في اختراق علمي باهر نجح باحثون في تخليق بكتيريا تعتمد على مادة كيميائية من صنع الإنسان للبقاء على قيد الحياة. نجاح هذه التقنية سيمهد استخدامها في الكائنات المعدلة وراثيا المستعملة في المنتجات الغذائية والصناعية.
إعلان
بعد عام من تخليق كائنات حية تستخدم شفرة جينية مختلفة عن أي كائن حي آخر تمكن فريقان من العلماء من تحقيق طفرة في مجال "البيولوجيا التخليقية" إذ تمكنوا من تخليق بكتيريا لا يمكنها البقاء على قيد الحياة دون مادة كيميائية محددة من صنع الإنسان. هذا الانجاز الذي أوردته دورية "نيتشر" يقدم ما يسميه أحد العلماء بأنه "جدار الحماية الجيني" وهو وسيلة لضمان ألا تتمكن الكائنات الحية المعدلة وراثيا من الحياة خارج المختبر أو خارج بيئة محددة لها.
وقال عالم البيولوجيا في كلية هارفارد للطب جورج تشيرتش الذي أشرف على إحدى الدراستين للصحفيين إنه على الرغم من أن المعملين تمكنا من تحقيق هذا الإنجاز في البكتيريا "فلا يوجد ما يحول دون" تطبيق هذه التقنية على النباتات والحيوانات مضيفا "أعتقد أننا نمضي في (هذا) الاتجاه."
أكثر الكائنات الحية فتكا بالإنسان
للإنسان الكثير من الأعداء في الطبيعة، بعضهم ضخم الحجم وذو بنية جسدية قوية لا يستطيع الإنسان مجابهته، وآخرون حجمهم صغير لكن قدرة فتكه بالإنسان كبيرة. الجولة المصورة التالية تستعرض بعض هذه الكائنات.
صورة من: Fotolia/Kletr
سمك القرش الأبيض
وهو أخطر أنواع أسماك القرش ويعيش في جميع المياه المجاورة للسواحل ذات المياه الدافئة وفي البحر الأبيض المتوسط. أطلقت عليه هذه التسمية للون بطنه الأبيض. سمك القرش يهاجم فقط عند إحساسه بالجوع وبإمكانه التعرف على الفريسة من على بُعد مئات الأمتار. وقضمة واحدة من أسنانه الحادة تكفي لإنهاء حياة الضحية.
صورة من: picture-alliance/dpa
الكوبرا
أفعى الكوبرا هي إحدى أخطر الثعابين على الإنسان، مصدر قوتها هو كمية سمها الكبيرة، إذ تستطيع بلدغة واحدة ضخ سم كاف لقتل 20 إنسان في ثلاث ساعات. أخطر أنواع الكوبرا هي التي تعيش في الهند. وللكوبرا طريقتان في استخدام سمها القاتل: إما عن طريق اللدغ بأنيابها السامة الموجودة في مقدمة الفك العلوي، أو عن طريق رش السم في عين الضحية.
صورة من: Bosse Jonsson
ضفدع السهم السام
يعيش ضفدع السهم السام في أمريكيا الجنوبية. وأطلقت عليه هذه التسمية لكون جلده يحتوي على مادة قلوية سامة استخدمها سكان أمريكا الأصلين (الهنود الحمر) في تسميم سهام الصيد. جلد هذا الضفدع مسموم بالكامل وبمجرد مسه من قبل الإنسان يتوقف نبض القلب في أقل من دقيقة، وكل ضفدع من هذا النوع ينتج سما كل يوم يكفي للقضاء على عشرة أشخاص مجتمعين.
صورة من: picture-alliance/dpa
النحل القاتل
وهو عبارة عن نحل ناتج من تهجين النحل الأوروبي مع النحل الأفريقي. ولا يمكن تمييزه في الشكل عن نحل العسل الاعتيادي، إلا عن طريق الكشف عليه في المختبر. النحل القاتل ليس أشد خطرا من النحل الأوروبي، لكن خطورته تكمن في طريقة هجومه على الضحية، إذ يهاجم النحل الطريدة لمسافات بعيدة وبأعداد كبيرة جدا، لذلك يلسع الفريسة بكميات كبيرة من السموم.
صورة من: picture-alliance/dpa
العقرب الأصفر
يعيش العقرب الأصفر في المناطق الرملية وخاصة في الشرق الأوسط ويعد أحد أخطر أنواع العقارب، ويسمى أيضا بالعقرب الأشقر. يتركب سم هذه العقارب من أنزيمات ومركبات، بعضها يسبب آلاما مبرحة للملسوع، حيث تخدر الجسم وتوقف تنفسه وتعطل ضربات قلبه، مما قد يؤدي إلى وفاته في حالة عدم تلقي العلاج بصورة سريعة.
