هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب تركيا بكارثة اقتصادية إذا هاجمت الأكراد بعد انسحاب القوات الأميركية من سوريا، داعيا الأكراد إلى عدم "استفزاز" أنقرة، فيما أكدت تركيا أنها ستواصل مكافحة المقاتلين الأكراد في سوريا.
إعلان
كتب الرئيس الأميركي دونالد ترامب على تويتر "سندمر تركيا اقتصاديا إذا هاجمت الأكراد"، داعيا إلى إقامة "منطقة آمنة بعرض" 30 كلم بدون أن يضيف أي تفاصيل عن مكانها أو تمويلها. وفي الوقت نفسه، طلبت واشنطن من الأكراد "عدم استفزاز تركيا".
وكتب ترامب "بالمثل، لا نريد أن يقوم الأكراد باستفزاز تركيا". وتتزامن هذه التصريحات مع زيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إلى الشرق الأوسط التي تهدف إلى طمأنة حلفاء الولايات المتحدة، بينما تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وتركيا بشأن مصير أكراد سوريا الذين قاتلوا إلى جانب الأميركيين ضد تنظيم "الدولة الإسلامية".
وحاول بومبيو طمأنة الحلفاء الأكراد للولايات المتحدة بتأكيده أن الولايات المتحدة قادرة على حمايتهم على الرغم من سحب ألفي جندي أميركي منتشرين في سوريا لمكافحة تنظيم "الدولة الإسلامية"، الذي أعلن عنه الرئيس ترامب في كانون الأول / ديسمبر الماضي.
من جهتها، أكدت تركيا اليوم (الاثنين 14 يناير/ كانون الثاني 2019) أنها ستواصل مكافحة وحدات حماية الشعب الكردية السورية. وقال الناطق باسم الرئاسة التركية ابراهيم كالين في تغريدة على تويتر إنه "لا فرق" بين تنظيم الدولة الإسلامية ووحدات حماية الشعب الكردية، مؤكدا أن تركيا "ستواصل مكافحتهم جميعا". و تعتبر تركيا وحدات حماية الشعب الكردية "إرهابية" بسبب صلاتها المفترضة مع حزب العمال الكردستاني الذي يقاتل على الأراضي التركية منذ 1984.
ورفض الرئيس التُركي رجب طيب أردوغان بشدة خلال زيارة جون بولتون، مستشار الأمن القومي للرئيس ترامب الثلاثاء، الموقف الأميركي الداعي إلى ضمان حماية القوّات الكرديّة المسلّحة في شمال سوريا لدى انسحاب القوّات الأميركيّة. وصرح بولتون خلال زيارته الأخيرة لإسرائيل، أنه يجب توافر شروط من بينها ضمان سلامة الحلفاء الأكراد، قبل انسحاب القوات الأميركية من سوريا.
واعتبر أردوغان في كلمة ألقاها في أنقرة الثلاثاء أنّ تصريحات بولتون "غير مقبولة بالنسبة إلينا، ولا يمكن التساهل معها"، وذلك بعد لقاء جمع في أنقرة بين بولتون وإبراهيم كالين، المتحدّث باسم الرئاسة التركيّة.
وتحدث ترامب في تغريدات عن "بدء الانسحاب المنتظر منذ فترة طويلة في سوريا عبر ضرب الخلافة الصغيرة المتبقية لتنظيم الدولة الإسلامية على الأرض، من اتجاهات عدة. سنهاجم مجددا انطلاقا من قاعدة موجودة إذا تشكلت مجددا". وتابع أن "روسيا وإيران وسوريا كانت أكبر المستفيدين من سياسة الولايات المتحدة الطويلة المدى لتدمير تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا (...) نحن استفدنا من ذلك أيضا، لكنّ الوقت حان الآن لإعادة قواتنا إلى الوطن". وكتب بأحرف كبيرة "أوقفوا الحروب التي لا تنتهي!".
وأكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أن عشرات المقاتلين الجهاديين تم إجلاؤهم من مناطق يسيطر عليها التحالف العربي الكردي. وأوضح أن حوالى 16 ألف شخص بينهم 760 مقاتلا من التنظيم الجهادي فروا من المنطقة منذ كانون الأول/ ديسمبر. وأكدت الأمم المتحدة الجمعة أن 25 ألف شخص فروا من المعارك في الأشهر الستة الأخيرة.
