ترامب: التوصل لاتفاق بشأن المعادن الأوكرانية لا يزال ممكنا
٣ مارس ٢٠٢٥
نفى ترامب ما تردد عن نيته وضع حد للمساعدات العسكرية المقدمة لأوكرانيا ولفت إلى أن التوصل لاتفاق حول المعادن الأوكرانية لا يزال ممكنا. فيما قالت بريطانيا إن هناك عدة مقترحات مطروحة للنقاش لوقف إطلاق النار في أوكرانيا.
هدد ترامب الرئيس الأوكراني خلال شجار بينهما الجمعة (28/2/2025) في البيت الأبيض بـ "التخلي" عن أوكرانيا إذا لم يبد مرونة أكبر. صورة من: Jim Lo Scalzo/UPI Photo/IMAGO
إعلان
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الاثنين (الثالث من مارس/ آذار 2025) أنه لم يناقش بعد وقف المساعدات العسكرية لأوكرانيا، وذلك بعدما تحدثت تقارير عن احتمال اتخاذه قرارا مماثلا بعد المشادة الكلامية بينه وبين نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وقال ترامب للصحافيين في البيت الابيض "لم أتحدث حتى عن هذا الأمر حتى الآن (...) سنرى ماذا سيحصل. هناك أمور كثيرة تحدث الآن في الوقت الذي نتحدث فيه".
واعتبر ترامب أن الرئيس الأوكراني "ينبغي أن يكون أكثر امتنانا" للولايات المتحدة، وذلك بعد خوضه مشادة كلامية معه الجمعة في البيت الأبيض. وقال الرئيس الأمريكي في البيت الأبيض "اعتقد ببساطة أن عليه أن يكون أكثر امتنانا، لأن هذا البلد (الولايات المتحدة) دعمهم في السراء والضراء".
اتفاق المعادن ما زال ممكنا!
وعن اتفاق المعادن قال ترامب إنه سيقدم تحديثا بشأن الاتفاق مع أوكرانيا مساء غد الثلاثاء. وعندما سئل عن اتفاق المعادن، قال ترامب: "سأخبركم مساء غد". ولدى سؤاله عمّا إذا الصفقة المتّصلة بالمعادن بين واشنطن وكييف والتي كان يفترض أن تشكل خطوة إلى الأمام نحو وضع حد للنزاع، باتت بحكم الميتة، قال ترامب "كلا، لا أعتقد ذلك".
وكان الزعيم الأوكراني في واشنطن لتوقيع صفقة تمنح الولايات المتحدة إمكانية الحصول على معادن أوكرانية لكنه غادر دون التوقيع عليها. وقال مستشار الأمن الأمريكي مايك والتز في مقابلة مع قناة فوكس نيوز إن زيلينسكي يجب أن يعتذر.
صفقة معادن بين الولايات المتحدة وأوكرانيا
02:20
This browser does not support the video element.
مقترحات أوروبية لوقف إطلاق النار
وتلتف الدول الأوروبية، بقيادة بريطانيا وفرنسا، حول الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وتحاول التوصل إلى خطة سلام بمشاركة أوكرانيا، بعد الجدل المحتدم الذي نشب في المكتب البيضاوي الأسبوع الماضي بين ترامب وزيلينسكي.
وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر "من الواضح أن هناك عددا من الخيارات على الطاولة".
وعرضت فرنسا وبريطانيا وربما دول أوروبية أخرى إرسال قوات إلى أوكرانيا في حالة وقف إطلاق النار، وهو ما ترفضه موسكو، لكن هذه الدول تقول إنها تريد الدعم من الولايات المتحدة.
وفي مقابلة أجريت معه في طريقه إلى القمة التي عقدها كير ستارمر أمس الأحد، طرح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون احتمال وقف إطلاق نار لمدة شهر واحد، رغم عدم وجود تأييد معلن حتى الآن من حلفاء آخرين.
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو تعليقا على اقتراح ماكرون "تطبيق مثل هذه الهدنة جوا وبحرا وفي البنية التحتية للطاقة سيسمح لنا بمعرفة ما إذا كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيتصرف بحسن نية حين يلتزم بالهدنة... وحينذاك قد تبدأ مفاوضات سلام حقيقية".
