الصورة الإنسانية التي ترسخت حول سياسة المستشارة أنغيلا ميركل منذ سنوات بسبب قرارها استقبال مليون لاجئ معظمهم سوريين، قد تبدو مختلفة تماما عن خطوات تتخذها ألمانيا حاليا في سياستها إزاء منطقة شمال أفريقيا، فماذا يحدث؟
إعلان
ما يرصده المحللون من أداءالمستشارةالألمانية أنغيلاميركلوحكومتها خلال الآونة الأخيرة في ملفات شائكة خاصة بمنطقة شمال أفريقيا وأبرزها الملف الليبي والعلاقات مع مصر وتونس والجزائر والمغرب، يمكن أن تنطبق عليه "سياسة الأمر الواقع"، هذه السياسة التي يبدو أن المرأة القوية التي تقود أكبر اقتصاد أوروبي أضحت تميل إليها، تجد جذورها في التراث السياسي لبلدها منذ عهد "المستشار الحديدي"أوتوفون بسمارك، فهل يتعلق الأمر بتغييرات في سياسة برلين مع نهايات حقبة ميركل، وكيف يمكن فهم حالات ومشاهد من السياسة الألمانية والأوروبية بمنطقة شمال أفريقيا، لا تخلو من مفارقات.
قيس سعيّد لم يقدم نفسه بعد
الحفاوة التي اُستقبل بها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مؤتمر قمة العشرين وأفريقيا الذي عقد الأسبوع الماضي في برلين، كشفت عن وجه غير مألوف في سياسة المستشارة ميركل، وجه لا يختلف كثيرا عما عُرفت به سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أو حتى نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون.وعندما يضع المرء هذا المشهد مع البرودة التي تتسم بها العلاقة مع زعماء دول مغاربية مثل الجزائر والمغرب وحتى تونس التي وصل رئيسها بأغلبية كاسحة في انتخابات ديمقراطية، يصبح التساؤل مطروحا حول أبعاد ما يجري.
هل كان حصاد موجة الربيع العربي الأولى بالنسبة للسياسة الألمانية والأوروبية، متواضعاأو كارثياعلى المستويات الاقتصاديةوالاستراتيجية، حتى تُراجع العواصم الأوروبية أولوياتها وربما استراتيجياتها إزاء علاقاتها مع بلدان شمال أفريقيا والملفات الساخنة بالمنطقة؟
وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، لم يشذ عن قاعدة أسلافه، باستقباله كأول مسؤول غربي في قصر قرطاج بعد تولي قيس سعيّد للرئاسة. لكن نتائج زيارة ماس سواء على المستوى الثنائي أو فيما يتعلق بالملفات الإقليمية وعلى رأسها الأزمة الليبية، تؤشر إلى أن حرارة العلاقات بين برلين وتونس أقل مما كانت عليه في عهد الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي.
لقد بذلت ألمانيا جهودا ديبلوماسية واقتصادية كبيرة بعد الثورة التونسية لمساعدة تونس على تجاوز صعوبات المرحلة الانتقالية. بيد أن رسالة التهنئة التي وجهتها المستشارة ميركل إلى الرئيس سعيّد بمناسبة انتخابه، حملت معها إشارات على أن الدعم الألماني لتونس في المرحلة المقبلة سيكون "مشروطا" بالتقدم في الإصلاحات الاقتصادية والمجتمعية. ويبدو أن الرئيس التونسي الجديد قد التقط الإشارة عندما قال لضيفه وزير الخارجية ماس بأن تونس تريد أن تستفيد من تجربة ألمانيا في التنمية والحوكمة ومكافحة الفساد.
وما يدل عليه ذلك أن ساكن قصر قرطاج الجديد يدرك أن كون تونس تعتبر الاستثناء في بلدان الربيع العربي وبأنها من أفضل بلدان المنطقة في مجالات حقوق الانسان، لا يجعلها في منأى عن الانتقادات خصوصا إذا تعلق الأمر بمعضلة الفساد وتأخر الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية.
