أبدى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تفاؤلا بخطة سلام لإنهاء الحرب في أوكرانيا، فيما دعا حلف الناتو إلى الحذر وعدم التسرع في التوقعات بشأن المقترح الأمريكي بالتزامن مع إعلان كييف استعدادها للمضي قدماً في إطار تدعمه واشنطن.
قال ترامب "إنه ليس لديه أي موعد نهائي" بشأن قبول أوكرانيا خطته لإنهاء الحرب.صورة من: Jonathan Ernst/REUTERS
إعلان
أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تفاؤله المستمر بشأن إطار سلام يهدف إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا، مؤكدا على المرونة والمفاوضات الجارية، واصفا خطته بأنها "خارطة طريق".
وعلى متن طائرته الرئاسية إير فورس وان، قال ترامب "لقد أخذوا كل نقطة من النقاط الـ28 ، ثم تم تقليصها إلى 22 نقطة. وتم حل الكثير منها. وبالفعل تم حلها بشكل إيجابي للغاية".
وأثارت الخطة المكونة من 28 نقطة انتقادات في أوروبا وأوكرانيا، حيث إنها تؤيد المصالح الروسية. وذكرت كييف وواشنطن أن الحكومة الأوكرانية وافقت الآن على النقاط الأساسية للإطار المعدل.
وبسؤاله عن المخاوف بأن أوكرانيا ربما يتم الضغط عليها لتقديم تنازلات مفرطة على صعيد الأراضي لروسيا، قال ترامب إن الأراضي المعنية "ربما تحصل عليها روسيا على أي حال" في الأشهر المقبلة.
حث مارك روته على الحذر من التوقعات بشأن المقترح الأمريكي، مشيرا إلى أن الخطة لا تزال تتطلب مفاوضات جوهرية.صورة من: Kevin Lamarque/REUTERS
ما موعد ترامب النهائي؟
وأضاف أن موسكوستقدم أيضا تنازلات، بما في ذلك وقف القتال والامتناع عن الاستيلاء على "أي أرض أخرى".
إعلان
وفيما يتعلق بالموعد النهائي الذي تم الإعلان عنه وهو غدا الخميس لأوكرانيا لقبول الخطة، قال ترامب إنه ليس لديه أي موعد نهائي، مضيفا أن "الموعد النهائي بالنسبة لي عندما ينتهي الأمر" وأشار إلى أن "الجميع سئموا من القتال في هذه اللحظة".
وفي ذلك، حث الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته على الحذر من التوقعات بشأن المقترح الأمريكي، مشيرا إلى أن الخطة لا تزال تتطلب مفاوضات جوهرية.
وفي سياق متصل، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن كييف مستعدة للمضي قدما في إطار عمل تدعمه الولايات المتحدة لإنهاء الحرب ومناقشة النقاط الشائكة مع ترامب.
وفي خطاب ألقاه أمام ما يعرف باسم تحالف الراغبين، قال زيلينسكي "نؤمن إيمانا راسخا بأن القرارات الأمنية المتعلقة بأوكرانيا لا بد أن نشارك فيها، والقرارات الأمنية المتعلقة بأوروبا يتعين أن تشارك فيها أوروبا أيضا... لأنه عندما يجري اتخاذ قرار ما دون علم دولة أو شعبها، يكون هناك دائما خطر كبير بألا يؤتي ثماره".
وأضاف "هذا الإطار مطروح على الطاولة، إننا مستعدون للمضي قدما معا.. مع الولايات المتحدة، وبمشاركة شخصية من الرئيس ترامب".
ودعا زيلينسكي القادة الأوروبيين إلى مناقشة إطار عمل لنشر "قوة طمأنة" في أوكرانيا والاستمرار في دعم كييف ما لم تبد موسكو استعدادا لإنهاء الحرب.
"مستمدةمنوثيقةروسية"
وكشفت ثلاثة مصادر مطلعة أن خطة السلام التي تدعمها الولايات المتحدة لإنهاء الحرب في أوكرانيا وظهرت للعلن قبل أيام استندت إلى وثيقة روسية أُرسلت إلى إدارة ترامب في أكتوبر تشرين/الأول.
وقالت المصادر لرويترز إن الروس أرسلوا الوثيقة، التي تضمنت شروط موسكو لإنهاء الحرب، إلى كبار المسؤولين الأمريكيين في منتصف أكتوبر/تشرين الأول عقب اجتماع بين ترامب وزيلينسكي في واشنطن.
وتضمنت الوثيقة غير الرسمية مقترحات طرحتها الحكومة الروسية في السابق على طاولة التفاوض، منها تنازلات رفضتها أوكرانيا على غرار التخلي عن مساحات واسعة من أراضيها شرق البلاد.
