حرب أوكرانيا ـ أوروبا أمام معضلة الخلاف الألماني الفرنسي
٢٩ أكتوبر ٢٠٢٢
ألقت زيارة المستشار أولاف شولتس إلى باريس الضوء على الخلافات العميقة بين ألمانيا وفرنسا في ظل المتغيرات التي فرضها العدوان الروسي على أوكرانيا. خلافات يراها خبراء مؤشرا قد يهدد تماسك التكتل الأوروبي مستقبلا.
إعلان
جاءت زيارة المستشار الألماني أولاف شولتس إلى باريس (26 أكتوبر/ تشرين الأول 2022) في سياق أزمة صامتة تعرفهاالعلاقات الألمانية الفرنسية. ورغم إعرابه، بشكل مشترك مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عن الرغبة في إعادة إطلاق العلاقات الثنائية المتعثّرة بسبب تداعيات الحرب في أوكرانيا واختلاف وجهات النظر بينهما بشأن قضايا الطاقة وآفاق النمو في أوروبا.
وأكد شولتس في تغريدة بعد لقائه في قصر الإليزيه أن البلدين متقاربين وأنهما أجريا "نقاشا مهما وجيدا جدا حول إمدادات الطاقة الأوروبية وارتفاع الأسعار ومشاريع التسلّح المشتركة"، فيما رحبت باريس بنقاش عرض لـ"العلاقة الفرنسية الألمانية بروح من العمل الوثيق على المديين المتوسط والبعيد". غير أن هذه العبارات الدبلوماسية لا يمكن أن تخفي حجم الخلافات التي تراكمت بين برلين وباريس خلال الأشهر الماضية.
فقد سبق لإيمانويل ماكرون أن حذر برلين مما أسماه بـ"العزلة" داخل التكتل الأوروبي، معتبرا أنها "ليست جيدة لألمانيا ولا لأوروبا". ويختلف البلدان بشأن استراتيجية وآليات مواجهة التضخم وضبط أسعار الطاقة وكذلك السياسة الأمنية ومشاريع التسلح، إضافة إلى الطاقة النووية. وبهذا الصدد كتبت صحيفة "تاغسشبيغل" البرلينية (20 أكتوبر/ تشرين الأول) "لا شيء يعمل بين برلين وباريس كما يرام، فقبيل القمة الأوروبية، التي كان مفترضا أن تقدم إجابة لأزمة الطاقة، ظهرت خلافات عميقة بين فرنسا وألمانيا، فتم تأجيل المجلس الوزاري الفرنسي الألماني إلى العام المقبل (..) لقد توقف المحرك الفرنسي الألماني عن العمل الذي دفع الاتحاد الأوروبي إلى الأمام لعقود". واستطردت الصحيفة موضحة أن سبب الأزمة تعود أيضا إلى "قلة الاهتمام من جانب تحالف "إشارة المرور" (الحاكم في برلين) بقيادة أولاف شولتس للعلاقات مع فرنسا".
إعادة هندسة أوروبا كما خلفتها الحرب العامية؟
تتعرض هندسة أوروبا الجيوسياسية كما وُضعت على أنقاض الحرب العالمية الثانية لاهتزازات لم يتضح مداها بعد العدوان الروسي على أوكرانيا. وفي قلب هذه الهندسة توجد الشراكة الألمانية الفرنسية التي توُصف عادة بـ"دينامو الاتحاد الأوروبي". العقوبات الغربية وحرب الطاقة التي تشنها موسكو مست بشكل مباشر الحياة اليومية للأوروبيين. فقد راهنت ألمانيا على تشبيك علاقاتها الاقتصادية مع روسيا ما بعد الحرب الباردة، ورأت في ذلك الضمانة الحقيقية للأمن في أوروبا. غير أن ألمانيا وأوروبا تجد نفسها اليوم في موقف لا تحسد عليه، رغم أن هذه الحرب مكنت من عودة الروح للشراكة الأطلسية وتعزيز صفوف حلف الناتو عبر تقديم الدعم العسكري لأوكرانيا وبلورة موقف موحد صارم ربما لم يكن يتوقعه حتى الرئيس الروسي فلادمير بوتين. غير أن غياب أفق لنهاية الحرب يطرح السؤال حول قدرة الأوروبيين على الحفاظ على موقف موحد أمام انفجار نسبة التضخم وغلاء المعيشة وتضارب المصالح أحيانا بين شركاء التكتل القاري.
حرب بوتين على أوكرانيا.. دمار وضحايا ولاجئون
يتواصل الغزو الروسي لأوكرانيا ويشمل معظم مناطق البلاد وبات يكتسي طابع حرب مدن، وسط مقاومة شرسة من القوات الأوكرانية وسقوط أعداد كبيرة من الضحايا ونزوح مئات الآلاف. أوروبا والعالم يتضامنون مع أوكرانيا.
صورة من: Aris Messinis/AFP/Getty Images
نظرة أخيرة إلى أطلال الوطن
إنهم لا يعرفون كيف ستبدو مدينتهم عند عودتهم ربما بعد أن تضع الحرب أوزارها، ولا يعرفون حتى متى سيعودون أو ما إذا كانوا سيعودون أصلاً. لا يستطيع اللاجئون أخذ الكثير من الأمتعة معهم. المساحة في القطارات والحافلات محدودة للغاية.
صورة من: Chris McGrath/Getty Images
حشود هاربة في محطة القطار
يحاول المدنيو الوصول إلى محطات القطار. وتظهر الصورة تزاحم المدنيين في محطة قطارات مدينة إيربين الأوكرانية، حيث يريد الناس ركوب القطار إلى العاصمة كييف لمغادرة البلاد من هناك.
صورة من: Chris McGrath/Getty Images
مع عربة الأطفال عبر النهر
عندما تظهر مثل هذه المشاهد، تتكشف عبثية الحرب بأجلى صورها. جنود أوكرانيون يساعدون أسرة هاربة عبر نهر إيربين بالقرب من العاصمة كييف بعد أن دمرت الغارات الروسية معظم الجسور في البلاد.
صورة من: Emilio Morenatti/AP/picture alliance
نيران على مستشفى ماريوبول
تتعرض مدينة ماريوبول لقصف شديد من القوات الروسية والجماعات الأوكرانية الانفصالية الموالية لموسكو. مستشتفى المدينة لم يسلم بدوره من نيران القوات المهاجمة. بينما تواصل منظمات إنسانية مساعيها من أجل فتح ممرات إنسانية لتمكين المدنيين العالقين من الخروج من المدينة المحاصرة التي يبلغ عدد سكانها 400 ألف نسمة.