وقال ماكرون في المقابلة التي نشرتها صحيفة لوفيغارو إن نشر قوات برية أوروبية في أوكرانيا لن يتم إلا في مرحلة ثانية.
إعلان
ترامب غاضب وزيلينسكي يرد
وغير ترامب مسار سياسة الولايات المتحدة بفتح محادثات مع موسكو متجاهلا أوكرانيا ودون التشاور مع حلفائها الغربيين الآخرين. ويوم الجمعة الماضي، وبخ ترامب زيلينسكي علنا كي يرضخ وإلا ستقطع الولايات المتحدة المساعدات العسكرية الهامة للغاية.
ورد ترامب اليوم الاثنين غاضبا على تقرير لوكالة أسوشيتد برس نقل عن زيلينسكي قوله إن نهاية الحرب "بعيدة للغاية".
وقال ترامب على منصة التواصل الاجتماعي التابعة له تروث سوشيال "هذا أسوأ تصريح يمكن أن يصدر عن زيلينسكي، وأمريكا لن تصبر على هذا لفترة أطول!" وأضاف "هذا ما كنت أقوله، هذا الرجل لا يريد أن يكون هناك سلام ما دام أنه يحظى بدعم أمريكا.. وأوروبا قالت صراحة، في الاجتماع الذي عقدته مع زيلينسكي، إنها لا تستطيع القيام بالمهمة من دون الولايات المتحدة".
ولاحقا، أعلن زيلينسكي أنه يريد انهاء الحرب "في اسرع وقت". وقال الرئيس الأوكراني عبر منصات التواصل الاجتماعي "من الأهمية بمكان أن نسعى لجعل دبلوماسيتنا جوهرية لإنهاء هذه الحرب في أسرع وقت ممكن"، معربا عن أمله في الحصول على دعم أمريكي "في المسار نحو السلام".
قلق أوروبي من موقف الحليف الأمريكي
02:37
This browser does not support the video element.
زيلينسكي: نعمل على مواقف مشتركة
وحضّ الكرملين أيضا الاثنين على "إرغام" الرئيس الأوكراني على تحقيق "السلام". وقال الناطق باسم الكرمليندميتري بيسكوف في مؤتمر صحافي: "يجب على أحد ما أن يرغم زيلينسكي على تغيير رأيه. فهو لا يريد السلام. يجب على أحد ما أن يرغمه على الرغبة في تحقيق السلام".
وقال زيلينسكي قبيل مغادرته المملكة المتحدة إن "إرغام أوكرانيا على (قبول) وقف إطلاق النار من دون ضمانات أمنية جدية سيكون إخفاقا للجميع"، مرجحا أن تخرق روسيا الاتفاق، وأن ذلك سيدفع أوكرانيا إلى الرد.
وتابع للصحافيين: "تصوّروا أنه بعد أسبوع، سيقوم الروس بقصفنا، وسنردّ عليهم، وهذا سيكون مفهوما بالكامل، ماذا سيحصل عندها؟"، متوقعا أن يتبادل الطرفان على مدى أعوام الاتهام بمن كان المبادر الى إطلاق النار.
وسأل "من سيستفيد من ذلك؟ الروس، لكن بالتأكيد ليس نحن".
وكان زيلينسكي أفاد الاثنين بأنه يعمل مع حلفائه الأوروبيين على "مواقف مشتركة" لمحاولة إقناع الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأخذ مصالحهم في الاعتبار ضد روسيا.
وقال على تلغرام بعد قمة في لندن الأحد مع حلفائه "سنحدد مواقفنا المشتركة: ما نريد تحقيقه وما هو غير قابل للتفاوض. ستُقدم هذه المواقف إلى شركائنا الأميركيين". وشدد على أن الأولوية هي تحقيق "سلام قوي ودائم، واتفاق جيد بشأن نهاية الحرب".
ص.ش/أ.ح (أ ف ب، رويترز)
حرب أوكرانيا ـ 3 سنوات من الدمار والقتل والتشريد.. والنتيجة؟
مرّت ثلاث سنوات منذ شنّت روسيا هجومها الشامل على أوكرانيا، مما أسفر عن مقتل الآلاف وتشريد ملايين الأشخاص، بالإضافة إلى دمار واسع النطاق. واليوم، يساور الأوكرانيين القلق بشأن كيفية نهاية هذه الحرب.
