تحقيق: ملياردير ألماني وراء دعم البديل "الشعبوي" ـ فمن هو؟
٢٤ نوفمبر ٢٠١٨
يقدم حزب "البديل" اليميني الشعبوي في ألمانيا نفسه بديلا "نظيفا" للأحزاب التقليدية التي يتهمها بالفساد. الحزب نفسه متورط حاليا في فضيحة تبرعات غير قانونية. كما أن تحقيقات صحفية تقود لملياردير بافاري مثير كأحد أبرز مموليه.
إعلان
ذكر موقع "شبيغل أونلاين" أن تحقيقات صحفية لمجلة "دير شبيغل" الألمانية و"فوتس" السويسرية كشفت أن مليارديرا بافاريا، وصاحب مجموعة شركات كبيرة تمتد من ألمانيا إلى سويسرا، يقف وراء الدعم المالي السخي لـ "حزب البديل من أجل ألمانيا" اليمينيالشعبوي المعروف بعدائه الصارخ للمهاجرين والمسلمين إلى جانب مواقفه الرافضة للاتحاد الأوروبي.
وذكرت "دير شبيغل" و"فوتس" أن آثار فضيحة التبرعات الأخيرة للحزب الشعبوي قد تقود إلى رجل الأعمال والملياردير البافاري أوغوست فون فينك. وحسب تحقيقاتهما الاستقصائية فإن أحد موظفي فون فينك المقربين منه ووكيل أعماله متورط في خطط تأسيس صحيفة ناطقة باسم حزب "البديل" الشعبوي والتي تحمل اسم "دويتشلاند كورير" وبدعم مالي من الملياردير فون فينك.
تجدر الإشارة إلى أن الادعاء العام الألماني بدأ تحقيقات أولية على خلفية تقارير بشأن حصول الحزب الشعبوي، في دائرة رئيسة كتلته البرلمانية أليس فاديل الانتخابية بمنطقة بودنزيه، على تبرعات كبيرة من سويسرا وهولندا، وهو ما يمثل انتهاكا لقانون الأحزاب في ألمانيا.
من هو أوغوست فون فينك؟
الملياردير أوغوست فون فينك الابن هو واحد من أغنى الألمان في أوروبا. وتقدر ثروته إجمالا بحوالي 7.5 مليار يورو، أي أكثر من 8 مليارات دولار. وتذكر التحقيقات أن الملياردير البافاري كان منذ أن انطلقت النشاطات لتأسيس حزب "البديل" من الداعمين له وبقوة.
ولما كان فون فينك لا يحب الظهور على مسرح الأضواء الإعلامية، فقد كان يكلف معاونيه لتنفيذ الترتيبات الخاصة بتأسيس الحزب اليميني الشعبوي، بينهم مساعده المقرب أرنست كنوت شتال، والذي يمثله في عدد غير قليل من مجالس الإدارة والإشراف على شركات عملاقة يعود الكثير من أسهمها إلى فون فينك نفسه.
وتشير تقديرات أسبوعيتي ""دير شبيغل" و"فوتس" إلى أن فون فينك، وعبر مساعديه، قدم مئات الآلاف من اليوروهات لحزب البديل أثناء تأسيسه وأثناء حملاته الانتخابية على المستوى الاتحادي وكذلك على مستوى الولايات.
البداية مع تجارة الذهب
وأظهرت التحقيقات الصحفية للمؤسستين الألمانية والسويسرية أن الدعم المالي للملياردير استمر حتى بعد مرحلة التأسيس. ففي سنوات 2014 و2015 تاجر حزب البديل على الإنترنت بسبائك الذهب، والتي كانت مجدية بالنسبة له. وكان الحزب اليميني الشعبوي يستغل ثغرة قانونية في قانون التبرعات للأحزاب السياسية ولهذا لم يتعرض لمساءلة قانونية بهذا الشأن.
ولكن تم لاحقا ردم هذه الثغرة القانونية في نهاية عام 2015، مما بات صعبا على حزب "البديل" من مزاولة مهنة تجارة الذهب على الشبكة العنكبوتية. وغادر الحزب هذا المجال المربح لتمويل نشاطه بعد أن غير البرلمان الألماني قانون التبرعات للأحزاب.
وكشفت "دير شبيغل" و"فوتس" السويسرية أن شركة "ديغوزا زونه/موند" لتجارة الذهب كانت تزود حزب البديل بالذهب من مركزها في كام بسويسرا، حيث مقر الشركة والتي تعود للملياردير البافاري أوغوست فون فينك. وبعد تغير قانون الأحزاب بدأ دعم الملياردير لحزب البديل يأخذ شكلا آخر، من خلال إعلانات الحزب في حملاته الانتخابية منذ عام 2016.
يشار إلى أن الملياردير أوغوست فون فينك، وحسب تحقيقات المصدرين الألماني والسويسري، شخصية يمينية قومية يقف على أقصى طيف المشهد اليميني في ألمانيا وفي أوروبا. وليس الأمر غريبا إذا ما نظر المرء إلى سيرة والده، المصرفي المعروف أوغوست فون فينك الأب، الذي كان من المعجبين جدا بشخصية الزعيم النازي أدولف هتلر، كما دعم صعود النازيين السياسي ماليا.
