تعاني مقاطعة شاندونغ الصينية من تأثيرات سيئة للأمطار الغزيرة والفيضانات ما تسبب في تعطل حركة المرور وتقطع السبل بالمركبات في الطرق. على خلفية ذلك دعا خبراء لإنشاء "مدن إسفنجية".
إعلان
ضربت الأمطار الغزيرة أكثر من عشر مدن في مقاطعة شاندونغ الصينية منذ عطلة نهاية الأسبوع، مما أدى إلى غمر الشوارع وتعطيل حركة المرور وتجديد الدعوات لتحسين الصرف في المناطق المكتظة بالمباني حيث تحبس الخرسانة والأسفلت المياه.
وأصدر مكتب الأرصاد الجوية تحذيرات من حدوث عاصفة رعدية اليوم الاثنين (27 يونيو/حزيران 2022) حيث تقطعت السبل بالمركبات في مياه عميقة بالمقاطعة الشمالية الشرقية، حسبما أظهر مقطع فيديو نُشر على موقع ويبو للتواصل الاجتماعي.
وتعطلت خدمات القطارات في شاندونغ، ثاني أكبر مقاطعة في الصين من حيث عدد السكان والتي يبلغ عدد سكانها أكثر من 100 مليون نسمة، منذ يوم الأحد بعد أن تعرضت لأول هطول للأمطار الغزيرة في موسم الأمطار الذي بدأ قبل أسابيع في جنوب الصين.
ويقول علماء إن في كل صيف تكون الصين عرضة للفيضانات التي تؤدي إلى حدوث انهيارات أرضية وتحول الأراضي الزراعية والمدن إلى مستنقعات، حيث غالباً ما يؤدي التطور السريع والتوسع الحضري إلى إعاقة أنظمة الصرف الطبيعية.
وقال خبير المناخ تشانغ جيان يون في منتدى تغير المناخ والطقس القاسي يوم الأحد إنه من الضروري التخطيط والاستخدام المكثف للمساحات الجوفية للصرف والتخزين ومعالجة المياه، خاصة في المدن الكبرى. وأضاف "امنحوا الفيضانات مخرجاً". وقال تشانغ إن بناء "مدن إسفنجية" سيساعد أيضاً في تقليل مخاطر الفيضانات.
موضة سريعة - كيف تدمر الأزياء الرخيصة البيئة
08:15
وأطلقت الصين برنامجاً في عام 2015 لإنشاء "مدن إسفنجية" يمكنها الاحتفاظ بمزيد من مياه الأمطار والتخلص منها بأمان، باستخدام حلول تكنولوجية محتملة مثل الأسفلت والأرصفة التي تمتص المياه.
وتُظهر بيانات رسمية أن حوالي 98 بالمئة من 654 مدينة رئيسية في الصين معرضة للفيضانات، إذ تسبب النمو السريع في العقود الأخيرة في صنع امتدادات حضرية غطت السهول بخرسانة لا تجعل للماء منفذاً.
وفي الصيف الماضي، شهدت مدينة تشنغ تشو عاصمة مقاطعة هينان، هطولاً قياسياً للأمطار، ما أصاب المدينة بالشلل بسبب الفيضانات التي أودت بحياة أكثر من 300 شخص.
ع.ح./خ.س. (رويترز)
التغير المناخي بين عقد المؤتمرات واليأس من تنفيذ التوصيات
في مؤتمر بون التحضيري لقمة الأمم المتحدة للمناخ في مصر يرتبط الأمر بموضوعات قديمة لم تجد الحل وهي: رفع الأهداف المناخية وتحمّل تكاليف التكيف مع التغيرات المناخية والتعويض عن الخسائر الناجمة عنها.
صورة من: Patrick T. Fallon/AFP/Getty Images
أهداف المناخ مجرد صدى للكوارث؟
خلال مؤتمر المناخ الأخير اتفقت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة على الرفع من أهداف تخفيض الانبعاثات: حتى 2030 ينبغي التقليل من انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون بنسبة 45 في المائة مقارنة مع 2010، وبالتالي الحد من سخونة الأرض بـ 1,5 درجة. وحاليا يبدو أن هذا الهدف لن يتم التوصل إليه.
صورة من: Mike Blake/REUTERS
باتريسيا اسبينوزا تضغط من أجل الاسراع
باتريسيا اسبينوزا، الأمينة التنفيذية في الأمم المتحدة لشؤون تحول المناخ أنذرت خلال افتتاح مؤتمر المناخ في بون قائلة: "نحتاج بإلحاح إلى تدابير وقرارات على المستوى السياسي. والعالم سيكون له خلال مؤتمر المناخ المقبل في شرم الشيخ سؤال واحد: ما هو التقدم الذي أحرز منذ غلاسغو؟ والاشارة إلى أوقات صعبة غير مقبولة.
صورة من: Andreas Rentz/Getty Images
موجات حرارة متزايدة
مندوبة الأمم المتحدة لشؤون المناخ باتريسيا اسبينوزا حذرت من أن تحول المناخ يتقدم بسرعة والعالم يتجه نحو تجاوز النسبة المئوية المدونة في اتفاقية باريس بمستوى 1.5 درجة حتى نهاية القرن بضعفين. وموجات حرارة شديدة كما هو عليه الحال في الهند سوف تتكرر بشكل متزايد بسبب التغيرات المناخية من صنع البشر.
صورة من: Amit Dave/REUTERS
الوضع سيء في البلدان النامية
حتى الأمطار الغزيرة والفيضانات كما هو عليه الحال في منطقة الأمازون البرازيلية ستحدث بشكل متزايد. رالف ريغنفانو، وزير خارجية دولة الأرخبيل فانواتو المهددة أكثر بالكوارث الطبيعية عبّر عن ذلك بالقول: " البلدان الأغنى لا يمكنها أن تنكر لوقت طويل بأنها مجبرة على التعامل مع دمار وخسائر".
صورة من: Bruno Kelly/REUTERS
أستراليا وحرائق الغابات
أستراليا تبعث في هذا السياق على الأمل: هنا أدت حرائق الغابات المدمرة خلال السنوات الأخيرة إلى معاقبة حكومة رئيس الوزراء سكوت موريسون المؤيدة لصناعة الفحم. غير أن خليفته أنتوني ألبانيز يبدو مستعدا لبلورة سياسة مناخ مغايرة في بلاده.
صورة من: Saaed Khan/AFP/Getty Images
دخان سام من نفايات محترقة
شخص يجمع القمامة يقف وسط مكب للنفايات اشتعلت بسبب الحرارة. وبصورة مزاجية يمكن لنا القول بأن المجتمع الدولي يعاني من نفس الوضع. باتريسيا اسبينوزا التي أعلنت في بون عن انتهاء فترة ولايتها حثت المندوبين بالقول:" انظروا ماذا حققنا خلال السنوات الثلاثين الأخيرة. بإمكاننا ويجب علينا إنجاز ذلك بطريقة أفضل".