تداعيات "يوم القيامة" تحرق أسواق النفط وتعصف بالدول المنتجة
٢ أبريل ٢٠٢٠
أوصلت حرب أسعار النفط المستعرة بين السعودية وروسيا وقلة الطلب بسبب أزمة كورونا أسواق النفط إلى حافة انهيار غير مسبوق، يمكن أن يتسبب في إفلاس بعض الشركات المنتجة للنفط ويعصف باستقرار حكومات العديد من دول أوبك.
إعلان
تشير كافة المعطيات إلى أن أسواق النفط باتت في حكم الدخول في فترة انهيار غير مسبوقة للطلب مع زيادة غير محدودة في العرض خلال الشهر الحالي. الأمر الذي يفتح الباب أمام تحولات لصناعة النفط تستمر سنوات مقبلة.
ووفق تقديرات مجموعة من أهم خبراء أسواق الطاقة في العالم، من المنتظر تراجع الاستهلاك العالمي للنفط خلال نيسان/ أبريل الحالي بما يتراوح بين 15 و 22 مليون برميل يومياً مقارنة بمستوى الاستهلاك خلال الشهر نفسه من العام الماضي.
وأدى انهيار الطلب على منتجات النفط إلى خفض الطاقات التشغيلية لمصافي التكرير في العالم. كما أوقفت شركات التنقيب عن النفط العديد من منصات الإنتاج، كما امتلأت المستودعات بالخام في مختلف أنحاء العالم.
تغيير قواعد اللعبة
وفي هذا السياق يقول جيفري كوري ودميان كورفالين وغيرهما من المحللون في بنك غولدمان ساكس غروب الأمريكي إن المرحلة الحالية التي تمر بها صناعة النفط العالمية "ستكون بمثابة عامل التغيير لقواعد اللعبة في الصناعة". وأضافوا: "من المستحيل استمرار هذا التراجع الكبير في الطلب دون تعديلات كبيرة ومستمرة على العرض".
وبحسب تقديرات غولدمان ساكس، يتم ضخ حوالي 20 مليون برميل يومياً إلى مستودعات التخزين، في حين تتوقع مؤسسة آي.إتش.إس ماركيت للاستشارات الاقتصادية امتلاء كافة مستودعات التخزين في العالم بحلول منتصف العام.
مسائيةDW: كورونا والخلاف النفطي يصدمان الأسواق.. ما المآلات؟
26:51
مصر.. بوابة سعودية نحو أوروبا
وكانت وكالة بلومبرغ للأنباء قد ذكرت في تقرير آخر أن السعودية ترسل كميات كبيرة من النفط الخام لتخزينها في المستودعات بمصر استعداداً لبدء زيادة الصادرات السعودية من النفط إلى أوروبا، مشيرة إلى أن السعودية أرسلت إلى مصرحوالي 1.3 مليون برميل يومياً منذ بداية آذار/ مارس الماضي، وهو أعلى معدل لصادرات النفط السعودي إلى مصر خلال السنوات الثلاث الأخيرة.
ووفقاً لأسعار النفط في الأسواق العالمية حالياً، فإنه مع التخفيضات التي أقرتها السعودية لأسعارها، يمكن أن تباع بعض درجات الخام السعودية في أسواق أوروبا بنحو 10 دولارات للبرميل. والدليل على أن السعودية تضخ أكبر كمية ممكنة من النفط إلى الأسواق، هو ارتفاع صادراتها من حوالي 7 ملايين برميل يومياً خلال الأسابيع الثلاثة الأولى من آذار/ مارس الماضي إلى حوالي 9 ملايين برميل يومياً خلال الأسبوع الرابع من الشهر الماضي.
استمرار خسائر السوق
وفي هذا السياق أشارت بلومبرغ إلى أن شهر نيسان/ أبريل الجاري سيكون الأسوأ بالنسبة للطلب العالمي على وقود الطائرات، في حين تتوقع مؤسسة إف.جي.إي للاستشارات تراجع استهلاك البنزين في الولايات المتحدة بنسبة 50 بالمئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. وتتوقع شركة إنيرجي أسبكتس ليمتد للاستشارات تراجع سعر خام برنت القياسي للنفط العالمي إلى حوالي 10 دولارات للبرميل وهو مستوى لم يصل إليه السعر منذ حوالي عشرين عاماً.
ومن غير المحتمل حدوث تعاف لأسعار النفط على المدى القريب، حيث استبعد حوالي 70 بالمئة من 130 محللاً استطلعت وكالة بلومبرغ للأنباء آراءهم توقع استمرار سعر خام برنت بأقل من 30 دولاراً للبرميل بحلول حزيران/ يونيو المقبل، أي قبل موعد الاجتماع المقرر لدول أوبك.
حرب سعودية روسية حول أسعار النفط وأمريكا من أكبر المتضررين...كيف؟ #مسائيةDW_
02:00
This browser does not support the video element.