صورة من: Evgeniy Maloletka/AP/picture alliance
رجال المطافئ في مهمات مستحيلة وسط جحيم الحرب
هاجمت القوات الروسية قرية شايكي القريبة من العاصمة كييف التي تواصل حشود من الجيش الروسي التقدم نحوها ومحاصرتها. السلطات المحلية في شايكي تقول إن القصف تسبب في تدمير وحرق محلات تجارية ومبان سكنية. هنا رجل إطفائي أثناء محاولته إطفاء النيران المشتعلة بمتجر في شايكي التي لا تبعد سوى 22 كيلومترا من وسط كييف.
صورة من: Serhii Nuzhnenko/REUTERS
فارون من القصف يحتمون بجسر مدمر في ايربين
مدنيون بالمئات لجؤوا إلى جسر مدمر في مدينة ايربين للإحتماء به من قصف الجيش الروسي. المدنيون يحاولون عبور نهر ايربين بحثا عن ممرات آمنة للخروج من مدينتهم التي تتعرض لعمليات عسكرية مكثفة تنفذها مقاتلات ودبابات روسية على المدينة الصغيرة الواقعة على بعد 30 كيلومترا من العاصمة كييف.
صورة من: Emilio Morenatti/AP/picture alliance
أفراد أسرة يحاولون الفرار من القصف
أسرة في مدينة ايربين أثناء فرارها من المدينة التي تتعرض لقصف شديد من القوات الروسية. ينتهز المدنيون مدة وقف إطلاق النار القصيرة للفرار عبر ممرات إنسانية آمنة، سرعان ما تتعرض للانتهاك بسبب تجدد القتال المركز على ايربين وغيرها من المدن والقرى المجاورة للعاصمة كييف.
صورة من: Diego Herrera/EUROPA PRESS/dpa/picture alliance
براءة وحب في زمن الحرب
طفل أوكراني لاجئ فر من الحرب ببلاده ينتظر وسيلة نقل في محطة نيوغاتي في بودابست عاصمة المجر، ملوّحا بإشارة الحب. وتعتبر المجر من دول جوار أوكرانيا وتستقبل عشرات الآلاف من اللاجئين الفارين من الحرب التي تشنها روسيا.
فاليري جندي في الجيش الأوكراني لم تشغله ظروف الحرب ومعاناتها عن تقديم باقة ورود لزوجته ليزا بمناسبة ذكرى زواجهما. حيث التقى الزوجان يوم 6 مارس/آذار في الجبهة للدفاع عن العاصمة كييف.
صورة من: Genya Savilov/AFP/Getty Images
موسكو: قمع لمحتجين روس على الحرب
في موسكو ومدن روسية أخرى يتظاهر يوميا آلاف النشطاء والمواطنون الروس احتجا على الحرب في أوكرانيا وعلى قرار الرئيس بوتين اعترافه بإقليمي الدونباس كجمهورتين مستقلتين عن أوكرانيا. رجال الشرطة أثناء احتجازهم لأحد المتظاهرين واقتياده من ميدان بالعاصمة موسكو يشهد مظاهرات.
صورة من: Sergei Fadeichev/TASS/dpa/picture alliance
مظاهرات حاشدة في ألمانيا ضد الحرب
في مدينة ماينتس غرب ألمانيا تظاهر، مساء الأحد 6 مارس/آذار، الآلاف ضد الغزو الروسي لأوكرانيا. في ساحة غوتنبلاتس أمام كاتدرائية مدينة ماينتس الرئيسية رفع متظاهرون العلم الأوكراني وشعارات تشجب الحرب.
صورة من: Sebastian Gollnow/dpa/picture alliance
سقوط مدينة خيرسون
تحركت قوات روسية في وسط مدينة خيرسون الأوكرانية الساحلية الخميس (الثالث من آذار/ مارس 2022) بعد يوم من روايات متضاربة بشأن ما إذا كانت روسيا قد سيطرت على مركز حضري رئيسي لأول مرة خلال الغزو الذي دخل يومه الثامن.
صورة من: REUTERS
مواليد وأمهاتهم في قبو المستشفى
أطفال مرضى وحيدثو الولادة وبجانبهم أمهاتهم، تم نقلهم إلى قبو بمستشفى الأطفال في كييف، لحمايتهم من عمليات القصف التي ينفذها الجيش الروسي على العاصمة الأوكرانية، ولم تسلم منها المستشفيات، مثل المستشفى المركزي في قلب المدينة الذي تعرض لقصف يوم فاتح مارس آذار، كما تم استهداف محطات للطاقة والكهرباء في ضواحي المدينة.
صورة من: Emilio Morenatti/AP/picture alliance
أطفال ضمن القتلى والجرحى
تشهد العاصمة كييف قصفا شديدا ورغم حديث الجيش الروسي عن عمليات قصف "دقيقة" لمواقع استراتيجية حسّاسة، فقد طالت الهجمات مدنيين، كما تقول السلطات الأوكرانية. في مستشفى بكييف يرقد هذا الطفل الذي أصيب يوم 28 فبراير/ شباط في هجوم أصيبت فيه سيارة كان على متنها مع عائلته وقتل فيها شقيقه ذو الست سنوات.
صورة من: Aytac Unal/AA/picture alliance
خاركيف تحت القصف الروسي
في خاركيف ثاني كبرى مدن أوكرانيا، أعلن حاكم المقاطعة في ثاني مارس آذار، مقتل 21 شخصا وإصابة 112 آخرين في هجمات صاروخية للجيش الروسي. كما نشرت وزارة الخارجية الأوكرانية صورا ومقطع فيديو لهجوم صاروخي على ساحة مركزية في خاركيف. ويظهر هنا استهداف المبنى الرئيسي لمقاطعة الشرطة في قلب المدينة التي يسكنها 1,4 مليون نسمة والواقعة قرب الحدود مع روسيا.
