1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ترامب والخشية من عصر عربي "ذهبي" لانتهاك حقوق الإنسان

١٠ فبراير ٢٠١٧

يخشى كثيرون من أن يفتح دعم الرئيس الأمريكي ترامب لدول -مثل السعودية ومصر- الباب لأنظمة هذه الدول لانتهاك حقوق الإنسان بشكل أوسع. فيما يرى البعض أن "سياسة البيت الأبيض لن تختلف جوهريا في دعمها لهذه الدول".

USA Weißes Haus Trump beim telefonieren
صورة من: Reuters/J. Ernst

لم يُثِر أي رئيس أمريكي حفيظة القريبين من أمريكا والبعدين عنها، مثلما فعل الرئيس ترامب قبل تنصيبه وبعد تنصيبه رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية. ولم يحظَ أي رئيس أمريكي بمثل هذا الكم الهائل من الانتقادات مثل الذي حظي به ترامب، خاصة بسبب تصريحاته البعيدة عن القيَم الغربية في مجال حقوق الإنسان، التي أغضبت كثيرين في العالم، خصوصا على ضفتي الأطلسي. لكن، وبعكس الغضب الغربي، أطبق الصمتُ على دول عربية، ولم يعلق أحدٌ على تصريحاته وقرارته، بل ذهب البعض أحيانا إلى الترحيب بتصريحات ترامب وخطواته المناهضة لحقوق الإنسان والحريات العامة. فالدول الخليجية لزمت الصمت أمام مرسوم ترامب الذي كان من المفروض أن يمنع رعايا سبعة بلدان إسلامية -بينها ست دول عربية- من دخول الولايات المتحدة، لولا تدخل القضاء الأمريكي المستقل الذي أوقف تنفيذ المرسوم ونال غضب الرئيس. 

وحين اتصل ترامب بالعاهل السعودي -الملك سلمان بن عبد العزيز- لم يتطرق الطرفان إلى مرسوم الحظر، بحسب ما نقلت مصادر صحفية. وحول وضع حقوق الإنسان في السعودية -التي تتهمها جمعيات حقوقية بانتهاك الحريات وتُمنع فيها المرأة من قيادة السيارات- نشرت منظمة هيومان رايتس ووتش تقريرا صدر الأسبوع الماضي، قالت فيه المنظمة إن "السعودية كثّفت الاعتقالات والمحاكمات والإدانات ضد الكتاب والحقوقيين المعارضين السلميين عام 2017".

وعلى الجانب الآخر من البحر الأحمر، فإن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كان أول زعيم دولة يهنئ ترامب على انتصاره الانتخابي. ترامب وصف السيسي بأنه "رجل رائع"، رغم أن جماعات معنية بالدفاع عن حقوق الإنسان تتهم الرئيس المصري بـ"الاستبداد والقمع".

في ظل التصريحات النارية وخطواته يتساءل المراقبون إن كانت دول شرق أوسطية سلطوية ستستغل قيادة ترامب للبيت البيض لتزيد من قمعها واعتقالاتها بحق مواطنيها ودعاة حقوق الإنسان؟. جمال عيد المدير التنفيذي للشبكة العربية لحقوق الإنسان في مصر قال لـ DW عربية إن "دولاً مثل مصر والسعودية لن تستغل ذلك فقط بل ستوسع من انتهاكاتها، اعتمادا، ليس على عدم اهتمام ترامب بل عدائه الصريح لحقوق الإنسان، الذي ظهر من خلال قراراته السريعة المتسمة بالتمييز، والأقرب للعنصرية، وأيضا تعامله كرجل أعمال أو تاجر مع القضايا السياسة أو حقوق الإنسان".

ترامب -تاجر ورئيس دولة، لكن ليست أي دولة، بل هي أمريكا الحليف الأقوى لدول الخليج وخصوصا السعودية- صرح قبل فوزه بالانتخابات أكثر من مرة أن على دول الخليج الغنية بالنفط أن "تدفع ثمن الحماية الأمريكية". فقد قال مرة في مقابلة مع نيويورك تايمز أن السعودية "من دوننا، من دون حمايتنا، لن تستمر في البقاء". وعلى أساس هذه التصريحات التي سبقت انتخابه تقف دول الخليج وعلى رأسها السعودية موقفا حذرا من تصريحات الرئيس الأمريكي، في انتظار نتائج تصريحاته.

