الرئيس الأمريكي ترامب يقول إنه "يجب أن يحدث شيء" مع الأسد بعد الهجوم الكيماوي على مدينة خان شيخون، جاء ذلك فيما قال مسؤول أمريكي إن البنتاغون يجري مناقشات تفصيلية بشأن خيارات عسكرية أمريكة محتملة ضد النظام السوري.
إعلان
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الخميس (6 أبريل نيسان 2017) إنه "يجب أن يحدث شيء" مع الرئيس السوري بشار الأسد بعد هجوم بغاز سام في سوريا لكنه لم يصل إلى حد قول إنه يجب على الأسد ترك السلطة. وقال لصحفيين يرافقونه على متن طائرة الرئاسة"ما فعله الأسد رهيب"، وتابع قوله "ما حدث في سوريا عار على جبين الإنسانية وهو موجود هناك وأعتقد أنه يدير الأمور ولذا يجب أن يحدث شيء."
في هذه الأثناء، قال مسؤول أمريكي اليوم الخميس إن وزارة الدفاع (البنتاغون) تجري مناقشات تفصيلية بشأن خيارات عسكرية للرد على هجوم الغاز السام في سوريا الذي أودى بحياة عشرات المدنيين والذي تلقي واشنطن بالمسؤولية فيه على الحكومة السورية.
وأضاف المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم نشر اسمه، أنه من المتوقع أن يناقش وزير الدفاع جيم ماتيس تلك الخيارات عندما يلتقي الرئيس دونالد ترامب في منتجعه في مار-إيه-لاجو في فلوريدا. ومن المقرر أن يصل ماتيس إلى فلوريدا في وقت لاحق اليوم الخميس في إطار رحلة مقررة سلفا. وقال المسؤول إن المحادثات بشأن الردود المحتملة جارية بالفعل فيما في ذلك محادثات بين ماتيس ومستشار الأمن القومي للبيت الأبيض إتش.آر ماكماستر.
ونقلت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، عن مصادر لم تسمها، أن ترامب لم يتوصل بعد إلى قرار نهائي بهذا الخصوص، وأنه يبحث الأمر مع وزير دفاعه، جيمس ماتيس. وتناقلت وسائل الإعلام الأمريكية، اليوم، بياناً مشتركاً للعضوين الجمهوريين بالكونغرس، جون ماكين، وليندسي غراهام، قالا فيه إنهما اتفقا مع ترامب على ضرورة اتخاذ إجراءات عسكرية ضد نظام الأسد. وأوصى العضوين الرئيس الأمريكي بضرورة إنشاء تحالف دولي لحظر الطيران العسكري السوري.
وكانت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هايليقد حذرت أمس الأربعاء من أن الولايات المتحدة ستتخذ إجراءات أحادية في سوريا إذا فشلت الأمم المتحدة في الرد على الهجوم الذي يشتبه في انه كيميائي وخلّف 72 قتيلا.
وقالت هايلي خلال اجتماع طارئ لمجلس الأمن بشأن الهجوم الذي استهدف خان شيخون في إدلب بشمال غرب سوريا "عندما تفشل الأمم المتحدة باستمرار في مهمتها القاضية بتحرك جماعي، هناك أوقات في حياة الدول نجبر فيها على التحرك بأنفسنا". لكن هايلي أحجمت عن شرح ما تقصده بتحرك أحادي، علما بأنه احد المواقف الأكثر قوة ووضوحا للولايات المتحدة منذ وقت طويل حول النزاع السوري.
وكانت روسيا رفضت مشروع قرار تقدمت به الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا يندد بالهجوم واعتبرته "غير مقبول" في ما يعكس انقساما جديدا بين الغربيين وموسكو حول الملف السوري.
ع.أ.ج (رويترز، أ ف ب)
في صور: الأسلحة الكيماوية في سوريا - خان شيخون هل تنهي اللاعقاب؟
الهجوم الكيماوي على خان شيخون في محافظة ادلب، أعقبته اتهامات لقوات النظام السوري. مشاهد القتل البشعة للمدنيين والأطفال بالخصوص حركت المجتمع الدولي، وجعلت ملف الأسلحة الكيمياوية في سوريا يخرج من دائرة اللاعقاب.
صورة من: picture-alliance/ZUMA Wire/Syria Civil Defence
الهجوم بغازات سامة على مدينة خان شيخون السورية وتسببه بمقتل العشرات ضمنهم أطفال، أعقبته ردود فعل دولية منددة، لكن عجز مجلس الأمن الدولي عن إصدار موقف ردا على الهجوم، أحدث منعرجا في الموقف الأمريكي حيث بادرت إدارة الرئيس ترامب بتوجيه ضربة جوية بصواريخ توماهوك على قاعدة جوية في حمص مرتبطة بالبرنامج الكيماوي السوري.