صورة من: Ukraine Emergency Ministry press service/AFP
قصف برج التلفزيون
في كييف، استهدفت القوات الروسية برج التلفزيون في وقت متأخر بعد ظهر الثلاثاء (الفاتح من مارس/ آذار)، ما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة خمسة آخرين بحسب خدمات الطوارئ، وأظهرت صورة نشرتها الداخلية الأوكرانية البرج مغطى بدخان رمادي كثيف لكنه ما زال قائما. وبعد ساعة على الهجوم، عادت معظم القنوات الأوكرانية إلى العمل بشكل طبيعي. بيد أن القوات الروسية تضع ضمن أهدافها قصف المراكز الحسّاسة وضمنها الإعلامية.
صورة من: Carlos Barria/REUTERS
فارون من جحيم الحرب ينتظرون دورهم على حدود أوكرانيا
آلاف النازحين من مناطق أوكرانية مختلفة يقفون في طابور طويل على معبر شيهايني الحدودي مع بولندا. في نقطة تفتيش من جانب الحدود الأوكرانية، الآلاف ينتظرون دورهم لعبور الحدود إلى بولندا. كما تنتظر سيارات وشاحنات على امتداد 26 كيلومترا. بعض العائلات تنتظر منذ أسبوع، ورغم مظاهر الإرهاق والمعاناة التي تبدو على النازحين كل شيء يتم في إطار هادئ. وتصف تقارير أجواء وروح تضامن ومساعدة كبيرة.
صورة من: GlobalImagens/imago images
لاجئون وصلوا إلى بولندا
في معابر الحدود مع بولندا يتدفق عشرات آلاف اللاجئين من أوكرانيا. المعبر الحدودي في كورتشوفا يستقبل لاجئين فارين من ويلات الحرب بأوكرانيا. متطوعون بالمئات من بولندا ومن دول أوروبية يهبّون لمساعدة اللاجئين، بتوفير المواد الغذائية والأغطية والملابس، وتزويدهم بالإرشادات القانونية والمعلومات المناسبة لمساعدتهم على الوصول إلى مقاصدهم.
صورة من: Grzegorz Szymanowski/DW
مظاهرات في ألمانيا.."التضامن مع أوكرانيا - السلام في شرق أوروبا الشرقية"
تظاهر آلاف الألمان مساء السبت 27 فبراير/ شباط في العاصمة الألمانية وعدد من المدن الأخرى احتجاجا على الهجوم الروسي على أوكرانيا. في برلين تظاهر زهاء نصف مليون شخص في الشوارع والساحات وأمام جادة بوابة براندنبورغ التاريخية، احتجاجاً على الهجوم الروسي على أوكرانيا. وشهدت ميونيخ ودوسيلدورف وفرانكفورت مظاهرات شارك فيها عشرات الآلاف تحت شعار "التضامن مع أوكرانيا - السلام في شرق أوروبا الشرقية".
صورة من: Markus Schreiber/AP Photo/picture alliance
مسيرة سلام بدلا عن فعاليات كرنفال الراين
نزل عشرات الآلاف من الأشخاص الاثنين (28 فبراير/ شباط) إلى شوارع مدينة كولونيا في تظاهرة شبه كرنفالية من أجل السلام في أوكرانيا. وسار المتظاهرون على طول الطريق ضمن فعاليات "روزنمونتاغ" (اثنين الورود) حيث خاطبت فيها عمدة المدينة هنرييت ريكير المشاركين وقالت "لدي إعجاب لا حدود له بكل الروس الشجعان الذين خرجوا إلى شوارع بلادهم منذ يوم الجمعة"، في إشارة إلى المظاهرات المناوئة للغزو الروسي لأوكرانيا.
صورة من: Rolf Vennenbernd/dpa/picture alliance
نصب الجندي السوفييتي المجهول بلون علم أوكرانيا
في صوفيا عاصمة بلغاريا قام متضامنون مع أوكرانيا بصباغة النصب التذكاري للجندي المجهول الذي يرمز للسوفييت، بلون علم أوكرانيا، وذلك اجتجاجا على الغزو الروسي. وبلغاريا مثل عدد من دول الاتحاد الأوروبي - جمهورية التشيك وإستونيا وألمانيا وبولندا - قررت إغلاق مجالها الجوي أمام الرحلات الجوية الروسية، مما أجبر الطائرات الروسية المتجهة غربًا على القيام بعمليات تحويل هائلة.
صورة من: Nikolay Doychinov/AFP/Getty Images
تضامن من جماهير ليفربول وتشيلسي
في ملعب ويمبلي اللندني الشهير، رفعت جماهير فريقي ليفربول وتشيلسي لافتات ولوحات تضامنية مع أوكرانيا. كما رفعت خلال أطوار المباراة المثيرة، شعارات مناهضة للحرب وللغزو الروسي. وكانت مباراة نهائية دراماتيكية استمرت قرابة 3 ساعات على ملعب ويمبلي، حسمت بضربات ترجيحية وتوج فيها ليفربول بطلا لكأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة.
صورة من: Michael Regan/Getty Images
حرب شوارع في خاركيف
قال الحاكم المحلي لمدينة خاركيف الأوكرانية أوله سينغوبوف إن القوات الأوكرانية تقاتل القوات الروسية في شوارع المدينة الواقعة في شمال شرق أوكرانيا. وأضاف سينغوبوف "مركبات خفيفة للعدو الروسي اقتحمت خاركيف بما في ذلك وسط المدينة".
صورة من: Vadim Ghirda/AP/picture alliance
مهاجمة منشأة للنفط والغاز
قال مسؤولون أوكرانيون إن القوات الروسية هاجمت منشآت نفط وغاز في أوكرانيا مما أدى إلى وقوع انفجارات ضخمة. لكن الشركة التي تدير خط أنابيب الغاز في أوكرانيا أعلنت في وقت لاحق أن مرور الغاز الروسي لأوروبا عبر أوكرانيا مستمر بشكل طبيعي وإنه لم تحلق أي أضرار بخط الأنابيب جراء أي انفجارات.
صورة من: Maksim Levin/REUTERS
بولندا تستقبل اللاجئين
قال رئيس الوزراء البولندي ماتيوس مورافيسكي إن بلاده مستعدة لاستقبال عدد كبير من اللاجئين بسبب الحرب في أوكرانيا.
وصرح مورافيسكي: "سنستقبل من يحتاجون إلى ذلك". وأكد مورافيسكي أن بولندا "مستعدة لاستقبال عشرات الآلاف ومئات الآلاف من اللاجئين الأوكرانيين". ووفقا للحكومة البولندية، وصل أكثر من 110 آلاف لاجئ أوكراني إلى بولندا منذ بدء الغزو الروسي يوم الخميس الماضي.
