أعطى الرئيس الأمريكي الضوء الأخضر لنشر آلاف الوثائق الجديدة المتعلقة باغتيال الرئيس الأسبق جون كينيدي، بعدما بقيت طوال عقود طي الكتمان. المخابرات المركزية "سي آي إيه" و"أف بي آي" تعرض نشر الوثائق السرية.
إعلان
كتب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب السبت (21 أكتوبر/ تشرين الأول 2017) على حسابه في في "تويتر": "شرط تسلم معلومات جديدة، سأسمح بصفتي رئيساً بفتح ملفات جيه إف كي التي بقيت مغلقة فترة طويلة ومصنفة بالغة السرية".
ويتم الاحتفاظ بحوالي خمسة ملايين وثيقة حول اغتيال الرئيس الأمريكي السابق جون إف كينيدي، والصادرة عن أجهزة الاستخبارات والشرطة ووزارة العدل، خلف جدران هيئة المحفوظات الوطنية في واشنطن. وكشف القسم الأكبر منها، أي 88 في المائة، حتى الآن أمام الجمهور.
وسيتم نشر الملفات يوم الخميس الموافق 26 أكتوبر/ تشرين الأول، أي بعد مرور نحو 54 عاماً على اغتيال كينيدي، إلا في حال قرر الرئيس الأمريكي غير ذلك. ونٌشِرت ملايين الملفات السرية المرتبطة بكينيدي بموجب قانون تم تمريره عام 1992 رداً على تزايد الدعوات من قبل العامة لكشف ملابسات الحادثة على أثر صدور فيلم للمخرج أوليفر ستون عن الاغتيال كان مشبعاً بنظريات المؤامرة.
لكن القانون فرض حجزاً مدته 25 عاماً على نسبة قليلة من الملفات تنقضي مدته في السادس والعشرين من الشهر الحالي. ويغذي اغتيال الرئيس الأسبق في الثاني والعشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر 1963 في دالاس، والذي يعد لحظة مفصلية في تاريخ الولايات المتحدة، نظريات المؤامرة منذ عقود، ويشكك البعض في أن يكون لي هارفي أوزوالد المسؤول وحده عن العملية.
وخلص تحقيق جرى على مدى عشرة أشهر وأشرف عليه قاضي المحكمة العليا إيرل وارين إلى أن أوزوالد، وهو عنصر سابق في قوات "المارينز" عاش في الاتحاد السوفييتي، تصرف بمفرده عندما أطلق النار على موكب كينيدي وأصاب الرئيس بطلقتين في ظهره ورأسه.
وقتل أوزوالد، الذي ألقي القبض عليه، بعد يومين أثناء نقله من سجن المدينة، على يد مالك ملهى ليلي يدعى جاك روبي. لكن لجنة تحقيق خاصة تابعة لمجلس النواب خلصت عام 1979 إلى أن كينيدي "اغتيل على الأرجح نتيجة مؤامرة"، مرجحة أن شخصين أطلقا النار.
ووجهت نظريات المؤامرة التي برزت على مدى الأعوام أصابع الاتهام إلى أطراف عديدة بينها زعيم كوبا آنذاك فيدل كاسترو والمافيا والاستخبارات السوفييتية والرئيس السابق ليندون جونسون، الذي كان نائب الرئيس كينيدي وقتها، إضافة إلى وكالة الاستخبارات المركزية. لكن ترامب يمكن أن يقرر إبقاء بعض الأسرار طي الكتمان لدواع أمنية.
ودخل ترامب نفسه على خط الهوس الشعبي بالقضية خلال انتخابات العام الماضي الرئاسية، بحيث ربط بين والد منافسه الجمهوري آنذاك، السناتور تيد كروز، واغتيال كينيدي، إذ قال في مقابلة عبر الهاتف مع شبكة "فوكس نيوز" الإخبارية الأمريكية في أيار/ مايو 2016 إن والد كروز "كان برفقة لي هارفي أوزوالد قبل تعرض أوزوالد لإطلاق نار". من جهته، وصف كروز اتهامات ترامب بأنها "جنون".
ونقلاً عن أعضاء في الإدارة الأمريكية، ذكرت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية أمس الجمعة أن ترامب تعرض للضغوط وخصوصاً من وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) ليحجب نشر بعض هذه الوثائق، خصوصاً تلك التي تعود إلى تسعينيات القرن الماضي، لأنها يمكن أن تعرض للخطر عملاء ومخبرين يتعاونون مع الوكالة ومكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي).
س.ع/ ي.أ (أ ف ب)
أسطورة جون ف كندي.. في الذكرى المئوية لميلاده
في التاسع والعشرين من أيار/مايو 2017 تحل الذكرى المئوية لميلاد جون ف. كندي. الرئيس الـخامس والثلاثين للولايات المتحدة اغتيل عام 1963 في دالاس. ولم تعرف لحد اليوم الجهة التي نفذت العملية. كندي بات أسطورة لا تنسى.
صورة من: picture-alliance/dpa
أبن عائلة ذات نفوذ كبير
ولد كندي لأبوين ثريين وتمتع في شبابه بمميزات كثيرة. أبوه جوزيف ب. كندي كان سفيرا في عدة دول بينها بريطانيا حيث أقام في لندن. جون ف كندي تخرج في مدارس خاصة ودرس في جامعة هارفارد الشهيرة. في الصورة يظهر جون ف كندي حين كان ضابطا في البحرية الأمريكية في قاعدة لها بدولة بنما.
