ترامب مهددا إيران: ستتحملون مسؤولية أي هجمات من الحوثيين
١٧ مارس ٢٠٢٥
هدد الرئيس الأمريكي ترامب إيران، قائلا إنها "ستتحمل مسؤولية كل طلقة نار" يطلقها الحوثيون الذين يشنون هجمات على السفن التجارية قبالة سواحل اليمن منذ أكثر من عام. وإيران تصف تصريحات ترامب بأنها "متهورة واستفزازية".
البيت الأبيض: رسالتنا لإيران هي أن عليكم أن تأخذوا (تحذيرات) ترامب بجدية.صورة من: Evan Vucci/AP/picture alliance
إعلان
كتب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على منصته الاجتماعية تروث سوشال: "سيعتبر كل إطلاق نار من الحوثيين، اعتبارا من الآن، نيرانا أطلقتها أسلحة إيرانية والمسؤولون في إيران. وستحمل إيران المسؤولية وستتحمل عواقب" ستكون "رهيبة"، على حد تعبيره.
وأضاف دونالد ترامب، الاثنين (17 مارس/آذار 2025)، أن "مئات الهجمات التي نفذها الحوثيون والمافيا الشريرة المتمركزة في اليمن، الذين يكرههم الشعب اليمني، تنطلق من إيران وتخطط لها إيران".
وأوضح أن طهران تملي على الحوثيين أبسط "التعليمات والتوجيهات" وتؤمن لهم "الأسلحة والأموال والمعدات العسكرية المتطورة وحتى ما يسمى الاستخبارات". والبيت الأبيض يقول إنّ رسالتنا لإيران هي أن عليكم أن تأخذوا (تحذيرات) ترامب بجدية.
وردا على ذلك، أعلن المتمردون مسؤوليتهم عن هجومين منفصلين على حاملة الطائرات الأميركية يو إس إس هاري ترومان في البحر الأحمر يومي الأحد والاثنين، باستخدام صواريخ بالستية وصواريخ كروز بالإضافة إلى مسيرات.
ولم تؤكد الولايات المتحدة وقوع هذين الهجومين. وشرع الحوثيون في مهاجمة السفن التي يعتبرونها مرتبطة بإسرائيل منذ اندلاع الحرب في غزة في 7 تشرين الاول/أكتوبر 2023 تضامنا مع الفلسطينيين حسب زعمهم.
وتظاهر عشرات الآلاف من اليمنيين الموالين للحوثيين بميدان السبعين في العاصمة صنعاء الواقعة تحت سلطة الجماعة المتحالفة مع إيران، دعما لغزة ولمواجهة التصعيد الأمريكي بالتصعيد. ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية وشعارات الصرخة التابعة للجماعة (الموت لأمريكا .. الموت لإسرائيل ) وصور زعيم الحوثيين، عبدالملك الحوثي، وشعارات مساندة لغزة.
وكان زعيم الحوثيين، عبدالملك الحوثي، قد توعد مساء أمس الأحد، الولايات المتحدة الأمريكية بخيارات تصعيدية إضافية بعد غارات أمريكية مكثفة استهدفت مواقع للجماعة المتحالفة مع إيران.
إيران: تصريحات ترامب "متهورة واستفزازية"
وفي أول رد فعل لها، أبلغت إيران مجلس الأمن الدولي في رسالة اليوم الاثنين أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومسؤولين أمريكيين آخرين أدلوا بتصريحات "متهورة واستفزازية"، وجهوا من خلالها "اتهامات لا أساس لها"، وهددوا باستخدام القوة ضد طهران.
وكتب السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني في الرسالة التي اطلعت عليها رويترز "ترفض إيران بشدة وبشكل قاطع أي اتهام بانتهاك قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بحظر الأسلحة في اليمن، أو التورط في أي أنشطة مزعزعة للاستقرار بالمنطقة".
ف.ي/أ.ح (د ب ا، ا.ف.ب، رويترز)
باب المندب - مضيق لا تتراجع أهميته الاستراتيجية عبر التاريخ
أعلنت السعودية، أكبر مصدر للبترول في العالم "وقفا مؤقتا" لعبور صادراتها البترولية من مضيق باب المندب بعدما هاجم الحوثيون في اليمن ناقلتي بترول. وتظهر من جديد أهمية أمن باب المندب، المدخل الجنوبي للبحر الأحمر.
صورة من: picture alliance/Photoshot/BCI
أهمية منذ فجر التاريخ
لأن مضيق باب المندب يمثل البوابة الجنوبية للبحر الأحمر، أحد أهم البحار من الناحية التجارية والاستراتيجية منذ قدم التاريخ، بدأ الصراع للسيطرة عليه وتأمين عبور السفن فيه منذ أقدم العهود، بداية من مصر القديمة (الفرعونية) ومرورا بالإمبراطوريات المتعاقبة، وحتى القوى العظمى والإقليمية في عصرنا الحاضر.