ح.ع.ح/أ.ح
وجوه حزب "البديل" المألوفة.. نواب برلمانيون جدد في ألمانيا
حزب "البديل من أجل المانيا" أول حزب يميني شعبوي يدخل البوندستاغ منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. يصف بعض خبراء السياسة القياديين في الحزب بتوجهاتهم اليمينية المتطرفة أو اليمينية الأصولية أو الشعبوية، فهل هم كذلك؟
صورة من: Reuters/W. Rattay
زيغبيرت درويتس
كان رئيس حزب البديل في لايبزيغ مثيرا للجدل عام 2016 عندما ذكرت الصحف أن سيارته تحمل لوحة أرقام مكتوب عليها "AH 1818" وهي الأحرف الأولى لأدولف هتلر. أما الأرقام فتمثل الحرف الأول والثامن من الأبجدية، وهي تمثل شفرة تدل على اسم أدولف هتلر بين الجماعات النازية الجديدة.
صورة من: Imago/J. Jeske
سيباستيان مونزنماير
بصفته المرشح الرئيسى لحزب البديل فى راينلاند - بالاتينات، حجز مونزنماير البالغ من العمر 28 عاما مقعدا فى البوندستاغ. وقد تصدر مونزنماير عناوين الصحف في تشرين الأول / أكتوبر الماضي عندما أدين بالاعتداء والشغب في مباراة لكرة القدم. ولكن لأنها تعتبر جنحة بسيطة فإنه لا يزال قادرا على ممارسة ولايته .
صورة من: Imago/S. Ditscher
ألبريشت غلاسر
غلاسر الذى يبلغ من العمر 75 عاما رجل الاتحاد المسيحي الديمقراطي السابق تم اختياره كنائب رئيس البوندستاغ، ولكن أعضاء الأحزاب الأخرى رفضوا الموافقة على ترشيحه. وكان غلاسر قد أشار إلى أنه لا ينبغى للمسلمين أن يتمتعوا بحرية الدين لأن الإسلام يشكل أيديولوجية سياسية على حد قوله. ويرفض النقاد هذا الرأي لأنه يعارض الدستور الألماني.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Kappeler
ماركوس فرونماير
فرونماير هو رئيس منظمة شباب الحزب. كتب الشاب البالغ من العمر 28 عاما في أغسطس / آب 2016 على موقع فيسبوك أن "جيلنا سيعاني أكثر من غيره" بسبب قرار ميركل بـ "إغراق هذا البلد بالبروليتاريا غير المطابقة للمواصفات من أفريقيا والشرق".
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Weißbrod
مارتن رايشاردت
الجندي السابق من ولاية ساكسونيا السفلى أكد في حوار مع أحد الصحفيين أنه ليس لديه مشكلة مع عبارة "ألمانيا للألمان"، وهي غالبا ما تستخدم من قبل الجماعات النازية الجديدة. كما وصف حزب الخضر وحزب اليسار بأنه "عدو دستوري رقم 1"
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Bein
فيلهلم فون غوتبرغ
غوتبرغ البالغ عمره 77 عاما من براندنبورغ كان نائبا لرئيس منظمة المهجرين الألمان من مناطق شرق أوروبا حتى عام 2012. نشرت صحيفة "أوستبريوسنبلات" في عام 2001 أنه وافق على القول بأن المحرقة كانت "أسطورة" و "أداة فعالة لتجريم الألمان وتاريخهم ".
صورة من: picture-alliance/dpa/T. Brakemeier
جينز مير
في كانون الثاني/يناير، ثار قاضي درسدن ضد "خلق جنسيات مختلطة" في المجتمع والتي "تدمر الهوية الوطنية". كما دعا إلى انهاء "ثقافة الذنب" الألمانية التى تحيط بالجرائم التى قامت بها ألمانيا فى الحرب العالمية الثانية.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Kahnert
بياتريكس فون ستورش
نائبة رئيس حزب البديل هي أيضا عضو في البرلمان الأوروبي وهي معروفة بآرائها المحافظة المتشددة. في عام 2016، أجابت بشكل إيجابي على مستخدم الفيسبوك الذي سألها ما إذا كان ينبغي استخدام القوة المسلحة لمنع دخول النساء مع الأطفال إلى ألمانيا بشكل غير قانوني. في وقت لاحق اعتذرت عن التعليق.
صورة من: Reuters/W. Rattay
الكسندر غاولاند
انتقد غاولاند، أحد كبار مرشحي حزب البديل، على نطاق واسع بعد أن اقترح أن يتم "التخلص" من آيدان أوزيغوز في تركيا وهي مفوضة الحكومة الألمانية للاندماج لأنها قالت إنه لا توجد ثقافة ألمانية على وجه التحديد تتجاوز اللغة الألمانية.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Murat
أليس فايدل
يذكر أن الخبيرة الاقتصادية البالغة من العمر 38 عاما هي المرشح الآخر الأساسي لحزب البديل. على الرغم من أنها تعيش في سويسرا، إلا أن فايدل ركدت نحو دائرة بادن فورتمبيرغ الإنتخابية لمنطقة بودنزي. ووجهت انتقادات لوصف مفوضة الاندماج الألماني آيدان أوزيغوز، التي لها جذور تركية، بأنها "وصمة عار". وفي رسالة بريد إلكتروني مثيرة للجدل نٌسبت إلى فايدل، أطلقت على حكومة أنغيلا ميركل "خنازير" و "دمى".
صورة من: Getty Images/S. Schuermann
فراوكه بيتري
لفترة طويلة كانت بيتري هي أبرز وجوه حزب البديل، وهي واحدة من أكثر الشخصيات المعروفة في البوندستاغ. لكنها لم تعد عضوا في الحزب الشعبوي اليميني. وكانت بيتري قد استقالت بعد الانتخابات بفترة وجيزة بعد أن اختلفت مع زعماء اخرين. ولأنها فازت بالتصويت مباشرة، فإنها لا تزال تحصل على ولاية البوندستاغ، حيث حصلت على مقعد كمستقلة. الكاتب: أليكس بيرسون / س.م