تصعيد عسكري.. قصف هندي لباكستان وإسلام آباد تتوعد بالرد
٦ مايو ٢٠٢٥
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن الضربات الهندية على أهداف في باكستان والشطر الخاضع لسيطرة إسلام اباد من كشمير "مخزية". وأضاف ترامب في تصريحات للصحفيين في البيت الأبيض أنه سمع للتو عن تصاعد الأعمال القتالية في الساعات القليلة الماضية.
وأعلنت الحكومة الهندية ليل الثلاثاء-الأربعاء (السابع من مايو/أيار 2025) أن قواتها شنت "ضربات دقيقة" على تسعة مواقع تضم "بنى تحتية إرهابية" في باكستان، وذلك بعد أيام من اتهامها إسلام أباد بتنفيذ هجوم دامٍ في الجانب الهندي من الإقليم المتنازع عليه. وأصبحت باكستان والهند على شفير الحرب منذ 22 أبريل/نيسان 2025 بعد اعتداء تسبب بمقتل 26 شخصا في مدينة باهالغام في الجزء الهندي من إقليم كشمير. ونفت باكستان اي تورط لها في العملية.
وقال متحدث باسم الأمم المتحدة إن أمينها العام غوتيريش يشعر بقلق بالغ إزاء العمليات العسكرية الهندية عبر خط المراقبة والحدود الدولية ويدعو لأقصى درجات ضبط النفس العسكري من الهند وباكستان.
وأعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن أمله في أن "يتوقف سريعا جدا" القتال بين الهند وباكستان والذي اشتعل إثر شن الهند قصفا صاروخيا على باكستان التي ردت بقصف جارتها بالمدفعية. وقال ترامب للصحافيين في المكتب البيضوي "إنه لأمر مؤسف. كما تعلمون، لقد كانوا يتقاتلون لعقود وقرون عديدة. في الواقع، إذا ما فكرتم في الأمر حقا، آمل فحسب أن يتوقف هذا الأمر سريعا جدا"، مشددا على أنه علم لتوه بنبأ اشتعال القتال بين البلدين.
"مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل"
من ناحيتها دعت إسلام أباد لجنة الأمن القومي لاجتماع في خضم التصعيد العسكري بينها وبين نيودلهي، وقال رئيس الوزراء الباكستاني إن من حق باكستان الرد بقوة على أي عمل حربي من الهند. وقال رئيس الوزراء الباكستاني، شهباز شريف، إن لباكستان كامل الحق في تقديم رد قوي على أي عمل حربي يصدر من الجانب الهندي. وأعلن رئيس حكومة إقليم البنجاب الباكستاني حالة الطوارئ في الإقليم وتأهب المستشفيات وقوات الأمن. وأفاد التلفزيون الباكستاني الرسمي، نقلا عن مسؤولين أمنيين، بأن سلاح الجو الباكستاني أسقط مقاتلتين هنديتين.
وقالت الهند إنها هاجمت تسعة مواقع في باكستان والشطر الذي تديره إسلام أباد من كشمير حيث كان يجري التخطيط لشن الهجمات ضدها، فيما أفادت باكستان بمقتل ثلاثة أشخاص على الأقل وإصابة 12 آخرين، وفقا لتقييم أولي. وقالت باكستان إن الهند أطلقت صواريخ على ثلاثة مواقع، لكن بيانا للحكومة الهندية لم يذكر بالتفصيل طبيعة الضربات.
توتر بين جارتين نوويتين
ويأتي هذا التطور في ظل تصاعد التوتر بين الجارتين النوويتين في أعقاب هجوم على سياح هندوس في كشمير الهندية الشهر الماضي. واتهمت الهند باكستان بالوقوف وراء الهجوم الذي أودى بحياة 26 شخصا، وتوعدت بالرد. وبعد الضربات الهندية، قال الجيش في منشور على منصة إكس "تحققت العدالة". ونفت باكستان أي علاقة لها بالهجوم وقالت إن لديها معلومات مخابرات تشير إلى أن الهند تخطط لهجوم.
وقالت الحكومة الهندية في بيان "قبل قليل، شنت القوات المسلحة الهندية 'العملية سيندور' مستهدفة البنية التحتية الإرهابية في باكستان وجامو وكشمير التي تحتلها باكستان، حيث كان يجري التخطيط لشن الهجمات الإرهابية على الهند وتنفيذها". وأضافت: "كانت إجراءاتنا مركزة ومحسوبة ولا تنطوي على تصعيد. لم تُستهدف أي منشآت عسكرية باكستانية. وقد أظهرت الهند قدرا كبيرا من ضبط النفس في انتقاء الأهداف وطريقة التنفيذ".
وقال متحدث باسم الجيش الباكستاني لقناة جيو التلفزيونية إن الرد الباكستاني جارٍ، دون أن يخوض في تفاصيل. وبعد الانفجارات، قال شهود إن الكهرباء انقطعت عن مظفر أباد، عاصمة كشمير الباكستانية. وقال شهود وشرطي في موقعين على الحدود في الشطر الهندي من كشمير إنهم سمعوا دوي انفجارات قوية وقصفا مدفعيا مكثفا بالإضافة إلى تحليق طائرات في الجو.
"عمل محدد الأهداف"
وقال بيان الحكومة الهندية "عملنا محدد الأهداف ومتوازن ويهدف الى تجنب أي تصعيد". وتابعت الحكومة "تعهدنا بمحاسبة المسؤولين عن هذا الهجوم، وهذا ما فعلناه". وتوعد الجيش الباكستاني بالردّ على "الضربات الجوية" التي نفّذتها الهند، مشيرا إلى وقوعها في "ثلاث مناطق" هي مدينتان في شطر كشمير الخاضع لسيطرة إسلام أباد ومدينة ثالثة في إقليم البنجاب المتاخم للهند. وقال المتحدث باسم الجيش اللفتنانت جنرال أحمد شودري "سنرد في الزمان والمكان" المناسبين.
تحرير: عادل الشروعات