1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

تراجع الإقبال على استخدام السيارات في أوروبا

ألكسندر مورهارت/ إعداد: عماد م. غانم٢٦ أغسطس ٢٠٠٦

في ظل الارتفاع المستمر لأسعار الوقود يتراجع الإقبال على استخدام السيارات بوجه عام في أوروبا ويحاول المواطنون الأوروبيون توفير نفقات السفر والتنقل عبر اقتناء السيارات الصغيرة والاستغناء عن المركبات في الرحلات الطويلة.

أسعار الوقود كانت سببا في التقليل من استخدام السيارات في أوروباصورة من: AP

شهد معدل استخدام السيارات ارتفعاً كبيراً في معظم دول أوروبا الغربية خلال السنوات المنصرمة، إلا أن هذا الأمر تغير بسبب الارتفاع الملحوظ لأسعار الوقود. في هذا السياق يقول هارتموت كوفيلد من المعهد الألماني للأبحاث الاقتصادية في برلين إن العام الماضي شهد تراجعاً في استخدام السيارات بمتوسط 3 بالمائة. وطبقاً لإحصائيات المعهد فإن هذه هي المرة الأولى، التي يتراجع فيها معدل استخدام السيارات في أوروبا بهذا الشكل. ففي السابق كان هناك تراجعاً بصورة طفيفة، لأن سائقي السيارات كانوا يوفرون النفقات في جانب آخر من حياتهم من أجل القدرة على دفع أسعار الوقود. لقد واجه سائقو السيارات في الدول الأوروبية الزيادة في أسعار الوقود بالكثير من الإجراءات التي من شأنها التقليل من استهلاك الوقود، كعدم استخدام السيارة في الرحلات الطويلة أو اقتناء السيارات الصغيرة الأقل استهلاكاً للوقود، لكن هذه الإجراءات تختلف من بلد أوروبي إلى آخر، كما تفيد بعض دارسات أبحاث السوق التي أجرتها إحدى المؤسسات الألمانية.

أسعار منخفضة طوال العقود الماضية

كان الأمر مختلفاً في السنوات الماضية، إذ أن سعر الوقود مقارنة بالقدرة الشرائية للفرد في أوروبا كان يميل إلى الانخفاض النسبي، وهذا ما يعبر عنه حقيقية أن سعر لتر البنزين العادي كان يكلف ما مقداره 14 دقيقة عمل عام 1960. في حين أن سعر الكمية ذاتها في عام 1990 لم يكلف سوى 4 دقائق عمل.

أحد الطرق السريعة في ألمانيا أثناء وقت العطلةصورة من: AP
تكلفة استخدام السيارة اختلفت عن الماضيصورة من: AP

لكن أندرياس كني من معهد برلين للأبحاث الاجتماعية يرى أن هناك تناقضاً في ارتفاع أسعار الوقود وزيادة استخدام السيارات خلال العقود المنصرمة. ويقول كني:"فيما يتعلق بتكاليف التنقل بالسيارة يمكن القول إجمالاً بأنها أصبحت أقل نسبياً خلال العقود الماضية". وحتى مع وجود الانطباع السائد بأن الأسعار آخذة بالارتفاع، فإن تكلفة استخدام السيارات عموماً اليوم أقل نسبياً، قياساً بالفترة ما بين 1950 و1960.

ميل كبير لاقتناء السيارات الصغيرة

لقد دفعت الكثير من المتغيرات على الصعيدين السياسي والاقتصادي كالنزاعات في الشرق الأوسط وزيادة الطلب على النفط من قبل الصين والهند إلى ارتفاع أسعار النفط إلى أكثر من 70 دولاراً للبرميل. ففي الفترة ما بين كانون الثاني/يناير وكانون الأول/ ديسمبر من عام 2005 ارتفع سعر لتر البنزين من 95 إلى 122 سنتاً، وهو ما لا يتحمله دخل كثير من سائقي السيارات. لذلك عمد الكثير منهم إلى التقليل من استخدام سياراتهم في تأدية بعض أعمالهم. إزاء هذه الزيادة في أسعار المحروقات لم يكن التقليل من استخدام السيارات الحل الوحيد أمام الكثير من السائقين، بل أن كثيرا منهم اتجه لاقتناء السيارات الصغيرة، التي تستهلك كمية أقل من الوقود قياساً بالسيارات الأخرى. عن هذا يقول شتيفان تون، مدير مكتب أوروبا لمؤسسة أبحاث السوق ماريتس ريسيرج، ان مؤسسته قد "أجرت دراسة مؤخراً شملت 1200 سائقاً من فرنسا وبريطانيا وألمانيا. وقد أثبتت الدراسة، التي تمت بتكليف من بعض شركات صناعة السيارات، أن هناك ميلاً نحو اقتناء السيارات الصغيرة حتى بين أصحاب الدخل المرتفع."

السيارات الصغيرة بين الموضة والاقتصاد في التكلفةصورة من: dpa

كما تتحدث الدارسة عن ردود أفعال متباينة بين سائقي السيارات في الدول الثلاثة لمواجهة ارتفاع أسعار الوقود. ففي الوقت الذي يعمد فيه الألماني إلى عدم استخدام السيارة في الرحلات الطويلة والأجازات، فإن سائقي فرنسا وبريطانيا يستغنون عن استخدام مركباتهم في الرحلات القصيرة أو اللجوء إلى اكتشاف أقصر الطرق المؤدية إلى محل عملهم. كما أن الفرنسيين يستغنون تماماً عن استخدام سياراتهم في أداء المهام غير الضرورية. ومن الطريف أن الدراسة بينت أن البريطانيين يعمدون إلى إجراءات شديدة التقشف بهذا الخصوص من خلال البحث عن مكان عمل قريب من محل سكنهم، من أجل توفير استهلاك الوقود.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW