تخوف لاجئين في ألمانيا من موجة لجوء أفغانية.. هل من مبرر؟
علاء جمعة
١٧ سبتمبر ٢٠٢١
يتواصل قدوم اللاجئين الأفغان إلى ألمانيا ودول أوروبية أخرى، وسط مخاوف من تكرار سيناريو عام 2015. فيما أعرب لاجئون عن مخاوفهم من أن توسع الأزمة الأفغانية جبهة المناهضين للهجرة والمعادين للمهاجرين وتعطل حصولهم على الجنسية.
لاجئون أفغان يضلون إلى مطار فرانكفورت في ألمانيا - قدوم الأفغان وتوقع موجة لجوء جديدة يثير قلق لاجئين آخرين في ألمانيا!صورة من: Armando Babani/Xinhua/picture alliance
إعلان
مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية الألمانية في السادس والعشرين من شهر سبتمبر/ أيلول الجاري، وتواصل قدوم اللاجئين الأفغان، تتملك بعض اللاجئين في ألمانيا المخاوف من أن تؤدي موجة لجوء كبيرة أخرى إلى تصعيب حياتهم، لا سيما فيما يتعلق بالإقامة والعمل. بالرغم من عدم وضوح الرؤية بخصوص أعداد الأفغان القادمين ومدى استعداد الدول الأوروبية لاستقبالهم، بدأ مهاجرون بالإعراب عن مخاوفهم من أية موجة لجوء مفترضة.
اللاجئ السوري إبراهيم أكد في حوار مع مهاجر نيوز عن مخاوفه الشديدة من موجة لجوء أخرى، لأن ذلك سينعكس سلبا على جميع اللاجئين القدامى برأيه. ويقول "قد تكون المدينة التي أسكن فيها، لها تأثير على قراري، فأنا أسكن بمدينة هالة، في شرق ألمانيا. وفي الحقيقة، فإن التنقل داخل المدينة وخاصة ليلا ليس آمنا دائما، هناك مضايقات للأجانب بشكل عام. بيد أنني أعتقد أن موجة لجوء جديدة، ستؤلب العديد من السكان على جميع اللاجئين، وسنؤخذ بجريرة القادمين الجدد".
ويتابع إبراهيم أن البعض قد يعتبر في أقواله تناقضا بحكم كونه لاجئا ولا يرحب بقدوم لاجئين، بيد أن الواقع على الأرض يوضح هذه الحقيقة. ويقول " ربما لو كنت في مدينة أخرى، لكان رأيي مختلفا".
هذه الأقوال تتوافق معها زينب من لايبزيغ. فاللاجئة العراقية والتي تدرس في جامعة لايبزيغ، تعتقد أن قدوم اللاجئين الأفغان، قد يؤدي إلى تزايد نفوذ أحزاب اليمين، خاصة مع اقتراب الانتخابات الألمانية. وتقول لمهاجر نيوز "الظرف الزمني حاليا حساس، فقدوم لاجئين بأعداد كبيرة، قد يؤدي إلى زيادة أعداد الناخبين الذين يمنحون أصواتهم إلأحزاب يمينية متطرفة، وبالتالي زيادة نفوذها في البرلمان".
يتخوف اللاجئ السوري إبراهيم من موجة لجوء أخرى، "لأن ذلك سينعكس سلبا على جميع اللاجئين القدامى"صورة من: DW/A. Juma
وتتابع: "لا أقول أن التغيير ضد اللاجئين سيكون فجأة، ولكن من المنطق أن تطالب أحزاب اليمين بتطبيق قوانين أشد تضيق على اللاجئين منح الجنسية ولم شمل العائلات"، وبالتالي سيؤثر هذا القرار على حياة اللاجئين تدريجيا.
ويستحوذ على تفكير العديد من القادة الأوروبيين كيفية تجنب تكرار نفس المشاهد التي حدثت عندما وصل مئات الآلاف من اللاجئين، وكثير منهم من سوريا التي مزقتها الحرب، طلبًا للحماية في الاتحاد الأوروبي في عامي 2015 و 2016. وأدى إجلاء ألمانيا المساعدين المحليين، إلى جانب مواطنيها، إلى تحويل الهجرة إلى قضية رئيسية قبل أسابيع فقط من الانتخابات البرلمانية، حيث سيتم أيضا اختيار مستشار جديد لألمانيا بدلا من أنغيلا ميركل. وأظهر استطلاع حديث للرأي أن ثلثي الألمان يخشون تكرار ما يسمى بـ "أزمة المهاجرين" لعام 2016/2015 ، عندما وصل ما يقرب من مليون طالب لجوء إلى البلاد.
اللاجئة السورية رودي العلي: "لا أعتقد أن أفغانستان أفضل حالا الآن من سوريا"صورة من: Alla Juma
ألمانيا أرض الفرص
بالمقابل يعتقد اللاجئ السوري نسيم خليل أن ما يقال هو مبالغة بحق اللاجئين، ويقول لمهاجر نيوز: "من يتم ترحيلهم من أفغانستان هم النخبة كما شاهدنا، هم من عملوا كمترجمين، وأطباء ومساعدين للقوات الدولية، وهم من يمتلكون شهادات وخبرات كبيرة". ويتابع "أعتقد أن قدوم اللاجئين الأفغان سيشكل إضافة كبيرة لأي بلد تستقبلهم. ويؤكد خليل الذي يقطن في هايلبورن في ولاية بادن فورتمبيرغ، ويعمل في مجال الابتكار والاختراع أن ألمانيا تتغير حاليا، وهي تتحول إلى دولة مهاجرين، وذلك بضغط من احتياجات السوق والمنافسة الدولية. لذلك جاءت قوانين كثيرة في الأونة الأخيرة ترحب بالأجانب للعمل في ألمانيا، ولهذا فإن أعداد اللاجئين الأفغان لن تشكل عبئا على أحد، بحسب رأيه.
يشار إلى أن المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل قد أشارت في حفل أُقِيْم بدار المستشارية في برلين في (31 آب/ أغسطس) بمناسبة مرور 60 عاما على توقيع اتفاقية استقدام عمالة مع تركيا، إلى فضل المهاجرين في بناء ألمانيا قوية ومزدهرة اقتصاديا. وأكدت ميركل أمام الحضور ووسائل الإعلام أن بلادها تطورت منذ ذلك التاريخ لتصبح بلدا للهجرة ازدادت قوته عبر الهجرة الوافدة من دوائر ثقافية مختلفة.
الجانب الإنساني لأزمة اللجوء الأفغاني
أما رودي العلي وهي سورية في مدينة مونستر، فأكدت لمهاجر نيوز أنه يجب التركيز في المقابل على الجانب الإنساني لهؤلاء الأفغان. وتوضح "لا أعتقد أن أفغانستان أفضل حالا الآن من سوريا"، فأعداد كبيرة من المدنيين يهربون من هناك، طالبا للأمن، وللحياة الكريمة". ولكون العلي عضو بمجلس الاندماج في مدينتها، فإن أكثر ما يقلقها هو معاناة المرأة هناك، وهل ستمنع الفتيات من التعليم أم لا. وهو ما يشكل انتهاكا كبيرا للحقوق في أفغانستان، ناهيك عن أجواء الخوف والقلق لدى المدنيين، وتقول: "لا أستطيع التصور أن لاجئا قدم إلى ألمانيا، وعاصر جميع هذه الظروف، يمكن أن يعرب عن تخوفه وعدم رغبته من قدوم لاجئين آخرين".