صورة من: Czarek Sokolowski/AP Photo/picture alliance
قوات روسية تقترب من كييف
في اليوم الثاني للحرب انتشرت دبابات أوكرانيا بعد أن باتت قوات روسية من العاصمة كييف من الجهتين الشرقية والشمالية الشرقية بحسب الجيش الأوكراني، فيما تدور معارك الجمعة داخل العاصمة غداة هجوم كثيف باشرته روسيا التي قال وزير خارجيتها أنها مستعدة لحوار مع السلطات ما إن "تلقي القوات المسلحة الأوكرانية سلاحها".
صورة من: GLEB GARANICH/REUTERS
موجة نزوح
قالت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بالأمم المتحدة إن إمدادات الوقود والأموال والمستلزمات الطبية تتناقص في أجزاء من أوكرانيا بعد الغزو الروسي، مما قد يدفع ما يصل إلى خمسة ملايين للنزوح إلى الخارج.
صورة من: Sandrinio Neagu/DW
اتهامات بقصف مناطق سكنية
من جانبها تحدثت كييف عن ضربات صاروخية روسية لمناطق سكنية في العاصمة كييف، فيما نفت روسيا هذه الاتهامات، وفقا لما نقلت وكالات أنباء روسية عن مصدر بوزارة الدفاع، الذي قال أيضا بأن الطائرة التي أُسقطت فوق كييف صباح اليوم الجمعة كانت مقاتلة أوكرانية سقطت بنيران صديقة.
صورة من: Ukrainian President s Office/Zuma/imago images
المدنيون يتوجهون إلى المخابئ
أُطلقت صفارات الانذار صباح الخميس 24 فبراير شباط 2022، في وسط العاصمة الأوكرانية كييف التي تعرضت لغارات روسية على مستوى مواقع عسكرية قريبة منها وعدة مدن أخرى. المدنيون في كييف هرعوا إلى المخابئ ومحطات الميترو، بحسب ما نقلت وسائل إعلام محلية ودولية.
صورة من: AFP via Getty Images
العاصمة كييف تحت القصف
ألسنة اللهب تشتعل في سماء كييف نتيجة فصف بالصواريخ لمواقع عسكرية ومطارات قرب العاصمة الأوكرانية ومدينتي كارخيف ودنيبرو. الغارات الروسية شملت عدة مدن جيث سُمع دوي انفجارات في كييف وماريوبول وكراماتورسك وخاركيف وأوديسا، ومناطق أخرى.
صورة من: Mary Ostrovska/AP Photo/picture alliance
بداية الهجوم الروسي
فجر الخميس 24 فبراير شباط 2022، دخلت القوات البرية الروسية أوكرانيا من اتجاهات عدة، بعد قليل من إعلان الرئيس فلاديمير بوتين شن هجوم على البلاد دعما للإنفصاليين في شرق أوكرانيا. الهجوم الروسي استهدف إقليم الدونباس، وبدأ باقتحام دبابات ومعدات ثقيلة أخرى عبرت الحدود في مناطق شمالية عدة، وكذلك من شبه جزيرة القرم التي ضمها الكرملين في جنوب أوكرانيا.
صورة من: Alexander Ermochenko/REUTERS
الرئيس الأوكراني يناشد العالم "لإجبار روسيا على السلام"
في خطاب للأمة أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأحكام العرفية في كل أنحاء البلاد. وقال للأوكرانيين "لا داعي للهلع" مؤكدا "سننتصر". وبعد خطابه الذي ألقاه مباشرة بعد بدء الهجوم الروسي على بلاده، دعا زيلينسكي العالم لإنشاء "تحالف مناهض لبوتين" من أجل "إجبار روسيا على السلام".
صورة من: Ukrainian Presidential Press Service/REUTERS
عقوبات غربية جديدة
أدان أمين عام حلف الناتو بشدة الهجوم الروسي ووصفه بأنه "تهديد خطير للأمن الأورو- أطلسي"، مؤكدا مواصلة دعمه لأوكرانيا والدول الأعضاء في شرق أوروبا وفي البلطيق. الإتحاد الأوروبي أعلن أن العقوبات الجديدة التي يعتزم فرضها على روسيا تتضمن منع وصول البنوك الروسية لأسواق المال الأوروبية. وتجميد الاصول الروسية في الاتحاد وحظر دخول القطاعات الاقتصادية الروسية المهمة لمجالات التكنولوجيا الرئيسية والأسواق.
صورة من: Olivier Matthys/AP/dpa/picture alliance
الرئيس بايدن يوقع على عقوبات أمريكية
الرئيس الأمريكى جو بايدن يوقع أول مجموعة من العقوبات على روسيا وذلك ردا على "بدء فلاديمير بوتين غزو أوكرانيا المجاورة". الولايات المتحدة تفرض "دفعة أولى" من العقوبات على روسيا وتستهدف مؤسستين ماليتين ووصول موسكو إلى مصادر التمويل الغربية فضلا عن "النخب الروسية"، بالاضافة إلى عقوبات على الدين السيادي الروسي. بايدن أعلن أنه سيتم تغيير أماكن انتشار قوات أمريكية متمركزة في أوروبا.
صورة من: Adam Schultz/White House/Planet Pix/Zuma/dpa/picture alliance
حقبة جديدة
بعد اعتراف روسيا بسيادة الانفصاليين على إقليمي دونيتسك ولوهانسك، يرى الرئيس السابق لمؤتمر ميونخ الدولي للأمن فولفغانغ إشينغر، أن حقبة جديدة وخطيرة قادمة. وقال إشينغر على تويتر: "سيبقى هذا اليوم (الثلاثاء 22 فبراير/ شباط 2022) طويلا في الذاكرة، ففيه انتهى الأمل في أوروبا بهيكل أوروبي موحد". في الصورة جنود أوكرانيون يحرسون حاجزا بالقرب من الأراضي التي يسيطر عليها الانفصاليون المدعومون من روسيا.
صورة من: Evgeniy Maloletka/ASSOCIATED PRESS/picture alliance
إدانة أممية للقرار الروسي
أعربت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وحفظ السلام روزماري ديكارلو عن "أسفها" للقرار الروسي. وقالت خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي "الساعات والأيام القادمة ستكون حرجة". واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أنّ قرار موسكو يشكّل "انتهاكاً لوحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها". وشدّد على أنّ الاعتراف الروسي "يتعارض مع ميثاق الأمم المتحدة".
