تحقيق أممي يشير لاحتمال ارتكاب جرائم حرب في الصراع اليمني
٢٨ أغسطس ٢٠١٨
قال خبراء بحقوق الإنسان في الأمم المتحدة إن الضربات الجوية التي شنها التحالف بقيادة السعودية في اليمن وهجمات الحوثيين سببت خسائر شديدة في الأرواح بين المدنيين وبعضها قد يصل إلى جرائم حرب.
إعلان
مسائيةDW : تقرير أممي عن احتمال وقوع جرائم حرب باليمن.. ماذا بعد؟
24:37
أشار تحقيق أجرته الأمم المتحدة بشأن الوضع في اليمن إلى أن هناك جرائم حرب ارتكبت في إطار الصراع الدائر منذ أكثر من ثلاث سنوات بين التحالف العربي بقيادة السعودية من جهة والحوثيين من جهة ثانية. وأظهر التقرير الصادر اليوم (الثلاثاء 28 أغسطس / آب 2018) أن المسئولين الحكوميين في اليمن والتحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية قد ارتكبوا أعمالا تصل إلى مستوى الجرائم الدولية. وقال كامل الجندوبي، رئيس مجموعة الخبراء البارزين الدوليين والإقليميين بشأن اليمن، في بيان صحفي "ليس هناك سوى القليل من الأدلة على أن أطراف النزاع حاولوا تقليل الخسائر بين المدنيين".
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أنه في الفترة من آذار/ مارس 2015 وحتى آب / أغسطس 2018، قُتل نحو 6660 مدنيا وأصيب عشرة آلاف و563 آخرون في الصراع على السلطة بين الحكومة المدعومة من السعودية والحوثيين. وسيطر الحوثيون المتحالفون مع إيران على العاصمة اليمنية صنعاء وأجزاء أخرى من اليمن في أواخر عام 2014. واشتد الصراع عندما بدأت المملكة العربية السعودية وحلفاء آخرون من السُنَّة حملة جوية في عام 2015 لوقف تقدم الجماعة الشيعية نحو عدن، المقر المؤقت للحكومة.
مسائية DW: هل تنهي محادثات السلام الجديدة الحرب في اليمن؟
24:58
This browser does not support the video element.
ويقول تقرير الأمم المتحدة الذي أجراه خبراء بناء على طلب مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، إن العمليات الجوية للتحالف تسببت في معظم الخسائر البشرية المباشرة من المدنيين، حيث أصابت الضربات أسواق وجنازات وحفلات زفاف وغيرها من الأماكن. وفي وقت سابق من الشهر الجاري، أصابت ضربة جوية إحدى الحافلات ، مما أسفر عن مقتل العشرات، ومن بينهم أطفال مدارس. كما ذكر التقرير أن الحصار الذي تفرضه قوات التحالف على الموانئ والمجال الجوي اليمني يحتمل أنه ينتهك أيضا مبدأ التناسب في القانون الدولي الإنساني. ويشير التقرير إلى أنه يجب على محكمة مستقلة أن تحدد ما إذا كانت هناك جرائم حرب قد ارتكبت بالفعل ، وتوصي بإجراء تحقيق إضافي.
وقال التقرير المؤلف من 41 صفحة إن جميع الأطراف جندت أطفالا أعمارهم بين 11 و17 عاما واستغلتهم في أعمال القتال مشيرا إلى أن هذه أيضا جرائم حرب. وصدر التقرير قبل محادثات سلام برعاية الأمم المتحدة بين الحكومة والحوثيين مقرر إجراؤها في جنيف في السادس من سبتمبر/ أيلول.
ولم تشر لجنة الخبراء بقيادة التونسي كمال الجندوبي للولايات المتحدة وبريطانيا اللتين تقدمان أسلحة ومعلومات استخباراتية للتحالف كما لم تشر إلى الدعم الإيراني للحوثيين.
ح.ز/ ح.ح (د.ب.أ / رويترز)
اليمن- قعقعة سلاح وشعبٌ على حافة المجاعة
"أسوأ كارثة إنسانية في العالم"، هكذا توصف الأوضاع في اليمن. هجمات عسكرية لم تجر وراءها غير ضحايا حرب ومآسي ستنهي عامها الرابع. أزمات إنسانية وسط تنديد دولي يحذر من فداحة الوضع الذي لا يشهد تحسنا ملحوظا.
صورة من: Reuters/A. Zeyad
نهاية حزينة
هي فعلا بقايا منازل، لكنها نهاية زفاف أيضا. الصورة التقطت بعد هجوم نُسب إلى التحالف الذي تقوده السعودية، بالرغم من نفيه لذلك. توالي الهجمات في اليمن يرفع كل يوم سقف ضحايا "الكارثة الإنسانية الأسوأ" في العالم. خراب يتمدد كل يوم إلى مدن جديدة وآمال في الحياة تُجهض بشكل مستمر أمام تنديد دولي بفضاعة الوضع، فضلا عن الأمراض الخطيرة كالكوليرا. الوضع اليوم يتجه نحو "المجاعة"، حسب ما حذرت منه "أوكسفام".