اللاجئة السورية مجد الحسن والمقيمة في برلين قالت لمهاجر نيوز، إنها كلاجئة يتوجب عليها تفهم موقف اللاجئين القادمين أكثر من غيرها، وأضافت" لا أعتقد أن أي لاجئ جديد سيأخذ محل أحد، لقد سمعنا هذا من قبل ممن سبقونا من اللاجئين وأحب أن أقول لكل من يتخوف من التضييق عليه وأخذ مكانه في ألمانيا، حيث تنطبق قاعدة لكل مجتهد نصيب، لا تنخدع بأقوال المتطرفين أو المتخوفين".
علاء جمعة - مهاجر نيوز 2021
في صور.. مشاهد الفرار من "إعصار طالبان"
يحاول كثيرون الفرار من أفغانستان، بعد أن تقدمت حركة طالبان إلى العاصمة كابول، مطيحة بالحكومة، بينما تقوم القوى الغربية بنقل المدنيين جوا من مطار كابول. مشاهد الرعب والتخوف في أفغانستان ضمن هذا الملف المصور.
صورة من: Wakil Kohsar/AFP/Getty Images
أفغان يائسون يحاولون دخول مطار كابول
تواصل العائلات الأفغانية محاولاتها اليائسة للوصول إلى مطار حامد كرزاي الدولي في كابول. وحتى الأطفال تدفقوا بين الحشود التي تسعى بكل قواها للهروب في اللحظات الأخيرة من حركة طالبان التي اقتحمت العاصمة.
صورة من: REUTERS
مستقبل غامض أمام الأفغان
كان أمام الأفغان خياران، منذ انسحاب القوات الأمريكية وقوات الناتو من البلاد، وأحلاهما مر: إما البقاء اعتمادا على قدرة القوات الحكومية على وقف زحف طالبان أو الفرار إلى الدول المجاورة. والآن بعد أن استولت حركة طالبان على العاصمة كابول، بات كثيرون الآن في مأزق، خصوصا مع الغموض الذي يلف المشهد الأفغاني، ولا أحد يعرف ماذا سيحدث بعد ذلك.
صورة من: REUTERS
حشود غير مسبوقة تتجمع في المطار
المطار الرئيسي في كابول، والذي سمي على اسم حامد كرزاي، أول رئيس تولى السلطة بعد الإطاحة بطالبان، بات مسرحا لحشود يائسة مطلع الأسبوع، يحدوهم الأمل في ركوب الطائرات والفرار من طالبان. وبينما سارعت القوى الغربية لإجلاء مجموعات صغيرة، مؤلفة في معظمها من رعايا تلك الدول، وبعض الموظفين المحليين، تم إيقاف الرحلات الجوية التجارية من وإلى البلاد.
صورة من: AFP/Getty Images
طالبان تستولي على القصر الرئاسي
زحف طالبان الذي تواصل حتى سقوط العاصمة كابول، شهد سيطرة مقاتلي الحركة على القصر الرئاسي يوم الأحد (15 أغسطس/آب). وأظهرت مقاطع فيديو قادة ومقاتلي طالبان جالسين داخل القصر معلنين النصر في حملتهم ضد الجيش الأفغاني.
صورة من: Zabi Karim/AP/picture alliance
الخوف من حكم الإسلامويين
الأنظار تتركز الآن نحو الخطوات القادمة، إذ يخشى كثيرون من الحكم الإسلامي المتشدد لطالبان، رغم أن الحركة أصدرت بيانا زعمت فيه أنها لن تنتقم من الأشخاص الذين ساندوا التحالف الذي تدعمه الولايات المتحدة. خلال حقبة حكم طالبان السابقة، منعت النساء والفتيات من التعليم. والآن سارع السكان في كابول للتصرف قبل فوات الآن، محاولين إخفاء الصور التي قد لا يحبها الأصوليون.
صورة من: Kyodo/picture alliance
عبور الحدود إلى باكستان
وبينما اكتظت الحشود حول وفي داخل مطار حامد كرزاي سعيا منهم للمغادرة، كان هناك آخرون يعبرون الحدود برا باتجاه باكستان. وقال وزير الداخلية الباكستاني الشيخ رشيد أحمد لـDW إن حكومة بلاده أغلقت معبر تورخام الحدودي مع أفغانستان.
