أعربت الأمم المتحدة عن قلقها من تداعيات إسقاط مقاتلة سورية بنيران إسرائيلية خصوصا وأن الجانبين قدما روايتين مختلفتين عن حول الحادث. المبعوث الأممي للشرق الأوسط دعا جميع الأطراف للالتزام بكل بنود اتفاق عام 1974.
إعلان
مسائيةDW : إسقاط الطائرة السورية ونذر توتر جديد مع إسرائيل
24:56
حذر مبعوث الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط اليوم الثلاثاء (24 تموز/ يوليو 2018) من ما وصفه بـ "مسار مزعج من المواجهات الخطيرة والمتكررة" بين إسرائيل وسوريا، وذلك بعدما قالت إسرائيل إنها أسقطت طائرة مقاتلة سورية.
وقال نيكولاي ملادينوف لمجلس الأمن الدولي "أدعو جميع الأطراف إلى الالتزام بكل بنود اتفاق عام 1974 ودعم دور قوة لمراقبة فض الاشتباك والمراقبة التابعة للأمم المتحدة"، التي تراقب اتفاقا بين إسرائيل وسوريا في هضبة الجولان.
في غضون ذلك وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حادث الطائرة السورية التي أسقطتها إسرائيل اليوم فوق مرتفعات الجولان بأنه "انتهاك صارخ" لاتفاق عام 1974 الخاص بفصل القوات الذي حدد المنطقة العازلة. وطالب نتنياهو "بالتزام السوريين بشدة باتفاق فصل القوات بيننا وبينهم."
وكانت إسرائيل قد أعلنت في وقت سابق اليوم أنها أسقطت طائرة حربية سورية اخترقت المجال الجوي الواقع تحت سيطرتها فوق هضبة الجولان، لكن دمشق قالت إن النيران أطلقت على الطائرة أثناء مشاركتها في غارات على مقاتلي المعارضة داخل سوريا.
كما ذكر مصدر غير سوري مقرب من دمشق أن قائد طائرة الحربية السورية، التي قالت إسرائيل إنها أسقطتها، قتل وأن الطائرة سقطت في منطقة يسيطر عليها تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف على نطاق واسع باسم "داعش" قرب هضبة الجولان المحتلة.
وصعدت هذه الواقعة من التوتر القائم منذ أسابيع على حدود الجولان المحتل حيث أعلنت إسرائيل حالة التأهب القصوى مع اقتراب قوات الحكومة السورية بدعم من روسيا من استعادة أراض يسيطر عليها مقاتلو المعارضة.
م.م/ أ.ح ( د ب ا، رويترز)
التسلسل الزمني للأحداث الدامية في سوريا
تستعد الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها شن ضربة عسكرية ضد سوريا رداً على استخدام للأسلحة الكيماوية والتي خلفت مئات القتلى. جولة مصورة حول التسلسل الزمني للأحداث الدامية في سوريا.
صورة من: Salah Al-Ashkar/AFP/Getty Images
احتجاجات سلمية
بدأت الحرب الأهلية في سوريا باحتجاجات سلمية في شباط/ فبراير 2011، إذ طالب المعارضون بالتظاهر ضد الرئيس بشار الأسد على غرار ما حدث في كثير من بلدان "الربيع العربي". وبعد أن أقدم الأسد على اعتقال قادة المعارضة خرج الناس إلى الشوارع في درعا ودمشق مطالبين بالديمقراطية والإفراج عن المعتقلين السياسيين.
صورة من: picture-alliance/dpa
الدبابات ضد المتظاهرين
وأمام تصاعد الوضع قدم النظام بعض التنازلات لكنه أرسل بالمقابل الدبابات والجنود لقمع الاحتجاجات، وهو ما أدى إلى سقوط المزيد من القتلى وتأجيج لهيب الاحتجاجات. كما قامت الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على سوريا وأعلنت قوى المعارضة السورية في تركيا عن توحيد نفسها في جبهة واحدة لمواجهة الأسد.
