تحطم طائرة حربية في حلب والمعارضة المسلحة "لن تستسلم"
٣ ديسمبر ٢٠١٦
تحطمت طائرة حربية سورية في حلب وقُتل طاقمها. وفيما أكدت موسكو استعدادها للتحادث مع واشنطن على انسحاب مقاتلي المعارضة، رد المقاتلون بأنهم "لن يستسلموا". ومسؤولة رفيعة في الاتحاد الأوروبي تقول إن سقوط حلب لن ينهي الحرب.
إعلان
تحطمت صباح اليوم السبت (الثالث من كانون الأول/ ديسمبر 2016) طائرة حربية تابعة للقوات الحكومية السورية فوق حي قاضي عسكر في حلب الشرقية. ولم يصدر بيان رسمي بشأن هذا الحادث. وذكرت مصادر إعلامية مقربة من القوات الحكومية لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) أن الطائرة تحطمت نتيجة عطل فني وهي من نوع "لام 39" وسقطت قرب مستشفى العيون في حي قاضي عسكر، ما أدى إلى تدميرها بالكامل. وأكدت المصادر مقتل طاقم الطائرة المؤلف من ثلاثة أشخاص وهم ضابطان برتبة رائد ونقيب إضافة إلى رامي رشاش. وتُعرف الطائرة (لام 39) بأنها تدريبية ويتم استخدامها في الحرب الدائرة في سوريا في إطلاق النيران من الجو عبر رشاش ثقيل. في حين أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم السبت بمقتل الطيارين في صفوف سلاح الجو التابع لنظام بشار الأسد، إثر سقوط طائرتهما فوق مدينة حلب.
من جانبها، قالت فيدريكا موغيريني مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي اليوم السبت إنها مقتنعة بأن سقوط المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة من حلب في يد الحكومة لن ينهي الحرب في سوريا. وأضافت خلال نقاش في مؤتمر في روما عن الحرب شارك فيه ستافان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا "أنا مقتنعة أن سقوط حلب لن ينهي الحرب".
من جانبه، قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا اليوم السبت إنه يأمل في التوصل إلى "صيغة ما" لتجنب "معركة رهيبة" في حلب حيث تحقق القوات الحكومية وحلفاؤها مكاسب في هجوم يهدف إلى استعادة السيطرة على المدينة بأكملها من يد مقاتلي المعارضة. وأشار دي ميستورا إلى أن المعركة للسيطرة على حلب لن تستمر لمدة أطول من ذلك وقال: "الحقيقة هي أن حلب لن تصمد طويلا". وأضاف "كنت أشعر أنها ستكون معركة رهيبة ستنتهي بحلول احتفالات عيد الميلاد ورأس السنة. أتمنى ألا تقع المعركة وأن تكون هناك صيغة ما"..
من جهته، كشف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم السبت، أن التعامل بين العسكريين الروس والأمريكيين مقصور على أمر واحد يتعلق بتجنب الحوادث الجوية في سوريا، طبقا للاتفاق الذي تم التوصل إليه منذ عام، وعدا ذلك لا يوجد أي تنسيق بين روسيا والولايات المتحدة.
وأشار لافروف إلى ضرورة تحديد فترة زمنية محددة لحل الوضع في مدينة حلب، وأيضا تحديد مواعيد دقيقة لانسحاب المسلحين من هذه المدينة السورية. وحول لقاء الخبراء الروس والأمريكيين الأسبوع الماضي قال لافروف إن اللقاء ركز على حل الأزمة في شرقي حلب.
وفي رد على الطلب الروسي بالانسحاب، قال مسؤول في المعارضة السورية إن قادة مقاتلي المعارضة لن يسلموا شرق حلب لقوات النظام السوري. وجاء ذلك بعد أن قالت روسيا إنها على استعداد لإجراء محادثات مع الولايات المتحدة بشأن انسحاب كل مقاتلي المعارضة من المنطقة. وقال زكريا ملاحفجي رئيس المكتب السياسي لتجمع "فاستقم" الموجود في حلب متحدثا من تركيا إنه سأل الفصائل وقالت إنها لن تستسلم. وتابع أن القادة العسكريين في حلب قالوا "نحن ما نترك المدينة". وأضاف أن القادة العسكريين قالوا إنه ليست هناك مشكلة مع "ممرات إنسانية لخروج المدنيين... بس نحن ما نترك مدينتنا".
ع.م/ ع.ج (د ب أ ، رويترز)
حلب تئن تحت القصف والجوع ـ كارثة إنسانية بامتياز
فر آلاف الأشخاص من الأحياء التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في شرق حلب. وتفيد الأمم المتحدة أن الوضع الإنساني بات كارثيا هناك، وحثت على وقف العمليات الحربية لإيصال المساعدات الضرورية، كما طالبت بتوفير الحماية للمدنيين.