في مؤتمر اقتصادي دولي على غرار، قمة العشرين أو مؤتمر ألمانيا وأفريقيا، كان قايد السبسي الوجه المألوف في صدارة الدول النامية التي تحظى بدعم الدول الغربية.غير أن حضور تونس في القمة الأخيرة تراجع إلى مستوى كاتب دولة (وكيل وزارة) في الشؤون الخارجية، في انتظار أن يسجل قيس سعيّد حضوره على الساحة الخارجية واتّضاح ملامح سياسته وعما إذا كانت بعض توجهاتها ستكون مطابقة فعلا لما أعلنه في حملته الانتخابية سواء ما يتعلق بالعلاقات مع فرنسا أو الموقف من الملف الإسرائيلي الحسّاس جدا في المنظور الألماني.
في غضون ذلك يُفرش السجاد الأحمر أمام الرئيس المصري السيسي ليكون نجم مؤتمر برلين.ورغم ارتفاع أصوات المنتقدين في العاصمة الألمانية من منظمات حقوق الإنسان وأحزاب معارضة، لأوضاع حقوق الانسان في مصر، فقد كان حرص المستشارة ميركل على الحفاوة بالسيسي بارزا من خلال تهنئتهبعيد ميلاده الـ 65 في مستهل قمة العشرين وأفريقيا ببرلين.
بالمقابل تُثار في تونس التساؤلات كيفأن بلد الياسمين "الاستثناء" في بلدان الربيع العربي يحصل على نسبة ضئيلة من المساعدات من الدول الغربية، مقارنة بمصر السيسي التي تصنفها المنظمات الحقوقية الدولية في أسفل سجلات حقوق الانسان، أيضا بسبب وجود آلاف المعتقلين في أقبية السجون المصرية لأسباب سياسية.
سوق مغرية
في رؤية صناع القرار الألماني والأوروبي، لا تنفصل النظرة إلى دور السيسي عن المكانة الجيواستراتيجية للبلد الذي يحكمه، وتأثيرات استقراره على باقي دول المنطقة، ناهيك عن الأدوار التي تلعبها مصر في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. فمصر سوق قوامها يقترب من مائة مليون نسمة، ويشكل التعاون الاقتصادي معها وسيلة أساسية للمساهمة في الاستقرار وفي تحقيق مكاسب للشركات الألمانية. فقد أبرم عملاق الصناعات التكنولوجية الألماني سيمنس/ Siemensسنة 2015 أكبر صفقة في تاريخه عبر عقد استثمار في مجال الطاقات المتجددة بقيمة8 مليارات يورو، وتمكّن استطاعته من توفير الطاقة الكهربائية لأربعة عشر مليون نسمة.
وتأتي مصر في صدارة دول العالم المستوردة للأسلحة الألمانية، بعد المجر والسعودية، بقيمة تتجاوز 800 مليون يورو خلال الفترة المنصرمة من السنة الحالية 2019، بينما تراجعت صادرات الأسلحة الألمانية للجزائر إلى المرتبة السابعة عالميا بقيمة 238 مليون يورو.
ولا يعني ارتفاع حجم الاستثمارات الألمانية في مصر، غيابها في بلدان المغرب الثلاثة: تونس، والجزائر والمغرب، وإنما تبدو الأولوية في السنوات القليلة الأخيرة موجهة للسوق المصري. بينما يبدو سقف برامج التنمية والتعاون الاقتصادي مع تونس والمغرب، محدودا ومحاصرا بمشاكل بيروقراطية أو خلافات حول ملف الهجرة. أما التعاون الألماني مع الجزائر فيتركز في مجال الطاقة وبدرجة ثانية مبيعات الأسلحة.
وبقدر ما تبدو السوق المصرية واضحة المعالم وموحدة ومغرية للألمان، فان سوق البلدان المغاربية تظل غير واضحة الآفاق، بسبب حالة الاضطراب السياسي التي تعيشها الجزائر، وانسداد عملية الاندماج بين بلدن الاتحاد المغاربي.
أدوار إقليمية لها ثمن
الدعم الاقتصادي السخي من ألمانيا والدول الغربية لمصر، لا يستفيد منه الرئيس السيسي في تثبيت حكمه، وحسب، بل إنه يكرس من خلاله دوره القيادي إقليميا في الشرق الأوسط والقارة الأفريقية. وبالمقابل فإن برلين وحلفاءها في الاتحاد الأوروبي، ينتظرون من السيسي كرئيس للاتحاد الأفريقي أدوارا كبيرة في ملف مكافحة الهجرة الذي يؤرق الأوروبيين، كما ينتظرون منه دورا أساسيا في الملف الليبي، الذي يشكل الحقل الأكثر إثارة في ظهور معالم سياسة "الأمر الواقع" التي تنتهجها برلين ومعها معظم العواصم الغربية.