صورة من: picture-alliance/dpa
المعارضة المسلحة
حتى تموز/ يوليو سقط أكثر من 1400 قتيل في سوريا وهو ما دفع مئات آلاف السوريين للتظاهر، كما أعلن الكثير من الجنود والضباط انشقاقهم عن الجيش النظامي وانضمامهم لصفوف الثوار وأسسوا مع ميلشيات مختلفة ومنها الجيش السوري الحر. كما تقاتل إلى جانب الثوار جبهة النصرة وهي جماعة إسلامية قريبة من تنظيم القاعدة.
صورة من: Reuters
ردود أفعال دولية
قُتل مئات المدنيين في آيار/ مايو 2012 عندما شن الجيش السوري هجماته على مدينة حمص التي تعتبر معقل الاحتجاجات المعارضة للأسد. وبعد هذا الهجوم توصل مجلس الأمن لأول مرة إلى اتفاق مشترك يدين العنف في سوريا. كما دعت الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسد إلى التنحي. من جهته أعلن الرئيس الأمريكي بارك أوباما عن شن ضربة عسكرية ضد سوريا إذا استخدمت الأسلحة الكيميائية ضد المعارضة.
صورة من: Getty Images
مأساة إنسانية
في تشرين الثاني/ نوفمبر 2012 شكلت الجماعات المعارضة المختلفة ائتلافاً وطنياً سرعان ما نال اعتراف الولايات المتحدة وغيرها من الدول كممثل شرعي للشعب السوري. ولم يشمل الائتلاف الوطني جبهة النصرة المقاتلة في صف المعارضة. في المقابل ترك أكثر من مليون سوري البلاد عبر الحدود إلى البلدان المجاورة ليعيشوا هناك كلاجئين في المخيمات.
صورة من: picture alliance / dpa
الدعم الدولي للمتمردين
نظام الأسد واصل قصفه للمعاقل المختلفة للمعارضة، فيما بدأت الولايات المتحدة وبريطانيا بمد المتمردين بالمساعدات كما حرصت على رفع الحظر عن الأسلحة الموجهة إلى سوريا حتى يتسنى حصول المتمردين على السلاح بشكل قانوني. بالمقابل شهدت مناطق الحدود مع تركيا وإسرائيل بعض المناوشات بين الفينة والأخرى.
صورة من: picture-alliance/dpa
الغازات السامة
بمساعدة حزب الله استولت قوات الأسد على مدينة القصير الإستراتيجية في حزيران/ يونيو. كما أدى استخدام الغاز السام في آب/ أغسطس إلى وفاة مئات الأشخاص وإصابة الآلاف بجروح. وحملت الولايات المتحدة والكثير من الدول الغربية الأسد مسؤولية استخدام الغازات السامة وبالتالي تجاوز الأسد الخط الأحمر، الذي رسمه أوباما قبل عام.
صورة من: Reuters
دمار هائل
سوريا تتجه نحو الهاوية، وحسب الخبراء فإن كل طرف في النزاع يريد حسم المعركة لصالحه. فمن جهة يتشبث الأسد بالسلطة ومن جهة أخرى لم يعد المتمردون يؤمنون بإمكانية التوصل إلى حل سياسي. كما أن القوى الدولية والإقليمية لا ترغب في تقديم تنازلات عن نفوذها في المنطقة وهو ما لا يبشر بنهاية قريبة للحرب الأهلية في سوريا.
صورة من: picture-alliance/dpa
الحرب الأهلية
لم تفلح الجهود الدولية في إيقاف حمام الدم في سوريا. ففي كانون الأول/ ديسمبر 2011 أرسلت الجامعة العربية مراقبين إلى سوريا، لكن سرعان ما غادروا البلاد بعد تفجيرات هزت العاصمة دمشق. والآن يتقدم الجيش النظامي إلى معاقل المعارضة في حمص وغيرها من المدن كما امتد القتال إلى جميع أنحاء سوريا.