صورة من: Serhii Chuzavkov/Avalon/Photoshot/picture alliance
تهديد متزايد
في أواخر 2021، أظهرت صور الأقمار الصناعية تجمع القوات الروسية والأسلحة الثقيلة بالقرب من بلدة يلنيا على حدود بيلاروسيا. وفي 11 نوفمبر من نفس العام، حذر وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكين، الرئيس الروسي بوتن من غزو أوكرانيا. لكن رغم هذا التحذير، قرر بوتن في 24 فبراير 2022 شن غزو واسع النطاق لأوكرانيا
صورة من: Maxar Technologies/AFP
بداية الحربـ هجوم شامل
في 24 فبراير، سقطت صواريخ على عدد من المدن الأوكرانية، مثل كييف وأوديسا وخاركوف. في كييف، أُضرمت النيران في مبنى عسكري أثناء الهجمات. وبدأت الحرب التي أصرت موسكو على تسميتها "عملية خاصة"
صورة من: Efrem Lukatsky/AP Photo/picture alliance
العنف في بوتشا
في غضون أسابيع، تمكّن الأوكرانيون من طرد القوات الروسية من المدن الشمالية. وبعد ذلك، ظهرت جرائم الحرب إلى العلن، وانتشرت صور لمدنيين تعرضوا للتعذيب والقتل في بوتشا، قرب كييف. وأعلنت السلطات أن أكثر من 1100 مدني قُتلوا في المنطقة. وأظهرت تحقيقات استقضائية أن العنف كان ممنهجا ومخططاً.
صورة من: Serhii Nuzhnenko/AP Photo/picture alliance
الحياة وسط الدمار
وفقًا لموسكو، كان من المفترض أن تستمر "العملية الخاصة" في أوكرانيا لمدة ثلاثة أيام فقط. لكن بعد ثلاث سنوات، لا تزال الحرب مستمرة. وتشير أحدث التقارير الصادرة عن معهد دراسات الحرب إلى أن روسيا تسيطر حاليًا على حوالي 20% من الأراضي الأوكرانية، معظمها في الشرق. تم التقاط هذه الصورة في دونيتسك، شرق أوكرانيا، في مايو/أيار 2023.
صورة من: Sofiia Gatilova/REUTERS
ضم مناطق أوكرانية إلى روسيا
في سبتمبر/أيلول 2022، ضمت روسيا أربع مناطق أوكرانية — لوغانسك، ودونيتسك، وزابوروجيا، وخيرسون — بمساحة تقدر بحوالي 90,000 كيلومتر مربع. وبعد عام، إجراء انتخابات في هذه المناطق في تصويت وصف بـ "الانتهاك الصارخ للقانون الدولي". فاز حزب روسيا الموحدة بقيادة بوتين في جميع المناطق بأكثر من 70% من الأصوات.
صورة من: Alexander Ermochenko/REUTERS
فرار الملايين من الحرب
أجبرت الحرب في أوكرانيا الملايين على الفرار، مما أدى إلى موجة هجرة كبيرة لم تشهدها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. وفقًا للأمم المتحدة، نزح 3.7 مليون شخص داخل أوكرانيا بسبب القتال. وغادر البلاد أكثر من 6 ملايين شخص أوكرانيا وتوجهوا إلى أوروبا، خاصة إلى بولندا وألمانيا.
صورة من: Filip Singer/EPA-EFE
ماريوبول، مدينة المقاومة الأوكرانية
في عام 2022، استمر حصار روسيا لمدينة ماريوبول الجنوبية لمدة 82 يومًا. تعرضت المدينة لقصف كثيف وتحصن آخر المقاتلين الأوكرانيين في مصنع للصلب. وبعد أن قصفت روسيا مستشفى، انتشرت صورة لامرأة حامل يتم إجلاؤها حول العالم. التقط صحفيون أوكرانيون الصورة، وفازوا لاحقًا بجائزة الأوسكار عن فيلمهم الوثائقي "20 يومًا في ماريوبول".
صورة من: Evgeniy Maloletka/AP/dpa/picture alliance
قصف طريق الاتصال الوحيد بشبه جزيرة القرم.
