ترامب: الناتو "لم يعد عتيقا "وسيكون رائعا التفاهم مع روسيا
١٣ أبريل ٢٠١٧
عدل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن رأيه السابق مؤكدا أن حلف الأطلسي لم "يعد عتيقا"، داعيا الحلف إلى المساعدة في سوريا و"التفاهم" مع روسيا، لكن أمين عام الناتو يرى أن أفضل طريقة للتعامل مع موسكو هي "الحزم".
إعلان
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن حلف شمال الأطلسي (الناتو) "لم يعد عتيقا" أو عفا عليه الزمن. وتابع ترامب "أمننا المشترك هو دائما رقم واحد"، مشيرا إلى التاريخ الطويل للحلف الذي وصفه من قبل بأنه عتيق وعفا عليه الزمن، مع التشكيك في التزام الولايات المتحدة إزاء حلفائها الأوروبيين.
وقال الرئيس الأمريكي، في مؤتمر صحفي مشترك مع الأمين العام للحلف في البيت الأبيض ليل الأربعاء /الخميس( 12 -13 إبريل/نيسان)، إنه ملتزم تجاه الدول الحلفاء في الناتو وسيعمل من أجل مواجهة التحديات المستقبلية، بما في ذلك الهجرة والإرهاب، داعيا الحلف إلى المساعدة في سوريا. ودعا ترامب الدول الأعضاء في الناتو إلى الوفاء بالتزاماتها لزيادة الإنفاق على الدفاع.
من جانبه أكد الأمين العام للحلف أن التقاسم العادل للأعباء يحتل الأولوية القصوى بالنسبة له منذ أن تولى منصبه، مشيرا إلى أنه للمرة الأولى منذ سنوات عديدة تكون هناك زيادة في الإنفاق على الدفاع في العام الماضي بنسبة 3.8 بالمائة بين الدول الأعضاء، أو بقيمة 10 مليارات دولار، عكس السنوات الماضية التي كانت تشهد تراجعا في الإنفاق.
التفاهم مع روسيا
في سياق متصل قال الرئيس الأمريكي إنه "سيكون أمراً رائعا إذا استطاع حلف شمال الأطلسي وبلادنا التفاهم مع روسيا. حالياً، لسنا متفاهمين مع روسيا إطلاقا، وبالنسبة لعلاقتنا بروسيا يُمكن أن نكون قد (تراجعنا) إلى أدنى (مستوى) في التاريخ".
في صور- المواقع السورية التي استهدفتها الضربة الأمريكية بالصواريخ
نفذ الجيش الأمريكي بأوامر من الرئيس ترامب ضربة جوية بصواريخ توماهوك استهدفت مطار الشعيرات العسكري السوري "المرتبط ببرنامج" الأسلحة الكيميائية السوري ردا على الهجوم الأخير الذي يرجح أنه كيماوي في خان شيخون.
صورة من: picture-alliance/dpa/ria novosti/M. Voskresenskiy
قال مسؤول في البيت الأبيض إن 59 صاروخا موجها من طراز توماهوك أطلقت ليلة اليوم الجمعة (السابع من نيسان/أبريل 2017) واستهدفت مطار الشعيرات العسكري قرب حمص. المطار"مرتبط ببرنامج" الأسلحة الكيميائية السوري.
صورة من: Reuters/Robert S. Price/Courtesy U.S. Navy
أطلقت الصواريخ الموجهة من سفينتي "يو أي أس بورتر" و "يو أس أس روس" المتمركزتان في شرق البحر الأبيض المتوسط. وهذه هي المرة الأولى التي تستهدف فيها الولايات المتحدة قوات النظام السوري منذ اندلاع الحرب في البلد. وكانت الضربات السابقة للولايات المتحدة في سوريا تستهدف فقط تنظيم "داعش".
صورة من: picture-alliance/AP Photo/US Navy/F. Williams
قتل أربعة عسكريين بينهم ضابط برتبة عميد ولحق دمار "شبه كامل" بقاعدة الشعيرات العسكرية في وسط سوريا بعد الضربة الأميركية، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم الجمعة. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن مطار الشعيرات الذي يعد ثاني أكبر مطار عسكري في سوريا، يضم "طائرات سوخوي 22 وسوخوي 24 وميغ 23"، لافتا إلى ان "المطار أقلعت منه طائرة السوخوي التي قصفت خان شيخون".