ح.زم ع.ج (أ.ف.ب / د.ب.أ)
محطات في تاريخ الحركة الكردية بالشرق الأوسط
يشارك أكثر من خمسة ملايين مقترع في الاستفتاء الذي يجري في محافظات إقليم كردستان العراق والمناطق المتنازع عليها بين الأكراد والحكومة المركزية العراقية. تعرف على أبرز محطات تاريخ الحركة الكردية في مشروعها من أجل الاستقلال.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Vinogradov
اتفاقيات سلام عديدة
وقعت الحكومة العراقية مع الاكراد اتفاقيات سلام عدة، إحداها بين الرئيس العراقي عبد الرحمن عارف الظاهر في الصورة والزعيم الكردي الملا مصطفى البارزاني - يسار الصورة- بعد سلسلة من الثورات. الاتفاقية منحت للأكراد حكما ذاتيا واعترفت باللغة الكردية كلغة رسمية.
صورة من: picture-alliance/dpa/United Archives/TopFoto
1974 أزمة جديدة
تأزمت العلاقة بين الحكومة العراقية والحزب الديمقراطي الكردستاني بعد مطالبة الملا مصطفي برزاني بالحصول على آبار نفط كركوك والأكراد ينادون بثورة جديدة.
صورة من: picture-alliance/dpa
1975 الانشقاق الكردي
جلال طالباني أعلن من دمشق عن تأسيس حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بما مثل انشقاقا جوهريا تاريخيا وخروجا عن سلطة الملا مصطفى برزاني الذي يعده الاكراد زعيما تاريخيا.
صورة من: Reuters
1987 الوحدة القلقة
جلال طالباني (يسار) ومسعود برزاني (يمين)، نجل مصطفي برزاني، يعلنان عن تأسيس الجبهة الكردستانية، التي تعرضت فيما بعد الى هزات عنيفة وشهدت حربا بين الزعيمين وحزبيهما.
صورة من: picture-alliance/dpa
1991 انتفاضة آذار
قوات كردية بقيادة حزب الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني بدأت انتفاضة ضد الحكومة العراقية إثر غزو الكويت وهزيمة القوات العراقية فيها. لكن الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين أخمدها بالقوة لينزح على إثرها أكثر من مليون كردي الى دول الجوار.
صورة من: picture-alliance/dpa
1992 انتخابات فوق خط العرض 32
عُقدت انتخابات برلمانية في أربيل عاصمة الاقليم ضمن منطقة الحماية الجوية الدولية شمال خط العرض 36 ، حصل فيها حزب الاتحاد الوطني الكردستاني على 49.2 بالمئة من الاصوات فيما حصل الحزب الديمقراطي الكردستاني على 50.8 بالمئة ليتقاسما مقاعد البرلمان ويشكلا حكومة جديدة.
صورة من: picture-alliance/dpa
1994 حرب الأخوة الأعداء
اشتباكات بين قوات الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني تمتد الى حرب أهلية شاملة انتهت باتفاق سلام وقع في واشنطن عام 1998.
صورة من: picture-alliance/dpa/dpaweb/N. Pilos//Kyriakatiki-E
2005 بداية عصر الكرد الذهبي في العراق
بعد اسقاط نظام صدام حسين عام 2003 ، شهد الأكراد ولادة إقليم كردستان العراق بقوات مسلحة وشرطة وبعلم ودستور ونشيد قومي وحكومة وبرلمان مستقلة عن الحكومة المركزية في بغداد. كما انتخب مسعود برزاني رئيسا للإقليم وجلال طالباني رئيسا لجمهورية العراق.
صورة من: picture-alliance/dpa/mxppp/C. P. Tesson
2009 بداية عصر النفط الكردي
بدأ الإقليم في تصدير النفط الخام إلى الخارج بمعدل 90 إلى 100 ألف برميل يوميا، ليصل إلى 600 ألف برميل يوميا في 2017. وسبب هذا خلافات حادة مع الحكومة المركزية ومع دول الجوار.
صورة من: picture-alliance/dpa
2014 مشروع الاستفتاء
مسعود برزاني يعلن عن إجراء استفتاء لاستقلال الإقليم عن العراق. لكن اجتياح داعش لبعض القرى الكردية أجل الاستفتاء. في نفس العام، تلقت قوات البيشمركة دعم الوجستيا وعسكري امن الجيش الأمريكي للمساعدة في مواجهة داعش.
صورة من: Reuters/A. Rasheed
2017 الاستفتاء بات حقيقة
رئيس إقليم كردستان مسعود برزاني يعلن عن إجراء استفتاء شعبي نهاية شهر سبتمبر/أيلول لاستقلال الإقليم عن العراق. والحكومة في بغداد ترفض ذلك، كما رفضت الأمم المتحدة الإشراف على عملية الاستفتاء.