مع أحمد معيتيق نائب رئيس حكومة الوفاق الليبية
26:06
في ظل الاستعدادات الصعبة للمؤتمر الدولي حول ليبيا، يبدو الرهان الألماني على دور الرئيس السيسي واضحا، ليس فقط فيما صدر من تصريحات للمستشارة ميركل حول أهمية الدور المصري في حل الأزمة الليبية، بل أيضا من خلال كواليس التحضيرات للمؤتمر. في هذا الإطار تفيد مصادر متطابقة بأن المشاركين في المؤتمر ستكون غالبيتهم من الدول المساهمة عسكريا في دعم أحد طرفي الأزمة. ولأن عدد الأطراف الإقليمية والعالمية الداعمة عسكريا وسياسيا للجنرال خليفة حفتر الذي تضرب قواته منذ بداية أبريل/ نيسان الماضي حصارا على القوات المؤيدة لحكومة فايز السراج، فان تركيبة المشاركين المتوقعة في مؤتمر برلين ستكون لصالح الجنرال حفتر. مقابل غياب دور دول الجوار المغاربي: تونس، والجزائر والمغرب، التي تدعم حلا سياسيا للأزمة وتعترض على تسوية تُغلب فيها قوات شرق ليبيا على الحكومة الشرعية في طرابلس. كما أن المغرب كان محتضنا لاتفاقية صخيرات، برعاية الأمم المتحدة.
ومن هنا تبدو مهمة الرئيس السيسي محورية في المبادرة الألمانية لحل الأزمة الليبية، لكن من غير الواضح إن كان المطلوب من السيسي وقف هجوم قوات حفتر وحقن الدماء التي يمكن أن يتسبب بها إتمام الهجوم على طرابلس. أم أن تصدره للمشهد في الأزمة الليبية يعني منح قوات حفترمزيدا من الوقت لإتمام الهجوم الذي تشكل مصر والإمارات القاعدة الخلفية لدعمه عسكريا ولوجستيا.
وكيفما كانتسيناريوهات إنهاء هجوم قوات حفتر، فإن الثمن السياسي الذي يمكن أن يتحقق في ظل تكريس دور محوري للسيسي في تسوية الأزمة الليبية، يكمن برأي المراقبين، في أن إنجاز تسوية ما ستكون على حساب الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا، التي تعيب عليها الحكومات الغربية تهاونها في إنهاء دور الميليشيات والجماعات الإسلامية المسلحة، وفي مكافحة الفساد وفي وقف الهجرة.
وثمة ثمن آخر لا يقل قيمة، يمكن أن يحصل عليه السيسي في حال سارت الأمور في هذا الاتجاه، وهو تمكينه باعتبارهأحد أهم أقطاب "الثورة المضادة" للربيع العربي من توسيع نهجه بالمنطقة، عبر سياسة القبضة الأمنية لوقف "الخطر الإسلامي" الذي تحمله صناديق الاقتراع. فيما سيبدو مؤشرا حاسما على تحول دراماتيكي في سياسات العواصم الغربية، تحت وطأة التداعيات الكارثية التي خلفتها موجة الربيع العربي الأولى على أوروبا بالخصوص، وحالة القلق الأوروبي من توسع الدور الروسيبدءا من سوريا إلى ليبيا وصولا إلى العمق الأفريقي.وهناك من المؤشرات ما يعزز هذه الاستنتاجات في تصريحات وزيرة الدفاع الألمانية أنغريتكرامب-كارينباورخليفة أنغيلا ميركل على رأس الحزب المسيحي الديمقراطي، ومواطنتها أورسولا فون دير لاين الرئيسة الجديدة للمفوضية الأوروبية.
فهل تُعيد مشاكل أوروبا التي تحاصرها من جنوبها وشرقها ومن داخلها، القارة العجوز إلى تكرار سياسة الأمر الواقع التي اكتوت بها بالأمس عندما دعمت حكاما مستبدين، مثل حسني مبارك وزين العابدين بن علي وغيرهم، تساقطوا تحت وطأة الحركات الاحتجاجية الشبابية؟ وهل تغرس أوروبا رأسها كالنعامة في الرمال، وتتجاهل موجة الاحتجاجات العربية الثانية بدءا من السودان ووصولا إلى الجزائر ولبنان والعراق؟
منصف السليمي
في ذكرى ثورتها.. تونس تواصل رحلة البحث عن تحقيق الآمال
تحيي تونس الذكرى التاسعة لثورتها..وسط انتظارات بتشكيل حكومة تحقق تطلعات الشعب وأحلامه بالاستقرار والعيش الكريم. وفي ذكرى الثورة يبدو الرئيس قيس سعيد حاملا لمشعل آمال التونسيين وخصوصا الشباب في تحقيق ما ثاروا من أجله.
