تحقيق للأمم المتحدة يؤكد تفشي جرائم الحرب في سوريا
٢٢ فبراير ٢٠١٦
قالت لجنة تحقيق تدعمها الأمم المتحدة إن جرائم الحرب متفشية في الصراع المستمر في سوريا، متهمة القوات النظامية السورية وتنظيم الدولة الإسلامية بمواصلة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية في ظل غياب تحرك من جانب المجتمع الدولي.
إعلان
قالت لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة في أحدث تقرير لها صدر الاثنين ( 22 شباط/ فبراير) إن جرائم الحرب متفشية في الحرب داخل سوريا، متهمة قوات الحكومة السورية وتنظيم الدولة الإسلامية بأنهما يواصلان ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، في ظل غياب تحرك من جانب المجتمع الدولي. وقالت اللجنة: "تتواصل الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان وللقانون الإنساني الدولي دون هوادة وتتفاقم بسبب الإفلات الفاضح من العقاب".
وأضافت "لا تزال بنود قرارات مجلس الأمن ذات الصلة.. لا تلقى اهتماما ودون تنفيذ إلى حد بعيد".
وتابعت تقول "لا تزال القوات الحكومية وداعش (تنظيم الدولة الإسلامية) ترتكب جرائم ضد الإنسانية. جرائم الحرب متفشية".
وندد التقرير بتفشي جرائم الحرب المستمرة منذ خمس سنوات تقريبا في سوريا، مؤكدا أن محاسبة مرتكبي هذه الفظائع يجب أن تكون جزءا من عملية السلام.
كما انتقد التقرير القوى العالمية الداعمة لعملية السلام في سوريا بسبب "المفارقة" الناجمة عن سعيها إلى تسوية في حين أنها تغذي التصعيد الأخير في المعارك.
وأضاف التقرير رقم 11 حول انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا: "فيما ستدخل الحرب عامها السادس، فإن ويلاتها تنتشر ولا تزال حاضرة".
وتابع بالقول إن المدنيين "لا يزالون الضحية الأولى" إذ غالبا ما يتم استهدافهم في هجمات متعمدة من قبل جميع الأطراف، مشيرا إلى تدمير حياة السوريين رجالا ونساء وأطفالا".
وفي حين تعمل الولايات المتحدة وروسيا على وقف لإطلاق النار قبل محادثات السلام، أكدت اللجنة أن المسؤولين عن جرائم الحرب يجب أن يواجهوا العدالة، وأوضح التقرير " أن المحاسبة جزء أساسي من هذه العملية".
وجددت اللجنة مناشدتها مجلس الأمن الدولي إحالة الوضع في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية للتحقيق في جرائم الحرب.
وتابع التقرير أن "انتشار الأطراف المتحاربة والجبهات تشكل تحديا لقدرة المدنيين على البقاء على قيد الحياة أكثر من ذلك".
وأشار التقرير، الذي يقع في 31 صفحة، إلى أن "المفارقة تكمن في أن الجهات الدولية والإقليمية التي تدفع ظاهريا للتوصل إلى حل سلمي للحرب هي نفسها التي لا تزال تغذي التصعيد العسكري".
وأفاد التقرير "فشلت الجماعات المسلحة المناهضة للحكومة في الحفاظ على زخم الهجمات التي سمحت لها بتحقيق مكاسب كبيرة في الأشهر الأولى من عام 2015 ".
ويوثق التقرير الفظائع التي ارتكبت بين تموز/يوليو 2015 وكانون الثاني/يناير 2016، استنادا إلى 415 مقابلة أجريت في المنطقة وفي جنيف.
الأسد في سوريا: باقٍ أم راحل؟
مازال قادة العالم منقسمين حول مستقبل الأسد، ففيما تعارض فرنسا وبريطانيا وتركيا ودول الخليج بقاءه، تطالب بذلك روسيا وإيران. أما إدارة اوباما فتريد العمل مع الجميع لإزاحته وألمانيا مستعدة للحوار مع الجميع ومن ضمنهم الأسد.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
التقى الرئيسان الأميركي والروسي باراك أوباما وفلاديمير بوتين في الأمم المتحدة للبحث في حلول للأزمة السورية ، لكنهما لم يحققا أي تقدم بخصوص دور الرئيس بشار الأسد. وترى الولايات المتحدة أن الأسد جزء من المشكلة، فيما تصفه روسيا بأنه جزء من الحل.
صورة من: Reuters/M. Segar
ووصف الرئيس أوباما في خطاب أمام الجمعية العام للأمم المتحدة الأسد بأنه "مستبد يقتل الأطفال". وقال إن "الولايات المتحدة مستعدة للعمل مع أي دولة بما في ذلك سوريا وإيران لتسوية النزاع". وحمل أوباما بعنف على الرئيس السوري لأنه "يلقي البراميل المتفجرة لقتل أطفال أبرياء".