قال رئيس الكتلة النيابية في البرلمان الألماني عن الحزب الاشتراكي توماس أبرمان إنه "يجب إرجاع اللاجئين عبر البحر إلى مخيمات في ليبيا"صورة من: Getty Images/AFP/

أوروبا لا تختلف!

إذا كان الجميع يصب جلّ غضبه على ترامب فإن بعض الأصوات الأوروبية انتقدت بلدانها أيضا بسبب تعاملها في مجال حقوق الإنسان، خاصة بشأن ملف اللاجئين الوافدين من ليبيا عبر المتوسط. صحيفة "تاتس" الألمانية انتقدت في تقرير لها يوم الخميس (التاسع من شباط/ فبراير 2017) المواقف الأوروبية في التعاون مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان "الذي يساعد في إبقاء اللاجئين بعيدا عن أوروبا، والذي لا يلتزم بحقوق الإنسان والديمقراطية". ونفس الأسلوب تنتهجه الدول الأوروبية مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، حسبما كتبت الصحيفة، التي ذهبت بالقول إن "السيسي يطارد معارضيه دون الأخذ بنظر الاعتبار الاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان". إذ أن مصر شريك قديم للغرب والولايات المتحدة، التي تدعم جيشه منذ عقود، بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد.

وفي ألمانيا قال رئيس الكتلة النيابية في البرلمان الألماني عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي توماس أوبرمان إنه "يجب إرجاع اللاجئين عبر البحر إلى معسكرات في ليبيا". وهنا تتحدث الصحيفة عن أن "أوروبا لا تختلف عن ترامب في سياستها". غير أن جمال عيد يرى أنه لا يمكن الحديث عن أوروبا ككتلة واحدة دائما. ويضيف: "الاتحاد الأوروبي مؤسسة لكن الحكومات الأوروبية مختلفة، لا يمكن مساواة مواقف مثل التي تصدر من ألمانيا وتلك التي تصدر من المجر مثلا. أو إيطاليا قبل مقتل جوليو ريجيني وإيطاليا بعد مقتل جوليو ريجيني بعد التعذيب في مصر".

ويشير إلى استقلالية المؤسسات الأوروبية في خطابها فالـ" الصحافة الأوروبية مستقلة، إذا ما قورنت بالصحافة العربية"، كما يضيف متذكرا زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى ألمانيا العام الماضي: "كيف أن رئيس البرلمان قد رفض مقابلته بينما قابلته المستشارة ميركل. هذا يبين أن حتى داخل الدولة الواحدة هناك تفاوت واختلاف في المواقف. وفي إيطاليا كان هناك أعضاء برلمانيون إيطاليون يرون أنه يجب على إيطاليا أن تكف عن دعم الأنظمة المستبدة، وكانت الحكومة تدعم المستبدين العرب".

الرئيس الأمريكي السابق مع الرئيس المصري الأسبق مبارك صورة من: Reuters

هل هناك فرق؟

أسابيع قلائل مرت على وصول ترامب إلى البيت الأبيض، ومن الصعب الحكم على سياسته تجاه الحريات في الشرق الأوسط، رغم تصريحاته المثيرة والنارية وقرارته المتسارعة، حتى الخبراء الألمان الذين اتصلت بهم DW رفضوا الحديث والحكم على خطوات ترامب القادمة التي لم يخطُها بعد خاصة بشأن الحريات في الشرق الأوسط ودعمه للدول السلطوية. غير أن الحقوقي جمال عيد المدير التنفيذي للشبكة العربية لحقوق الإنسان في مصر ذهب إلى أنه لا فرق جوهرياً حتى الآن بين تصرفات ترامب والرؤساء الأمريكان السابقين. وقال: "في الجوهر، إن المصالح الاقتصادية تغلب في كل الإدارات الأمريكية، التي شهدت دعما لطغاة عرب، مثلما فعل أوباما وبوش الابن، لكن دون وضوح. والفارق هنا مع ترامب ثانوي، هو كالفرق بين واحد يعادي وآخرين لم يبالوا". 

ويختم جمال عيد بالقول: "أوباما كان داعما رئيسا للرئيس المصري الأسبق حسني مبارك والرئيس التونسي الأسبق زين العابدين بن علي. الفارق مع ترامب أنه يعبر عن عدائه بوضوح إلى درجة السذاجة لحقوق الإنسان وليس عدم مبالاته فقط".

 

ع.خ / ع.م

 

 

 

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW