Fünf Jahre Irak-Krieg und keine Ende in Sicht
١٨ مارس ٢٠٠٨بعد مضي 5 سنوات على الغزو الأمريكي للعراق، لا يزال هناك أربعة ملايين عراقي يرغبون في النزوح من وطنهم، على الرغم من التقارير التي تشير تحسن الوضع الأمني هناك. وتبعاً لاستطلاع للرأي أجرته أربع محطات إخبارية هي القناة الإخبارية الألمانية الأولى آه.ار.دي ARD بالتعاون مع قناة البي.بي.سيBBC والآه.بي.سيABC وان.ها.كا NHK ، تبين أن لدى 18 بالمائة من العراقيين مخططاً واضحاً للهجرة وأن أكثر من مليوني عراقي يعيشون بالفعل في المهجر منذ بدء الحرب ، خاصة في سوريا والأردن.
تأتي نتائج هذا الاستطلاع في الوقت الذي يقوم فيه نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني بزيارة غير معلنة إلى العراق، حيث يلتقي بعدد من ضباط جيش بلاده وأعضاء من الحكومة العراقية في إطار البحث في آخر المستجدات الأمنية والسياسية هناك. ويذكر أن المرشح الجمهوري جون ماكين قد بدء جولة مماثلة يوم الأحد الماضي.
الإحباط والشك والكره
وحسبما أورد الاستطلاع، فإن 55 بالمائة من العراقيين يرون أن الوضع الأمني في المناطق التي يقطنوها أصبح أفضل نسبياً مما كان عليه في العام المنصرم، بالإضافة إلى أن أكثر من نصف العراقيين يعتقدون أن السنة المقبلة ستحمل معها بعض الاستتباب الأمني. ومقارنة بنتائج استطلاع مماثل أجري في العام الماضي، يعلق آرند هينتسه، القائم على هذا الاستطلاع قائلاً: "هذا التغيّر في الرأي لدى العراقيين يعكس بوضوح مدى الإحباط والشك والكره الذي يتملك العراقيين إزاء قوات الاحتلال".
وإذا ما تعلق الأمر بقوات الاحتلال الأمريكي، فقد أوردت الدراسة تغييرات طفيفة جديدة، حيث يرى 4 بالمائة من الشعب العراقي فقط أن تراجع العنف مرده إلى جهود الجنود الأجانب. وبالمجمل العام، فإن عراقي واحد من خمسة شملهم الاستطلاع يمنح ثقته للقوات الأمريكية.
انسحاب مشروط لجيش الاحتلال
وعلى الرغم من ذلك كله، فإن 38 بالمائة فقط من الشعب العراقي ترى ضرورة انسحاب فوري لقوات الاحتلال . بينما ترى الغالبية أن هذا الانسحاب يجب أن يكون مشروطاً ومحضراً له مسبقاً لتجنب الوقوع في فراغ في السلطة أو في أتون حرب أهلية في ظل خطر الفصائل المسلحة أو تهديد بلاد الجوار، على حد قول هينتسه.
إلا أن الشعب العراقي أجمع على أنه على الولايات المتحدة الأمريكية أن تتحمل مسؤولياتها تجاه العراق بعد الانسحاب منه، فيما يتمثل بجهود إعادة الإعمار واجتثاث تنظيم القاعدة من العراق وضمان الأمن مع إيران وتركيا. وعلى ضوء ما سبق، يقيّم هينتسه آراء العراقيين قائلاً إن إجماع العراقيين على هذا الرأي ليس سببه أحكامهم المسبقة على الولايات المتحدة وإنما قناعتهم بأن على المحتل إزالة الدمار الذي تسبب فيه.
المنظمات الإنسانية ترى أن الأوضاع في العراق "مزرية"
إلا أن منظمة العفو الدولية كان لها رأي أخر، فهي لا ترى أي تحسن يذكر لوضع المواطن العراقي، بل على العكس، فقد كان العراقيون في رأيها ينعمون بأمان أكثر في زمن نظام صدام حسين. وفي هذا الإطار يقول مالكوم سمارت، مدير قسم الشرق الأوسط في المنظمة: " صحيح أن نظام صدام كان مثالاً صارخاً لانتهاك حقوق الإنسان، إلا أن سقوطه لم يجلب للعراقيين ما كانوا يصبون إليه". ويستعرض التقرير الذي أصدرته المنظمة بمناسبة العام الخامس لبدء الاحتلال والذي يحمل عنوان "مذابح وخيبة أمل" المذابح التي قامت بها مجموعات مسلحة والتعذيب الذي يلقاه العراقيون على يد قوات الأمن العراقية والأمريكية.
ويرى تقرير منظمة الصليب الأحمر الدولية الصادر في جنيف أن الوضع في العراق مازال سيئاً. فعلى الرغم من استتباب الأمن في بعض المناطق من البلاد، إلا أن ملايين العراقيين مازالوا يعيشون في أوضاع مزرية ومازالوا متروكين وحدهم لمواجهة مصيرهم المجهول. ومنذ عام 2003 سجلت المنظمة وفاة أكثر من 2200 طبيب وممرضة وخطف ما يناهز 250 شخصاً يعملون في هذا المجال. الأمر الذي دفع بأكثر من 20 ألف طبيب لمغادرة العراق.