صورة من: picture-alliance/abaca/Fauque Nicolas/Images de Tunésie
احتفالات في شارع الحبيب بورقيبة ..في جادته رفع شعار إسقاط نظام بن علي
يحتفل التونسيون اليوم في الذكرى التاسعة لثورتهم التي أطاحت بنظام زين العابدين بن علي، و انتقلوا بذلك لنظام ديمقراطي يكفل لهم حرية التعبير ويتطلعون لتحسين الأوضاع المعيشية بعد أن وصلت نسبة البطالة لـ 15.1 في المائة ونسبة الديون 74 في المائة ويبقى السؤال هل تخبئ الأعوام المقبلة أوضاع أفضل للتونسيين؟
صورة من: Getty Images/AFP/F. Belaid
فشل الجملي وحزب النهضة في تشكيل حكومة جديدة
بعد تسميته من حزب النهضة لتشكيل حكومة جديدة، فشل الحبيب الجملي في نيل ثقة البرلمان بعد حصوله على72 صوت مقابل 134 صوتوا ضد منحه الثقة، لتبقى الآن الكرة في ملعب الرئيس قيس سعيد الذي بدوره سيطرح الاسم الجديد بعد مشاوراته مع الأحزاب والكتل النيابية بحسب الدستور التونسي.
صورة من: picture-alliance/AA/N. Talel
قيس سعيّد.."ثوري" سياسيا و"محافظ" إجتماعيا
أعلنت الهيئة المستقلة للإنتخابات في تونس فوز سعيّد بفارق كبير على قطب الإعلام نبيل القروي في جولة الإعادة لانتخابات الرئاسة التي جرت الاحد(13 أكتوبر تشرين ثاني 2019)، بانتظار إعلان النتائج الرسمية. سعيّد رجل القانون، المستقل، "ثوري" سياسيا و"محافظ" إجتماعيا خاض حملته الإنتخابية بوسائل متواضعة تحت شعار"الشعب يريد"، يعد فوزه زخما جديدا للثورة في مهد الربيع العربي.
صورة من: picture-alliance/abaca/Fauque Nicolas/Images de Tunésie
فرحة تعم شوارع تونس
زغاريد وألعاب نارية وهتافات ميّزت المشهد في جادة الحبيب بورقيبة في تونس ليل الأحد(13 أكتوبر تشرين ثاني 2019) إثر إعلان فوز أستاذ القانون قيس سعيّد برئاسة البلاد بنسبة 72,71 في المائة متقدما على منافسه رجل الاعلام نبيل القروي بفارق كبير. بالنسبة لكثيرين من شباب تونس والذين صوتوا بكثافة لصالحه، يشكل سعيّد حلمهم بإستعادة المبادرة بعد ثماني سنوات عجاف إقتصاديا وإجتماعيا، أعقبت الثورة التي قادها شباب.
صورة من: Reuters/A. Ben Aziza
مشاركة "مقبولة" رغم التراجع
نظمت تونس الأحد (6 أكتوبر/ تشرين الأول 2019) انتخابات تشريعية جديدة. وأعلنت الهيئة العليا للانتخابات أن نسبة المشاركة 41.3 في المئة، في إقبال وصفه رئيس الهيئة نبيل بفون "بالمقبول". غير أن هذه النسبة أقل من تلك التي سجلت في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية وكانت 49 في المئة. ويرى مراقبون بأن النتائج تظهر تصويتا عقابيا أو عزوفا عن المشاركة.
