تداعيات حليب الأطفال الملوّث.. فرنسا تفتح تحقيقا قضائيا
٢٦ ديسمبر ٢٠١٧
بعد سحب مجموعة من منتجاتها الخاصة بحليب وغذاء الأطفال الرضع في عدة دول عبر العالم إثر اكتشاف تلوثها ببكتيريا السالمونيلا التي تصيب الأطفال بأعراض تصل إلى الحمى، تواجه شركة "لاكتاليس" تهماً من النيابة العامة الفرنسية.
إعلان
فتحت السلطات القضائية الفرنسية تحقيقاً أوّليا في قضية حليب وغذاء الأطفال الرضع الملوث بالسالمونيلا، الذي تنتجه الشركة الفرنسية "لاكتاليس"، حسب ما أدورته "فرانس بريس" نقلا عن مصدر قضائي اليوم الثلاثاء 26 ديسمبر/كانون الأول 2017. وفتحت إدارة الصحة العامة في نيابة باريس هذا التحقيق بتهم "التسبب بدون قصد بجروح" و"تعريض حياة آخرين للخطر" و"الغش الذي يشكل خطرا على الصحة البشرية" و"عدم تنفيذ إجراء لسحب منتج" مضر بالصحة.
ويأتي هذا التحقيق أياماً بعد تأكيد إدارة الصحة العامة الفرنسية إصابة 31 رضيعا في البلد ببكتيريا السالمونيلا، إثر تناولهم مننتجات الشركة من أصل 35 رضيعا أصيبوا بالبكتيريا ذاتها منذ الصيف الماضي. وتوّضح الخارطة التالية توزيع الإصابات في فرنسا:
وكانت الشركة الفرنسية، التي تعدّ أكبر شركة منتجات ألبان في العالم، قد أمرت بوقف استهلاك وبيع وتصدير مجموعة من منتجاتها الخاصة بالأطفال وجلب ما يوجد في أسواق عدة بلدان تستورد هذه المنتجات، منها الصين وتايوان وباكستان والمغرب والعراق ولبنان والسودان ودول أخرى في إفريقيا وآسيا وأوروبا.
وسحبت السلطات الفرنسية بداية شهر ديسمبر/كانون الثاني الجاري 12 منتجات من حليب وغذاء الأطفال التي تم تصنيعها في الفترة بين منتصف تموز/يوليو ومنتصف تشرين الثاني/نوفمبر في مصنع تابع لشركة "لاكتاليس"، وتتعلق تحديدا بأربعة منتجات من نوعية "بيكوت"، وثلاثة منتجات من "بيبتي جونيور"، وخمسة منتجات من " مليوميل".
وقالت وزارة الصحة إن ماركات أخرى آمنة للشركة ذاتها لا تزال موجودة في الأسواق. وتعدّ هذه أكبر خسارة تواجهها الشركة الفرنسية "لاكتاليس" التي تواجه كذلك دعوات قضائية من بعض أسر الأطفال الذين تناولوا منتجاتها.
وقالت الوزارة إن التسمم بالسالمونيلا يحدث خلال ثلاثة أيام من استهلاك المواد المصابة، وإن الأعراض المصاحبة لهذا المرض هي التهاب المعدة والأمعاء، يرافقه القيء والإسهال وفي معظم الحالات الحمى. وطالبت الوزارة من أولياء الأمور الذين يعاني أطفالهم من مثل هذه الأعراض استشارة الطبيب لتلقي العلاج المناسب.
وكانت وزارة الصحة في المغرب، الذي يستورد منتجات "بيكوت"، قد قررت منذ الاثنين 11 ديسمبر/كانون الثاني 2017 تعليق تسويق جميع المنتجات التي تحمل هذا الاسم، ووجهت طلباً للشركة التي تسوّق هذه المنتجات بأن تعمل على سحبها الفوري من السوق المغربية. كما طالبت الوزارة المغربية الأسر بعدم استخدام هذه المنتجات إن كانت قد اشترتها سلفا، وأن تعمل على تغيير نوعية الحليب بعد استشارة الطبيب.
إ.ع
أي الدول الصناعية الأفضل لحياة الأطفال؟
نشرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف" تقريرها لوضع الأطفال في الدول الصناعية. تعرف على أفضل الدول في العالم الصناعي لعيش الأطفال حسب نسب المساواة في المستويات الاقتصادية والتعليم والخدمات الصحية ومعدل السعادة.