صورة من: Getty Images/AFP/G. Ourfalian
حذرت الأمم المتحدة من وضع "مخيف" في أحياء حلب الشرقية بعدما دفع التقدم السريع لقوات النظام على حساب الفصائل المعارضة أكثر من 20 ألف مدني إلى الفرار من شرق المدينة. وفي خسارة هي الأكبر منذ سيطرتها على شرق المدينة في 2012، فقدت الفصائل المعارضة الاثنين كامل القطاع الشمالي من الأحياء الشرقية.
صورة من: picture-alliance/AA
دعا بريتا حاجي حسن، رئيس المجلس المحلي للمناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة، في حلب المجتمع الدولي والحكومة السورية لفتح ممر آمن لمساعدة المدنيين على مغادرة المدينة المحاصرة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الحكومة السورية اعتقلت المئات من الأشخاص الذين اضطروا للهرب من المناطق التي تسيطر عليه المعارضة في شرق المدينة.
صورة من: picture alliance/abaca/J. al Rifai
أعرب رئيس العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة ستيفن اوبراين عن "غاية القلق على مصير المدنيين بسبب الوضع المقلق والمخيف في مدينة حلب". كما كشفت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن نحو 20 ألف شخص فروا من مناطق شرق حلب خلال الأيام الثلاثة الماضية. وشاهد مراسلون دوليون في شرق حلب عشرات العائلات، معظم أفرادها من النساء والأطفال، تصل تباعاً سيراً على الأقدام.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي بتينا لوشر قالت في جنيف إن المدنيين في شرق حلب يواجهون ظروفاً "رهيبة" واصفة الوضع بأنه "انحدار بطيء نحو الجحيم". ويعاني أفراد العائلات الفارة، ومعظمهم من النساء والأطفال، من الإرهاق والبرد الشديد والجوع، حتى أن بعضهم ليس بحوزته المال لشراء الطعام.
صورة من: REUTERS/A. Ismail
مشاهد الدمار تظهر في كل مكان في شرق حلب حيث أعلن جهاز الدفاع المدني نفاذ كامل مخزونه من الوقود، ودعا جميع "المنظمات الإنسانية والإغاثة والطبيّة التدخل السريع لوقف الكارثة الإنسانية التي يعيشها المدنيون". ويصطف الناس للحصول على شيء من الماء الذي تنقله حاويات.
صورة من: REUTERS/A. Ismail
غداة توجيه الأمم المتحدة نداء عاجلاً إلى الأطراف المتحاربة لوقف قصف المدنيين في شرق حلب، طالب وزير الخارجية الفرنسي الثلاثاء (29 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016) مجلس الأمن الدولي بعقد اجتماع "فوراً" من أجل "النظر في الوضع في هذه المدينة الشهيدة وبحث سبل تقديم الإغاثة لسكانها". ولا يبقى في مقدور مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا سوى المناداة والتحذير دون نتيجة.
صورة من: Getty Images/AFP/L. Beshara
في ظل عجز دولي كامل إزاء إيجاد حلول لتسوية النزاع المستمر منذ أكثر من خمس سنوات في سوريا، يبقى الأطفال السوريون الضحية الأولى التي تدفع الثمن بالموت أو الجوع والتشرد، علماً أن الأمم المتحدة أعربت عن "غاية القلق على مصير المدنيين بسبب الوضع المخيف في مدينة حلب"، وتحدثت عن توقف عمل جميع المستشفيات و"استنفاد شبه تام للمخزون الغذائي".
صورة من: Reuters/A. Ismail
قُتل 21 مدنياً، بينهم طفلان الأربعاء في قصف مدفعي لقوات النظام السوري استهدف الأحياء الشرقية في حلب، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، في حين أفادت وكالة الأنباء السورية عن ثمانية قتلى بينهم طفلان في الأحياء الغربية. وأشار المرصد إلى إصابة العشرات في القصف المدفعي الذي استهدف حي جب القبة الذي يقع تحت سيطرة الفصائل المقاتلة في شرق حلب.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Alhabi
وتبذل جمعية "الخوذ البيضاء" قصارى جهدها لانتشال ضحايا القصف. وكان عدد سكان شرق حلب قبل بدء الهجوم حوالي 250 ألفاً يعيشون في ظل حصار خانق تفرضه القوات النظامية منذ تموز/يوليو الماضي، ويعانون من نقص حاد في الغذاء والكهرباء والأدوية. وتظهر حلب حالياً وكأنها - في بعض أجزائها - مدينة أشباح يسودها الدمار.
صورة من: Getty Images/AFP/K. Al-Masri
أعلن التحالف العسكري الذي يدعم الحكومة السورية أن الجيش السوري وحلفاءه يهدفون لانتزاع السيطرة على شرق حلب بالكامل من أيدي المعارضة المسلحة قبل تسلم الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب السلطة في يناير/ كانون الثاني المقبل، ملتزمين بجدول زمني تؤيده روسيا.