صورة من: AFP/F. Belaid
"النهضة" في الصدارة؟
قبل الإعلان رسميا عن نتيجة الانتخابات التشريعية التونسية قال الناطق الرسمي باسم حركة "النهضة" الإسلامية عماد الخميري إن حركته "متفوقة في الانتخابات بحسب المعطيات الأولية". وأظهر استطلاعا رأي لمؤسستين تونسيتين أن "النهضة" ستحصل على 40 مقعداً من مقاعد البرلمان البالغة 217 نائباً.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nasraoui
"قلب تونس" فائز أيضا؟
وبدوره قال حاتم المليكي المتحدث باسم حزب "قلب تونس"الذي يوجد رئيسه في السجن بتهم تتعلق بقضايا فساد، إنّه "بحسب النتائج الاولية يتصدر قلب تونس الانتخابات التشريعية اليوم. إنه الحزب الفائز على مستوى مقاعد البرلمان". لكن الاستطلاعين يشيران إلى أن الحزب سيحصل على ما بين 33 و35 مقعداً.
صورة من: AFP/F. Belaid
مشهد سياسي مشتت!
وأشار الاستطلاعان أيضا إلى أن "ائتلاف الكرامة" برئاسة المحامي المحافظ سيف الدين مخلوف سيحل ثالثا، وسيحصل على ما بين 17 و18 مقعداً. وتنذر هذه التقديرات، في حال ثبتت صحّتها، بمشهد برلماني مشتت سيكون من الصعب خلاله تشكيل إئتلاف حكومي. وتنتظر البرلمان الجديد ملفّات حسّاسة ومشاريع قوانين أثارت جدلاً طويلاً في السابق وأخرى عاجلة أهمّها إحداث المحكمة الدستورية.
صورة من: picture-alliance/AA/A. Landoulsi
مفاجأة الانتخابات التونسية
تحققت المفاجأة في انتخابات الرئاسة بتونس، وفاز أستاذ القانون قيس سعيد وقطب الإعلام نبيل القروي المحتجز بتهمة غسل الأموال في الجولة الأولى من الانتخابات التي أجريت يوم الأحد 15 سبتمبر أيلول في تونس. وحصل سعيد على 18.4 بالمئة من الأصوات بينما جاء القروي في المركز الثاني بنسبة 15.6 بالمائة، ومنيت الأحزاب الكبرى بهزيمة مدوية في الإنتخابات التي جرت في إطار النزاهة والحرية وسط إشادة أوروبية ودولية.
صورة من: AFP/F. Belaid
نسبة مشاركة غير مرتفعة
أعلنت الهيئة التونسية العليا المستقلة للانتخابات بلوغ نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية المبكرة 45.02 بالمئة. وقال رئيس الهيئة نبيل بافون، إن النسبة تعتبر مقبولة مقارنة بالإحصائيات قبل غلق مكاتب الاقتراع. وبلغت نسبة المشاركة في الخارج 19.7 بالمئة.
صورة من: Reuters/M. Hamed
ثورة الياسمين
في 17 ديسمبر/ كانون الأول 2010 وفي ولاية سيدي بوزيد، أضرم محمد البوعزيزي البائع المتجول النار في نفسه بعد اتهامه لشرطية بإهانته. عقب وفاته وقعت مواجهات عنيفة بين المحتجين والشرطة امتدت لباقي البلاد لتندلع الثورة التونسية في 14 يناير/كانون الثاني 2011 طالب خلالها المتظاهرون برحيل الرئيس زيد العابدين بن علي وإسقاط نظامه اعتراضاً على الانسداد السياسي وتدهور الاقتصاد، ليهرب بعدها بن علي إلى السعودية.
صورة من: picture-alliance/abaca/F. Nicolas
حكومة ترويكا والمرزوقي رئيساً مؤقتاً
في 23 أكتوبر/تشرين الأول 2011 تم انتخاب "المجلس الوطني التأسيسي التونسي"، وتم تشكيل "الترويكا" وهي ائتلاف حاكم رئاسي وحكومي وبرلماني مكون من ثلاثة أحزاب ذات أغلبية وهي حركة النهضة الإسلامية وحزب المؤتمر من أجل الجمهورية والتكتل الديمقراطي لليبراليين. وانتخب المجلس التأسيسي بدوره المنصف المرزوقي رئيسا للجمهورية التونسية فيما تولى حمادي الجبالي رئاسة الحكومة ومصطفى بن جعفر رئيسا للمجلس التأسيسي.
صورة من: picture-alliance/dpa
اغتيالات سياسية
تسبب اغتيال المحامي شكري بلعيد المعارض الشرس لحزب النهضة، بالرصاص في 6 شباط/فبراير 2013 أمام منزله، واغتيال محمد براهمي السياسي والنائب المعارض في المجلس التأسيسي في إحداث هزة بالبلاد. على إثر الاغتيالات استقالت حكومة حمادي الجبالي وشهدت البلاد مظاهرات دعت إلى إحقاق العدالة في القضيتين.
صورة من: Reuters
محاولة لمحاكاة النموذج المصري
دفعت إطاحة الجيش بأول رئيس مصري منتخب البعض في تونس لتوجيه دعوات لدخول الجيش المشهد السياسي وتغيير الأوضاع، وهو ما وصفه المرزوقي بـ "المحاولة الانقلابية". لكن الجيش التونسي أعلن نأيه بنفسه عن الجدل السياسي والتزامه بواجبه كما حدده الدستور، وتعهد للمرزوقي بالدفاع عن الجمهورية والنظام السياسي، ورفضت قوى المجتمع المدني وقطاعات عريضة من التونسيين المشاركة في مظاهرات سُميت "الرحيل" بهدف تغيير النظام.
صورة من: dapd
"توافق الشيخين"
في 15 أغسطس/آب عام 2013 اتفق الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي وراشد الغنوشي على الوصول لصيغة تعاون وتعايش بين حزبي نداء تونس والنهضة وتشكيل حكومة تكنوقراط وصياغة دستور جديد وهو ما أسفر عن تنظيم انتخابات حرة في 2014. ورغم اعتراضات من هنا وهناك على الاتفاق لكن الرجلين قررا الحفاظ على التوافق لضمان استقرار الحالة السياسية في البلاد لأطول فترة ممكنة، وأطلق عليه "توافق الشيخين".
صورة من: picture-alliance/dpa/Messara
نوبل للسلام للرباعي التونسي
في 17 سبتمبر/أيلول عام 2013 رعت أربعة منظمات مدنية تونسية (الاتحاد العام التونسي للشغل، الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية، الهيئة الوطنية للمحامين، الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان) الحوار الوطني بين الحكومة الانتقالية وجبهة أحزاب المعارضة ما أدى للوصول إلى اتفاق سياسي شامل جنب دخول البلاد في نفق مسدود ليفوز الرباعي التونسي على إثر ذلك بجائزة نوبل للسلام عام 2015.
صورة من: Reuters/NTB scanpix/C. Poppe
السبسي.. أول رئيس منتخب بعد الثورة
في مشهد سياسي غير مسبوق في تونس، نظمت انتخابات رئاسية وصل فيها إلى المرحلة الثانية كل من المنصف المرزوقي والباجي قايد السبسي لتحبس البلاد أنفاسها انتظاراً للنتيجة. وفي 22 ديسمبر/ كانون أول 2014 أعلن فوز رئيس حزب "نداء تونس"، وحصل على 55 في المائة من الأصوات ليصبح أول رئيس منتخب في أول انتخابات حرة ومباشرة بعد استقلال البلاد، ولعبت أصوات النساء دوراً حاسماً في ترجيح فوز السبسي.
صورة من: Getty Images/Afp/Fethi Belaid
وفاة السبسي.. وانتخابات رئاسية مبكرة
في الخامس والعشرين من يوليو/تموز 2019 توفي الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي عن عمر ناهز 92 عاماً، إثر أزمة صحية حادة. جرى انتقال السلطة بشكل دستوري سلس، حيث أدى رئيس البرلمان محمد الناصر اليمين الدستورية كرئيس مؤقت للبلاد، وتولى الشيخ عبد الفتاح مورو الرئاسة المؤقتة لمجلس نواب الشعب، وأعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات عن إجراء انتخابات رئاسية مبكرة حدد لها موعد الخامس عشر من سبتمبر/أيلول.
صورة من: Getty Images
الانتخابات التشريعية وتداخل مع الانتخابات الرئاسية
لكن الإعلان عن عقد انتخابات رئاسية مبكرة بسبب وفاة السبسي تسبب في ارتباك في الأجندة الإنتخابية، حيث تجري انتخابات تشريعية في السادس من أكتوبر/تشرين الأول، الأمر الذي يعني انطلاق الحملات الانتخابية لمرشحي مجلس نواب الشعب التونسي بالتزامن مع انطلاق المرحلة الثانية من الانتخابات الرئاسية في حال تنظيم دورة ثانية.