجزائر: أسوأ حرائق في تاريخ البلاد!
أودت حرائق الغابات التي تجتاح بعض المناطق في شمال الجزائر، وخصوصاً منطقة القبائل الجبلية، بحياة ما لا يقل عن 65 شخصاً، مع استمرار أسوأ موجة من الحرائق المدمرة في تاريخ البلاد. ونشرت الحكومة قوات الجيش للمساعدة في مكافحة الحرائق. وقالت الحكومة إن الحرائق أودت بحياة 25 جندياً كانوا يشاركون في مكافحة الحرائق، وأصيب 12 غيرهم بحروق خطيرة.
صورة من: Abdelaziz Boumzar/REUTERS
حداد عام!
أكثر المناطق تضرراً هي "تيزي أوزو" أكبر مراكز المنطقة الجبلية، حيث احترقت بيوت وفر السكان طلباً للملاذ في فنادق وبيوت الشباب والمساكن الجامعية في المدن القريبة. وقالت الحكومة الجزائرية إنها ستعوض المنكوبين عن خسائرهم. وأعلن الرئيس عبد المجيد تبون الحداد العام ثلاثة أيام على قتلى الحرائق وجمد أنشطة الدولة التي لا صلة لها بالحرائق.
صورة من: Abdelaziz Boumzar/REUTERS
الحرائق في أوروبا
انتشرت حرائق الغابات في مساحات كبيرة في الجزائر وتركيا واليونان ودول أخرى في الأسبوع الأخير وقالت هيئة مراقبة الأحوال الجوية التابعة للاتحاد الأوروبي إن منطقة البحر المتوسط أصبحت من مراكز حرائق الغابات بفعل ارتفاع حرارة الطقس.
تركيا: أسوأ حرائق منذ عقد!
منذ نهاية تموز/ يوليو، شهدت تركيا اندلاع أكثر من 200 حريق، طالت نحو نصف ولايات البلاد الـ81، إلا أن الحرائق تسببت في أضرار جسيمة بشكل خاص في ولايتي أنطاليا وموغلا الساحليتين. في هذه الصورة يحاول رجال الإطفاء منع حريق، نشب بالقرب من قرية "تشوكرتمه" السياحية، من الوصول إلى المباني. دمرت الحرائق في تركيا أكثر من 150 ألف هكتار، بما فيها قرى بأكملها، وأدت إلى مقتل 8 أشخاص على الأقل.
صورة من: KENAN GURBUZ/REUTERS
اليونان: أسوأ موجة حر في 30 عاماً
اندلع أكثر من 500 حريق في أنحاء اليونان الأسبوع الماضي خلال أسوأ موجة حر تتعرض لها البلاد في 30 عاماً، ما
أدى لإخلاء عشرات القرى وإجلاء آلاف السكان، بينما تستمر فرق الإطفاء المنهكة في مكافحة الحرائق المندلعة في شتى أنحاء البلاد.
صورة من: NICOLAS ECONOMOU/REUTERS
اليونان: النيران التهمت كل شيء
تم إجلاء هؤلاء الأشخاص من ميناء "بيفكي" في جزيرة إيفيا اليونانية بسبب الحرائق الهائلة في الجزيرة، وهم يدركون أنهم لن يجدوا منازلهم وممتلكاتهم عندما يعودون. ومنذ اندلاع الحرائق في غابات الجزيرة بداية الأسبوع الماضي، يتم تنفيذ مهام جوية ضخمة لإطفاء الحرائق التي اشتغلت في مناطق واسعة من اليونان. ويتحدث شهود عيان عن "مشاهد مروعة".
صورة من: ALEXANDROS AVRAMIDIS/REUTERS
روسيا تختنق!
تشتعل الحرائق في العديد من المناطق في روسيا منذ أسابيع، مع تضرر المنطقة المحيطة بـ"ياكوتيا" في أقصى الشمال الشرقي بشكل خاص. أحصت السلطات أكثر من 250 حريقاً في جميع أنحاء روسيا، تغطي مساحة إجمالية تزيد عن 3,5 مليون هكتار.
صورة من: ROMAN KUTUKOV/REUTERS
هذا ليس ضباب الصباح!
الأضرار لا تقتصر على المناطق المشتعلة فحسب، بل تسبب الحرائق أضراراً صحية لسكان المناطق المجاورة، إذ يصل الدخان الكثيف إلى المناطق المأهولة بالسكان، كما يظهر في مدينة كراسنويارسك السيبيرية في الصورة. وهذا ما يزيد من معاناة الأشخاص، خصوصاً كبار السن والأطفال، حيث يكاد يكون من المستحيل التنفس في الخارج.
صورة من: REUTERS
جهود يائسة!
عند اشتعال الحرائق، لا يفر الجميع، فهناك أشخاص يريدون دعم رجال الإطفاء، قد يكون ذلك عبر جهود يائسة، كما هو الحال مع هذا الرجل الذي يحاول إخماد النار بغصن شجرة! لكن هذه التصرفات الفردية تسبب مشاكل كبيرة للسلطات، إذ أن الكثيرين يعرضون أنفسهم للخطر عن حسن نية!
صورة من: NICOLAS ECONOMOU/REUTERS
الولايات المتحدة: حريق ديكسي!
يشتعل حالياً أكثر 5700 حريق في الساحل الغربي لولاية كاليفورنيا الأمريكية، رغم أن "موسم حرائق الغابات" المعتاد لم يبدأ بعد. ويعد حريق "ديكسي"، الذي دمر مدينة غرينفيل بالكامل، ثاني أكبر حريق في تاريخ الولاية. في الصورة، يراقب أحد أفراد فريق الإطفاء حريقاً في غابة بالقرب من بلدة ويستوود.
صورة من: FRED GREAVES/REUTERS
زوابع غريبة!
الحرائق في الساحل الغربي لكاليفورنيا تخلق طقسها الخاص، مسببة زوابع من الرماد والجمر، مثل هذه الزوابع التي تضرب تلال سانتا باربرا، تزيد من تعقيد الأمور. وبسبب الحرائق التي أصبحت أكثر تدميراً مما كانت عليه في السنوات الماضية، لجأت سلطات الولاية إلى واشنطن طلباً للمساعدة.
صورة من: David McNew/REUTERS
أمريكا اللاتينية: حرائق هائلة بسبب نزع الأشجار!
يأتي ذلك بالتزامن مع انتشار حرائق الغابات في حوالي 150 ألف هكتار في مقاطعة سانت كروس في بوليفيا قرب الحدود مع البرازيل. ويعود السبب في الجزء الأكبر من هذه الحرائق الى نزع أشجار الغابات في بوليفيا التي تبلغ مساحتها أكثر من مليون كيلومتر مربع وعدد سكانها 12 مليوناً.
صورة من: Gaston Brito/dpa/picture alliance
دور التغير المناخي
يقول العلماء إن ظاهرة التغير المناخي أدت بشكل حتمي إلى زيادة مخاطر اندلاع حرائق الغابات، حتى في بعض المناطق غير المعرضة للحرائق عادة، خصوصاً مع ارتفاع درجات الحرارة بشكل غير مسبوق. فقد كان شهر يوليو/ تموز الماضي ثاني الأشهر الأعلى حرارة في أوروبا على الإطلاق! ويحذر العلماء من أن حرائق الغابات بدورها ستدمر مساحات كبيرة من الغطاء الأخضر وذلك سيؤدي إلى نتائج أكثر تدميراً على المناخ! م.ع.ح