صورة من: picture-alliance/dpa/W.Pfeiffer
رغم المستوى الاقتصادي العالي والرفاهية التي يتمتع بها سكان الدول الصناعية المتقدمة، إلا أن نسبة الفوارق في مستوى الحياة الاجتماعية بين السكان في ارتفاع مستمر. الأطفال يعانون أكثر من غيرهم من تأثير التباين هذا، حسب تقرير منظمة اليونيسيف.
صورة من: picture-alliance/dpa/O.Lehtonen
حلت تركيا وإسرائيل في الترتيب الأخير في قائمة اليونيسيف حول مستوى المساواة والرفاهية للأطفال في الدول الصناعية التي يصل عددها إلى 41 دولة. وكان التفاوت في معدل الدخل في إسرائيل مثلا 37 بالمائة وفي تركيا 29 بالمائة. ووصلت نسبة عدم المساواة في مجال التأمين الصحي في كلا البلدين إلى نحو 35 بالمائة.
صورة من: picture-alliance/dpa
فرنسا احتلت المركز 28 فقط، متفوقة بمركز واحد فقط على بلجيكا ولوكسمبورغ. ويعاني الأطفال في فرنسا وخاصة في مجالي التعليم ونسبة السعادة، إذ كانت نسبة الفوارق بين الأطفال في التعليم 35 بالمائة وفي السعادة 28 بالمائة.
صورة من: AFP/Getty Images
الدولة الاسكندينافية الوحيدة التي احتلت مركزا متأخرا في القائمة هي السويد، إذ قبعت في المركز 24 من بين 41 بلدا صناعيا. فنسبة الفوارق وعدم المساواة بين الأطفال مرتفعة جدا في مجال التعليم، ووصلت إلى 29 بالمائة كما وصلت في مجال الخدمات الصحية إلى 22 بالمائة.
صورة من: picture-alliance/dpa/D.Karmann
ألمانيا وبريطانيا والمجر واليونان حلت جميعها في المركز الرابع عشر في القائمة، متفوقة بمركز واحد فقط عن الولايات المتحدة. ورغم الفوارق الاقتصادية الكبيرة بين هذه الدول، إلا نسب الفوارق وعدم المساواة بين الأطفال جمعتها. وكانت النسبة الأسوأ للفوارق في ألمانيا وبريطانيا في مجال التعليم، أما في اليونان والمجر فكانت في مجال معدل الدخل.
صورة من: picture-alliance/dpa/O. Berg
استونيا في المركز الثامن وسلوفينيا في التاسع ولاتفيا في العاشر. واشتركت هذه الدول في نسبة الفوارق الكبيرة بين أطفالها في المجال الاقتصادي وفي معدل الدخل، فيما كانت نسب المساواة بين الأطفال في مجال التعليم مرتفعة وجيدة جدا.
صورة من: picture alliance/dpa/B. Anton
النمسا، الدولة الثالثة بين الدول الصناعية الأفضل لعيش الأطفال فيها. ويعاني الأطفال في النمسا في مجال التعليم فقط من عدم المساواة، فيما يتساوى تقريبا جميع الأطفال في مجال الخدمات الصحية، ولا يعانون من أية فوارق في التأمين والعناية الصحية بغض النظر عن مستوى ذويهم الاجتماعي والاقتصادي.
صورة من: picture-alliance/dpa/J.Büttner
فنلندا والنرويج وسويسرا احتلت المركز الثاني. ما يجمع هذه الدول المستوى الاقتصادي الجيد ومعدل الدخل العالي والخدمات الصحية المتميزة، وكذلك ارتفاع الفوارق في مجال التعليم. إذ وصلت إلى 16 بالمائة في فنلندا و23 بالمائة في النرويج و20 بالمائة في سويسرا.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Pilick
وأخيرا جاءت الدنمارك كأفضل الدول في العالم لعيش الأطفال. ووصلت نسبة الفوارق وعدم المساواة بين الأطفال في هذا البلد إلى مستويات منخفضة جدا في جميع المجالات، إذ بلغت 4 بالمائة في معدل الدخل و8 بالمائة في التعليم و5 بالمائة في مجال الخدمات الصحية و3 بالمائة في معدل السعادة.