تحقيقات جنائية "دقيقة" في ملابسات أكبر حرائق تشهدها فرنسا
٧ أغسطس ٢٠٢٢
أُنشئت خلية استقصائية في فرنسا، لكشف ملابسات الحرائق التي عمّت الجنوب الغربي من البلاد وذلك عبر "منهجية الاستدلال الجنائي العلمي" ووصفت بأنها "في غاية الدقة"، للكشف عن نقطة الصفر التي انطلق منها الحريق لتحديد أسبابه.
إعلان
عقب الحرائق التي اجتاحت فرنسا، تقوم مجموعة مؤلّفة من عناصر من الدرك والإطفاء وحرس الغابات بعمل في غاية الدقّة للتحقيق في أسباب هذه الكوارث، مطبّقة "منهجية الاستدلال الجنائي العلمي"، بحثا عن أصغر الأدلّة وشهادات قيّمة.
وشهدت فرنسا منذ حزيران/يونيو ثلاث موجات من الحرّ الشديد وهي ترزح في الوقت عينه تحت وطأة جفاف لا سابق له وتجتاحها حرائق عدّة (أتت على حوالى 21 ألف هكتار في الجنوب الغربي). وبحسب المكتب الوطني للإحصاءات، تسعة حرائق من أصل عشرة بشرية المصدر وثلاثة من كلّ عشرة في المعدّل هي متعمّدة.
في جنيراك في الجنوب، يحيط عناصر من الخليّة الإقليمية للاستقصاء عن أسباب الحرائق وملابساتها "ار سي سي اي" بستراتهم الفاقعة اللون في منطقة متفحّمة طوّقت بشريط أحمر وأصفر.
يتقدّمون بخطى بطيئة لمعاينة الأرض المحروقة وينصبون أعلاماً حمراء لتحديد مسار انتشار النيران وأخرى صفراء تدلّ على مسارها التراجعي.
وتشير رايات بيضاء صغيرة إلى آثار مرور بشر في الموقع، مثل آثار الخطى.
وكما الحال في "مسرح جريمة"، يقومون بـ"تمشيط الموقع" و"نصب علامات فيه"، بحثا عن "أيّ عنصر من شأنه استجلاء مصدر النيران"، على ما يقول باسكال سبيرانديو من مديرية الدرك في نيم (الجنوب) العضو في هذه الخليّة الاستقصائية.
مراسلون - التغير المناخي: أول مفوض لشؤون الحر في أوروبا
12:36
ويوضح الرئيس المعاون لهذه الوحدة كريستوف بين وهو من منطقة فار في جنوب شرق فرنسا ويعمل في كلّ مواقع الحرائق "المجهولة أو المشبوهة المصدر" أن "دورنا يقضي بكشف الموقع المحدّد الذي انطلق منه الحريق".
وقبل وصول الفريق إلى المكان، يتولّى الإطفائيون "تجميد الموقع"، أي إخماد النيران "بتدفّقات مائية متشتّتة" لعدم القضاء على أدلّة محتملة، بحسب ما يوضح الكولونيل غريغوري أليون رئيس الاتحاد الوطني لعناصر الإسعاف - الإطفاء في فرنسا.
ويتمّ استدعاء عناصر "ار سي سي اي"فور الإبلاغ عن حريق لتحديد موقع انطلاقه. ويكشف كريستوف بين "نضع رايات على مساحة كبيرة نسبيا تشكّل نقطة الانطلاق قبل أن تنحسر مع تقدّم التحقيق. والعام الماضي عندما كنّا نعمل على حريق غونفارون، بدأنا مع 2300 متر مربع قبل الانتهاء بأقلّ من 20 مترا مربعا".
ويبحث العناصر خصوصا عن بقايا السجائر التي قد تتسبب في حريق عرضي أو آثار وقود تشير من جانبها إلى الفرضية الإجرامية.
وبالإضافة إلى الأدلّة التي يستجمعونها من الميدان، يلجأ عناصر التحقيق إلى شهادات سكان المنطقة والمتجوّلين فيها.
عندما يكون السبب بشري
يقول كريستوف بين الذي يرتدي خلال قيامه بمهمته هذه سترة تحمل اسم "ار سي سي اي" إنه "عندما نكشف أننا نُعنى بالطبيعة ومكافحة الحرائق، لا يتوانى الناس عن مقاربتنا، أكثر مما إذا كنّا بزيّ الدرك الرسمي".
وبعد حريق اندلع بداية الأسبوع في غاجان في الجنوب، أوقفت ربّة منزل بعدما رآها شهود قرب الموقع. وفي بون-سانت-اسبري في المنطقة عينها، أوقف طفلان في العاشرة والثانية عشرة بناء على شهادات من السكان.
وكلّ سنة، تكتشف وحدة التقصّي في فار عوامل قد تتسبب لاحقا بحرائق تسجّل كلّها في قاعدة بيانات عناصر "ار سي سي اي" وحدهم مخوّلون النفاذ إليها لعدم "نشر أفكار سيئة".
ألمانيا تواجه تأثيرات التغير المناخي
03:19
This browser does not support the video element.
وتدّل مثلا العديد من الحرائق التي انطلقت من الموقع عينه على فرضية إجرامية.
ويقول كريستوف بين "الأشخاص الذين يشعلون النيران في الأحراج يميلون إلى القيام بفعلتهم مرّات عدّة. وعندما يتبيّن لنا أن النار اندلعت مرات عدّة في الموقع عينه في الوقت عينه، نصنّف الحريق على أنه متعمّد".
وتقدّم خدمة "ار سي سي اي" تقريرها إلى المدّعي العام في الجمهورية الذي يكلّف الدرك أو الشرطة بالتحقيق مع المشتبه بهم.
