تحرك أوروبي لدعم سوريا وتخفيف العقوبات "تدريجا بشروط"
١٠ يناير ٢٠٢٥
يعتقد الاتحاد الأوروبي أنه من الممكن تخفيف العقوبات تدريجياً على سوريا إذا ما حدث "تقدم ملموس" من قبل الإدارة الجديدة في البلاد. وفيما يزور وزير الخارجية الإيطالي دمشق، تشارك بيربوك في مؤتمر دولي بشأن سوريا بالرياض.
إعلان
قالت مفوضة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس الجمعة (10 يناير/كانون الثاني 2025) إن التكتل الأوروبي قد يخفف تدريجياً العقوبات على سوريا في حال حصول "تقدم ملموس" من جانب السلطات الجديدة.
وأوضحت كالاس أنها شاركت في اجتماع في روما الخميس "لتنسيق الجهود للمرحلة الانتقالية في سوريا" مع ألمانيا وفرنسا وإيطاليا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة. وقالت كالاس: "كررنا تأكيد ضرورة تشكيل حكومة جامعة تحمي جميع الأقليات" في سوريا، مشيرة إلى أن "الاتحاد الأوروبي قد يخفّف العقوبات تدريجا شرط حصول تقدّم ملموس".
ومن المقرر أن يناقش وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي احتمال تخفيف العقوبات في اجتماع يعقد في بروكسل في 27 كانون الثاني/يناير. وتؤيد ألمانيا وفرنسا تخفيف العقوبات، لكن تحقيقه يتطلب اجماع الدول الأعضاء.
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو الأربعاء إن "ثمة عقوبات تعرقل راهنا وصول المساعدة الإنسانية ما يمنع انتعاش البلاد، وهذه قد ترفع سريعا".
وتبذل الحكومة الانتقالية في دمشق مساعي لرفع العقوبات الدولية المفروضة على سوريا. وأعلنت وزارة الخزانة الأمريكية الاثنين عن إعفاء إضافي من العقوبات على بعض الأنشطة في سوريا خلال الأشهر الستة المقبلة لتسهيل الوصول إلى الخدمات الأساسية، لكن مسؤولين أمريكيين قالوا إنهم ينتظرون رؤية تقدم قبل رفع العقوبات على نطاق أوسع.
ومن غير المرجح أن تكون إدارة الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن مستعدة في أيام حكمها الأخيرة لرفع هيئة تحرير الشام من قائمة "الإرهاب" الأمريكية.
بيربوك إلى السعودية لحضور مؤتمر عن سوريا
وفي سياق متصل تتوجه وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إلى السعودية يوم الأحد المقبل لحضور مؤتمر حول سوريا. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية اليوم الجمعة في برلين إن الوزيرة ستحضر المؤتمر المنعقد على مستوى وزراء الخارجية في العاصمة السعودية الرياض. وأضاف المتحدث أن دولا مهمة في المنطقة وممثلين عن الأمم المتحدة وشركاء عرب وغربيين سيجتمعون في الرياض لبحث الوضع في سوريا.
بيربوك في دمشق.. دعم مشروط؟
31:24
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية إن المؤتمر الذي سينعقد في الرياض الأحد المقبل بمثابة متابعة للمؤتمر الذي عقد في العقبة بالأردن في منتصف ديسمبر/كانون الأول الماضي، مشيراً إلى خطة مكونة من ثماني نقاط طرحتها بيربوك بشأن سوريا، وتضمنت - من بين أمور أخرى - الانتقال السلمي إلى نظام سياسي يمنح الحقوق والمشاركة لجميع الفئات في المجتمع السوري، فضلاً عن معالجة الجرائم القاسية التي ارتكبت في عهد الأسد.
وخلال زيارتها سوريا مطلع يناير/كانون الثاني الجاري، حددت بيربوك شروطاً واضحة لحصول البلاد على دعم من الاتحاد الأوروبي، موضحة أن ألمانيا والاتحاد الأوروبي يعتزمان المساعدة في ضمان أن يكون الفصل المستقبلي في سوريا سلميا وحرا، مشيرة في المقابل إلى أنه لا يوجد حتى الآن يقين في هذا الشأن، مؤكدة أن هناك حاجة لحوار سياسي يضم جميع المجموعات العرقية والدينية، ويضم جميع المواطنين.
إعلان
وزير الخارجية الإيطالي يلتقي الشرع
واليوم التقى وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني قائد الإدارة الجديدة أحمد الشرع خلال أول زيارة لدمشق التي يتوافد إليها مسؤولون اوروبيون. ولم تكشف وكالة أنباء سانا الرسمية فحوى اللقاء.