وكانت وثيقة وقعها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونشرت أمس الثلاثاء قد اظهرت أنه يتعين على السلطات الروسية ترسيخ اللغة والهوية الروسية في أجزاء من أوكرانيا ضمتها موسكو منذ غزوها أوكرانيا في عام 2022.
وصدرت الوثيقة التي تحمل عنوان "استراتيجية سياسة روسيا الوطنية حتى 2036" باعتبارها مرسوما وقعه الرئيس. وتدعو الوثيقة لاتخاذ تدابير لضمان أن يكون 95 في المئة من سكان البلاد روسا بحلول 2036.
تحرير: حسن زنيند
حرب أوكرانيا ـ 3 سنوات من الدمار والقتل والتشريد.. والنتيجة؟
مرّت ثلاث سنوات منذ شنّت روسيا هجومها الشامل على أوكرانيا، مما أسفر عن مقتل الآلاف وتشريد ملايين الأشخاص، بالإضافة إلى دمار واسع النطاق. واليوم، يساور الأوكرانيين القلق بشأن كيفية نهاية هذه الحرب.
صورة من: Serhii Chuzavkov/Avalon/Photoshot/picture alliance
تهديد متزايد
في أواخر 2021، أظهرت صور الأقمار الصناعية تجمع القوات الروسية والأسلحة الثقيلة بالقرب من بلدة يلنيا على حدود بيلاروسيا. وفي 11 نوفمبر من نفس العام، حذر وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكين، الرئيس الروسي بوتن من غزو أوكرانيا. لكن رغم هذا التحذير، قرر بوتن في 24 فبراير 2022 شن غزو واسع النطاق لأوكرانيا
صورة من: Maxar Technologies/AFP
بداية الحربـ هجوم شامل
في 24 فبراير، سقطت صواريخ على عدد من المدن الأوكرانية، مثل كييف وأوديسا وخاركوف. في كييف، أُضرمت النيران في مبنى عسكري أثناء الهجمات. وبدأت الحرب التي أصرت موسكو على تسميتها "عملية خاصة"
صورة من: Efrem Lukatsky/AP Photo/picture alliance
العنف في بوتشا
في غضون أسابيع، تمكّن الأوكرانيون من طرد القوات الروسية من المدن الشمالية. وبعد ذلك، ظهرت جرائم الحرب إلى العلن، وانتشرت صور لمدنيين تعرضوا للتعذيب والقتل في بوتشا، قرب كييف. وأعلنت السلطات أن أكثر من 1100 مدني قُتلوا في المنطقة. وأظهرت تحقيقات استقضائية أن العنف كان ممنهجا ومخططاً.
صورة من: Serhii Nuzhnenko/AP Photo/picture alliance
الحياة وسط الدمار
وفقًا لموسكو، كان من المفترض أن تستمر "العملية الخاصة" في أوكرانيا لمدة ثلاثة أيام فقط. لكن بعد ثلاث سنوات، لا تزال الحرب مستمرة. وتشير أحدث التقارير الصادرة عن معهد دراسات الحرب إلى أن روسيا تسيطر حاليًا على حوالي 20% من الأراضي الأوكرانية، معظمها في الشرق. تم التقاط هذه الصورة في دونيتسك، شرق أوكرانيا، في مايو/أيار 2023.
صورة من: Sofiia Gatilova/REUTERS
ضم مناطق أوكرانية إلى روسيا
في سبتمبر/أيلول 2022، ضمت روسيا أربع مناطق أوكرانية — لوغانسك، ودونيتسك، وزابوروجيا، وخيرسون — بمساحة تقدر بحوالي 90,000 كيلومتر مربع. وبعد عام، إجراء انتخابات في هذه المناطق في تصويت وصف بـ "الانتهاك الصارخ للقانون الدولي". فاز حزب روسيا الموحدة بقيادة بوتين في جميع المناطق بأكثر من 70% من الأصوات.
صورة من: Alexander Ermochenko/REUTERS
فرار الملايين من الحرب
أجبرت الحرب في أوكرانيا الملايين على الفرار، مما أدى إلى موجة هجرة كبيرة لم تشهدها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. وفقًا للأمم المتحدة، نزح 3.7 مليون شخص داخل أوكرانيا بسبب القتال. وغادر البلاد أكثر من 6 ملايين شخص أوكرانيا وتوجهوا إلى أوروبا، خاصة إلى بولندا وألمانيا.
صورة من: Filip Singer/EPA-EFE
ماريوبول، مدينة المقاومة الأوكرانية
في عام 2022، استمر حصار روسيا لمدينة ماريوبول الجنوبية لمدة 82 يومًا. تعرضت المدينة لقصف كثيف وتحصن آخر المقاتلين الأوكرانيين في مصنع للصلب. وبعد أن قصفت روسيا مستشفى، انتشرت صورة لامرأة حامل يتم إجلاؤها حول العالم. التقط صحفيون أوكرانيون الصورة، وفازوا لاحقًا بجائزة الأوسكار عن فيلمهم الوثائقي "20 يومًا في ماريوبول".
