تدابير أوروبية لمواجهة كورونا وألمانيا تشهد أول حالة تعاف
١٣ فبراير ٢٠٢٠
شدد وزراء الصحة في الاتحاد الأوروبي على الحاجة إلى تنسيق العمل للحيلولة دون تفشي فيروس كورونا الجديد والتصدي لموجة انتشار محتملة من الوباء في أوروبا. وألمانيا تشهد أول حالة تعافي من الإصابة بالفيروس من ضمن 16 حالة إصابة.
إعلان
أتفق وزراء الصحة في الاتحاد الأوروبي، بعد اجتماع عقد في بروكسل اليوم الخميس (13 فبراير/شباط 2020)، على ضرورة تنسيق العمل للحيلولة دون تفشي فيروس كورونا الجديد، وعلى أهمية التدابير التي من شأنها أن تسمح للسلطات بتحديد المسافرين الذين قد يكونوا قد تواصلوا مع أشخاص مصابين في الخارج وكذلك أي شخص قد يكونوا عرضوه لخطر الإصابة، بحسب وزير الصحة الألماني ينس شبان.
في هذا السياق قال الوزير الألماني إنه يعتقد بأن حالات الإصابة بالفيروس في العالم أكثر مما هو معلن، مشيرا في مقابلة مع DW إلى أن الإحصائيات تتضمن فقط الحالات التي تظهر عليها الأعراض المرضية، بينما "هناك الكثير من حالات الإصابة التي لا تظهر عليها الأعراض". ولفت الوزير الألماني إلى التفاوت الكبير بين حالات الوفاة المعلن عنها وعدد الإصابات.
وزراء الصحة في الاتحاد الأوروبي دعوا كذلك المفوضية الأوروبية إلى تقديم المساعدة بضمان أن تكون الدول الأعضاء لديها ما يكفي من المعدات الوقائية، في حال نقصها، وتقييم خطر نقص الدواء جراء غلق منشآت الإنتاج في الصين.
وناقش الوزراء أيضا "التدابير (المحتملة) فيما يتعلق بالسفر، وضمان أيضا حرية الحركة داخل الاتحاد الأوروبي"، بحسب بيانهم المشترك. وقال وزير الصحة الكرواتي فيلي بيروس الذي ترأس المحادثات إنه يمكن للاتحاد الأوروبي التفكير في غلق الحدود إذا تطلب الأمر.
من جانبها قالت المفوضية الأوروبية إن "انتشار فيروس كورونا المستجد، مع تداعياته على الصحة العامة والنشاط الاقتصادي والتجاري، خصوصا في الصين، يشكل خطرا جديدا سلبيا" على الاقتصاد في دول الاتحاد الأوروبي. وأضافت أن "الافتراض الأساسي هو أن تفشّي الفيروس سيبلغ ذروته في الربع الأول مع تبعات عالمية محدودة نسبيا. لكن كلما استمر لمدة أطول، ازداد احتمال وجود تداعيات ثانوية".
إلى ذلك أعلنت وزارة الصحة المحلية بولاية بافاريا، جنوبي ألمانيا، أنه تم السماح لأول حالة إصابة بفيروس كورونا المتحور الجديد في ألمانيا ضمن إجمالي 16 حالة، بمغادرة المستشفى اليوم الخميس. وأوضحت الوزارة اليوم أن صاحب الحالة قد تعافى تماما، ولم يعد يمثل مصدرا للعدوى. وأضافت الوزارة أنه استوفى جميع المعايير لمغادرة المستشفى، وبينها عدة اختبارات سلبية لفيروس كورونا المعروف باسم "سارس-كوف2-" (كوفيد 19).
يشار إلى أن 13 مريضا آخرين في ألمانيا يخضعون للعلاج حاليا في ولاية بافاريا، جميعهم على صلة بشركة فيباستو لقطاع غيار ومستلزمات السيارات في الولاية، والتي جاء الفيروس إليها عن طريق موظفة صينية.
وهناك مصابان آخران في مستشفى فرانكفورت الجامعي، تم التحقق بإصابتهما بالفيروس بعد عودتهما من مدينة ووهان الصينية، التي تعد بؤرة تفشي كورونا. ولا يزال الأمر يستلزم بقائهما في المستشفى. وقال متحدث باسم المستشفى اليوم إنه صحيح أن حالتهما جيدة، إلا أن موعد السماح لهما بمغادرة المستشفى لم يتحدد بعد.
ع.ج.م/ع.ش (د ب أ، أ ف ب)
فيروس ووهان: ما هي القطاعات الاقتصادية الأكثر تأثراً؟
فيروس كورونا الذي ظهر في مدينة ووهان في مقاطعة هوبي الصينية يهدد الاقتصاد العالمي. بعض الشركات ترى فرصا لها بسبب الفيروس، غير أن غالبية القطاعات تشتكي من تراجع العائدات وتخشى المزيد.