صورة من: Evan Schneider/United Nations/AP Photo/picture alliance
بوتين يتحدى الغرب
وكان بوتين قد أعلن اعتراف روسيا باستقلال إقليمي دونيتسك ولوهانسك الانفصاليين في شرق أوكرانيا، وذلك في خطاب عبر التلفزيون الرسمي، رغم تحذيرات الغرب بأن ذلك سيعرض روسيا لعقوبات شديدة. وبث التلفزيون الرسمي لقطات تظهره يوقع في الكرملين اتفاقيات تعاون مع زعيمي الإقليمين، كما أمر بوتين جيشه بدخول الإقليمين الانفصاليين.
صورة من: Alexey Nikolsky/Kremlin/SPUTNIK/REUTERS
التحذير من عقوبات على روسيا
قاد الرئيس الأمريكي جو بايدن الجهود الغربية لردع الجانب الروسي، وأعلن في 13 شباط/فبراير، اتفاقه مع نظيره الأوكراني على مواصلة "الدبلوماسية" و"الردع" في مواجهة موسكو. كما حذّر المستشار الألماني أولاف شولتس من أن العقوبات الغربية ستكون "فورية" في حال غزت روسيا أوكرانيا. وأرسلت العديد من الدول الأوروبية وبريطانيا أسلحة أو مساعدات إلى كييف. وقدمت الولايات المتحدة مساعدات عسكرية.
صورة من: Susan Walsh/AP/dpa/picture alliance
تعليق المصادقة على تشغيل "نورد ستريم 2"
وبالفعل أعلن المستشار الألماني أولاف شولتس أنه قرر تعليق المصادقة على تشغيل خط أنابيب الغاز "نورد ستريم 2" مع روسيا ردا على اعتراف موسكو بالمنطقتين الانفصاليتين في شرق أوكرانيا. وأضاف "هناك عقوبات أخرى أيضا يمكن أن نعتمدها في حال اتُّخذت إجراءات إضافية. لكن في الوقت الحاضر، يتعلق الأمر باتّخاذ خطوة ملموسة للغاية".
صورة من: John Macdougall/AFP/Pool/dpa/picture alliance
ماكرون يقوم بمسعى دبلوماسي مع بوتين
تكثفت الجهود الدبلوماسية لمحاولة تجنب اندلاع حرب. في 7 شباط/فبراير زار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون موسكو وكييف. بعد لقاء طويل في الكرملين مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي قال فلاديمير بوتين إنه مستعد "لتسويات".
صورة من: Thibault Camus/Pool AP/dpa/picture alliance
بعد تردد.. ألمانيا تشدد لهجتها مع روسيا
بعد أسبوع من زيارة ماكرون، توجه المستشار الألماني إلى كييف وموسكو. وقبيل سفره أنذر شولتس روسيا بعقوبات: "سينتج عن أي عدوان عسكري على أوكرانيا يهدد وحدة أراضيها وسيادتها ردود فعل قاسية وعقوبات جهزناها بعناية ويمكن أن نضعها قيد التنفيذ على الفور مع حلفائنا في أوروبا وحلف شمال الأطلسي". وشددت ألمانيا التي تُتهم بالتساهل كثيرا حيال روسيا وبأن موقفها "ملتبس" لهجتها في الأيام الأخيرة.
صورة من: Mikhail Klimentyev/Sputnik/dpa/picture alliance
الأوكرانيون يستعدون للأسوأ
بحسب استفتاء نُشر أواخر يناير/كانون الثاني، اعتبر 48 بالمئة من الأوكرانيين أن الغزو الروسي ممكن، ويحضّر عدد متزايد منهم تدريبات احتمالا للأسوأ. ويتدرب البعض على حفر ملاجئ في الثلوج في غابة قرب كييف، في حين يتدرب آخرون على حمل السلاح. ويتعلم هؤلاء تقنيات الدفاع عن النفس. ويقول أحدهم: "هذا بلدي، كيف يمكن ألا أشعر بالقلق؟". ويقول إنه غير متأكد من حصول الغزو، "لكن، يجب أن نكون مستعدين."
صورة من: Vadim Ghirda/AP Photo/picture alliance
عدة دول تطلب من مواطنيها مغادرة أوكرانيا
وكانت الولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية وإسرائيل قد طلبت من مواطنيها مغادرة أوكرانيا في أقرب وقت. كما سحبت بعض الدول موظفيها غير الأساسيين من كييف، وأغلقت بعض الدول سفاراتها في العاصمة الأوكرانية، ونقلت دول أخرى عملياتها من كييف إلى مدينة لافيف في غرب أوكرانيا ليس ببعيد عن الحدود مع بولندا.
صورة من: AA/picture alliance
البنتاغون ينقل مقاتلات إف 16 إلى رومانيا
أعلنت واشنطن نقل مقاتلات إف-16 من ألمانيا إلى قاعدة برومانيا تبعد نحو 100 كيلومتر من البحر الأسود. كما أعلن عن وصول قاذفات استراتيجية أمريكية من طراز بي-52 إلى بريطانيا للمشاركة في مناورات "مقررة منذ فترة طويلة"، فيما أعلنت البحرية الأمريكية وجود أربع مدمرات في المجال الأوروبي لتعزيز الأسطول السادس. وأرسل البنتاغون ثلاثة آلاف عسكري إلى ألمانيا وبولندا ورومانيا لطمأنة أعضاء الناتو بشرق أوروبا.
صورة من: Czarek Sokolowski/AP/picture alliance
جونسون يتوعد بعقوبات غير مسبوقة
توعد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون روسيا بعقوبات غربية "أشد من أي أمر قمنا به من قبل" إذا غزت أوكرانيا. ويؤكد الأوروبيون أنهم جاهزون لفرض عقوبات اقتصادية ومالية قاسية على موسكو. وسوف تقرر الدول الأعضاء ماهية العقوبات وستُعقد قمة لفرضها بالتشاور مع شركاء الاتحاد الأوروبي.