أسعار غير مسبوقة
ومع غلق أكبر الاقتصاديات في العالم بسبب تفشي وباء كورونا وانخفاض سعر خام برنت إلى أقل مستوى له منذ 17 عاماً، فإن احتمالات حدوث تعاف للطلب على النفط في المدى القريب تصبح ضعيفة، خاصة في ظل استمرار انهيار الطلب وإصرار السعودية وروسيا على زيادة إنتاجهما لتعزيز حصتيهما في السوق العالمية.
وفي هذا السياق يقول بنك غولدمان ساكس إنه في حين ستشهد أزمة أسعار النفط الحالية إعادة هيكلة لصناعة الطاقة التي يحتاجها القطاع بشدة في نهاية المطاف، فإن الضغوط المطالبة بالحد من استهلاك الوقود الكربوني يمكن أن تعرقل تعافي الأسعار عندما يتحسن الطلب مرة أخرى على النفط.
ويقول بن لوكوك الرئيس المشارك لمجموعة "ترافيغورا غروب" النفطية إن تراجع الطلب العالمي الحالي على النفط غير مسبوق، مضيفاً أن صدمة بهذا الحجم، ستتجاوز أي محاولة للسيطرة على العرض بما في ذلك أي قرار من جانب منظمة أوبك بخفض الإنتاج كما كانت تفعل المنظمة في مثل هذه الظروف.
ع.غ/ م.س (د ب أ)
المنتجات النفطية تغزو حياة الإنسان اليومية
المنتجات النفطية دخلت حياة البشرية وتسربت إلى داخل المنازل، فمن الصعب حاليا تصور حياتنا اليومية دون منتجات تعتمد على النفط. من خلال الجولة المصورة التالية نتعرف على بعض هذه المنتجات.
صورة من: picture-alliance/dpa
مستحضرات التنظيف
تُصنع عبوات المنظفات عادة من البلاستيك الذي يكون النفط مكونه الرئيسي. فهذه العبوات البلاستيكية متينة وخفيفة الوزن ورخيصة في الإنتاج. وغالبا ما تحتوي المنتجات الموجودة داخل هذه العبوات أيضاً على مواد نفطية. هذه المواد الكيميائية التي تقوم بإزالة الشحوم والبقع، تضر بالبيئة وتسبب الحساسية أيضاً.
صورة من: picture-alliance/dpa
الحمضيات كبديل عن مستحضرات التنظيف
استخدم الليمون لفترة طويلة كمادة تنظيف قبل أن تحدق ثورة في مجال المنظفات الكيميائية المصنعة. مكون الليمون الرئيسي - حامض الستريك - يملك نفس القدرة على التنظيف مثل الخل وبيكربونات الصوديوم، دون الإضرار بالبيئة وبصحة الإنسان. الليمون يمكن أن ينظف الشوايات ويكافح الميكروبات التي تبقى على الأسطح. وهذه البدائل الطبيعية أكثر فعالية وأقل ثمنا وتأتي دون عبوات.
صورة من: INAPI
أطنان من البلاستيك
حوالي 380 مليون طن من البلاستيك يُنتج سنويا في العالم، لكن فقط 9 بالمائة من تلك الكمية يتم إعادة تدويرها، وذلك بحسب دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا. أما البقية فيتم إحراقها أو إلقاؤها في النفايات. ويقدر الباحثون أنه بحول عام 2050 سيكون قد تم إنتاج 34 مليار طن من البلاستيك
صورة من: picture alliance/Blickwinkel
شفاطات من الورق
هذا السيل من المواد البلاستيكية لن يتوقف إذا لم يغير البشر طريقة حياتهم! هذا ما توصلت إليه المفوضية الأوروبية التي تريد حظر مبيعات أدوات المائدة المصنوعة للاستخدام الواحد. وهذه المواد التي يتم إنتاجها واستخدامها وإلقاؤها في النفايات تثقل كوكب الأرض لقرون. من جهتها، أعلنت شركة تيترا باك، إحدى شركات التغليف الرئيسية، أنها ستقوم بصنع الشفاطات من الورق عوضا عن البلاستيك.
صورة من: picture-alliance/empics/J. Hayward
تأمين مالي للأكواب
تعتبر ألمانيا أكبر منتج للنفايات البلاستيكية في القارة العجوزوفقا لوكالة البيئة الفيدرالية. العائلات الصغيرة تشتري الأطعمة المغلفة بكميات صغيرة وكثيرون يشترون بضائع عبر الانترنت يتم تغليفها، إضافة إلى محلات الوجبات السريعة التي تعتمد على الأدوات البلاستيكية. بعض المطاعم في مدينة هانوفر الألمانية اتخذت مثالا يحتذى به من خلال تأمين مالي في 2 يورو للأكواب التي يمكن إعادة استخدامها.
صورة من: picture-alliance/dpa/H.-C. Dittrich
معركة يائسة ضد البلاستيك
الهند لديها مشكلة كبيرة مع النفايات البلاستيكية. وقد حظرت العاصمة الهندية، نيودلهي المنتجات البلاستيكية التي تستخدم لمرة واحدة فقط، إلا أن هذه التدابير مجرد قطرة في دلو. هناك قرابة 1.5 مليون هندي يكسبون لقمة العيش من وراء جمع البلاستيك. لكن غالبا مايتم في الهند حرق القمامة وهذا يتسبب بانبعاث غازات سامة.
