تحقيق تقدم في ملف النازحين السوريين ولبنان يطالب بالتعاون
١ ديسمبر ٢٠٢٢
جدد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي مطالبة المجتمع الدولي بالتعاون لإنهاء أزمة النازحين السوريين في لبنان وعودتهم طواعية لبلدهم. في حين أكد مفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين استمرار دعم لبنان ونظامه الصحي.
هل الظروف مناسبة لعودة النازحين السوريين في لبنان إلى وطنهم طواعية وبشكل آمن؟صورة من: Bilal Hussein/AP/picture alliance
إعلان
أكّد المفوض السامي لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة فيليبو غراندي اليوم الخميس (الأول من ديسمبر/ كانون الأول 2022) استمرار المفوضية في دعم لبنان ونظامه الصحي نظراً لما يقدمه من خدمات.
وأكد غراندى خلال لقائه مع وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض أنه على "الرغم من الصعوبات التي تثقل كاهل الاقتصاد العالمي والتي تؤثر على قدرات الدول المانحة، ستستمر المفوضية بدعم لبنان ونظامه الصحي نظرا لما يقدمه من خدمات". من جهته، لفت الوزير الأبيض إلى "الإنعكاسات الكبيرة لملف النزوح السوري على القطاع الصحي في لبنان الذي يصارع للصمود والاستمرارية وسط الأزمة المالية والإقتصادية الخانقة". وأكد "أن العودة الآمنة للسوريين في أقرب وقت ممكن هي الحل الأمثل لملف النزوح".
وذكر الأبيض "أن وزارة الصحة العامة لم تميز بين المواطنين والمقيمين في ما تقدمه من خدمات، ويشكل التحدي المستمر المتمثل بالحد من انتشار وباء الكوليرا الدليل الأحدثحيث تشمل الخطة الوطنية للقاح جميع المقيمين على الأراضي اللبنانية من دون أي استثناء".
تحقيق تقدم في ملف عودة النازحين السوريين
وكان رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي قد جدد اليوم الخميس مطالبة المجتمع الدولي بالتعاون لإنهاء أزمة النازحين السوريين في لبنان. وشدد ميقاتي، خلال استقباله غراندي اليوم، "وجوب تنسيق المفوضية وسائر المنظمات الدولية المعنية مع الحكومة اللبنانية عبر أجهزتها المختصة لحل هذه المعضلة.
وقال غراندي، بعد اللقاء "نحن نقدر احترام لبنان للعودة الطوعية لسوريا، وهو جانب مهم من هذه العملية، كما نعمل من الجانب السوري ومع الحكومة السورية على إزالة العوائق الجدية التي تراكمت على مر السنين والتي تمنع الناس من العودة". وأضاف "حققنا بعض التقدم ولكن لا يزال هناك المزيد من العمل من أجل أن يكون الناس واثقين من اتخاذ القرار بالعودة".
وأوضح أن "هناك تحديات كثيرة في سوريا أيضاً، ولطالما أشرت إلى قرار مجلس الأمن الذي نص على ضرورة التعافي المبكر في سوريا وعلينا العمل مع المانحين في هذا الصدد".
وأعلن أن "استضافة مئات ألوف السوريين وغيرهم من اللاجئين هو مسؤولية ضاغطة جداً على البلد، ناقشنا الآفاق المستقبلية"، مؤكدا "أن المفوضية السامية لحقوق الإنسان مسؤولة عن اللاجئين ونحن نواصل حشد الموارد الدولية لهم وللأشخاص الذين يرغبون منهم في العودة إلى سوريا، وهناك دفعات عادت منذ أسابيع، ونحن نواصل تقديم الدعم لهم".
يذكر أن عدد النازحين السوريين في لبنان يبلغ حالياً مليونين و80 ألف نازح، ووضع الأمن العام اللبناني 17 مركز تسجيل للعودة الطوعية، ويطالب لبنان بعودة النازحين السوريين إلى بلادهم عودةً آمنة وكريمة.
المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئي: "ستضطر عائلات نازحة عديدة للاختيار بين الأكل أو التدفئة بينما تعاني صعوبات لتدفئة ملاجئها وشراء ملابس دافئة وطهي وجبات ساخنة". صورة من: Reuters
وكانت الأمم الأمم المتحدة قد أطلقت الشهر الماضي نداءً لتقديم تبرعات لملايين النازحين جراء الصراعات في أوكرانيا وأفغانستان والشرق الأوسط، ومساعدتهم على تخطي الشتاء وسط "صعوبة كبيرة" في تأمين التدفئة. وقالت المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين أولغا سارادو في جنيف "ستضطر عائلات نازحة عديدة للاختيار بين الأكل أو التدفئة بينما تعاني صعوبات لتدفئة ملاجئها وشراء ملابس دافئة وطهي وجبات ساخنة". وسيحتاج أكثر من 3 ملايين نازح سوري وعراقي أيضًا إلى "مساعدات أساسية لمواجهة الشتاء"، و"سيكون الشتاء الثاني عشر على التوالي للعديد منهم". وحذرت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين من أن الوضع خطير على نحو خاص في لبنان، الذي يشهد أزمة اقتصادية وحيث يعيش تسعة من كل 10 لاجئين سوريين في فقر مدقع.
ع.ج/ ص.ش (د ب أ، أ ف ب)
أطفال لاجئون في لبنان... سعادتُهم مُؤجّلة
يعيش اللاجئون في المخيمات اللبنانية تحت ظروف صعبة. مهاجر نيوز قصد "المخيم 002" في بلدة الطَيْبِة البقاعية، على بعد أكثر من 80 كلم من بيروت، لتوثيق مشاهدات أبطالها صغار وسعادتهم مؤجلة وأحلامهم مُعلّبة.
صورة من: Infomigrants/K. Zeineddine
أطفال جمعتهم المعاناة
من الرقة ودير الزور وعين عيسى ومنبج قدمت عائلاتهم إلى بلدة الطَيْبِة البقاعية. بعض الأطفال من وُلد في المخيم، ومنهم من سار مع عائلته على درب رحلة الحزن الطويلة.
صورة من: Infomigrants/K. Zeineddine
"عمالة" مبكرة
قبل التعليم واللهو، وقبل "الخربشات" الطفولية المُفتَرَض أنها بديهية... قبل كل شيء، يعمل الصغار مع عائلاتهم على جمع العبوات البلاستيكية، وأغصان الأشجار بهدف التدفئة. ففي خلفية المشهد جبال مكللة بالثلوج، و"الجنرال الأبيض" ضيف شبه دائم أيام الشتاء والعواصف.
صورة من: Infomigrants/K. Zeineddine
وحل الشتاء يزيد المعاناة
يُشكل الأطفال الفئة الأكبر عددا في مخيم الطَيْبة كغيره من المخيمات. وكيفما جلت بناظريك تجدهم يتنقلون استجابة لنداءات عائلاتهم. يُحطيون بالآباء والأمهات، أو يُطلّون من نوافذ خيمهم المهددة بالسقوط في أي لحظة تحت وطأة الثلوج أو الرياح العاصفة.
صورة من: Infomigrants/K. Zeineddine
أحذية مهترئة
أرضية المخيمات تُرابية مُوحِلَة. وعلى الرغم من ذلك، ينتعل الأطفال أحذية مهترئة ممزقة. وإن وُجد من يملك منهم زوجين آخرين من الأحذية فإنه يحفظها للذهاب إلى المدرسة، إن كان ممن يحظون بالتعليم، فهنا ليس الكل يتعلمون أو متعلمين.
صورة من: Infomigrants/K. Zeineddine
الحلم بأبسط الحقوق
مَلَك (10 سنوات)، وداد (12 سنة)، فادي (10 سنوات) وغيرهم من الصغار، يحلمون بأبسط الحقوق: "نُريد مدرسة في مخيّمنا إن طال بقاؤنا. مدرستنا بعيدة، ونريد أن نتعلم. نريد معلمات ومعملين متفهمين لمأساتنا".
صورة من: Infomigrants/K. Zeineddine
مسؤولية أكبر من العمر
الطفلة هذه صغيرة في السن، كبيرة في المسؤولية. لا وقت، ولا إمكانيات تخولها الذهاب إلى المدرسة مثلاً. فمن العائلات من يُفضل إرسال بعض أبنائهم إلى المدرسة ويُبقون على آخرين في المخيم للمساعدة. وهي في هذه الصورة تحمل باقة من القش لكَنْس الحجارة والأتربة داخل خيمتها.
صورة من: Infomigrants/K. Zeineddine
مساعدات قليلة
تقدّم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في لبنان/ UNHCR للعائلات النازحة مبلغا ماليا قدره 24 يورو (27 دولارا أميركيا) شهرياً عن كل فرد من أبنائها، إضافة إلى مبلغ 150 يورو لشراء مادة المازوت للتدفئة لكل عائلة.
صورة من: Infomigrants/K. Zeineddine
ألعاب مهترئة
يحدُث أن يجد الأطفال لعبة مهترئة مرمية في مكان ما... فيستحضرونها إلى مخيمهم ويلهون بها على "علاتها"، بل وتغدو مادة للتجاذبات لتبادل الأدوار باللهو بها، كما لو أنها جديدة!
صورة من: Infomigrants/K. Zeineddine
"مصلحو دراجات" صغار
دراجة مهترئة واحدة... وأطفال كثر. يصلحون ما أمكن فيها، وهي في النهاية ملك من يجدها أولاً، في الحقول المجاورة أو حتى قرب مكبات النفايات.
صورة من: Infomigrants/K. Zeineddine
يعيشون في بقايا خيم!
في المخيم 002 كما في غيره، لا تستغرب إن وجدت بقايا خيمة، جدرانها من الأقمشة وسقوفها من الخشب التعِب أو الحديد الصدئ. ولكي تقي خيمتك من الثلوج أمامك مهمات لا مجال للتخلف عنها في عز العواصف. من المهمات: رش الملح الخشن للمساعدة بذوبان الثلوج ومنع تراكمها... وهي عملية لا تقبل الكسل.
صورة من: Infomigrants/K. Zeineddine
معاناة وأمل بتلقي المساعدة
يأمل الأطفال وذويهم أن يُوصل الإعلام صوتهم وصورتهم. لعلّ ذلك يأتي عليهم بالخير وبالمزيد من المساعدات.
مهاجر نيوز- إعداد: خلدون زين الدين