صورة من: Daniel Leal/Getty Images
أصل التوتر يعود للحشود العسكرية الروسية
وبدأ التوتر السياسي عقب حشد روسيا نحو 130 ألف جندي على حدود جارتها الغربية، وتفاقم الوضع مع إجراء الكرملين أكبر مناورات عسكرية روسية منذ سنوات في البحر الأسود وبحر أزوف قبالة الساحل الجنوبي لأوكرانيا. وتقول روسيا إنها مهددة بتوسع حلف شمال الأطلسي في أوروبا الشرقية وتطالب بـ"ضمانات أمنية" لاسيما تأكيد بأن كييف لن تنضم يوماً إلى الحلف.
صورة من: Sergei Malgavko/picture alliance/dpa/TASS
روسيا ترفع درجة التنسيق العسكري مع بيلاروسيا
ففي 18 كانون الثاني/يناير، بدأت موسكو بنشر جنود في بيلاروسيا. وفي 10 شباط/فبراير وبالتزامن مع المناورات في البحر الأسود، بدأت القوات الروسية والبيلاروسية مناورات كبرى بالذخيرة الحية في بيلاروسيا على مدار عشرة أيام. وتشترك بيلاروسيا الحليف المقرب لروسيا في الحدود مع أوكرانيا، مما يعني أن الحشد يجري على ثلاثة جوانب لأوكرانيا.
صورة من: Russian Defense Ministry Press Service/picture alliance
جذور الأزمة تعود لضم شبه جزيرة القرم عام 2014
وتعود الجذور القريبة للأزمة الأوكرانية إلى عام 2014 عندما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية بعد وصول موالين للغرب إلى السلطة في كييف مطلع ذلك العام. وكذلك دعمت موسكو انفصاليين موالين لها في نزاع مستمر في شرق أوكرانيا منذ ثماني سنوات، أدى إلى سقوط حوالي 13 ألف قتيل، ورغم توقيع اتفاقات سلام لم يتوقف العنف تماماً على الجبهة. (اعداد: خالد سلامة/ علاء جمعة).
صورة من: Vadim Savitsky/Russian Defense Ministry Press Service/AP/picture alliance
48 صورة1 | 48
وفي هذا السياقد كتب موقع "تاغسشاو" التابع للقناة الألمانية الأولى في بداية العدوان الروسي (24 فبراير/ شباط 2022) "لفترة طويلة، اعتمدت حكومة المستشارة أنغيلا ميركل سابقا، ثم بعدها المستشار أولاف شولتس على الحوار مع روسيا. لقد فشلت هذه السياسة الآن بوضوح. المطلوب هو سياسة جديدة تجاه روسيا، سياسة خالية من الأوهام". لقد حرص الألمان على إقامة علاقة جيدة مع الروس لاعتبارات تاريخية مرتبطة بمشاعر الذنب بسبب غزو النظام النازي لروسيا والخسائر الهائلة التي تكبدتها روسيا خلال الحرب العالمية الثانية. إضافة إلى كون حقيقة أن الوحدة الألمانية، ما كان لتتم دون موافقة موسكو والدور التاريخي الذي لعبه آخر زعيم سوفييتي، الراحل ميخائيل غورباتشوف.
غضب بسبب خطط برلين لدعم أسعار الغاز
تزامن وصول أولاف شولتس لمنصب المستشار (ديسمبر/ كانون الأول 2021) مع اندلاع الأزمة بين برلين وباريسبسبب التحديات غير المسبوقة التي خلقها العدوان الروسي على أوكرانيا والقرارات التي اضطرت العاصمتان لاتخاذهما بسبب الحرب، حيث ظهر بشكل واضح تعارض للمصالح في عدد من الملفات، فعلى سبيل المثال لا الحصر أعلنت ألمانيا خطة لانفاق ما لا يقل عن 200 مليار يورو لدعم أسعار الغاز الباهظة بعد العقوبات التي فرضها الغرب على موسكو وخفض الأخيرة إمداداتها من الغاز لأوروبا. خطة انتقدتها عدد من العواصم الأوروبية التي اعتبرتها قرارا اتخذ من جانب واحد دون التشاور داخل التكتل القاري، باعتبار أنها قد تُخل بقواعد المنافسة في أوروبا، حيث بدت برلين وكأنها غير متضامنة مع باقي دول الاتحاد الأوروبي.
وقد تمكن القادة الأوروبيون من التوصل لحل وسط بشأن وضع سقف لأسعار الغاز بعد التراجع الذي عرفته الأسعار لدى تجار الجملة في الأسابيع الماضية. كما أن استهلاك الغاز في أوروبا انخفض على التوالي في شهري أغسطس/ آب وسبتمبر/ أيلول الماضيين مع خفض القطاعات الصناعية للإنتاج وسط ارتفاع الأسعار وندرة الإمدادات الروسية. صحيفة "هاندلسبلات" الاقتصادية الألمانية (22 أكتوبر/ تشرين الأول) كتبت ملخصة المخاوف الألمانية بالقول "تخشى ألمانيا بحق أن يؤدي تحديد سقف لسعر الغاز إلى زيادة الاستهلاك، والسماح بتدفق الطاقة المدعومة إلى الخارج وتصبح باهظة الثمن إذا ارتفعت أسعار السوق". صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية سردت القضايا الخلافية بين الشريكين ومنها الغاز وخطط التسلح ووضع سقف للأسعار بالإضافة إلى توسع الاتحاد الأوروبي نحو الشرق، وكتبت معلقة "من وجهة نظر باريس، يثبت المستشار الألماني تفضيله السير بمفرده، فبشأن خطته الضخمة ضد تضخم أسعار الطاقة، لم يتم إبلاغ فرنسا وبالتأكيد لم تتم استشارتهم. من منظور برلين، يحب ماكرون التضامن الأوروبي عندما يفيد المصالح الفرنسية، لكنه يتجاهله عندما يساعد ألمانيا في إنقاذ نموذجها الاقتصادي".
السياسة الدفاعية في صلب الخلافات
اجتياح أوكرانيا، دفع برلين إلى تغيير عقيدتها الدفاعية بشكل جذري، فبلورت خطة تسليح عملاقة هي الأكبر في تاريخ البلاد منذ الحرب العالمية الثانية. وهكذا تعهدت برلين بإنفاق 2 بالمائة من ناتجها المحلي الإجمالي كميزانية دفاع. كما تم إنشاء صندوق خاص بقيمة 100 مليار يورو لتحديث الجيش الألماني. كما تعتزم ألمانيا أيضا بناء نظام دفاع جوي جديد مع شركاء أوروبيين. كهولندا وبولندا ودول البلطيق وجمهورية التشيك وسلوفاكيا والشركاء في الدول الاسكندنافية. غير أن باريس تنظر بريبة إلى هذه الخطط لأنها لا تُترجم إلى صفقات تستفيد منها شركات الأسلحة الفرنسية، في وقت ما فتئ فيه الرئيس ماكرون يدعو إلى سيادة دفاعية أوروبية مشتركة.