صورة من: Getty Images/Hulton Archive
باب الدموع
كلمة المندب في اللغة العربية تعني البكاء والنواح على الميت، ولذلك تُحكى حول سبب تسميته بباب المندب حكايات كثيرة، منها ما يُقال أن أمهات الأفارقة على الجانب الغربي، كن يقفن ينحن على أولادهن، الذين أخذهم العرب عبيدا، إلى الشاطئ الآخر من المضيق.
داخل المياه الإقليمية لثلاث دول
وفقا للقانون الدولي فإن المياه الإقليمية لأي دولة عادة تمتد من ساحلها 12 ميلا بحريا (حوالي 22 كيلومتر) إلى داخل المياه. وبهذا يكون مضيق باب المندب واقعا ضمن المياه الإقليمية لثلاث دول، هي اليمن وجيبوتي وإريتريا، حيث يبلغ عرضه حوالي 30 كيلومتر بين رأس باب المندب شرقا ورأس سيان غربا.
صورة من: picture alliance/Photoshot/BCI
اليمن والسيطرة على باب المندب
في قلب مضيق باب المندب تقع جزيرة بريم اليمينة، التي تقسمه إلى ممرين بحريين أحدها شرقي ضيق، عرضه أقل من 4 كيلومتر وآخر غربي واسع (حوالي 21 كيلومتر) لكن توجد به أيضا جزر أخرى صغيرة تجعل اتساعه أقل من 18 كيلومتر. ويقول العالم العراقي عبدالزهرة شلش العتابي إن من يسيطر على عدن بالدرجة الأولى وجيبوتي بالدرجة الثانية يسيطر على مضيق باب المندب.
صورة من: Imago/photothek
أهمية استراتيجية
رغم أهميته الاستراتيجية منذ القدم، ازداد مضيق باب المندب أهمية بعد افتتاح قناة السويس في عام 1869، حيث أصبح الطريق الرئيسي للتجارة بين أوروبا وجنوب شرق آسيا بديلا عن طريق رأس الرجاء الصالح. وتعبر المضيق حاليا من الجنوب للشمال والشمال للجنوب نحو 21 ألف قطعة بحرية سنويا.
صورة من: picture-alliance/akg-images
الطريق الرئيسي لناقلات البترول
مع اكتشاف البترول في الجزيرة العربية في ثلاثينات القرن الماضي ازدادت أهمية باب المندب مرة أخرى حيث إنه يربط منطقة الانتاج (الجزيرة العربية) بمناطق الاستهلاك في أوروبا والولايات المتحدة. ويمر منه يوميا ما لا يقل عن 4 ملايين برميل نفط ، حسب الباحث المصري أحمد التلاوي.
صورة من: picture-alliance/dpa
ثغرة أمن قومي لدول عديدة
يشكل أمن مضيق باب المندب مسألة أمن قومي بالنسبة لدول إقليمية مثل مصر وإسرائيل ودول الخليج العربية، خصوصا السعودية. وهناك مخاوف من سيطرة الحوثيين، المدعومين من إيران على المضيق. واعترفت مصر في عام 2016 بوجود قوات بحرية لها في باب المندب "لوقف إمدادات الحوثيين بالسلاح والمواد اللوجستية".ا
صورة من: picture-alliance/dpa
القراصنة الصوماليون
قبل تهديد الحوثيين لأمن باب المندب كان هناك القراصنة الصوماليون، الذين ظهروا بقوة عام 2008، حيث بدأوا في مهاجمة السفن العملاقة في منطقة القرن الإفريقي مهددين الملاحة في باب المندب. غير أن التدخل الدولي جعل القرصنة تتراجع تماما منذ عام 2012.
صورة من: picture alliance/AP Photo/F.Abdi Warsameh
أهمية مزدوجة لدول الخليج
لا شك أن الاقتصاد العالمي يتأثر بأمن المضيق لكن بالنسبة لدول الخليج العربية فإن أمن باب المندب أهميته مزدوجة، فهو منفذ الخليج على أسواق النفط الأوروبية والأميركية، ومن ناحية أخرى فإن تهديد أمنه الآن يأتي من الحوثيين المدعومين إيرانيا. وعندما هاجم الحوثيون ناقلتي نفط سعوديتين أعلنت السعودية (الأربعاء 25/7/2018) وقفا مؤقتا لمرور نفطها في باب المندب. وارتفعت أسعار النفط عالميا.