المحققون الألمان يشددون الخناق على كوادر العمال الكردستاني
١٧ يناير ٢٠١٨
هل ألمانيا متراخية مع حزب العمال الكردستاني؟ منذ وقت طويل يسعى الحزب المحظور لحذف اسمه من قائمة المنظمات الإرهابية في ألمانيا بينما تطالب تركيا برلين بتعامل أقسى معه. تحقيق لوكالة الأنباء الألمانية يقربنا من الصورة.
إعلان
فيما تتجه الأنظار نحو سوريا وتهديدات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشن عملية برية ضد مدينة عفرين، حيث يسيطر مقاتلو "وحدات حماية الشعب" الكردية، الذين تتهمهم أنقرة بالإرهاب وبالتبعية لحزب العمال الكردستاني التركي المحظور PKK، عزز القضاء الألماني وفقا للبيانات الأخيرة تحقيقاته ضد شخصيات فاعلة في الحزب التركي المصنف كمنظمة إرهابية في ألمانيا.
وقال متحدث باسم الادعاء العام الألماني في كارلسروه في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية (د .ب. أ) إن عدد القضايا التي بدأ التحقيق فيها بهذا الخصوص ارتفع من 15 قضية عام 2013 إلى نحو 130 قضية العام الماضي. وبينما زاد عدد هذه القضايا عامي 2014 و 2015 قليلا عن 20 قضية انتماء للحزب أو دعم له أرتفع هذا العدد عام 2016 بالفعل إلى أكثر من 40 قضية. ولم يذكر الادعاء عدد القضايا التي انتهت فيها التحقيقات إلى إدانة المتهمين.
ويحاكم في ألمانيا منذ سنوات داعمون وأعضاء بحزب العمال الكردستاني المحظور في ألمانيا منذ عام 1993. وستبدأ اليوم الأربعاء (17 كانون الثاني/ يناير 2018) بمدينة تسيله محاكمة رجل يبلغ من العمر 43 عاما يتهم بأنه كان مسؤولا في مدينة أولدنبورغ عن تجنيد مقاتلين للحزب وترتيب سفرهم إلى شمال العراق. ويتضمن الاتهام أيضا دعم تنظيم إرهابي. ويواجه المتهم عقوبة السجن لمدة قد تصل إلى عشر سنوات.
بيد أن الأحكام الأخيرة كانت مخففة عن ذلك بكثير. على سبيل المثال قضت محكمة هامبورغ في تموز/يوليو 2017 بالسجن عامين وتسعة أشهر على قيادي سابق بحزب العمال الكردستاني. وأبرز رئيس المحكمة في حيثيات الحكم أن "تركيا لا تحترم حقوق الأكراد" و "..تقيد حرية الصحافة وتقيد عمل القضاء" وقال "ولكن لا يمكن تبرير الإرهاب بالإرهاب".
وكانت محكمة تسيله قد قضت في حكم مشابه أيضا العام الماضي على أحد داعمي حزب العمال بأن نشاط المدان كان موجها ضد قمع الشعب الكردي والانتهاكات التركية لحقوق الإنسان.
من جانبه، انتقد المركز الاجتماعي الكردي الديمقراطي في ألمانيا، الذي ينظر إليه كغطاء شرعي للحزب في ألمانيا، هذه المحاكمات بشكل عام واصفا إياها بأنها تجريم للمعارضة الكردية. وقال المركز الكردي إن الشكوك العامة في حظر حزب العمال والتي ظهرت مع حرب الأكراد على تنظيم "داعش" الإرهابي لم تؤد لتخفيف حظر الحزب أو رفعه. وقال المركز إن عمليات التضييق على النشطاء الأكراد ازدادت منذ التعامل المتشدد لتركيا ضد الأكراد في ألمانيا وإن الأزمة الدبلوماسية المؤقتة بين أنقرة وبرلين لم تغير في ذلك شيئا.
على صعيد متصل، رأى محامي الناشط الكردي الذي يحاكم في مدينة تسيله، في تصريح لـ (د. ب.أ) أن الحل السلمي فقط للقضية الكردية هو الذي سيحسم الأمر في نهاية المطاف، رغم أنه شدد على أن الحكومة التركية غير مهتمة بهذا الحل في الوقت الراهن، حسب رأيه. وطالب المحامي المحكمة بأخذ ذلك في الاعتبار في حالة معاقبة موكله.
ورغم أن محكمة تسيله، مثلها مثل بقية المحاكم الألمانية، ترى في محاكمة نشطاء حزب العمال أمرا روتينيا معمولا به منذ سنوات إلا أن الاتهامات أصبحت اليوم تركز بشكل خاص على دعم الحزب والعضوية فيه في حين أن محاكمات التسعينات كانت على تهم أخرى مثل إضرام حرائق وإلحاق أضرار بمؤسسات تركية. كما حدث تعطيل للمرور على طرق ألمانية وأضرم أكراد النار في أنفسهم أثناء مظاهرات في ألمانيا.