صورة من: Jasvinder Sehgal
مواد صديقة للبيئة
بالإمكان صناعة العبوات من مواد صديقة للبيئة. فقبل عصر البلاستيك، كانت منتجات الألبان تقدم في الأوعية الزجاجية. فهناك إمكانية لصناعة عبوات المشروبات من مواد متجددة وصديقة للبيئة، مثل الخشب. الاختيارات التي يقوم بها المستهلك يمكن أن تصبح أساسية لتقليل الاعتماد على المواد النفطية.
صورة من: Fotolia/peppi18
الأقراص المدمجة (النفطية)
يحتوي كل قرص سي دي أو دي في دي على حوالي 30 غرامًا من النفط الخام. سنويا، يتم إنتاج قرابة 40 مليار قرص في العالم وكل قرص يتكون من البولي كربونات والألمنيوم وطلاء. الكثير من هذه الأقراص يتم التخلص منها وينتهي المطاف بها في النفايات. وبحسب وكالة البيئة الفيدرالية، يبلغ معدل إعادة تدوير الأقراص في ألمانيا حوالي 5 في المائة.
صورة من: Bilderbox
كعب عال من ألياف النباتات!
يعتقد البعض أن المستخدمين لا يبحثون عن المنتجات الصديقة للبيئة. لكن بعض زبائن شركة "غوتشي" الشهيرة يفضلون شراء أحذية بكعب عال مصنوع من مواد مصنوعة من البلاستيك العضوي، الصديق للبيئة. استخدم خبراء سابقون في معهد فراونهوفر الألماني مركب ليغنين من بقايا الورق وألياف النباتات والشمع، وجعلوا من هذا الخليط سائلا، ثم استخدموا آلات الحقن لصب الخليط في أشكال مختلفة لاستخدامات ومنتجات كثيرة.
صورة من: Fraunhofer Institut
قمصان المشجعين صديقة للبيئة
صُنع قميص كرة القدم هذا، من النفايات البلاستيكية المعاد تدويرها، حيث تطلب الأمر 28 عبوة بلاستيكية لإنتاجه. كما يمكن صنعه كذلك من الألياف الطبيعية مثل القطن والصوف والكتان والحرير.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Gebert
السر في الفرشاة الجيدة
ليس هناك وقت مبكر لتعلم نظافة الأسنان، لكن طريقة غسل الأسنان ليست هي وحدها السر في الحفاظ على صحة الفم والأسنان، بل نوع الفرشاة أيضاً. الفرش المتاحة في الأسواق عادة تكون مصنوعة من البولي أميد، وهي زيوت معدنية، كما أن هناك مكونات أخرى كيميائية تدخل في تصنيعها.
صورة من: Fotolia/detailblick
مكونات طبيعية للحفاظ على نظافة الفم
لكن من الممكن صناعة فرشاة الأسنان من مواد طبيعية، مثل خشب الزان وشعيرات الخنازير، كما يمكن أن يتكون معجون الأسنان من مواد طبيعية مثل كربونات الصوديوم والنعناع وزيت جوز الهند والقرنفل والزنجبيل، وبفعالية لاتقل عن فعالية معجون الأسنان التقليدي. كما أن بعض معاجين الأسنان التقليدية تحتوي على حبيبات بلاستيكية صغيرة.
صورة من: DW/K. Jäger
نوم صديق للبيئة!
عند البحث عن مرتبة جديدة، يفكر المشتري في الراحة والتأثير على الظهر والمواد المسببة للحساسية، لكن قلما يفكر في كونها صديقة للبيئة! تصنع معظم المراتب من مواد نفطية. في حين أن هناك مراتب مصنعة من مواد حيوية، تحتوي على البلاستيك الحيوي المصنوع من زيت عباد الشمس وزيت الخروع.
صورة من: Colourbox/Maxx-Studio
مراحيض طبيعية
يقول مصممو الديكور إن "الحمام هو غرفة المعيشة الجديدة"، فالكثيرون يبحثون عن تصميمات مميزة، مثل مقعد ينظف نفسه، أو نظام موسيقى مزود في الحمام. لكن معظم مكونات الحمام تتكون من البلاستيك، والآن هناك حمامات "صديقة للبيئة"، حيث كل المكونات مصنوعة من الخشب.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Woitas/
سيارات خالية من منتجات النفط.. مجرد خيال؟
يبحث صانعو السيارات عن بدائل للنفط في منتجاتهم، إلا أننا مازلنا بعيدين عن التخلي الكامل عن الذهب الأسود في هذا المجال. حتى بطاريات السيارات تحتاج إلى منتجات النفط في إنتاجها. وهناك مستقبل واعد للسيارات الهيدروجينية ولكن حتى هذه السيارات تحتوي على الكثير من منتجات النفط الخام.