صحيفة "دي تسايت" الألمانية (20 أكتوبر/ أكتوبر) رأت أن باريس مستاءة من أولاف شولتس فقد كانت "فرنسا سعيدة في البداية بعد تحول السياسة الدفاعية لألمانية والإعلان عن خطة 100 مليار يورو للتسلح (..) غير أن مبادرة نظام الدفاع الجوي الأوروبي المضاد (درع السماء)، التي قدمتها ألمانيا مؤخرًا تعتمد على أنظمة أمريكية وإسرائيلية. وترى فرنسا أنه تم تجاهلها عدة مرات (..) يرى ماكرون أن سلوك ألمانيا هو رفض لهدفه المتمثل في تعزيز السيادة الإستراتيجية لأوروبا".
ضرورة وضع حد سريع للأزمة بين الشريكين
تأجيل المشاورات الحكومية بين الجانبين إلى العام المقبل، مؤشر على عمق الخلافات الحالية داخل "المحرك الأوروبي". يذكر أنه وفق المادة 23 من معاهدة آخن، تلتزم حكومتا البلدين بالاجتماع مرة واحدة على الأقل في السنة. موقع "إير.بي.بي RBB" الألماني (26 أكتوبر/ تشرين الأول) أجرى حوارا مع أنا لورمان (حزب الخضر) مفوضة الحكومة الألمانية للتعاون الألماني الفرنسي ، أشارت إلى أنه حينما يتعلق الأمر بالتسلح والطاقة توجد حاليًا اختلافات بين ألمانيا وفرنسا، غير أنها استطردت مؤكدة أن العلاقة بين البلدين تبقى جيدة جدا. واعتبرت لورمان أن الاختلاف في الرأي أمر طبيعي "نحن دولتان مختلفتان".
وأقرت المسؤولة الألمانية بوجود خلافات بشأن وضع سقف لأسعار الغاز والمشاريع الدفاعية. وأضافت "علينا أن نتبادل الأفكار بشكل أوثق مع بعضنا البعض من أجل الوصول إلى موقف مشترك". وعندما يتعلق الأمر بقضايا الطاقة "يظهر البلدان قدرًا كبيرًا من التضامن وسيعملان معًا بطريقة ملموسة للغاية (..) نقوم حاليًا بتوصيل كميات كبيرة من الكهرباء إلى فرنسا. وفي المقابل، نحصل على الغاز من فرنسا". صحيفة "لا فانغارديا" الإسبانية (27 أكتوبر/ تشرين الأول) علقت على الخلافات الفرنسية الألمانية وكتبت "إذا تعذر التفاهم بين فرنسا وألمانيا، فقد يصاب الاتحاد الأوروبي بأكمله بالاضطراب (..) هناك دائما تناقضات بين باريس وبرلين (..) ما يثير القلق حقًا هو أنه وفقًا لمصادر مختلفة، يبدو أن ألمانيا تريد وضع مكانتها كمتزعمة لأوروبا فوق مكانتها كمُحفز للتضامن والتكامل الأوروبيين (..) يجب حل هذه الخلافات الفرنسية الالمانية في أسرع وقت ممكن".
ألمانيا وفرنسا .. صداقة خاصة شهدت الكثير من المنعطفات
بعد 62 عاما على توقيع اتفاقية الإليزيه حول الصداقة الألمانية الفرنسية يراد الآن الانتقال بهذه العلاقات الثنائية إلى مستويات أعلى. لكن الأمور لم تكن دائما سهلة في العلاقة بين البلدين.
صورة من: AP
تجاوز آلام الحرب العالمية الثانية
كانت فرحة أوروبية عارمة عندما زار في 1962 الرئيس الفرنسي شارل ديغول المستشار الألماني كونراد آديناور في بون. وبعد نصف سنة من هذه الزيارة وقع الزعيمان اتفاقية الإليزيه لتعزيز الصداقة الألمانية الفرنسية.
صورة من: picture-alliance/dpa
صداقة رجلين
كانت العلاقة بين المستشار الألماني هلموت شميت والرئيس الفرنسي فاليري جيسكار ديستان مميزة في سبعينات القرن الماضي. وزار جسكار شميت في منزله في هامبورغ، واشتكى من "التدخين المتواصل" للمستشار الألماني. جسكار يتحدث بطلاقة الألمانية، وشميت الراحل كان يتأسف لكونه لا يتحدث الفرنسية.
صورة من: picture-alliance/dpa
توأمة المدن
يوجد حوالي 2000 توأمة بين المدن الألمانية والفرنسية، وبعضها أقدم من اتفاقية الإليزيه. وهذه التوأمة بين مدينة رونيبورغ في ولاية تورنغن شرقي ألمانيا ومدينة هوتفيل-لومني الفرنسية أصبحت ممكنة فقط بعد الوحدة الألمانية. والتوأمة بين المدن تدعم الحياة المدرسية والثقافية والمهنية بين البلدين.
صورة من: DW
مصافحة تاريخية
لحظة بهجة ألمانية فرنسية: 1984 يتصافح الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران والمستشار الألماني هلموت كول خلال احتفال بذكرى ضحايا الحربين العالميتين في فردان. وأصبحت هذه الصورة فيما بعد رمزا للمصالحة الألمانية الفرنسية.
صورة من: ullstein bild/Sven Simon
هيئة الشبيبة الألمانية الفرنسية
ديغول وآديناور ركزا اهتمامهما منذ البداية على الشبيبة من البلدين التي وجب عليها التعارف والتعلم من بعضها البعض. الشاب الألماني نيكولاس غوتكنيشت والفرنسي باتريك بولسفور قاما في 2016 برعاية شباب عند إحياء ذكرى الحرب العالمية الأولى. ومنذ 1963 قامت هيئة الشباب بربط التواصل بين تسعة ملايين من الشباب الفرنسيين والألمان.
