تحسن جودة الهواء بالاتحاد الأوروبي وتحديات تواجه مناطق أخرى
٢٢ فبراير ٢٠٢٥
تحسّنت جودة الهواء في العديد من الدول المتقدمة على مر السنين، لكن ماذا عن بقية العالم؟ العديد من الدول النامية تواجه تحديات كبيرة فكيف يمكننا تسريع الوصول إلى هواء أنظف قبل فوات الأوان؟
مع التراجع الكبير في استخدام الفحم في الغرب، شهدت هذه الانبعاثات انخفاضًا صورة من: K. Fitzmaurice-Brown/blickwinkel/picture alliance
إعلان
نشرت مجلة "Our World in Data" مقالًا استعرضت فيه جودة الهواء في دول ذات دخل مرتفع ومتوسط، حيث تبين أن الدول الغربية أصبحت تتنفس هواء أنظف من أي وقت مضى منذ بداية التحضر، وفقًا لما نقله موقع Good News Network. وتركز المقالة على غازين ملوثين أساسيين: ثاني أكسيد الكبريت (SO2) وأكسيد النيتروجين (NOx)، اللذان ينبعثان من حرق الفحم ومحركات السيارات.
ويؤدي تدهور جودة الهواء إلى فقدان ملايين السنين من الحياة بسبب أمراض التنفس والقلب. انبعاثات ثاني أكسيد الكبريت تنتج أساسًا من حرق الفحم في المناطق الحضرية. ومع التراجع الكبير في استخدام الفحم في الغرب، شهدت هذه الانبعاثات انخفاضًا ملحوظًا. بينما لا تزال الدول ذات الدخل المتوسط مثل الصين والهند تعتمد بشكل كبير على الفحم لتوليد الكهرباء، ولكن هناك أمل في تحسن الوضع البيئي هناك أيضًا.
على الرغم من انخفاض استهلاك الفحم في المملكة المتحدة،تقدم الولايات المتحدة والصين أمثلة على كيفية التعامل مع انبعاثات الكبريت من محطات الفحم. على سبيل المثال، في عام 1990، أطلقت الولايات المتحدة مخططًا لتنظيم انبعاثات ثاني أكسيد الكبريت، مما أجبر محطات الفحم على استخدام تقنيات لتقليل الانبعاثات أو دفع غرامات. أدت هذه الاستراتيجية إلى تقليل الانبعاثات بشكل كبير، حيث انخفضت بنسبة تقارب 80% بحلول عام 2010.
تحديات تلوث الهواء في الدول النامية
وفي المقابل، تعاني العديد من المدن في الدول النامية مثل دلهي ودكا وأكرا من تلوث هواء شديد، مما يؤدي إلى ملايين الوفيات المبكرة سنويًا بسبب تأثيره الكبير على الصحة. وفقًا لموقع Our World in Data، تشير التوقعات إلى أن الدول النامية قد تستغرق مئات السنين لتحقيق نفس المستوى من التحسن في جودة الهواء الذي شهدته الدول المتقدمة.
إعلان
ورغم أن تحسن جودة الهواء سيحدث بشكل تدريجي في جميع الدول، فإن الدول النامية تواجه تحديات إضافية قد تجعل هذا التحول يستغرق وقتًا أطول. اليوم، لدينا تقنيات متطورة وفهم أعمق لكيفية معالجة تلوث الهواء مقارنة بالماضي. وإذا اعتمدت الدول السياسات والتدخلات المناسبة، فإنها يمكن أن تسرع هذه العملية بشكل كبير. ومن خلال النظر في كيفية تحسين جودة الهواء في دول مثل المملكة المتحدة والولايات المتحدة، يمكن للدول الأخرى تعلم طرق أكثر فعالية لتحقيق نفس التحسن بشكل أسرع.
فيما نشرموقع curia rationum تقريرًا يشير إلى أنه في العقدين الماضيين، شهدت انبعاثاتتلوث الهواء انخفاضًا ملحوظًا، مما ساهم بشكل كبير في تحسين جودة الهواء. بين عامي 2005 و2022، تراجعت الوفيات المرتبطة بالجسيمات الدقيقة (PM2.5) في الاتحاد الأوروبي بنسبة 45%، مما يقرّب الاتحاد الأوروبي من تحقيق هدف خفض الانبعاثات بنسبة 55% بحلول عام 2030، وفقًا لخطة عمل "صفر تلوث". ورغم هذا التحسن، يظل تلوث الهواء يشكل أكبر تهديد بيئي يؤثر على الصحة في أوربا. .