صورة من: picture-alliance/ZUMA/Keystone Press Agency
الرئيس 35 للولايات المتحدة
بعد الخدمة العسكرية نشط جون ف كندي في صفوف الحزب الديمقراطي ومثله كنائب في الكونغرس وفي مجلس الشيوخ وترشح باسمه لمنصب الرئيس حيث أنتخب وأدى اليمين الدستورية في العشرين من كانون الثاني /يناير 1961 وكان بعمر 43 عاما ثاني أصغر رئيس في تاريخ الولايات المتحدة. وفي خطاب التنصيب وجه نداءً إلى الشعب الأمريكي: "لا تسألوا عما يمكن لبلدكم أن يقدمه لكم، بل اسألوا عما يمكن أن تقدموه لبلدكم."
صورة من: picture-alliance/Arnie Sachs - CNP
"أنا برليني"
من وجهة نظر ألمانية كان يوم 26 حزيران/يونيو من عام 1963 يوما مهما وتاريخيا في عهد الرئيس جون ف كندي. ففي هذا اليوم ألقى كندي خطابا مهما أمام مبنى برلمان برلين في حي شونيبيرغ وأطلق جملته الشهيرة "أنا برليني" التي أصبحت أسطورة، حيث عبر كندي من خلالها عن تضامنه مع سكان برلين التي كانت مقسمة الى جزء غربي وأخر شرقي.
صورة من: picture-alliance/dpa
رجل العالم القوي..شاب وسيم
بسحر شبابه وجاذبيته أحتل كندي بسرعة مكانا في قلوب كثير من الأمريكيين. بيد أنّ مرحلة حكمه تميزت أيضا بكثير من الأزمات والمشاكل الدولية، مثلا محاولة غزو كوبا الفاشلة، وأزمة خليج الخنازير لإسقاط نظام كاسترو الشيوعي. في عام 1962حيث وقف العالم على شفا حرب نووية مدمرة. عدم حدوث حرب نووية يعزوه البعض لدبلوماسية كندي الذكية.
صورة من: Reuters
سحر وجاذبية "جاكي"
بانتقال زوجة كندي "جاكي" إلى البيت الأبيض، تحول الأخير إلى قبلة للجمال وعنوان للثراء والأناقة. وجودها كزوجة الرئيس لم يدم سوى عامين، لكن أناقتها وتصاميم الملابس التي كانت ترتديها ارست معايير للجمال والأناقة في البيت الأبيض مازالت نافذة المفعول إلى اليوم. كما لا تزال جاكلين كندي "تملك قلوب" الكثيرين.
صورة من: picture-alliance/ZUMA/KEYSTONE Pictures USA
زير النساء جون أف. كندي
زير النساء كان لقب كندي (في يمين الصورة) بسب فضائحه مع النساء والفتيات، كما قيل أن له فضائح مع مومسات الهاتف. أكبر الفضائح كانت قصته الشهيرة مع إيقونة هوليوود مارلين مونرو( في وسط الصورة) والتي كنت تمثل رمزا للأثارة آنذاك. كما يقال إن مونرو كانت على علاقة مع شقيق كندي روبرت. مارلين مونرو توفيت في عام 1962 في ظروف غامضة لم يكشف عنها حتى اليوم.
صورة من: AP
كندي رب العائلة
اشتهرت هذه الصورة في عام 1962 وتظهر الرئيس كندي وهو يصفق لطفليه كارولينه وجون. لم تكن عائلة آل كندي سعيدة دوما كما تبدو في الصورة. فقد توفي شقيق جون روبرت في اعتداء. كما توفي بعض أفراد آل كندي في حوادث مختلفة، مثل حوادث المخدرات أو سقوط طائرات أو الانتحار. لكن اغتيال جون ف. كندي غطى على كل تلك الحوادث وهو المهيمن في تاريخ العائلة.
صورة من: picture alliance/dpa
الاغتيال
دالاس، تكساس، الثاني والعشرون من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر 1963. كندي وزوجته جاكلين في جولة انتخابية يستقلون سيارة مكشوفة في شوارع المدينة. عدة طلقات نارية تصيب جون ف. كندي وتقتله. والحزن يأسر البلاد بأسرها. في تلك الأيام انتهى حلم راود كثير من الناس في تلك المرحلة، حلم رئيس شاب ووسيم عقد العزم على تغيير العالم.
صورة من: picture-alliance/dpa
اللغز الأبدي
بعد يومين من اغتيال كندي، أغتيل المتهم بقتله لي هارفي أوزفالد (وسط الصورة) وهو عامل أجور موسمي من قبل أحد أصحاب النوادي الليلية. وكان أوزفالد قد أعتقل بعد ساعات من اغتيال كندي. لذلك تبقى ظروف الاغتيال غير مكشوفة والغموض يهيمن على كل تفاصيل الاعتداء. لهذا السبب ظهرت منذ الحين كثير من الأساطير والشائعات حول الهجوم، كما وضعت العديد من نظريات المؤامرة بشأن الجهات التي نفذته .
صورة من: picture-alliance/dpa
الوصية
حتى بعد دفن كندي في الخامس والعشرين من تشرين الثاني/نوفمبر من عام 1963 كانت مرحلته مازالت تؤثر في الواقع اليومي السياسي. فكان كل رئيس يدخل البيت الأبيض يقارن بالرئيس كندي.المقارنة كانت تجري حول: كيف جرت فترة ولايته؟، ماذا لو لم يتم اغتياله بعد 1036 يوما. وكيف كان يمكن أن يتطور العالم؟ عدم التمكن من الإجابة عن هذه الأسئلة ربما تجعل أسطورة كندي تبقى حية لهذا اليوم. الكاتب /ارك ساها/ح.ع.ح