صورة من: picture-alliance/Wolfgang Minich
التمساح الاسترالي
هو أخطر أنواع التماسيح المفترسة وأفتكها بالعالم، ولا تنجو الضحية منه إلا بأعجوبة. ويستطيع التمساح الأسترالي أن يقطع حيواناً كبيراً بالإمساك به بفمه ومن ثم الدوران حول نفسه بسرعة وبشكل طولي في الماء ومن ثم تقطيع الفريسة إلى قطع صغيرة يبتلعها بشكل سريع.
صورة من: picture-alliance/dpa
أفعى التايبان المحلي
يعيش هذا النوع من الأفاعي في قارة أستراليا. وتحتل أفعى التايبان المركز الأول بين باقي الأفاعي من حيث فعالية سمها وقوته، إذ يمكن لسمها قتل 100 شخص أو قتل 250000 فأر دفعة واحدة.
صورة من: picture-alliance/dpa
قناديل البحر الاسترالية
يكثر هذا النوع من قناديل البحر بالقرب من سواحل أستراليا ويعتبر أقوى قاتل كيميائي في مملكة الحيوان. وطريقة لدغ قنديل البحر تختلف عن الثعابين والعقارب، ففي نهاية أذرعها الطويلة توجد آلاف الخلايا اللاسعة والقادرة على اختراق جلد الإنسان والوصول إلى الجهاز العصبي مباشرة. وهذه العملية تتم خلال أجزاء قليلة من الثانية، وهي أسرع عملية هجوم يقوم بها مخلوق على وجه الأرض، ويمكنها قتل شخص بالغ خلال ثلاث دقائق
صورة من: AP
العنكبوت البرازيلي الجوال
هو عنكبوت سام وعدواني يعتبره البعض أخطر عنكبوت في العالم. يلقب بالبرازيلي لأنه اكتشف هناك لأول مرة، لكنه يعيش أيضا في مناطق أخرى من أمريكيا الجنوبية والوسطى. دخل هذا العنكبوت موسوعة غينيس للأرقام القياسية في سنة 2007 لمسئوليته عن معظم الوفيات البشرية .وتكمن خطورته فى مفاجأته للضحية، لأنه يتخفي خلال النهار في المناطق المكتظة بالسكان وفي داخل المنازل والملابس والأحذية والسيارات.
صورة من: picture-alliance/dpa
بعوضة الأنوفية
بعوضة الأنوفيلة الصغيرة هي من أكثر الكائنات الحية فتكا بالإنسان، وتتغذى إناثها على دم الإنسان، وتعتبر من أكثر الحشرات الماصة للدماء انتشاراً. تنقل بعوضة الأنوفيلة عدة أمراض قاتلة للإنسان وخاصة مرض الملاريا، ويُقدر عدد ضحاياها من البشر سنويا بالملايين.
صورة من: Fotolia/Kletr
10 صورة1 | 10
وإذا نجحت هذه التقنية فمن الممكن استخدامها في الكائنات المعدلة وراثيا لتطبيقات مثل إنتاج الألبان والجبن والكيمياويات الصناعية التخليقية والوقود الحيوي وتنظيف النفايات السامة وتصنيع الأدوية. وتستخدم الميكروبات بالفعل في تلك التطبيقات. وفي بعض الحالات تحتوي على جينات من كائن حي لا علاقة لها به فيما يجعلها "معدلة وراثيا" للقضاء على أو إزالة تسرب نفطي أو إنتاج الأنسولين.
وفي عام 2013 أعلن فريق تشيرتش تجاوز حدود الهندسة الوراثية بتخليق كائنات حية "ذات جينوم أعيد تشفيره" أي به جزء واحد من الحمض النووي الريبوزي يختلف عما يرمز إليه هذا الحمض في كل الكائنات الحية الأخرى. وفي دراسات حديثة سابقة تمكن الباحثون من تخليق سلالات من بكتيريا ايكولاي التي تحتوي على حمض نووي ريبوزي لحمض أميني من صنع الإنسان وتحتاج إلى أحماض أمينية اصطناعية من أجل البقاء. وأدخل فريق تشيرتش 49 تعديلا جينيا على بكتيريا ايكولاي لجعلها تعتمد على الأحماض الأمينية الاصطناعية.