تدمر: جيش النظام يقترب و"داعش" يدعو سكانها للمغادرة
٢٤ مارس ٢٠١٦
فيما تتقدم قوات الأسد باتجاه مدينة تدمر الأثرية، فيما قال التلفزيون السوري الرسمي إن القوات دخلت قلب المدينة، تنظيم "الدولة الإسلامية" يدعو 15 ألف من سكانها إلى مغادرتها تحسبا لاحتدام المعارك.
إعلان
دعا تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) اليوم الخميس (24 مارس/آذار 2016) نحو 15 ألف مدني في مدينة تدمر الأثرية في وسط سوريا إلى مغادرتها مع احتدام المعارك مع قوات النظام عند مداخلها الغربية، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان. ويستعد الجيش السوري لدخول تدمر في ريف حمص الشرقي (وسط) بعد أكثر من أسبوعين على عملية واسعة بغطاء جوي وفرته الطائرات الحربية الروسية، وبات اليوم عند مداخلها الغربية والجنوبية الغربية.
ومع اقتراب الجيش السوري من المدينة دعا تنظيم "الدولة الإسلامية" وفق المرصد السوري، "عبر مكبرات الصوت من تبقى من المدنيين في المدينة للخروج منها نتيجة وصول الاشتباكات إلى تخومها".
من جانب آخر، قال التلفزيون الرسمي السوري إن قوات النظام قد دخلت قلب مدينة تدمر. ولم يتسنى التأكد من صحة الخبر من مصدر مستقل.
"داعش".. حرب مدمرة على الأرث الثقافي العالمي
يواصل تنظيم "داعش" حربه على الإرث الثقافي العالمي، سواء في ليبيا أو العراق أو سوريا، ومنذ سيطرته على مدينة تدمر الغنية بالمواقع الأثرية والمدرجة على قائمة التراث العالمي، يستهدف التنظيم الإرهابي تلك المواقع واحدة واحدة.
صورة من: picture-alliance/dpa/EPA
معبد بعل شمين يعد من أهم كنوز المدينة الأثرية في تدمر السورية، هو أحدث المواقع الأثرية التي يستهدفها التنظيم الإرهابي، وهي أول مرة يقوم فيها بتدمير آثار تعود للعصر الروماني. وذلك بعد أقل من أسبوع على إعدام عالم الآثار المعروف خالد الأسعد مدير آثار المدينة.
صورة من: picture-alliance/dpa/Y. Badawi
أقدم تنظيم"داعش" وبشكل وحشي على إعدام عالم الآثار السوري المعروف خالد الأسعد(82 عاما). الأسعد عمل طيلة أربعة عقود مديرا للآثار في تدمر، ونال عدة أوسمة من بلدان مختلفة، وله حوالي 40 مؤلفا عن الآثار في تدمر وسورية والعالم. وقد خلفت الجريمة ردود فعل دولية غاضبة.
صورة من: picture alliance/AP Photo
قال تنظيم "داعش" في بيان إنه بات يسيطر بالكامل على مدينة تدمر السورية بما في ذلك المطار العسكري والسجن بعد "انهيار" القوات الموالية للحكومة هناك، ما يثير المخاوف من قيام المتطرفين بتدمير الموقع المدرج على قائمة التراث العالمي.
صورة من: Fotolia/bbbar
تعد آثار مدينة تدمر واحدة من ستة مواقع سورية أدرجت على لائحة التراث العالمي في عام 2006، أبرزها قلعة الحصن في حمص والاحياء القديمة في دمشق وحلب.
صورة من: Joseph Eid/AFP/Getty Images
مدينة تدمر مدرجة على لائحة تراث اليونيسكو، وتضم آثارا قديمة بهندسة تمزج بين الحضارتين الرومانية واليونانية مع تأثير فارسي.
صورة من: Fotolia/waj
يشتهر الموقع الاثري القائم في جنوب مدينة تدمر بأعمدته الرومانية ومعابده ومدافنه الملكية. وتعتبر مدينة تدمر من أهم الممالك السورية القديمة التي ازدهرت بشكل خاص في عهد ملكتها زنوبيا
صورة من: picture-alliance/blickwinkel/F. Neukirchen
تعرض أكثر من 300 موقع ذي قيمة إنسانية في سوريا للدمار خلال أكثر من أربع سنوات من النزاع، حسب ما أعلنت الامم المتحدة.
صورة من: Nünnerich-Asmus Verlag & Media GmbH
دمر تنظيم داعش الإرهابي في بداية شهر آذار/ مارس الماضي عدة مواقع أثرية في مدينة الحضرالأثرية في محافظة نينوي شمال غرب العراق. مدينة الحضر مصنفة هي الأخرى ضمن مواقع التراث العالمي.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Militant video
قام مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي بتحطيم العديد من المنحوتات والمجسمات الأثرية في متحف نينوي بمدينة الموصل شمالي العراق. وكانت منظمة اليونسكو قد أدانت الحملة وصفتها بأنها جريمة حرب.
صورة من: picture-alliance/dpa/Quelle: Islamischer Staat/Internet
نشر تنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي في 11 أبريل/نيسان شريطا مصورا لعناصره وهم يدمرون مدينة نمرود الآشورية الأثرية في شمال العراق، والتي تعود إلى القرن الثالث عشر قبل الميلاد.
صورة من: YouTube/WorldBreakingNews2015
استهدف تنظيم "الدولة الإسلامية" العديد من القبور التاريخية ومن بينها قبر النبي يونس، الذي دمره التنظيم في منتصف السنة الماضية.
صورة من: picture-alliance/dpa/EPA
11 صورة1 | 11
وبحسب مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن، بقي 15 الف مدني في تدمر من أصل 70 ألف نسمة قبل سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" عليها. وأوضح عبد الرحمن "فر غالبية السكان، ولم يبق إلا الفقراء منهم". ووفق المرصد، عمد تنظيم "داعش" إلى "زرع كميات كبيرة من الألغام في محيط المدينة ومعظم أحيائها في محاولة لتأخير دخول قوات النظام اليها". وتتواصل الاشتباكات العنيفة عن مداخل المدينة الغربية يرافقها قصف مكثف من الطائرات الحربية الروسية والسورية.
وأفادت وكالة الانباء الرسمية (سانا) ان "وحدات من الجيش والقوات المسلحة واصلت تقدمها باتجاه مدينة تدمر بعد إحكامها السيطرة على جبل الطار غرب المدينة"، فيما أفادت جماعات معارضة أن قوات الأسد باتت على بعد كيلومتر واحد من مدينة تدمر.
وقطع الجيش السوري أمس الأربعاء إحدى طرق إمدادات تنظيم "الدولة الإسلامية" من المناطق الجنوبية الغربية الى المدينة. وتعد معركة تدمر وفق عبد الرحمن "حاسمة لقوات النظام، كونها تفتح الطريق أمامها لاستعادة منطقة البادية من تنظيم "الدولة الاسلامية" وصولا إلى الحدود السورية العراقية شرقا"، أي مساحة تصل الى ثلاثين الف كيلومتر مربع.
ويسيطر تنظيم "الدولة الاسلامية" على مدينة تدمر المدرجة على لائحة التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو، منذ ايار/مايو 2015، حيث عمد إلى تدمير العديد من معالمها الأثرية وبينها قوس النصر الشهير ومعبدي شمين وبل.