تراجعت الأسهم الأوروبية بشكل حاد في مستهل تعاملات اليوم الاثنين (27 أكتوبر/تشرين أول) بعد أن بعث الهبوط الكبير الذي منيت به الأسهم الآسيوية برسالة تفيد بأن بورصات العالم ستتعرض لأسبوع آخر من الخسائر. وفي ظل موجة جديدة من عمليات بيع الأسهم بكميات كبيرة، هوى مؤشر "ستوكس 50" لأسهم أكبر 50 شركة في أوروبا بنسبة 5.9 بالمائة خلال التعاملات المبكرة ليصل إلى 1994 نقطة في ظل تزايد المخاوف بشأن الركود.

ويأتي هذا في أعقاب خسائر كبيرة خلال افتتاح جلسات التداول في بورصات الدول الأوروبية مع تراجع بورصة لندن بأكثر من خمسة بالمائة ومؤشر "كاك 40" لبورصة باريس بحوالي ستة بالمائة ومؤشر "داكس" ببورصة فرانكفورت بخمسة بالمائة. في غضون ذلك تراجعت ثقة المستثمرين في الاقتصاد الألماني خلال تشرين أول/أكتوبر الحالي. وانخفض مؤشر معهد آيفو الألماني لقياس مستوى ثقة المستثمرين في الاقتصاد الألماني الصادر اليوم الاثنين بأكثر من المتوقع إلى 2ر90 نقطة مقابل 9ر92 نقطة في أيلول/سبتمبر الماضي.

تراجع أسهم الشركات العملاقة

وشهد موسم إعلان الشركات عن أرباحها في الربع الثالث من العام تراجعا لأسهمها في بورصة فرانكفورت، حيث أصدرت شركة "دويتشه بوست" الألمانية العملاقة للبريد ومقرها بون بيانا تحذيريا بشأن أرباحها، وأدى ذلك إلى تراجع سهمها بنسبة 17 بالمائة خلال التعاملات الصباحية.

من ناحية أخرى، كشف بنك "دويتشه بوستبنك" الألماني اليوم الاثنين عن تكبده خسائر في الربع الثالث وخفض محفظته الائتمانية بسبب الأزمة المالية العالمية التي دفعت المستثمرين إلى التخلص من الأسهم في أنحاء العالم. وخسر سهم "دويتشه بوست" حوالي 16 بالمائة من قيمته في التعاملات المبكرة مع تراجع آخر لأسهم البنوك الأوروبية. كما تراجع سهم شركة "أليانز" للتأمين بنسبة 14 بالمائة.

موجة من التشاؤم تكتسح أسواق المال مجددا

وأطبقت حالة من التشاؤم على الأسهم الأوروبية عقب تراجع الأسهم اليابانية بأكثر من ستة بالمائة، وانخفاض أسهم هونج كونج بحوالي 13 بالمائة وخسارة بورصة الهند حوالي سبعة بالمائة من قيمتها. وأدت التوقعات المتشائمة للاقتصاد الأوروبي إلى تراجع سعر صرف اليورو بنسبة 1.5 بالمائة لتسجل العملة الأوروبية الموحدة أقل من 1.25 دولار.

وفي ضوء المخاوف من الانكماش واصلت أسعار النفط انهيارها فتراجعت بأكثر من ثلاثة بالمائة ليصل سعر البرميل 62.10 دولار في أوروبا بعدما سجلت رقما قياسيا قدره 147 دولارا في تموز/يوليو وذلك بالرغم من إعلان أوبك الجمعة خفض إنتاجها. والواضح أن خطط انتعاش الاقتصاد وتخفيضات نسب الفوائد والدعوات إلى الهدوء التي يطلقها كبار المسؤولين الماليين في العالم منذ عدة أسابيع لم تأتي بعد أكلها، وتظل حتى الآن عاجزة عن احتواء الذعر الذي عم العالم.

المركزي الأوروبي يلوح بخفض جديد لسعر الفائدة

وعلى صعيد آخر لمح رئيس البنك المركزي الأوروبي جان كلود تريشيه في مدريد إلى "إمكانية" خفض جديد لمعدلات الفوائد الرئيسية في الاجتماع المقبل للجنة الإدارية في البنك. وقال تريشيه في مؤتمر صحافي في مدريد نظمته وكالة "أوروبا برس" الاسبانية "أعتبر أنه من الممكن" أن يخفض البنك المركزي الأوروبي معدلات فوائده الرئيسية في اجتماعه المقبل حول هذا الموضوع في السادس من تشرين الثاني/نوفمبر، انطلاقا من أن "الضغوط التضخمية تراجعت" على ما يبدو. ويتوقع الخبراء أن يخفض البنك المركزي الأوروبي معدل فائدته الرئيسية إلى 3.25 بالمائة مقارنة مع معدلها الحالي 3.75 بالمائة، علما أن المركزي الأوروبي كان قد قرر في الثامن من تشرين الأول/أكتوبر خفض معدل فائدته الرئيسية إلى 3.75 بالمائة مقابل 4.25 بالمائة.