صورة من: Jafar Khan/AP/picture alliance
عودة طالبان لم تستغرق سوى أسابيع بعد الانسحاب الأمريكي
الولايات المتحدة وحلفاؤها دخلوا أفغانستان معلنين الحرب، بعد هجمات 11 سبتمبر عام 2001، وأطاحوا بحركة طالبان. ولكن بعد عشرين عاما انهار الجيش الأفغاني بشكل مفاجئ، بعيد انسحاب القوات الأمريكية وقوات الناتو.
صورة من: Hoshang Hashimi/AP Photo/picture alliance
قيادة طالبان
الفترة الأولى لحكم طالبان امتدت من عام 1996 إلى عام 2001. وخلالها فرضت الحركة تفسيرا متشددا للشريعة الإسلامية. الحركة تأسست تحت قيادة الملا عمر. أما قائدها الأعلى اليوم فهو هبة الله آخُند زاده. الرئيس المؤسس المشارك الملا بردار، الظاهر في هذه الصورة، يترأس المكتب السياسي للحركة.
صورة من: Social Media/REUTERS
طالبان تنصب رايتها
تقول طالبان إنها مستعدة للسيطرة على البلاد، متعهدة أنها لن تضر بالمدنيين الذين تعاونوا مع القوات الغربية. وأكد المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة طالبان، محمد نعيم، في تصريح أنهم "مستعدون لإجراء حوار مع جميع الشخصيات الأفغانية وضمان الحماية اللازمة لهم". الأمر نفسه أكده الناطق باسم الحركة ذبيح الله مجاهد في أول مؤتمر صحفي له من كابول. قد يكون من الصعب تصديق هذا الكلام.
صورة من: Gulabuddin Amiri/AP/picture alliance
خطر على النساء والأطفال
من المرجح أن تعاني النساء والأطفال والأقليات الأخرى بشكل كبير تحت حكم نظام طالبان. فالنساء والفتيات منعن من التعليم خلال الفترة الأولى لحكم طالبان، والذي انتهى بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في عام 2001.
صورة من: Paula Bronstein/Getty Images
فرار الرئيس غني
هرب الرئيس الأفغاني أشرف غني من البلاد في 15 أغسطس/آب. وصرح بالقول: "كي نتجنب الفيضان النازف، اعتقدت أنه من الأفضل الخروج"، لكنه شدد على أنه سيواصل الكفاح من أجل بلاده.
صورة من: Rahmat Gul/AP Photo/picture alliance
الرئيس السابق كرزاي يدعو للسلام
أنشأ القادة الأفغان مجلسا للقاء طالبان وإدارة نقل السلطة. الرئيس السابق حميد كرزاي، الذي يقود هذا المجلس، قال إن الهدف هو: "منع الفوضى وتقليل معاناة الشعب" وإدارة "انتقال سلمي" للسلطة.
صورة من: Mariam Zuhaib/AP Photo/picture alliance
جلاء الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون
قامت ألمانيا بإرسال طائرات عسكرية للمساعدة في الإجلاء من أفغانستان، بعد أن أغلقت سفارتها في كابول. الأمر نفسه تقوم به الولايات المتحدة وبريطانيا والسعودية، حيث تقوم بإجلاء القوات والدبلوماسيين ومسؤولين آخرين من البلاد.
صورة من: Moritz Frankenberg/dpa/picture alliance
احتجاجات في الولايات المتحدة
خرج متظاهرون في نهاية الأسبوع في الولايات المتحدة للاحتجاج أمام البيت الأبيض مطالبين باستعادة السلام في أفغانستان. وقال الأدميرال مايك مولين: إن الولايات المتحدة وحلفاءها "قللوا من شأن تأثير ما تقوم به الحكومة (الأفغانية) الفاسدة".