صورة من: DW/B. Wesel
الفرقة الألمانية – الفرنسية
الأعداء السابقون يشكلون اليوم وحدة عسكرية مشتركة. واُنشأت هذه الوحدة في 1989 وتم إدماجها في الفيلق الأوروبي في 1993. وعملياتها الرئيسية كانت في البلقان وأفغانستان ومالي.
صورة من: picture-alliance/dpa
العلاقات بين أنغيلا وفرانسوا
من الناحية السياسية لم يكونا قريبين من بعضهما البعض: المسيحية الديمقراطية أنغيلا ميركل والاشتراكي فرانسوا أولاند، خاصة خلال أزمة الديون الحكومية الأوروبية عندما كانت ميركل تضغط من أجل التقشف، فيما دعا أولاند إلى برامج إصلاح اقتصادية. وبالرغم من ذلك وجد الاثنان قاعدة مشتركة، وذلك من أجل تحمل المسؤولية السياسية تجاه أوروبا.
صورة من: picture-alliance/dpa
تصادم ألماني فرنسي
لقد عانى الفرنسيون لفترة طويلة لأن ألمانيا هي الشريك الاقتصادي الأقوى. لكن في عام 2017 حدث العكس، إذ استحوذت شركة السيارات الفرنسية "بيجو القابضة" التي تضم بيجو وسيتروين على شركة صناعة السيارات أوبل الألمانية الأصل. ومنذ ذلك حين يخشى الكثير من العمال لدى أوبل في ألمانيا من فقدان وظائفهم.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Rumpenhorst
تقريبا متزوجين؟
في ذكرى مرور مائة عام على انتهاء الحرب العالمية الأولى التقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في مدينة كومبيين، حيث وقع وقف إطلاق النار في عام 1918. مشهد يبقى في الذاكرة: شاهدة عيان اعتقدت بأن ميركل هي زوجة ماكرون. إلا أن الصداقة الألمانية الفرنسية ليست وثيقة بعد إلى هذه الدرجة.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld
مبادرة فرنسية ألمانية تاريخية
وُصفت المبادرة الفرنسية الألمانية للتعافي الأوروبي في مواجهة أزمة جائحة كورونا بأنها تاريخية وغير مسبوقة، وكان قد قدمها الرئيس ماكرون والمستشارة ميركل في 18 مايو أيار2020، وقد خلقت ديناميكية جديدة على الصعيد الأوروبي. فقد تبنتها المفوضية الأوروبية والمجلس الأوروبي وتم على أساسها اعتماد خطة إنعاش أوروبية بقيمة 750 مليار يورو، تشمل 390 مليار يورو كإعانات للدول الأعضاء والقطاعات الممولة بقرض أوروبي.
صورة من: Jean-Christophe Verhaegen/AFP/Getty Images
علاقات محورية لا تخلو من تباينات
يُنظر منذ وقت طويل إلى العلاقة بين باريس وبرلين على أنها القوة الدافعة في صناعة السياسة الأوروبية. لكن خلافات طفت على السطح منذ عام 2022، خصوصا بعد خروج المستشارة السابقة أنغيلا ميركل من المشهد السياسي الألماني، على الرغم من أن الرئيس إيمانويل ماكرون والمستشار أولاف شولتس بذلا مؤخراً جهوداً لتحسين التعاون بين البلدين وتبديد الخلافات خصوصا في ملفات الدفاع وحرب أوكرانيا وقضايا تجارية وصناعية.
صورة من: Thibault Camus/AFP
أول زيارة دولة منذ ربع قرن
تعتبر زيارة الدولة التي يقوم بها الرئيس إيمانويل ماكرون (26-28 مايو أيار 2024) إلى ألمانيا الأولى من نوعها منذ حوالي ربع قرن إذ تعود آخر زيارة دولة قام بها رئيس فرنسي إلى ألمانيا إلى عام 2000 من قبل الرئيس الأسبق جاك شيراك. تعد فترة طويلة بالنسبة لبلدين مترابطين بشكل وثيق ولهما دور محوري في الإتحاد الأوروبي. لكن رغم هذا الانقطاع الطويل تجتمع حكومتا البلدين بشكل منتظم كل بضعة أشهر.
صورة من: Liesa Johannssen/REUTERS
12 صورة1 | 12
الشراكة الألمانية الفرنسية وتحديات التضامن
أظهرت الأزمة الأوكرانية أن الأوروبيين قادرون على التحرك كرجل واحد، غير أنهم أدركوا أن الاتحاد فشل في امتلاك أدوات سياسة دفاعية ناجعة مع تضارب مصالح بعض الدول الأعضاء من حيث تأمين مصادر الطاقة وأسعارها وكذألك سياسة النمو الاقتصادي. لا شك أن ألمانيا ستتعلم الدرس من وضعها البيض كله في سلة بوتين وارتهانها للغاز الروسي. غير أن رد الفعل الأوروبي كان هائلا وتضامنيا بشكل لم يكن يتوقعه بوتين. لقد تمكنت الدول الأعضاء من فرض حزمة عقوبات قاسية على موسكو بسرعة قياسية، بل وانضمت كل من فنلندا والسويد إلى حلف شمال الأطلسي، في خطوة لم يكن أحد يتصورها قبل الحرب؛ كما سارعت دول الاتحاد إلى زيادة إنفاقها الدفاعي. غير أن التحدي الأكبر سيكون ضمان ديمومة روح التضامن هذه على المدى المتوسط والبعيد، خصوصا أمام تراكم الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية الناتجة عن الحرب، وضعية ستتضرر منها دول أكثر من غيرها، ما سيشكل اختبارا حقيقيا للتكتل القاري بما في ذلك الشريكين الأساسيين ألمانيا وفرنسا.
وبهذا الصدد كتبت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية (28 أكتوبر/ تشرين الأول) معلقة "إن السؤال الذي يدور في رؤوس الجميع دون البوح به هو: إلى متى سيحافظ الأمريكيون والأوروبيون على مستوى المساعدة الحالية للأوكرانيين حتى ينجحوا في صد العدوان الروسي؟ يتم تكرار وعود كثيرة بهذا الصدد للمقاتلين الشجعان في أوكرانيا، غير أنه من السذاجة الاعتقاد بأن هذا الوضع غير قابل لأن يتغير أمام نسبة التضخم والركود الاقتصادي وتكاليف الطاقة والاستحقاقات الانتخابية والتعب والأنانية، كلها عوامل قد ترخي بظلالها على الجبهة الغربية الموحدة".