وزير الداخلية الألماني يصف التعاون الأمني مع أنقرة بالسيء
٢٦ أغسطس ٢٠١٧
في ظل استمرار التوتر في العلاقات الألمانية التركية وهجمات الرئيس أردوغان على السياسيين الألمان ورد وزير الخارجية الألماني عليه، يشهد التعاون بين الجانبين تدهورا يصفه وزير الداخلية الألماني دي ميزير بأنه أسوأ من ذي قبل.
إعلان
فقد ذكر وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير، في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، أن "التعاون مع السلطات الأمنية التركية ساء بصورة ملحوظة عن ذي قبل"، مضيفا أن ألمانيا لا تتوافق مع الحكومة التركية في تعريفها للإرهاب.
وأكد دي ميزير أن ألمانيا لديها مصلحة في التعاون مع الجانب التركي، في إطار ما يفهمه الجانب الألماني تحت مصطلح الإرهاب، وقال: "لدينا مصلحة في تبادل المعلومات عن مسار سفر الجهاديين، أو في إبلاغ تركيا لنا عند عودة أنصار لداعش عبر أراضيها".
وذكر الوزير أن تركيا نفسها كانت ضحية للإرهاب على نحو كبير خلال العام الماضي، وقال: "لهذا نتعاون، وهذا هو الأمر السليم". وأضاف دي ميزير: "لكننا لن نُجبَر على تبني تعريف الجانب التركي للإرهاب... لا نرى أيضا أن معارضا كرديا يمكن تصنيفه بصورة جزافية على أنه إرهابي. الجانب التركي يفعل ذلك. لذلك لا يوجد تعاون تحت شعار (مكافحة الإرهاب)".
تجدر الإشارة إلى أن العلاقات بين ألمانيا وتركيا متوترة بشدة منذ فترة طويلة. ومن النقاط الخلافية المحورية اعتقال مواطنين ألمان في تركيا. وتتهم تركيا ألمانيا بحماية انقلابين وأفراد مشتبه في صلتهم بالإرهاب، حسب المفهوم التركي.
ح.ع.ح/ع.أ.ج(د.ب.أ)
لهذه الأسباب تحافظ برلين على خط تواصل مفتوح مع أنقرة
التوترات المتصاعدة في العلاقات الألمانية التركية دخلت فصلا جديدا بالإجراءات التي اتخذتها برلين مؤخرا ضد أنقرة. مراقبون يرون إنه كان بوسع برلين الرد بشكل أقوى على تصرفات أردوغان، فما هي الأسباب التي تحول دون ذلك؟
صورة من: picture-alliance/dpa/Bildfunk/P. Zinken
تعد تركيا أحد أكثر الوجهات السياحية المحببة للألمان. وتتضمن الإجراءات الجديدة تشديد تعليمات السفر لتركيا ومطالبة المواطنين الألمان بتوخي الحذر، لكن مثل هذه التعليمات لا تمثل أقسى إجراء دبلوماسي يمكن أن تتخذه ألمانيا، التي كان من الممكن أن تصدر تحذيرا من السفر إلى تركيا.
صورة من: picture alliance/DUMONT Bildarchiv/M. Tueremis
تتمتع تركيا بأهمية خاصة كنقطة ربط بين أوروبا وآسيا علاوة على أهميتها الإستراتيجية كجارة لليونان وبلغاريا من ناحية، وسوريا والعراق وإيران من ناحية أخرى؛ أي أنها تقع على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي وفي الوقت نفسه جوار مناطق مشتعلة في الشرق الأوسط.
صورة من: picture alliance/DUMONT Bildarchiv/M. Tueremis
اتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد تركيا، من الممكن أن يؤثر على التواصل مع الألمان المحتجزين هناك وعددهم تسعة أشخاص، وفقا لوكالة الأنباء الألمانية.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Altan
يرجع انضمام تركيا لحلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى عام 1952، كما أن الجيش التركي يعد من أكبر جيوش العالم إذ يبلغ قوامه نحو 640 ألف جندي وموظف،وفقا لتقرير لوكالة الأنباء الألمانية، وبالتالي فهو يحمل أهمية في التصدي لـ"تنظيم الدولة الإسلامية" المعروف إعلاميا بـ"داعش".
صورة من: picture-alliance/AP Photo/F. Augstein
أقر البرلمان الألماني سحب الجنود الألمان من قاعدة "إنغرليك" ونقلهم إلى الأردن بعد أن منعت تركيا نوابا ألمان من زيارة القاعدة، الأمر الذي أزعج برلين بشدة. في الوقت نفسه مازال جنودا ألمان يتمركزون في قاعدة تابعة للناتو في كونيا.
صورة من: Imago
بدأت مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي عام 2005 إلى أن تجمدت خريف عام 2016. ورغم أن انضمام تركيا للاتحاد مسألة غير مطروحة في الوقت الراهن، إلا أنه في حال انضمامها فستكون ثاني الأعضاء من حيث عدد السكان.
صورة من: picture-alliance/Joker/est&ost/M. Fejer
ثقل سياسي جديد أضيف لتركيا بعد الاتفاقية الخاصة باللاجئين مع الاتحاد الأوروبي. ووفقا لأنقرة فإن تركيا استقبلت نحو 7ر2 مليون لاجئ منذ بداية الأزمة السورية. وتهدد تركيا بين الحين والآخر، بوقف التعاون مع الاتحاد الأوروبي وهو أمر لا يصب بالتأكيد في صالح ألمانيا ولا ترغب المستشارة ميركل في حدوثه، لاسيما قبل الحملة الانتخابية. ا.ف (وكالات)