1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

تحقيق حصري لـDW: حرب اليمن.. صراع بأسلحة أوروبية!

٣٠ نوفمبر ٢٠١٨

بالتعاون مع مؤسسة DW، أعدت شبكة "أريج إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية" تحقيقاً استقصائياً حول مصدر الأسلحة المستخدمة في الحرب على اليمن. التحقيق أظهر بأن الكثير منها أوروبي الصنع ووصلت اليمن عبر السوق السوداء.

Jemen Konflikt
صورة من: Getty Images/AFP/M. Huwais

في الواقع، كان من المفترض أن يوثق الفيديو الذي نشره تنظيم القاعدة على الإنترنت في كانون الثاني/ يناير عام 2016 قوة الجهاديين في اليمن. استغلت المنظمة الإرهابية بشكل ممنهج اضطرابات الحرب الأهلية في البلاد من أجل ترسيخ أقدامها في البلاد على الطرف الجنوبي من شبه الجزيرة العربية.

"لكن على شريط الفيديو كان هناك شيء آخر أكثر إثارة للدهشة وهو قوة تسليح الجهاديين، إذ استخدمت الميليشيات التابعة للتنظيم أسلحة غربية من بينها البندقية الآلية الألمانية MG3. وقال التحقيق إن هذه البندقية وكذلك البندقية الآلية MG4 تصدرها شركة تصنيع الأسلحة الألمانية هكلر آند كوخ إلى المملكة العربية السعودية، الشركة نفسها التي منحت المملكة رخصة خاصة لتصنيع البندقيتين الهجوميتين G36 و G3، وتم رصد البنادق الأربعة بحوزة اليمنيين المتحالفين مع التحالف الذي تقوده السعودية باليمن.

وفقاً لقوانين الأسلحة الدولية، لا ينبغي أبداً وصول الأسلحة إلى أيدي الإرهابيين ، لكن على الرغم من ذلك وصلت. الأمر يتعلق بأسلحة من العديد من الدول الأوروبية الأخرى وصلت إلى أيدي أشخاص غير مصرح لهم بحمل السلاح في اليمن، كما أظهر الشريط الوثائقي الذي أعدته شبكة أريج "إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية" حصريًا لـDW ، والذي تم بثه باللغة العربية.

العديد من الأسلحة الأوروبية المستخدمة في حرب اليمن، تُستخدم من قبل جماعات، لم تكن مخصص لها الحصول على تلك الأسلحة. ووفقاً للتشريعات الدولية، يتم تعيين المتلقين لهذه الأسلحة بشكل دقيق. وفي أية حال من الأحوال يُمنع تسليم الأسلحة إلى طرف ثالث.

إمدادات الأسلحة من السوق السوداء

تجارة الأسلحة عبر السوق السوداء ( الصورة من الفيلم الوثائقي لـDW)صورة من: ARIJ

لكن السؤال المطروح، كيف وصلت الأسلحة إلى أيدي القاعدة؟ 

"العميد محمد المحمودى، وكيل وزارة الداخلية اليمنية وعضو اللجنة الإشرافية لتحرير تعز، قال إن هناك تحقيقا تم فتحه لدى التحالف العربي بشأن أسلحة تم منحها لأحد فصائل المقاومة في تعز، وتسربت إلى القاعدة في عدن."

تركت شركة تصنيع الأسلحة الألمانية هكلر آند كوخ أسئلة شبكة اريج حول كيفية تعامل الشركة مع تجارة الأسلحة غير النظامية، بدون أجوبة. من جهة أخرى ذكرت الوزارة الاتحادية الألمانية للشؤون الاقتصادية والطاقة بناء على سؤال أنه لا توجد مؤشرات موثوقة على أن الأسلحة القادمة من ألمانيا سوف تستخدم في اليمن.