صورة من: picture alliance/abaca
"الحُديدة" تموت؟
"الحديدة" من المدن اليمنية التي لم تقدر على مجاراة الأوضاع بالبلد. هي الأخرى شهدت مواجهات كلفتها آلاف الأرواح والكثير من الخسائر. كما "يتم نشر القوات المسلحة في مدينة الحديدة ويجري حفر الخنادق وإقامة الحواجز، وتتعرض ضواحي المدينة من الجو للقصف، و يتم إسقاط المنشورات التي تدعو إلى الانتفاضة"، حسب منظمة "أوكسفام" الدولية. وهي الآن من المدن اليمنية التي تنحدر نحو المجاعة أيضا.
صورة من: Reuters/A. Zeyad
ألغام
النزاع بين القوات الموالية للحكومة المعترف بها دوليا والحوثيين خلف كثير من المآسي نتيجة الأدوات المستعملة في الحرب. ويمكن الوقوف عند الألغام الأرضية التي تسببت في قتل وتشويه مئات المدنيين، وأدت إلى تعطيل الحياة في المناطق المتضررة، كما يُرجح أن تشكل تهديدا للمدنيين بعد انتهاء الصراع بفترة طويلة، حسب تقرير "هيومن رايتس واتش". يُشار إلى أن اليمن طرف في "اتفاقية حظر الألغام".
صورة من: picture-alliance/dpa/STR
عرقلة المساعدات الإنسانية
أكثر من 8 ملايين شخص على حافة المجاعة وحوالي مليون شخص يشتبه في إصابتهم بالكوليرا. ترتبط هذه الأزمة مباشرة بالنزاع المسلح، وفق ما ذكرت المنظمة العالمية لحقوق الانسان. ويزيد من حدة الوضع باليمن خطوات التحالف، كتأخير وتحويل ناقلات الوقود وإغلاق الموانئ الهامة ومنع البضائع من الدخول إلى الموانئ البحرية التي يسيطر عليها الحوثيون. كما مُنع الوقود اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء في المستشفيات..
صورة من: picture alliance/dpa/M. Mohammed
نزاع مسلح
أدرجت "هيومن رايتس واتش" الحوثيين والقوات الحكومية والميليشيات الموالية للحكومة وتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، والتحالف بقيادة السعودية في "قائمة العار" السنوية لارتكابهم انتهاكات ضد الأطفال خلال النزاع المسلح. وحسب المنظمة فإن قوات الحوثي والحكومة والقوات الموالية لها استخدمت الأطفال كجنود، ويقدر عدد هؤلاء الأطفال بنحو ثلث المقاتلين في اليمن.
صورة من: Getty Images/AFP
هجوم عشوائي!
وفقا لهيومن رايتس ووتش، فإن قوات الحوثي أطلقت قذائف مدفعية عشوائية بشكل متكرر على المدن اليمنية وجنوب السعودية. وقد استخدم التحالف الذخائر العنقودية، في حين استخدمت قوات الحوثي الألغام الأرضية المضادة للأفراد، وكلاهما محظور بموجب المعاهدات الدولية.
صورة من: picture-alliance/dpa/Y.Arhab
جوع وحاجة!
تعاني مناطق عديدة في اليمن، بسبب الحرب، من ندرة الغذاء. فضلا عن قلة المواد الأساسية منها، كالطحين والزيوت النباتية وغاز الطهي، ما أدى إلى ارتفاع أسعارها بشكل جنوني. منظمة "أوكسفام" أشارت إلى أن سعر كيس من الأرز، في الحديدة مثلا، ارتفع بنسبة 350 بالمائة، في حين زادت أثمنة القمح بنسبة 50 بالمائة وزيت الطهي بنسبة 40 بالمائة. المنظمة أشارت إلى الوضع الذي ينحدر بشكل مطرد نحو المجاعة.
صورة من: Reuters/F. Salman
النساء متضررات
تعاني المرأة بشكل خاص من النزاع المسلح في اليمن. وحسب صندوق الأمم المتحدة للسكان، فقد زاد العنف ضدها بنسبة 63 بالمائة. كما زادت معدلات الزواج القسري والأطفال. فضلا عن هذا تعاني اليمنيات تمييزا شديدا في القانون والممارسة، حسب المنظمة، إذ لا يجوز لها الزواج دون إذن ولي أمرها، ولا تتمتع بحقوق متساوية في الطلاق أو الميراث أو حضانة الأطفال.غياب الحماية القانونية يجعل المرأة عُرضة للعنف الأسري والجنسي.
صورة من: IWMF/Stephanie Sinclair
هروب نحو الأمل...
يفضل يمنيون كثر الخروج من مناطق المواجهات والنزوح نحو أماكن أكثر أمانا. وحسب ما ذكرت منظمة الأمم المتحدة، فإن أكثر من 121 ألف شخص قرروا النزوح من محافظة الحديدة غربي اليمن فرارا من القتال. كما قال التقرير الصادر عن المنظمة، فإن وتيرة النزوح قد تباطأت من محافظة الحديدة، لكن بعض العائلات التي تستطيع توفير وسائل النقل أو السيارات الخاصة بها ما زالت تغادر المدينة للبحث عن مأوى آمن. إعداد: مريم مرغيش.
صورة من: picture-alliance/afk-images/H. Chapollion