صورة من: Evgeniy Maloletka/AP/dpa/picture alliance
قصف طريق الاتصال الوحيد بشبه جزيرة القرم.
يُعد جسر القرم، الذي يمتد بطول 19 كيلومترًا (حوالي 12 ميلًا)، الأطول في أوروبا، ويربط جنوب روسيا بشبه جزيرة القرم. في أكتوبر\تشرين الأول 2022، تعرض الجسر لأضرار نتيجة قنبلة زرعها الأوكرانيون، مما جعله قابلاً للاستخدام جزئيًا. وفي يوليو/تموز2023، تعرض الجسر لأضرار أخرى بسبب القوات الأوكرانية.
صورة من: Alyona Popova/TASS/dpa/picture alliance
كارثة بيئية
في 6 يونيو/حزيران 2023، أدى انفجار إلى تدمير سد كاخوفكا وتفريغ نهر دنيبرو. وبينما تبادلت أوكرانيا وروسيا الاتهامات بشأن المسؤولية عن الحادث، كانت روسيا تسيطر على السد في ذلك الوقت. أسفر الفيضان الناتج عن الانفجار عن كارثة بيئية واسعة النطاق، دمرت آلاف المنازل وأدت إلى سقوط مئات القتلى.
صورة من: Libkos/AP Photo/picture alliance
استهداف البنية التحتية للطاقة
استهدفت روسيا بشكل منهجي البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا. بعد عام من الغزو، دُمرت 76% من محطات الطاقة الحرارية، وبحلول سبتمبر/أيلول 2024، ارتفع هذا الرقم إلى 95%. أدى ذلك إلى إضعاف شبكة الكهرباء في أوكرانيا، مما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي وتفاقم الوضع الإنساني، خصوصًا خلال فصل الشتاء.
صورة من: Sergey Bobok/AFP
أوكرانيا تهاجم الأراضي الروسية
في أغسطس/آب 2024، شنت القوات المسلحة الأوكرانية هجومًا على الأراضي الروسية لأول مرة. وفي مواجهة مقاومة ضئيلة على الحدود، تمكنت في البداية من السيطرة على نحو 1400 كيلومتر مربع (حوالي 540 ميلاً مربعاً) في منطقة كورسك. لكنها فقدت منذ ذلك الحين ثلثي الأراضي التي كانت قد احتلتها
صورة من: Roman Pilipey/AFP/Getty Images
حرب الدرون
تستخدم كل من روسيا وأوكرانيا الطائرات بدون طيار للاستطلاع والمراقبة، وكذلك لشن هجمات مستهدفة. ويقول الخبراء إن هناك حوالي 100 نوع مختلف من الطائرات بدون طيار قيد الاستخدام في أوكرانيا. وفي مارس/أذار 2024، قالت أوكرانيا إنها قادرة على تصنيع ما يصل إلى 4 ملايين طائرة بدون طيار سنويًا.
صورة من: Serhii Nuzhnenko/Radio Free Europe/Radio Liberty/REUTERS
تدمير هائل
خلفت ثلاث سنوات من الحرب آثارًا عميقة في أوكرانيا. في الشرق والجنوب، تحولت العديد من البلدات والقرى، التي دمرتها الهجمات الروسية، إلى مدن مهجورة. بلدة بوغوروديتشني في منطقة دونيتسك، التي تعرضت لهجوم مكثف من روسيا في يونيو/حزيران 2022، أصبحت الآن شبه خالية.
صورة من: Mykhaylo Palinchak/SOPA Images/ZUMA Press Wire/picture alliance
الحياة بعيدًا عن القتال
رغم استمرار الحرب، لا تقتصر كافة مناطق أوكرانيا على خط المواجهة، حيث تدور المعارك المباشرة. بعيدًا عن هذه المناطق، تستمر الحياة بشكل طبيعي. المحلات والمقاهي والمطاعم تواصل عملها، فيما يستعد السكان لانقطاع التيار الكهربائي بتركيب مولدات كهربائية.
صورة من: YURIY DYACHYSHYN/AFP
مستقبل مجهول للدعم الأمريكا
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحدث عن رغبته في إنهاء الحرب في أوكرانيا خلال "24 ساعة"، لكنه لم يحقق ذلك بعد. ومع ذلك، تثير علاقته الظاهرة مع روسيا ورغبته في الضغط على أوكرانيا للتنازل عن ثرواتها المعدنية لصالح الولايات المتحدة، بالإضافة إلى تبادل التصريحات القوية مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، القلق في أوكرانيا وبين حلفائها.