و.ب/م.س (أ ف ب)
تغير المناخ: موجات حر وفيضانات وجفاف في مختلف أنحاء العالم
أدت أزمة المناخ إلى مضاعفة خطر تغيرات الطقس في جميع أنحاء العالم. وقد تسببت التقلبات الموسمية غير المنتظمة في حدوث فيضانات وحرائق غابات وموجات حر وجفاف على نطاق غير مسبوق.
صورة من: /Service Communication-Protocole SDIS 33/AP/dpa/picture alliance
موجة حرّ شديدة في أوروبا
تسببت درجات الحرارة الحارقة في حدوث حرائق غابات في العديد من البلدان. قال مسؤولون محليون إن حريقا في إسبانيا أدى حتى الآن إلى إحراق ما لا يقل عن 4 آلاف هكتار من الأراضي. كما أبلغت إيطاليا وكرواتيا وفرنسا والبرتغال عن حرائق غابات مرتبطة بارتفاع درجات الحرارة هذا الأسبوع. فيما قال علماء إن موجات الحر أصبحت أكثر تواتراً وشدة بسبب تغير المناخ.
صورة من: Eduardo Sanz/Europa Press/abaca/picture alliance
فيضانات سيدني
جلبت بداية شهر تموز/ يوليو المجموعة الرابعة من الفيضانات خلال 18 شهرا إلى ولاية نيو ساوث ويلز الأسترالية. وتأثرت منطقة سيدني الكبرى بشكل خاص، حيث شهدت تساقط أمطار غزيرة. وتحولت الطرق إلى أنهار مما أدى إلى إجلاء عشرات الآلاف من منازلهم.
صورة من: DEAN LEWINS/AAP/IMAGO
أمطار موسمية في باكستان
تضرب العواصف باكستان منذ منتصف حزيران/ يونيو، مما أسفر عن مقتل أكثر من 70 شخصا وإلحاق أضرار بالمنازل والطرق والجسور ومحطات الطاقة. وقال وزير التغير المناخي إن الأمطار الأخيرة كانت أغزر بنسبة 87 في المائة من متوسط هطول الأمطار وإن باكستان يجب أن تكون مستعدة لمواجهة المزيد من الفيضانات حيث يتسبب ارتفاع درجات الحرارة في ذوبان الأنهار الجليدية في البلاد بشكل أسرع.
صورة من: Baluchistan Rescue Department/AP/picture alliance
قيود على المياه في إيطاليا
بعد هطول أمطار شتوية شحيحة وشهور من الجفاف، أعلنت الحكومة الإيطالية حالة الطوارئ في خمس مناطق ستستمر حتى نهاية العام. فيما فرضت بعض المدن والمناطق قيودا على استخدام المياه. وتعتبر أخطر أزمة مياه منذ 70 عاما في منطقة حوض (بو) في البلاد، وهي منطقة حيوية للزراعة والثروة الحيوانية في إيطاليا.
صورة من: Luca Bruno/AP/picture alliance
حرائق الغابات في الولايات المتحدة
حتى قبل بدء موسم حرائق الغابات في الولايات المتحدة رسميا، اشتعلت النيران في أجزاء من البلاد. إذ اندلع حريق في شمال كاليفورنيا في بداية يوليو / تموز وتضاعف حجمه بين عشية وضحاها مما أدى إلى إجلاء مئات الأشخاص.
صورة من: Noah Berger/AP Photo/picture alliance
موجة حر في الصين
تعاني الصين من أسوأ موجة حر منذ عقود. ضربت الحرارة الحارقة أجزاء من البلاد في شهري حزيران/ يونيو وتموز/ يوليو، ومع ارتفاع الطلب لتشغيل أجهزة تكييف الهواء سجل الحمل على شبكات الكهرباء أرقاما قياسية. في غضون ذلك، عانت عدة مناطق جنوبية من أمطار غزيرة وفيضانات. ويعود السبب في ذلك إلى التغير المناخي.
صورة من: Mark Schiefelbein/AP Photo/picture alliance
انهيارات الأرضية في شمال شرق البرازيل
تسببت الانهيارات الأرضية والفيضانات في أعقاب الأمطار الغزيرة في القضاء على المساكن في ولاية بيرنامبوكو شمال شرق البرازيل في أيار/ مايو، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 100 شخص. فالأحياء الفقيرة المبنية على سفوح التلال معرضة لمثل هذه الكوارث ويقول الخبراء إن تغير المناخ يساهم في زيادة هطول الأمطار.
صورة من: Lucio Tavora/Xinhua/picture alliance
جنوب أفريقيا أمطار غزيرة
في أبريل/ نيسان، ضربت أمطار غزيرة الساحل الشرقي لجنوب إفريقيا، مما تسبب في فيضانات وانهيارات أرضية أودت بحياة أكثر من 400 شخص ودمرت أكثر من 12 ألف منزل وأجبرت ما يقدر بنحو 40 ألف شخص على ترك منازلهم.
صورة من: ROGAN WARD/REUTERS
استمرار الجفاف في شرق إفريقيا
تشهد منطقة شرق إفريقيا واحدة من أسوأ حالات الجفاف منذ عقود. حوالي 20 مليون شخص يواجهون خطر المجاعة هذا العام بعدما فاقم تأخر موسم الأمطار جفافا حادا. يقول علماء إن الانخفاض في موسم الأمطار الربيعي، المرتبط بالمياه الأكثر دفئا في المحيط الهندي، يتسبب في هطول الأمطار بسرعة فوق المحيط قبل الوصول إلى اليابسة. أنا صوفي براندلن/ سارة شتيفن / ريم ضوا