ز.أ.ب/أ.ح (د ب أ)
محطات في تاريخ الحركة الكردية بالشرق الأوسط
يشارك أكثر من خمسة ملايين مقترع في الاستفتاء الذي يجري في محافظات إقليم كردستان العراق والمناطق المتنازع عليها بين الأكراد والحكومة المركزية العراقية. تعرف على أبرز محطات تاريخ الحركة الكردية في مشروعها من أجل الاستقلال.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Vinogradov
اتفاقيات سلام عديدة
وقعت الحكومة العراقية مع الاكراد اتفاقيات سلام عدة، إحداها بين الرئيس العراقي عبد الرحمن عارف الظاهر في الصورة والزعيم الكردي الملا مصطفى البارزاني - يسار الصورة- بعد سلسلة من الثورات. الاتفاقية منحت للأكراد حكما ذاتيا واعترفت باللغة الكردية كلغة رسمية.
صورة من: picture-alliance/dpa/United Archives/TopFoto
1974 أزمة جديدة
تأزمت العلاقة بين الحكومة العراقية والحزب الديمقراطي الكردستاني بعد مطالبة الملا مصطفي برزاني بالحصول على آبار نفط كركوك والأكراد ينادون بثورة جديدة.
صورة من: picture-alliance/dpa
1975 الانشقاق الكردي
جلال طالباني أعلن من دمشق عن تأسيس حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بما مثل انشقاقا جوهريا تاريخيا وخروجا عن سلطة الملا مصطفى برزاني الذي يعده الاكراد زعيما تاريخيا.
صورة من: Reuters
1987 الوحدة القلقة
جلال طالباني (يسار) ومسعود برزاني (يمين)، نجل مصطفي برزاني، يعلنان عن تأسيس الجبهة الكردستانية، التي تعرضت فيما بعد الى هزات عنيفة وشهدت حربا بين الزعيمين وحزبيهما.
صورة من: picture-alliance/dpa
1991 انتفاضة آذار
قوات كردية بقيادة حزب الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني بدأت انتفاضة ضد الحكومة العراقية إثر غزو الكويت وهزيمة القوات العراقية فيها. لكن الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين أخمدها بالقوة لينزح على إثرها أكثر من مليون كردي الى دول الجوار.
صورة من: picture-alliance/dpa
1992 انتخابات فوق خط العرض 32
عُقدت انتخابات برلمانية في أربيل عاصمة الاقليم ضمن منطقة الحماية الجوية الدولية شمال خط العرض 36 ، حصل فيها حزب الاتحاد الوطني الكردستاني على 49.2 بالمئة من الاصوات فيما حصل الحزب الديمقراطي الكردستاني على 50.8 بالمئة ليتقاسما مقاعد البرلمان ويشكلا حكومة جديدة.
صورة من: picture-alliance/dpa
1994 حرب الأخوة الأعداء
اشتباكات بين قوات الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني تمتد الى حرب أهلية شاملة انتهت باتفاق سلام وقع في واشنطن عام 1998.
صورة من: picture-alliance/dpa/dpaweb/N. Pilos//Kyriakatiki-E
2005 بداية عصر الكرد الذهبي في العراق
بعد اسقاط نظام صدام حسين عام 2003 ، شهد الأكراد ولادة إقليم كردستان العراق بقوات مسلحة وشرطة وبعلم ودستور ونشيد قومي وحكومة وبرلمان مستقلة عن الحكومة المركزية في بغداد. كما انتخب مسعود برزاني رئيسا للإقليم وجلال طالباني رئيسا لجمهورية العراق.
صورة من: picture-alliance/dpa/mxppp/C. P. Tesson
2009 بداية عصر النفط الكردي
بدأ الإقليم في تصدير النفط الخام إلى الخارج بمعدل 90 إلى 100 ألف برميل يوميا، ليصل إلى 600 ألف برميل يوميا في 2017. وسبب هذا خلافات حادة مع الحكومة المركزية ومع دول الجوار.
صورة من: picture-alliance/dpa
2014 مشروع الاستفتاء
مسعود برزاني يعلن عن إجراء استفتاء لاستقلال الإقليم عن العراق. لكن اجتياح داعش لبعض القرى الكردية أجل الاستفتاء. في نفس العام، تلقت قوات البيشمركة دعم الوجستيا وعسكري امن الجيش الأمريكي للمساعدة في مواجهة داعش.
صورة من: Reuters/A. Rasheed
2017 الاستفتاء بات حقيقة
رئيس إقليم كردستان مسعود برزاني يعلن عن إجراء استفتاء شعبي نهاية شهر سبتمبر/أيلول لاستقلال الإقليم عن العراق. والحكومة في بغداد ترفض ذلك، كما رفضت الأمم المتحدة الإشراف على عملية الاستفتاء.