صورة من: 2017 Google Maps
في خطابه الموجه للأمة قال الرئيس ترامب :" شن الديكتاتور السوري بشار الأسد هجوما مروعا بأسلحة كيميائية على مدنيين أبرياء... الليلة أمرت بتنفيذ ضربة عسكرية محددة الهدف في سوريا على المطار الذي شن منه الهجوم الكيميائي. إن من مصلحة الأمن القومي الحيوية للولايات المتحدة منع وردع انتشار واستخدام الأسلحة الكيميائية القاتلة".
صورة من: Reuters/C. Barria
وأتت الضربة العسكرية الأميركية بعيد فشل مجلس الأمن الدولي في الاتفاق على مشروع قرار ردا على "الهجوم الكيميائي" في خان شيخون. وقالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي في اجتماع لمجلس الأمن بشأن سوريا "عندما تفشل الأمم المتحدة بشكل دائم في واجبها بالتصرف بشكل جماعي... فهناك أوقات في حياة الدول نكون فيها مضطرين للتحرك من تلقاء أنفسنا".
صورة من: Reuters/S. Stapelton
وكان هجوم يرجح أنه كيماوي قد استهدف يوم الثلاثاء الماضي (الرابع من نيسان/أبريل 2017) مدينة خان شيخون في محافظة إدلب شمال غرب سوريا الواقعة بالكامل تحت سيطرة فصائل معارضة. وأودى الهجوم بحياة 86 شخصا بينهم 30 طفلا. ونفت الحكومة السورية قصفها بمواد "كيميائية". وأكدت دمشق وحليفتها موسكو أن الطيران الحربي السوري استهدف صباح الثلاثاء مستودعا للفصائل المعارضة يحتوي "مواد سامة".
صورة من: picture-alliance/ZUMA Wire/Syria Civil Defence
بقايا طائرة حربية سورية في قاعة الشعيرات بعد أن احترقت جراء الضربة الأمريكية بصاروخ أطلق من البحر المتوسط.
صورة من: picture-alliance/dpa/Sputnik/M. Voskresenskiy
تحديد الهدف من الجو لمخابئ الطائرات في قاعدة الشعيرات في سوريا
صورة من: picture alliance/AP Photo/Russian Defense Ministry Press Service
اجزاء من طائرة سورية دمرت تماما بعد سقوط الصواريخ الأمريكية على قاعدة الشعيرات الليلة الماضية.
صورة من: picture-alliance/dpa/Sputnik/M. Voskresenskiy
9 صورة1 | 9
وكان ترامب يتحدث بعد زيارة سادها توتر شديد لوزير الخارجية ريكس تيلرسون إلى موسكو، سبقها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتصريح قال إن العلاقات بين موسكو وواشنطن تدهورت منذ وصول ترامب إلى الرئاسة وأصبحت بالمستوى السيئ نفسه الذي كانت عليه في عهد باراك أوباما.
لكن أمين عام الناتو يرى أن أفضل طريقة يمكن أن يتعامل بها الحلف مع روسيا هي أن يظل متحدا و"أن نكون حازمين وواضحين في نهجنا". وأضاف في المؤتمر الصحفي مع ترامب، "اعتقد بقوة أن السبيل الوحيد لردع روسيا هو أن نكون أقوياء". هذا يعني "توفير ردع حقيقي"، وفي الوقت نفسه، التواصل مع روسيا في "علاقة عمل واقعية". لكنه شدد أنه في الوقت نفسه، يجب على الحلف أن "يجد سبل العيش" (مع الروس) لتجنب اندلاع حرب باردة جديدة أو سباق تسلح.
"من يطلق قنابل غاز على الناس..يكون حيوانا"
وما زالت الحرب في سوريا تشكل الخلاف الرئيسي بين واشنطن وموسكو. وفي حين تؤكد الإدارة الأمريكية أن لا شك لديها في مسؤولية الجيش السوري عن الهجوم الكيميائي فان روسيا تؤكد أن ليس هناك أي دليل على ذلك.
وكان ترامب فد صرح في مقابلة مع قناة "فوكس بيزنس" بثت صباح الاربعاء "عندما يطلق (شخص) الغاز ويلقي قنابل أو براميل متفجرات (...) وسط مجموعة من الناس (...) يكون حيوانا". ورأى ان روسيا ربما كانت على علم بهجوم كيميائي مفترض وقع في الرابع من نيسان/ابريل واتهم النظام السوري به.
وأعاقت روسيا جهودا غربية في مجلس الأمن الأربعاء لإدانة الهجوم يشتبه بأنه بالغاز السام في سوريا الأسبوع الماضي والضغط على الرئيس بشار الأسد الحليف لموسكو للتعاون مع تحقيقات دولية في تلك الواقعة.