يُعد جسر القرم، الذي يمتد بطول 19 كيلومترًا (حوالي 12 ميلًا)، الأطول في أوروبا، ويربط جنوب روسيا بشبه جزيرة القرم. في أكتوبر\تشرين الأول 2022، تعرض الجسر لأضرار نتيجة قنبلة زرعها الأوكرانيون، مما جعله قابلاً للاستخدام جزئيًا. وفي يوليو/تموز2023، تعرض الجسر لأضرار أخرى بسبب القوات الأوكرانية.
صورة من: Alyona Popova/TASS/dpa/picture alliance
كارثة بيئية
في 6 يونيو/حزيران 2023، أدى انفجار إلى تدمير سد كاخوفكا وتفريغ نهر دنيبرو. وبينما تبادلت أوكرانيا وروسيا الاتهامات بشأن المسؤولية عن الحادث، كانت روسيا تسيطر على السد في ذلك الوقت. أسفر الفيضان الناتج عن الانفجار عن كارثة بيئية واسعة النطاق، دمرت آلاف المنازل وأدت إلى سقوط مئات القتلى.
صورة من: Libkos/AP Photo/picture alliance
استهداف البنية التحتية للطاقة
استهدفت روسيا بشكل منهجي البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا. بعد عام من الغزو، دُمرت 76% من محطات الطاقة الحرارية، وبحلول سبتمبر/أيلول 2024، ارتفع هذا الرقم إلى 95%. أدى ذلك إلى إضعاف شبكة الكهرباء في أوكرانيا، مما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي وتفاقم الوضع الإنساني، خصوصًا خلال فصل الشتاء.
صورة من: Sergey Bobok/AFP
أوكرانيا تهاجم الأراضي الروسية
في أغسطس/آب 2024، شنت القوات المسلحة الأوكرانية هجومًا على الأراضي الروسية لأول مرة. وفي مواجهة مقاومة ضئيلة على الحدود، تمكنت في البداية من السيطرة على نحو 1400 كيلومتر مربع (حوالي 540 ميلاً مربعاً) في منطقة كورسك. لكنها فقدت منذ ذلك الحين ثلثي الأراضي التي كانت قد احتلتها
صورة من: Roman Pilipey/AFP/Getty Images
حرب الدرون
تستخدم كل من روسيا وأوكرانيا الطائرات بدون طيار للاستطلاع والمراقبة، وكذلك لشن هجمات مستهدفة. ويقول الخبراء إن هناك حوالي 100 نوع مختلف من الطائرات بدون طيار قيد الاستخدام في أوكرانيا. وفي مارس/أذار 2024، قالت أوكرانيا إنها قادرة على تصنيع ما يصل إلى 4 ملايين طائرة بدون طيار سنويًا.
صورة من: Serhii Nuzhnenko/Radio Free Europe/Radio Liberty/REUTERS
تدمير هائل
خلفت ثلاث سنوات من الحرب آثارًا عميقة في أوكرانيا. في الشرق والجنوب، تحولت العديد من البلدات والقرى، التي دمرتها الهجمات الروسية، إلى مدن مهجورة. بلدة بوغوروديتشني في منطقة دونيتسك، التي تعرضت لهجوم مكثف من روسيا في يونيو/حزيران 2022، أصبحت الآن شبه خالية.
صورة من: Mykhaylo Palinchak/SOPA Images/ZUMA Press Wire/picture alliance
الحياة بعيدًا عن القتال
رغم استمرار الحرب، لا تقتصر كافة مناطق أوكرانيا على خط المواجهة، حيث تدور المعارك المباشرة. بعيدًا عن هذه المناطق، تستمر الحياة بشكل طبيعي. المحلات والمقاهي والمطاعم تواصل عملها، فيما يستعد السكان لانقطاع التيار الكهربائي بتركيب مولدات كهربائية.
صورة من: YURIY DYACHYSHYN/AFP
مستقبل مجهول للدعم الأمريكا
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحدث عن رغبته في إنهاء الحرب في أوكرانيا خلال "24 ساعة"، لكنه لم يحقق ذلك بعد. ومع ذلك، تثير علاقته الظاهرة مع روسيا ورغبته في الضغط على أوكرانيا للتنازل عن ثرواتها المعدنية لصالح الولايات المتحدة، بالإضافة إلى تبادل التصريحات القوية مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، القلق في أوكرانيا وبين حلفائها.