صورة من: VLADIMIR MARKOV via REUTERS
المستشارة في ووهان
في عام 2019 زارت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل مصنع Webasto في ووهان. وقد أُغلق المصنع، كما أعلنت الإدارة. وليس من المستبعد حصول "انعكاسات على سلسلة الإمداد العالمية". وحوالي 1000 موظف في المصنع المركزي الألماني يعملون انطلاقا من البيت، لأنه يوجد بينهم بعض الإصابات المؤكدة بالفيروس.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Kappeler
حالة نادرة
مصنع كيميائي يرى فرصة: لانكسيس/ Lanxess يسجل طلبا أكبر على مادة التعقيم Rely+On Virkon. هذه المادة تُستخدم في تعقيم المساحات السطحية والآلات ويمكن أن تكون فعالة ضد فيروس كورونا ويتم استخدامها بالأخص في الصين. وتقول الشركة بأنها تعمل من أجل توفير كميات إضافية في أسرع وقت ممكن.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Pleul
تطور بطيئ في قطاعات أخرى
قطاع تقنية الطب المتراجع حاليا في شركة سيمنس على عكس الوضع في مجال التعقيم لا يتوقع طلبا متزايدا على أجهزة التصوير بالأشعة. "الإمكانية القريبة لتحقيق صفقات لن أبالغ فيها. هذا لا يتحقق بهذه السرعة"، كما قال رئيس إدارة زيمنس، بيرند مونتاغ. "الفيروس يأتي ويختفي بسرعة".
صورة من: Siemens Healthineers
تجارة التجزئة والمطاعم
عند سلسلة الوجبات السريعة KFC و Pizza Hut ومقاهي Luckin Coffee تبقى الأبواب حاليا مغلقة. وسلسلة الموضة السويدية H&M أغلقت حوالي 45 فرعا في الصين، وشركة إنتاج الجنز Levi Strauss أغلقت حوالي نصف محلاتها. ويتوقع خبراء أن تبقى الانعكاسات في حدود معقولة، لأن عملياتها التجارية تتم في الغالب عبر الانترنيت.
صورة من: picture-alliancedpa/imaginechina/Y. Xuan
"ليس هناك وقت" لأِشياء جميلة
على غرار المنافس الأمريكي نايكه Nike تغلق شركة اللوازم الرياضية الألمانية أديداس في الصين بصفة مؤقتة العديد من محلاتها. علاوة على ذلك ستتم مراقبة تجارة الامتياز بدقة. ومن السابق لأوانه تقييم الانعكاسات. وأنشطة الدعاية مثل هذا النشاط مع نجم كرة القدم بول بوغبا في هونغ كونغ عام 2017 لن تتم في الوقت الحاضر.
صورة من: picture-alliance/dpa/Stringer/Imaginechina
شركات إنتاج السيارات مهددة بوجه خاص
الوباء له " جسامة اقتصادية هائلة" وبالتحديد لشركات إنتاج السيارات الألمانية، يقول خبير السيارات فيردناند دودنهوفر. وعلى هذا النحو يبقى 33 مصنعا لفولكسفاغن (هنا طريق التجارب التابعة للشركة في جينجيان) والشركة المشتركة في الصين مغلقة حتى نهاية الأسبوع، والإمدادات المبرمجة ليست مهددة.
صورة من: Imago Images/Xinhua
الجميع معنيون بالفيروس
عند شركة دايملر (هنا نمودج سيارة مايباخ أثناء معرض في بكين) يُتوقع أن ينطلق الجزء الأكبر من الإنتاج الصيني الاثنين المقبل. وفي إطار ذلك تركز الشركة على "العمل من البيت". وحتى لدى شركة بي ام دبليو سينطلق الإنتاج وعمل الإدارة الاثنين المقبل من جديد.
صورة من: picture alliance/dpa
هوندا تبقى حذرة
شركة إنتاج السيارات اليابانية هوندا تُبقي على مصانعها الثلاثة المسيرة مع المنتج الصيني Dongfeng في ووهان مغلقة لوقت طويل. فالعمل سيتوقف على الأقل حتى 13 من فبراير/ شباط الجاري 2020، كما قال متحدث. ولا يُعرف ما إذا كان الانتاج سينطلق من جديد، ويتم الالتزام بتعليمات السلطات المحلية.
صورة من: picture-alliance/dpa
نقص الإمدادات
الفيروس يتطور إلى مشكلة بالنسبة إلى سلسلات الإمداد العالمية. وصناعة السيارات مثال جيد على ذلك. فشركة هيونداي الكورية الجنوبية ستعلق إنتاجها المحلي في هذا الأسبوع. والسبب نقصان قطع غيار تأتي في العادة من الصين. ويتوقع محللون أن تطال مثل هذه المشاكل الكثير من الشركات.
صورة من: Reuters/Aly Song
الصينيون يغيبون
وحتى في المانيا يظهر بعض التقييد، فبسبب خطر العدوى يُتوقع وصول عدد أقل من الزوار إلى معرض المواد الاستهلاكية في فرانكفورت Ambiente. وهذا يُستنتج من تراجع السفريات المحجوزة من الصين، كما قال متحدث باسم شركة المعرض. وشركة لوفتهانزا وخطوط جوية أخرى قطعت اتصالاتها مع الصين.
صورة من: Dagmara Jakubczak
المهم هو الاستعداد
وفي مطار فرانكفورت أُقيم مركز للحجز الصحي للذين تم إجلاؤهم من منطقة كورونا. وغالبية الركاب من الصين تصل إلى ألمانيا في العادة عبر فرانكفورت ( في 2018 فاق عددهم مليون شخص) وأهم المطارات الصينية للخطوط القائمة مع ألمانيا هي مطارات بكين وشنغهاي وهونغ كونغ. ورحلات مباشرة من وإلى ووهان لم تحصل.
ديرك كاوفمان+ وكالات