صورة من: Reuters/Mikhail Klimentyev
تبادل الرئيسان الروسي والأميركي الأنخاب وتصافحا على غداء لكن الهوة بين موقفيهما حول مستقبل الأسد مازالت واسعة. وقال الرئيس الروسي إن "عدم التعاون مع الجهة السورية التي تكافح الإرهاب وجها لوجه سيكون خطأ فادحا". وأضاف "علينا أن نعترف أن لا احد سوى القوات المسلحة للرئيس السوري يقاتل فعليا الدولة الإسلامية".
صورة من: Reuters/Mikhail Metzel
أكد رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض في المنفى خالد خوجة أن "لا احد يمكنه الصفح" عن ممارسات نظام الرئيس السوري بشار الأسد". وأضاف خوجة "ما يجري في سوريا هو إبادة تتم تحت أنظار العالم"، وتساءل " أتعتقدون أن النظام يقاتل تنظيم الدولة الإسلامية؟ الإحصاءات تقول غير ذلك".
صورة من: Reuters/M. Dabbous
أعلنت المستشارة أنغيلا ميركل أن الرئيس السوري بشار الأسد يجب أن يشارك في أي مفاوضات تهدف إلى إنهاء النزاع المستمر في بلاده منذ أكثر من أربع سنوات. فيما دعا وزير خارجيتها فرانك-فالتر شتاينماير إلى إشراك إيران في مساعي حل النزاع باعتبار أنّ: "إيران فاعل إقليمي رئيسي مطلوب لحل الأزمة.... سيمكننا إنجاح الأمر فقط عندما نأتي بكافة الأطراف الفاعلة المهمة على طاولة واحدة الآن".
صورة من: Getty Images/A. Berry
من جانبه، دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى تشكيل "جبهة موحدة" للتصدي للمتطرفين في الشرق الأوسط. وقال روحاني إن "اخطر واهم تهديد يواجه العالم اليوم هو أن تتحول المنظمات الإرهابية إلى دول إرهابية". ولمح روحاني إلى مستقبل ومصير بشار الأسد عن طريق إجراء انتخابات، وقال "نحن نؤيد دعم السلطة من خلال أصوات الناس بدلا من الأسلحة".
صورة من: picture-alliance/Geisler-Fotopress
الرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند دعا إلى التعامل مع روسيا وإيران لإنهاء الصراع في سوريا، وقال للصحفيين "روسيا وإيران تقولان إنهما ترغبان في لعب دور أكبر في حل سياسي. نحتاج للعمل مع هذين البلدين ولأن نبلغهما أن ذلك الحل أو الانتقال يجب أن يحدث.. لكن بدون بشار الأسد".
صورة من: Reuters/A. Jocard
أكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أنه يتعين الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد وتنظيم الدولة الاسلامية حتى لو انتهي الأمر بأن يلعب الأسد دورا مؤقتا في أي حكومة انتقالية، مضيفا "نريد سوريا بدون تنظيم الدولة الإسلامية وبدون الأسد.. لأنه بصراحة لا مستقبل للشعب السوري في بلد يوجد فيه أي منهما ".
صورة من: Reuters/Stefan Rousseau
تركيا من جانبها لا زالت تعارض انتقالا سياسيا في سوريا يكون فيه دور لبشار الأسد. وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو في تصريح لصحيفة حريت التركية: "مقتنعون بأن بقاء الأسد في السلطة خلال الفترة الانتقالية لن يجعلها انتقالية. نعتقد أن هذا الوضع سيتحول إلى أمر واقع دائم".
صورة من: Reuters/Umit Bektas
السعودية ودول خليجية أخرى ثابتة على معارضتها لبقاء الأسد. ودعا وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي إلى إيجاد حل سياسي للأزمة السورية "دون أي تدخل أجنبي" فيما اعتبر وزير خارجية قطر إنه يوجد توافق دولي عام مع روسيا بشأن دعوتها إلى محاربة تنظيم الدولة الإسلامية لكنه حذر من أن خطة الرئيس بوتين لا تعالج السبب الأساسي للأزمة في سوريا وهو الرئيس بشار الأسد.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
10 صورة1 | 10
ويتضمن ذلك الهجمات على المنازل، والأعمال التجارية والمدارس والحدائق والأسواق والمستشفيات، جنبا إلى جنب مع انقطاعات في الكهرباء والمياه في المناطق المحاصرة.
واعتبرت اللجنة التي ستقدم رسميا تقريرها إلى مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة في جنيف الشهر المقبل أنه "يجب وضع حد للهجمات العشوائية وغير المتناسبة على السكان المدنيين".
ولم تسمح السلطات السورية للجنة، التي تضم أربعة أعضاء برئاسة الأكاديمي البرازيلي بول سيرجيو بينيرو، بدخول أراضيها منذ تشكيلها عام 2011 .