ويقول أحمد حميش، منسق فريق الخبراء الدوليين المعني باليمن، والعاملين نيابة عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، أن الفريق علم أن بعض أفراد القوات اليمنية كانوا في بعض الأحيان لا يتسلمون رواتب، فكان بعضهم يبيع الأسلحة التي سُلمت لهم، وأكد حميش أن هذه الأٍسلحة كان ينتهي ببعضها الحال في السوق السوداء أو بأيدي جماعات تحت لائحة الجزاءات الدولية.

مقاتلين غير نظاميين مع مركبة تابعة للجيش السعودي ( الصورة من الفيلم الوثائقي لـ DW)صورة من: ARIJ

أسلحة من كافة دول أوروبا

إحدى الجماعات المسلحة هي كتائب أبي العباس، وهي منظمة شريكة لتنظيم القاعدة وفقاً لقوائم الإرهاب التي أصدرتها وزارة الخزانة الأمريكية وكذلك السعودية والإمارات. أحد النماذج هو القاذف الصاروخي المضاد للدروع من نوع RPG - 32 والمصنع في الأردن بالتعاون مع إحدى الشركات الروسية، وقد ظهر حصرياً مع كل من القاعدة في تعز وكتائب أبي العباس في نفس المدينة.

وينشر على الإنترنيت عدد لا يحصى من مقاطع الفيديو، التي تنتجها بشكل أساسي الفصائل المتحاربة نفسها، ويحيل تحليل الأسلحة في مقتطفات شرائط الفيديو إظهار أداء مصنّعي الأسلحة الأوروبيين: الأسلحة والمعدات العسكرية التابعة لشركة FN Herstal البلجيكية أو القنابل اليدوية السويسرية المتطورة من نوع HG 85. في حين ﻟم ﺗبدي اﻟﺣﮐوﻣﺔ اﻟﺑﻟﺟﯾﮐﯾﺔ استعداداها ﻹﺟراء ﻣﻘﺎﺑﻟﺔ صحفية، ﻗﺎﻟت الحكومة اﻟﺳوﯾﺳرﯾﺔ إﻧﮭﺎ ﺳﺗﻔﺣص اﻟﻣﻌﻟوﻣﺎت، التي حصلت عليها من شبكة أرﯾﺞ. وإلى جانب بلجيكا وسويسرا تُستخدم في اليمن أسلحة إسبانية الصنع في اليمن من قبل مجموعات غير مصرح بها.

ولم يستجب المصنعون والحكومة الإسبانية على طلب إجراء مقابلة عن الموضوع. ويوضح الشريط الوثائقي أن الكثير من الأسلحة أتت في البداية من المملكة العربية السعودية أو من الإمارات العربية المتحدة وأخرى من إيران. وعن نوع الأسلحة، قال أحمد حميش، منسق فريق الخبراء الدوليين المعني باليمن "تشمل الطائرات بدون طيار والوقود للصواريخ." وأضاف: "تم شراؤها جميعاً من قبل أربع أو خمس دول وتصديرها إلى إيران".

مشهد للحرب من مدينة صنعاءصورة من: Reuters/K. Abdullah

أوروبا و معايير مختلفة

إضافة إلى الأسلحة القادمة من أوروبا الغربية، توجد في اليمن أيضاً تلك الأسلحة من دول جنوب شرق أوروبا، مثل الأسلحة من الإنتاج الصربي والبلغاري. إن تواجد هذا الكم الهائل من هذه الأسلحة له سبب بسيط، كما يقول لورانس مرزوق، محرر شبكة البلقان للتقارير الاستقصائية (بيرن): "إذا وقع سلاح من المملكة المتحدة أو الولايات المتحدة في أيدي منظمة إرهابية مثل داعش ، فإن هذا قد يتسبب في مشاكل جسيمة لهذه الدول، لكنه يعد أقل إشكالية بالنسبة لدول أخرى مثل صربيا وبلغاريا أو دول أوروبا الشرقية الأخرى ".الخلاصة: الحرب في اليمن مستمرة لسبب آخر وهو أن امدادات الأسلحة من الإنتاج الأوروبي لا تتوقف.

كريستن كنيب/ إ.م

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW