تراجع عدد مغادري ألمانيا بشكل طوعي من طالبي اللجوء
١٦ مايو ٢٠١٩
كل عام، يغادر الآلاف من اللاجئين ألمانيا بمحض إرادتهم. بيد أن عددهم في تراجع مستمر، حسب المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين الذي لديه توضيح معيّن لسبب التراجع الملحوظ.
إعلان
انخفض عدد اللاجئين الذين يغادرون ألمانيا طواعية، في الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام. وتشير الأرقام الصادرة من المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين (بامف) إلى أنه تمّت المصادقة على طلبات 3130 لاجئ يرغبون بالعودة إلى أوطانهم وذلك ضمن برنامج تمويل خاص وضع لهذا الغرض.
وفي تقرير نشره موقع "شبيغل أونلاين" الألماني تبين أن أعداد اللاجئين الذين عادوا طواعية في الربع الأول من العام 2018 بلغ 4498 لاجئا، وفي العام الذي سبقه 8468 لاجئا، وفي الربع الأول من عام 2016 بلغت أعداد اللاجئين الذين عادوا بمحض إرادتهم 14.085 لاجئا، وهو ما يظهر التراجع في أعداد اللاجئين المسجلين في برنامج العودة الطوعية، حيث بينت متحدثة باسم المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين (بامف) "أنه من الضروري لدى معالجة هذه الأرقام تبيان أعداد اللاجئين القادمين إلى ألمانيا أيضا، حيث تبين الأرقام أن المانيا شهدت عام 2016 أرقاما قياسية لأعداد مقدمي اللجوء في ألمانيا".
وبحسب الموقع فإن مصدر هذه الأرقام من برنامج REAG / GARP الفيدرالي والممول من قبل الاتحاد الأوروبي والولايات في ألمانيا. ويتم تنفيذه من قبل المنظمة الدولية للهجرة (IOM). كما أن بعض الولايات الألمانية لديها برامج خاصة بها لتعزيز العودة الطوعية بحسب المتحدثة من (بامف)، وأضافت " هناك أيضا من يعود من اللاجئين بشكل فردي بعيدا عن البرامج المقدمة وهو ما لا نستطيع إحصاؤه".
إجمالاً، في العام الماضي، سُمح لـ 15.962 شخصًا بالعودة طوعًا إلى بلدانهم الأصلية عبر برنامج REAG / GARP وفي عام 2017 كان العدد 29.552 وفي العام الذي سبقه بلغ العدد الإجمالي للعائدين 54.006 شخصا.
الهجرة غير الشرعية.. مواقف وأوضاع شركاء أوروبا بشمال أفريقيا
تكثف دول الاتحاد الأوروبي مؤخراً مساعيها من أجل كبح جماح الهجرة غير الشرعية نحو أراضيها، وذلك من خلال عقد شراكات وثيقة مع دول شمال أفريقيا، لكن كيف هي أوضاع ومواقف هذه الدول من أزمة اللاجئين والهجرة غير الشرعية؟
صورة من: Abdelhak Senna/AFP/GettyImages
مصر: بلد عبور يثير القلق
في السنوات الأخيرة تحولت مصر إلى أحد بلدان العبور إلى أوروبا المثيرة للقلق. ولا توجد أرقام دقيقة من جانب السلطات المصرية عن أعداد اللاجئين والمهاجرين السريين، الذين انطلقوا من السواحل المصرية على متن قوارب الصيد. لكن بحسب الوكالة الأوروبية لمراقبة الحدود "فرونتكس"، فقد انطلقت عام 2016 نحو ألف سفينة تهريب بشر من مصر. كما شكلت مصر كابوساً للهجرة غير الشرعية إلى أوروبا عام 2016.
صورة من: picture-alliance/dpa
مصر: موقف متحفظ
أثار قرار إقامة مراكز لجوء أوروبية في دول شمال افريقيا، بينها مصر انتقادات المنظمات الحقوقية التي تعنى بشؤون اللاجئين، و تتهم هذه المنظمات نظام عبد الفتاح السيسي بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان. وأبدت مصر عن موقف متحفظ إزاء إقامة أوروبا مراكز لاستقبال اللاجئين على أراضيها. في المقابل يُشاع أن مصر تسعى للدخول في مساومة مع أوروبا لمنع تدفق المهاجرين إلى أوروبا مقابل مساعدات مالية.
صورة من: DW/M. Hashem
ليبيا: هاجس بدون حل
تعد ليبيا واحدة من أهم دول عبور المهاجرين واللاجئين السريين نحو أوروبا. ظلت موجة الهجرة المتدفقة من هذا البلد تمثل هاجساً للزعماء الأوروبيون، الذي لم ينجحوا لحد الآن في إيجاد حل له. في عام 2008 اُبرم اتفاق أوروبي ليبي لمكافحة الهجرة مقابل 500 مليون دولار. وكان الزعيم الليبي معمر القذافي قد تنبأ بتدفق ملايين المهاجرين لأوروبا وطالب آنذاك بروكسل بدفع خمسة مليارات يورو سنويا لليبيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP/Küstenwache Lybien
ليبيا: موقف رافض
في عام 2017 وصل حوالي 150 ألف مهاجر إلى أوروبا عبر المتوسط. و من أجل كبح جماح هذا التدفق اتفق زعماء الاتحاد الأوروبي على خطة جديدة وكان أهم مقترحاتها إقامة مراكز خارجية لاستيعاب المهاجرين في دول شمال أفريقيا. وقوبل هذا المقترح الأوروبي بالرفض من أغلب دول شمال أفريقيا، بينها ليبيا، التي أعلنت رفضها لأي إجراء يتعلق بإعادة المهاجرين السريين إليها.
صورة من: AP
تونس: ارتفاع عدد الرحلات غير الشرعية
بالرغم من تشديد الحكومة اليمينية الشعبوية في إيطاليا ودول الاتحاد الأوروبي من استقبال قوارب المهاجرين ومراكب المنظمات الناشطة لإنقاذ المهاجرين في البحر، إلا أن الفترة الأخيرة شهدت موجة رحلات هجرة غير شرعية انطلقت من السواحل التونسية باتجاه ايطاليا. فبحسب أرقام للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين ومنظمة الهجرة الدولية، فإن 3811 مهاجرا تونسيا سري وصلوا السواحل الإيطالية هذا العام حتى نهاية آب/أغسطس.
صورة من: DW
تونس: رفض معسكرات المهاجرين
لا يختلف موقف تونس عن موقف دول شمال أفريقيا الرافضة لقرار تقديم الاتحاد الأوروبي المزيد من الدعم المالي لدول شمال أفريقيا مقابل المساعدة في التصدي للهجرة غير الشرعية من خلال إقامة معسكرات للمهاجرين.
صورة من: dapd
الجزائر: أكبر دول المنطقة
الجزائر هي أكبر دول منطقة شمال افريقيا، التي يعبرها المهاجرون باتجاه البحر المتوسط نحو أوروبا. ولا توجد إحصاءات رسمية جزائرية بشأن عدد المهاجرين الجزائريين غير الشرعيين، غير أن تقريرا نشرته في عام 2015 منظمة "ألجيريا ووتش" (غير حكومية)، استنادا إلى الوكالة الأوروبية لمراقبة الحدود "فرونتكس"، وضع الجزائر في المرتبة التاسعة بين الدول المصدرة للهجرة غير الشرعية عبر الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي .
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Batiche
الجزائر ترفض مراكز الاستقبال
تتعاون الجزائر مع الاتحاد الأوروبي في ملف الهجرة غير الشرعية، وذلك عن طريق إعادة المهاجرين السريين القادمين من دول جنوب الصحراء إلى وطنهم، إذ رحلت خلال الأربع والخمس سنوات الماضية حوالي 33 ألف مهاجر و لاجئ أفريقي إلى بلدانهم بجنوب الصحراء. كما ترفض الجزائر من جانبها بناء مراكز لإيواء المهاجرين الأفارقة على أراضيها.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Kappeler
المغرب: عودة الهجرة بقوة
عرفت السواحل الإسبانية هذا العام تدفقاً لما يعرف بـ "قوارب الموت" التي تنطلق من الطريق البحرية بين إسبانيا والمغرب والجزائر. فمن أصل 74.501 مهاجرسري وصلوا أوروبا بحراً، استقبلت إسبانيا لوحدها حوالي 43 بالمئة منهم (32.272)، وذلك في الفترة بين الأول من كانون الثاني/ يناير و12 أيلول/سبتمبر 2018، ممّا يجعلها الوجهة الأولى للهجرة السرية عبر البحر الأبيض المتوسط.
صورة من: picture alliance/AP Photo
المغرب: حسابات سياسية ومالية
منذ سنوات يحاول الاتحاد الأوروبي إبرام اتفاق مع المغرب بخصوص عودة المهاجرين من دول افريقيا جنوب الصحراء. ولكن المغرب يرفض ذلك لأسباب سياسية ومالية، أهمها أن ذلك يتعارض مع مسعى المغرب لتقوية علاقاته مع الدول الأفريقية جنوب الصحراء، والاستفادة منها اقتصادياً من خلال شراكات تجارية، وأيضاً لدعم موقف المغرب في النزاع حول الصحراء الغربية.
صورة من: Abdelhak Senna/AFP/GettyImages
10 صورة1 | 10
وقالت المتحدثة "يمكن ملاحظة انخفاض أعداد العودة الطوعية خاصة في دول غرب البلقان، التي تتناقص أعداد وصول طالبي اللجوء منها إلى ألمانيا". وتتابع "كان هذا التطور واضحًا بالفعل في عام 2017 ثم استمر. بشكل عام، فإن أرقام العائدين منذ عام 2015 تغيرت لمستويات جديدة."
ويوم الثلاثاء الماضي أصبح من الواضح أن نظام الدعم الخاص بالعودة الطوعية سيشهد تغييرات، ويصبح أكثر بساطة للتقديم وذلك ابتداء من يوليو/ تموز المقبل.
وبالإضافة إلى دعم تكاليف السفر إلى البلد الأصلي سيحصل المنتمون لهذا البرنامج على 1000 يورو تدفع لمرة واحدة وذلك كمساعدة أولية. كما أنه سيكون من الممكن أيضا الحصول في حالات معينة على مبالغ مالية شهرية تصل لغاية 12 شهرا لتغطية تكاليف السكن والعلاج.