وكان تاياني التقى في وقت سابق نظيره السوري أسعد الشيباني الذي أعلن أنه سيقوم بجولة أوروبية، هي الأولى منذ استيلاء تحالف يقوده الإسلاميون على السلطة. وبدأ تاياني زيارته الجمعة بجولة في الجامع الأموي وسوق الحميدية. وذكر أنه سيعلن خلال زيارته لسوريا عن "حزمة أولى من المساعدات للتعاون التنموي".
مشروع "الجيش الوطني الموحد".. مغري لجميع السوريين؟
33:07
This browser does not support the video element.
وقال تاياني إنه أثار مسألة العقوبات المفروضة على سوريا بعد بدء النزاع عام 2011 بسبب قمع التظاهرات المطالبة بالديموقراطية معتبراً أنها "لم تكن موجهة ضد الشعب السوري بتاتاً". وأضاف أنها "فُرضت بسبب نظام مختلف (...) التصريحات التي أدلت بها في وقت سابق مسؤولة ملف العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي بشأن العقوبات تسير في الاتجاه الصحيح".
ورحب الشيباني بموقف تاياني بشأن العقوبات التي "تشكل عائقا أمام عودة اللاجئين ... والتعافي الاقتصادي".
وقالت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني في منتصف كانون الأول/ديسمبر إنها مستعدة للحوار مع السلطات الجديدة داعية إلى "أقصى درجات الحذر" في التعامل مع هيئة تحرير الشام.
وتؤكد هيئة تحرير الشام - التي كانت منضوية تحت راية تنظيم القاعدة - أنها تخلت عن الجهاد وتسعى السلطات الجديدة إلى طمأنة المجتمع الدولي بأنها ستحترم حقوق الأقليات في سوريا المتعددة الطوائف والأعراق.
وخلال لقاء الخميس في روما مع نظرائه الأميركي والبريطاني والفرنسي والألماني أعلن تاياني أن القوى الغربية تريد "سوريا مستقرة وموحدة".
ع.ح/ع.ج.م (أ ف ب ، د ب أ)
مسارات الثورة السورية - سقوط نظام بشار الأسد بعد سنوات من سفك الدماء
مع الانهيار المفاجئ لحكم بشار الأسد في سوريا ثم سقوطه يوم الأحد 08/ 12/ 2024 حققت المعارضة السورية أهدافها بعد قرابة 14 عاما، في لحظة حاسمة من حرب أهلية حصدت أرواح مئات الآلاف ونزح بسببها نصف السكان واستقطبت قوى خارجية.
صورة من: Orhan Qereman/REUTERS
2011 - احتجاجات سلمية وقمع
انتشرت الاحتجاجات الأولى سلميا ضد الأسد سريعا في أنحاء البلاد، وواجهتها قوات الأمن بالاعتقالات والرصاص. ثم حمل بعض المتظاهرين السلاح وانشقت وحدات عسكرية بالجيش مع تحول الانتفاضة إلى ثورة مسلحة حظيت بدعم دول غربية وعربية وكذلك تركيا.
صورة من: AP
2012 - تفجير هو الأول من نوعه في دمشق
وقع تفجير بدمشق هو الأول من نوعه نفذته جبهة النصرة فرع تنظيم القاعدة الجديد بسوريا والتي اكتسبت قوة وبدأت بسحق جماعات ذات مبادئ قومية. واجتمعت القوى العالمية بجنيف واتفقت على الحاجة لانتقال سياسي لكن انقسمت حول كيفية تحقيق ذلك. الأسد وجه قواته الجوية نحو معاقل المعارضة مع سيطرة المقاتلين على أراضٍ لتتصاعد الحرب مع وقوع مجازر على الجانبين.
صورة من: Reuters
2013 – دعم إيران وحزب الله للأسد واتهام نظامه باستخدام السلاح الكيماوي
ساعد حزب الله اللبناني الأسد على تحقيق النصر في القُصَير ليوقف زخم المعارضة ويظهر الدور المتزايد للجماعة المدعومة من إيران في الصراع. حددت واشنطن استخدام الأسلحة الكيميائية كخط أحمر، لكن هجوما بغاز السارين [كما في الصورة هنا] على الغوطة الشرقية التي سيطرت عليها المعارضة قرب دمشق أودى بحياة عشرات المدنيين دون أن يثير ردا عسكريا أمريكيا.
صورة من: Reuters
2014 - استسلام مقاتلي المعارضة في حمص القديمة
سيطر تنظيم الدولة الإسلامية فجأة على الرقة بالشمال الشرقي وعلى مساحات بسوريا والعراق. استسلم مقاتلو المعارضة [نرى بعضهم في الصورة] بحمص القديمة ووافقوا على المغادرة لمنطقة أخرى بأول هزيمة كبيرة لهم بمنطقة حضرية كبرى وهذا مهد لاتفاقات "إخلاء" بعد ذلك. شكلت واشنطن تحالفا ضد تنظيم الدولة الإسلامية وبدأت بتنفيذ ضربات جوية مما ساعد القوات الكردية على وقف مد التنظيم لكنه تسبب بتوترات مع حليفتها تركيا.
صورة من: Salah Al-Ashkar/AFP/Getty Images
2015 - اكتساب المعارضة أراضيَ في إدلب ودعم روسيا للأسد
بفضل تحسين التعاون والحصول على الأسلحة من الخارج تمكنت الجماعات المعارضة من كسب المزيد من الأراضي والسيطرة على شمال غرب إدلب، لكن بات للمسلحين الإسلاميين دور أكبر. انضمت روسيا إلى الحرب لدعم الأسد بشن غارات جوية حولت دفة الصراع لصالح رئيس النظام السوري لسنوات لاحقة.
صورة من: Reuters/K. Ashawi
2016 - هزيمة المعارضة في حلب على أيدي قوات الأسد وحلفائه
مع قلقها من تقدم الأكراد على الحدود شنت تركيا عملية توغل مع جماعات معارضة متحالفة معها مما أدى لإقامة منطقة جديدة تحت السيطرة التركية. تمكن الجيش السوري وحلفاؤه من هزيمة المعارضة في حلب، وهو ما اعتبر آنذاك أكبر انتصار للأسد في الحرب. انفصلت جبهة النصرة عن تنظيم القاعدة وبدأت محاولة تقديم نفسها في صورة معتدلة، فأطلقت على نفسها سلسلة من الأسماء الجديدة قبل أن تستقر في النهاية على هيئة تحرير الشام.
صورة من: picture-alliance/AA/E. Leys
2017 - هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في الرقة
تمكنت قوات مدعومة من الولايات المتحدة بقيادة الأكراد [هنا في الصورة] من هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في الرقة. وانتهى هذا الهجوم وهجوم آخر شنه الجيش السوري بطرد هذا التنظيم المتطرف من كل الأراضي تقريبا التي استولى عليها.
صورة من: Reuters/G. Tomasevic
2018 - استعادة الأسد للغوطة الشرقية ودرعا
استعاد الجيش السوري الغوطة الشرقية قبل أن يستعيد سريعا جيوبا أخرى للمعارضة في وسط سوريا ثم درعا معقلها الجنوبي. وأعلن الجيش الحكومي خروج جميع فصائل المعارضة من منطقة الغوطة الشرقية بعد نحو شهرين من هجوم عنيف على هذه المنطقة التي كانت معقلاً للمعارضة.
صورة من: Getty Images/AFP/L. Beshara
2019 - فقدان تنظيم الدولة الإسلامية آخر معاقله في سوريا
فقد تنظيم الدولة الإسلامية آخر معاقله في سوريا. وقررت الولايات المتحدة إبقاء بعض قواتها في البلاد لدعم حلفائها الأكراد. وبإعلانها السيطرة على آخر معاقله في سوريا طوت قوات سوريا الديمقراطية نحو خمس سنوات من "الخلافة" المزعومة لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). ورحب زعماء العالم بـ"تحرير" منطقة الباغوز مؤكدين على مواصلة "اليقظة" تجاه خطر التنظيم.
ساندت روسيا هجوما لقوات النظام السوري انتهى بتفاهمات روسية تركية ايرانية ليتجمد القتال عند معظم خطوط المواجهة. وسيطر الأسد على جل الأراضي وجميع المدن الرئيسية ليبدو أنه قد رسخ حكمه. وسيطر المعارضون على الشمال الغربي فيما سيطرت قوة مدعومة من تركيا على شريط حدودي. وسيطرت القوات التي يقودها الأكراد على الشمال الشرقي.
2023 - تقليص وجود إيران وحزب الله في سوريا وتقويض سيطرة الأسد
وقع هجوم حركة حماس الارهابي غير المسبوق على إسرائيل في السابع من أكتوبر / تشرين الأول ليندلع قتال بين إسرائيل وحزب الله اللبناني أدى في نهاية المطاف إلى تقليص وجود الجماعة في سوريا وتقويض سيطرة الأسد. في الصورة: قصف مبنى بالقرب من السفارة الإيرانية في دمشق منسوب لإسرائيل عام 2024.
صورة من: Firas Makdesi/REUTERS
2024 - سقوط نظام الأسد وحكم حزب البعث في سوريا 08 / 12 / 2024
شنت المعارضة هجوما جديدا على حلب. ومع تركيز حلفاء الأسد على مناطق أخرى، ينهار الجيش سريعا. وبعد ثمانية أيام من سقوط حلب استولى المعارضون على معظم المدن الكبرى من بينها دمشق ليسقط حكم الأسد في تاريخ الثامن من ديسمبر / كانون الأول 2024. الصورة من دمشق في تاريخ 08 / 12 / 2024 من الاحتفالات الشعبية بالإطاحة بنظام الأسد. إعداد: علي المخلافي