صورة من: picture-alliance/ZUMA Wire/Syria Civil Defence
أعربت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية عن "قلقها العميق" تجاه الهجوم الكيماوي الذي استهدف بلدة خان شيخون. وأعلنت أن "بعثة تقصي الحقائق التابعة للمنظمة دخلت مرحلة جمع وتحليل كل الأدلة من المصادر الموجودة". كما أكدت لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة حول حقوق الإنسان في سوريا أنها "تحقق حاليا" في الهجوم الكيميائي الذي وقع في محافظة إدلب. وشددت على "واجب تحديد هوية منفذي هذه الهجمات ومحاسبتهم".
صورة من: picture-alliance/AP
وقتل أكثر من 70 مدني، وأصيب المئات غالبيتهم من الأطفال باختناق، في هجوم بالأسلحة الكيميائية على بلدة "خان شيخون" بريف إدلب، وسط إدانة دولية واسعة.
صورة من: Getty Images/Afp
وكان الأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو غوتيريش" قد صرح أن استخدام الأسلحة الكيميائية "يشكل انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي"، مبديا أسفه من أن "الأمم المتحدة ليست في وضع يسمح لها بالتحقق من هذه التقارير بصورة مستقلة".
صورة من: picture-alliance/dpa
وكانت بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة وزعت مسودة مشروع قرار إلى مجلس الأمن يطالب بإجراء تحقيق سريع بعد أن اتهمت المعارضة السورية والعديد من الدول الغربية النظام السوري بالمسؤولية عن الهجوم.
صورة من: picture-alliance/ZUMA Wire/Syria Civil Defence
ويعد الهجوم الأكثر دموية من نوعه، منذ أن أدى هجوم لقوات النظام بغاز السارين إلى مقتل نحو 1400 مدني بالغوطة الشرقية في أغسطس/ آب 2013.
صورة من: picture-alliance/AA/I. Ebu Leys
نسبة لبيانات الأمم المتحدة ففي آذار/مارس 2013، تم استخدم غاز السارين لأول مرة في في خان العسل بحلب وتسبب بسقوط 20 قتيلاً و80 مصاباً، بينهم مدنيون وجنود من قوات النظام. و في 21 آب / أغسطس 2013، استخدمت قوات النظام، غاز السارين، في قصفها للغوطة الشرقية.
صورة من: picture alliance/ZUMA Press
ويرى مراقبون إمكانية حصول فصائل سورية معارضة على الأسلحة الكيماوية عن طريق العراق، خاصة أن الحدود المفتوحة ، كما أن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية أكد مرارا أن الجماعات المسلحة استخدمت الأسلحة الكيماوية في العام الماضي.
صورة من: picture alliance/AA/F. Taki
وفي تشرين أول/ أكتوبر من العام 2013 وافقت سوريا على تدمير مخزونها من الأسلحة الكيماوية بموجب اتفاقية توسطت فيها موسكو وواشنطن.
صورة من: Reuters
وفيما يعقد مجلس الأمن اجتماعا طارئا لمناقشة أبعاد الهجوم، رفضت روسيا مشروع القرار الذي قدمته الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا إلى مجلس الأمن والذي يدين الهجوم واصفة إياه بـ "غير مقبول".
صورة من: picture-alliance/dpa
وأعلنت منظمة الصحة العالمية في بيان أصدرته من جنيف أن ضحايا هجوم في سوريا يشتبه في أنه نفذ بأسلحة كيماوية ظهرت عليهم أعراض تماثل رد الفعل على استنشاق غاز أعصاب. وقالت المنظمة في بيان "يبدو أن بعض الحالات ظهرت عليها مؤشرات إضافية تماثل التعرض لمواد كيماوية فسفورية عضوية وهي فئة من المواد الكيماوية التي تتضمن غاز الأعصاب."
صورة من: picture-alliance/AP
الجيش السوري نفى نفيا قاطعا من جهته أي استخدام لمواد كيماوية، وأتهم الجماعات المعارضة ومن يقف خلفها في تخزين واستخدام الأسلحة الكيماوية، وهو ما أكدته روسيا التي دافعت عن النظام السوري، وقالت إن سلاح الجو السوري استهدف "مستودعا" لفصائل معارضة يحتوي "مواد سامة". (الكاتب: علاء جمعة)