تراجع عدد اللاجئين إلى ألمانيا إلى أكثر من سبع مرات
٣ أبريل ٢٠١٦
كشفت وزارة الداخلية الألمانية عن تراجع عدد اللاجئين الذين يدخلون إلى ألمانيا عن طريق النمسا إلى أقل من خمسة آلاف شخص في شهر مارس، فيما سيتم الاثنين استقبال أول دفعة من اللاجئين السورين وفقا للاتفاق التركي الأوروبي.
إعلان
نقلت وكالة رويترز عن مسؤول في وزارة الداخلية الألمانية قوله السبت (الثاني من إبريل/نيسان) إن عدد اللاجئين الذين يدخلون ألمانيا من النمسا تراجع أكثر من سبع مرات في مارس/آذار لأقل من خمسة آلاف شخص بسبب فرض الدول الواقعة على امتداد طريق البلقان قيودا على الحدود.
وفي فبراير/ شباط وصل 38570 لاجئا إلى ألمانيا من النمسا وهو أقل بكثير بالفعل من العدد الذي وصل في يناير/كانون الثاني وبلغ 64700. والنمسا هي نقطة الدخول الرئيسية للاجئين الذين يصلون إلى ألمانيا.
وفرضت النمسا قيودا على الحدود في فبراير/ شباط ثم حذت حذوها دول أخرى في أوروبا مما أدى إلى تقطع السبل بآلاف الأشخاص ومنهم كثيرون فارون من الحرب والعنف في سوريا ودول أخري.
وتواجه المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ضغوطا لتنفيذ وعد بإبطاء وصول المهاجرين واللاجئين بعد دخول 1.1 مليون شخص ألمانيا العام الماضي مما أثار مخاوف من تكلفة وكيفية دمج هؤلاء في المجتمع.
من حلب إلى بريمرهافن - متحف يعرض قصة فرار أسرة سورية
أصبحت قصص هروب اللاجئين السوررين من وطنهم إلى ألمانيا، على غرار قصة أسرة كوتو من حلب، جزءا من قصص الفرار واللجوء والهجرة التي يعرضها متحف "منزل المهاجرين" في مدينة بريمرهافن الألمانية. اخترنا بعضا من محطاتها في صور.
صورة من: Sammlung Deutsches Auswandererhaus
صورة تذكارية من عام 2006 لعائلة كوتو: الأب خليل والأم حميدة والأطفال منان ودولوفان وأياس ونيرفانا. لا أحد منهم كان يتوقع ما ستشهده سوريا بعد سنوات فقط من ذلك التاريخ من حرب أهلية ودمار وقصص هروب ولجوء كلها معاناة وحزن.
صورة من: Sammlung Deutsches Auswandererhaus
اتخاذ القرار بالفرار
عندما اندلعت الحرب الأهلية في سوريا عام 2011 كان خليل كوتو، وهو مهندس كهربائي، يدير فرعا لوزارة الطاقة السورية في موطنه الأصلي في مدينة عفرين، شمال غرب سوريا. ومع اشتداد الأزمة في بلاده فقد خليل عمله، كما شحَّ الماء والغذاء. وفي أبريل/نيسان من عام 2014 أصبح الوضع خطيرا جدا إلى درجة أن عائلة كوتو وجدت نفسها مجبرة على الفرار – في البداية إلى تركيا حيث تعيش أم خليل.
صورة من: Sammlung Deutsches Auswandererhaus
وفي تركيا باءت محاولات خليل بإيجاد عمل يوفر منه قوت أسرته بالفشل، عندها قررت العائلة في يوليو/تموز عام 2014 السفر إلى ألمانيا، بتأثير أيضا من شقيق خليل الذي كان حينها يعيش في لندن. لكن الأسرة أجبرت على قضاء الأشهر الست التي تلت قرارها بالرحيل من تركيا في أحد مراكز اللاجئين في بلغاريا. ومن هناك أخذ معه خليل هذه الملعقة كتذكار.
صورة من: Sammlung Deutsches Auswandererhaus
وفي دورتموند، غربي ألمانيا، كانت المحطة قبل الأخيرة في رحلة الفرار الطويلة والشاقة لعائلة كوتو، حيث قدمت هناك طلبها في اللجوء قبل أن يتم توجيهها إلى ولاية بريمن، شمالي ألمانيا. وفور وصوله إلى المدينة الساحلية حصل خليل على هدية من امرأة هي عبارة عن بنطلون من الجينز، وهو أول قطعة ملابس يحصل عليها في ألمانيا. وأخيرا وفي مدينة بريمرهافن تم إيواء الأسرة السورية في أحد المراكز المخصصة للاجئين.
صورة من: Sammlung Deutsches Auswandererhaus
مستقبل يكتنفه الغموض
أصبحت عائلة كوتو تعيش في بريماهافن منذ خريف عام 2014. الأطفال التحقوا بمدارس، فيما يتعلم خليل وزوجته اللغة الألمانية وكله أمل في العثور قريبا على عمل. ورغم معاناتها، إلا أن عائلة كوتو تحب أن تتحدث عن ذكرياتها في وطنها سوريا. أياس مثلا، الطفل الأصغر في العائلة، جلب معه هويته الخاصة برياض الأطفال الذي كان يتردد عليه في حلب كتذكار. بيد أن لا أحد يعرف ما إذا كانت رحلتهم قد انتهت في ألمانيا...
صورة من: Sammlung Deutsches Auswandererhaus
5 صورة1 | 5
وتعول ميركل التي تنتقد تشديد القيود الحدودية على اتفاق مثير للجدل بين الاتحاد الأوروبي وتركيا ويهدف إلى إبطاء تدفق اللاجئين إلى غرب أوروبا.
إلى ذلك قال متحدث باسم وزارة الداخلية الألمانية إنه من المتوقع وصول ما يصل إلى 40 لاجئا سوريا الاثنين القادم إلى ألمانيا وذلك في إطار اتفاق أبرم بين تركيا والاتحاد الأوروبي. ويمثل هؤلاء اللاجئين الدفعة الأولى من اللاجئين السوريين الذين يسمح لهم بدخول ألمانيا بصورة مشروعة بناء على اتفاقية اللاجئين بين تركيا والاتحاد الأوروبي، والتي تنص أنه اعتبارا من بعد غد الاثنين ستطبق الإعادة القسرية إلى تركيا بالنسبة لكل اللاجئين الذين يعبرون البحر من تركيا إلى اليونان منذ العشرين من آذار/مارس الماضي.