ن.ف.د
خمس مدن ألمانية وخطط لتنظيف هوائها
كيف يمكن أن يصبح الهواء في ألمانيا أكثر نظافة؟ والسؤال الأهم: هل من الممكن تحقيق ذلك دون فرض حظر على محركات الديزل؟ تطرح خمس مدن ألمانية خططاً لتحقيق ذلك، نعرضها في هذه السلسلة المصورة.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Kusch
اقتداءً بعاصمة الدنمارك كوبنهاغن، تخطط مدينتا رويتلنغن وإيسن الألمانيتان لإنشاء مسارات للدراجات الهوائية عبر المدينة. وقال الخبير كريستيان هوخفيلد من شركة "آغورا" إن التوسع في شبكة طرق الدراجات "طال انتظاره". وأضاف: "نلاحظ أن الناس يميلون لاستخدام دراجاتهم، غير أن مواقف السيارات تشغل مساحة أكبر من مسارات الدراجات".
صورة من: picture alliance/ecomedia/Robert B. Fishman
تخطط أربع مدن ألمانية أصل خمس لتخفيض رسوم تذاكر وسائل النقل العام. سيتضمن المشروع التجريبي في بون ورويتلنغن بطاقات سنوية مقابل 365 يورو، أي يورو واحداً في اليوم. كما تخطط مانهايم وهيرنبرغ لتخفيض أسعار التذاكر الفردية والمتعددة والموسمية. وفيما يتعلق بذلك، قال الخبير هوخفيلد: "إن وسائل النقل العام الرخيصة هي الطريق الصحيح للتقدم، ولكن لا بد من ضمان الجودة".
صورة من: picture-alliance/dpa/W. Moucha
كم سيكون من الممتع أن لا تضطر للانتظار مطولاً في محطة الحافلات وأن تصل لتجد الحافلة التالية مباشرة! تسعى مدينة بون لتكثيف خطوط الحافلات على مدار الساعة، لجعل فترات الانتظار في المحطة أقصر. سيكون الأمر مماثلاً في رويتلنغين. وبحسب هوخفيلد: "هذا سيجعل الناس يتجهون إلى وسائل النقل العام".
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Pleul
نعلم جميعاً أن الكثير من محطات الحافلات قد تكون بعيدة عن مكان السكن أو الوجهة المقصودة، ولذلك قد نفضل الذهاب بالسيارة. لهذا تخطط مدينة رويتلنغن لإنشاء شبكة حافلات جديدة للمدينة تضم 10 خطوط جديدة.
صورة من: picture-alliance/Arco Images/Schoening Berlin
إنشاء ممرات حافلات إضافية في هيرنبرغ من شأنه أن يشجع الناس على التنقل بالحافلة، خصوصاً عند عبورها بينما تسير باقي السيارات ببطء أو تنتظر خلو الطريق. يقول الخبير هوخفيلد: "يجب أن تكون الأسبقية لـ40 شخص موجودين في الحافلة على شخص واحد في السيارة".
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Zinken
إشارات المرور قد تكون ثقيلة على أعصاب السائقين، والبيئة أيضاً، إذ تستهلك السيارة عند تشغيلها الكثير من الوقود فتصدر العديد من غازات العادم. تخطط هيرنبرغ لتحقيق سيطرة ديناميكية على إشارات المرور لتسهيل حركة السير.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Reinhardt
تقوم مدينة مانهايم بإنشاء "مركز مصغر" يضم نقطة شحن تُحمل فيها الطرود من الشاحنات مباشرة إلى الدراجات الإلكترونية. وبذلك ينخفض عدد الشاحنات التي تدخل وسط المدينة.
صورة من: picture-alliance/dpa/T. Hase
تخفض الحافلات الهجينة، التي ربما قد صادفتها تتجول في مدينة كولونيا أوغيرها، من انبعاثات الغازات الملوثة. وترغب مدينة مانهايم الآن بشراء حافلات هجينة من فئة (Euro-6) لتخفيض الانبعاثات في مركز المدينة. بريجيت أوستراث/ ريم ضوا