تحقيق: أسلحة ألمانية في ليبيا رغم حظر التسليح الأممي
٢٤ يونيو ٢٠٢٠
رغم تمديد حظر التسليح الأممي لليبيا في مؤتمر برلين للسلام، كشف تحقيق صحفي استمرار إرسال معدات عسكرية ألمانية إلى ليبيا عبر أطراف متدخلة في النزاع، وعلى رأسها تركيا والإمارات.
وبحسب التحقيق المشترك الذي أنجزته القناة الألمانية الأولى مع صحيفة "شتيرن"، فقد تم إرسال معدات عسكرية من صناعة ثلاث شركات ألمانية وهي "مرسيدس" و"راينميتال" و"مان" إلى ليبيا وسلمتها عبر أطراف مشاركة في النزاع، وعلى رأسها تركيا والإمارات.
وبحسب وثائق وشهادات جمعها معدو التحقيق، فإن سفينة تحمل عربات عسكرية لشركة "مرسيدس" انطلقت من ميناء ميرسين في تركيا في كانون الثاني/يناير الماضي ومن ثم اختفت من الرادار مدة يومين قبل أن تظهر على بعد 25 كيلومتراً من ميناء طرابلس العاصمة.
وذكر التحقيق أن أنظمة دفاع جوي تستخدمها الإمارات في ليبيا مثبتة على عربات عسكرية من صنع شركة "مان" الألمانية، مشيراً إلى أن قذائف كانت تستخدمها قوات حفتر تشبه إلى حد كبير القذائف التي تصنعها شركة "راينميتال" والتي طالما صدرّتها الشركة إلى الإمارات.
"فضيحة"
لكن الشركات الألمانية الثلاث نفت لمعدي التحقيق إرسال معدات عسكرية إلى ليبيا وقالت إنها "تلتزم بجميع القوانين". أما وزارة الخارجية الألمانية فقالت "ليس هناك معلومات فيما إذا كانت الأسلحة المصنوعة في ألمانيا تستخدم في ليبيا".
إلا أن التحقيق ذكر أن الحكومة الاتحادية وافقت على صادرات أسلحة جديدة إلى تركيا والإمارات بقيمة أكثر من 20 مليون يورو، وذلك منذ انعقاد مؤتمر برلين بشأن ليبيا. ووصف خبير الشؤون الخارجية لحزب الخضر، أوميد نوريبور، سياسة الحكومة الاتحادية بشأن ليبيا بـ"نفاق مركّز"،وأضاف أن "أي طلقة" يتم إرسالها إلى ليبيا تمثل خرقاً للقانون الدولي. وتابع نوريبور أن حقيقة أن الحكومة الاتحادية "تنظر بعينيها" بينما دول أخرى مثل تركيا والإمارات "ترسل الأسلحة الألمانية إلى ليبيا" هي ببساطة "فضيحة".
وكان الاتحاد الأوروبي قد أطلق الشهر الماضي مهمة "إيريني"، ومقرها روما، لمراقبة تنفيذ حظر تدفق الأسلحة إلى ليبيا. جاء ذلك بعد أن اتفق القادة الدوليون على الإبقاء على حظر التسليح الأممي لليبيا خلال مؤتمر برلين للسلام في كانون الثاني/يناير.
م.ع.ح/خ.س
مهاجرون يباعون في "أسواق النخاسة" بليبيا
لا تقف معاناة المهاجرين الأفارقة عند إمكانية إخفاق محاولة وصولهم إلى أوروبا بطريقة غير شرعية عبر المتوسط. ففي حال القبض عليهم في ليبيا يكونون عرضة لعملية "تجارة حقيقية" بالبشر، بحسب تقرير لمنظمة الهجرة العالمية.
صورة من: Narciso Contreras, courtesy by Fondation Carmignac
مركز لإحتجاز مهاجرين أفارقة في ليبيا. تسيطر جهات متعددة على مراكز اللاجئين، بعضها يعود لسلطة إحدى الحكومات المتنازعة على السلطة في البلاد. وبعضها الآخر يقع تحت نفوذ ميلشيات مسلحة..ويتعرض المهاجرون لضروب من الاستغلال و"تجارة البشر".
صورة من: Narciso Contreras, courtesy by Fondation Carmignac
صورة تظهر وافدين محتجزين داخل أحد السجون في ليبيا، حيث يباع معظمهم في "أسواق عبيد" حقيقية بحسب ما كشف تقرير منظمة الهجرة العالمية، ومعظم المباعين هم من الأفارقة الذين يعبرون ليبيا بقصد السفر إلى أوروبا بطريقةٍ غير شرعية.
صورة من: Narciso Contreras, courtesy by Fondation Carmignac
مهاجر إفريقي يبدو محتجاً على وضعه. بحسب تقرير منظمة الهجرة العالمية، فإن المهاجرون يباعون بمبالغ تتراوح بين 200 و500 دولار، حيث يتم شراء مهاجر واستغلاله في العمل، ويكون المُشتري مسؤولاً عن الشخص بشكل كامل، في حين أن بعضهم قد ينجح بالهرب وبعضهم يفشل ليبقى عرضةً للاستغلال.
صورة من: Narciso Contreras, courtesy by Fondation Carmignac
بحسب شهادات "صادمة" لمهاجرين لموظفي منظمة الهجرة، فإن مئات الرجال والنساء يتم بيعهم. وتتم عمليات البيع في ساحات عامة أو مستودعات. ووفقاً للشهادات فإن مهاجرون في مدينة سبها جنوب ليبيا، التي تعد أحد المراكز الرئيسة لتهريب المهاجرين، افترشوا الأرض في مرآب وساحات انتظار للسيارات.
صورة من: Reuters/L.Gnago
يدير "سوق العبيد" ليبيون يساعدهم غانيون ونيجيريون يعملون لحساب الليبيين، ويُستخدم أغلب المهاجرين كعمالة يومية في البناء والزراعة. وبعضهم يتقاضى أجرا والبعض الآخر يُكره على العمل دون أجر.
صورة من: Reuters/L. Gnago
عدا عن خطر القتل فإن المهاجرين الذين يقعون فريسة مهربين يواجهون سوء تغذية بشكل مستمر وانتهاكات جنسية، بحسب ما أكد محمد عبدي كير مدير العمليات الطارئة في منظمة الهجرة العالمية، الذي وصف الوضع بـ"الكارثي".
صورة من: Reuters/H. Amara
يتم في هذه الأسواق بيع النساء واللواتي، بحسب التقرير، يتعرضن لسوء معاملة بشكل كبير، كما سجلت شهادات لسيدات تعرضن للاغتصاب أو الإجبار على العمل بالدعارة، كما يتم بيعهن على أساس أنهن "جواري للمتعة".
صورة من: Sara Prestiani
تعتبر ليبيا البوابة الرئيسية للمهاجرين الساعين للوصول إلى أوروبا بحراً، حيث سلك أكثر من 150 ألف شخص هذا الطريق في الأعوام الثلاثة الماضية. ومن المعروف أن حوالي 600 شخص توفوا في البحر منذ مطلع عام 2017 وقتل عدد غير معلوم أثناء السفر باتجاه الشمال عبر الصحراء وصولا إلى البحر المتوسط.