1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ترامب واللوبي الإسرائيلي.. من يخدم سياسة نتنياهو أكثر؟

٢٦ مارس ٢٠١٩

بدأت لجنة العلاقات العامة الأمريكية-الإسرائيلية ـ إيباك ـ "اللوبي الإسرائيلي" مؤتمرها السنوي الأسبوع الجاري وسط تساؤلات حيال نفوذها في السياسة الأمريكية وهل لاتزال تحظى بدعم متساو من كلا المعسكرين الجمهوري والديمقراطي.

USA Washington AIPAC Konferenz Benjamin Netanjahu Ministerpräsident Israel
صورة من: REUTERS/Jonathan Ernst

عُرفت "إيباك" بأنها تحظى بين صفوفها بأعضاء عددهم متساو من الحزبين الجمهوري والديمقراطي وذلك على خلاف الجماعات الأخرى الموالية لإسرائيل في الولايات المتحدة وهو ما سمح لإيباك في الاحتفاظ بدعم قوي لإسرائيل داخل الكونجرس وضمنت مكانتها كواحدة من بين أكبر جماعات الضغط الأكثر تأثيرا على مدار سبعين عاما.

بيد أن ما تم إعادة النظر حوله مؤخرا يتعلق بمدى نفوذ إيباك، فوفقا لـ "مركز السياسة المستجيبة" والذي يتابع جماعات الضغط وما تنفقه من أموال، فإن إيباك انفقت 3.5 مليون دولار خلال العام الماضي.

لكن الجدل حول هذا النفوذ قد يكون نقاشا غير مرحب به في الوقت الحالي إذ أنه يثار على الساحة بالتزامن مع تصريحات أدلت بها نائبة الكونجرس من الحزب الديموقراطي إلهان عمر والتي تحدثت بصراحة وعلنا في عدة مناسبات عن المنظمات المؤيدة لإسرائيل وتحديدا إيباك.

ووصُفت تصريحات إلهان عمر "بالمعادية للسامية" وتعرضت في الوقت نفسه لانتقادات كبيرة من أعضاء بارزين في الحزب الديمقراطي الذي تنتمي إليه خاصة من رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي.

وكشفت تصريحات إلهان عمر عن الخلاف الإيديولوجي والاختلاف بين الأجيال داخل الحزب الديمقراطي. فالسناتور بيرني ساندرز كتب في بيان: "يتعين علينا ألا نربط بين معاداة السامية والنقد المشروع لحكومة (رئيس الوزراء الإسرائيلي) نتنياهو اليمينية."

ترامب ونتنياهو "علاقة قوية لا تحتاج إلى ضغوط اللوبي"صورة من: Reuters/R. Zvulun

وفي موقف مشابه لموقف السناتور ساندرز، دافع عدد من النواب الشاب الجدد في الحزب مثل عضوة مجلس النواب ألكساندريا أوكاسيو- كورتيز عن إلهان عمر.

وفي هذا الصدد، يقول ناتان ساكس، مدير مركز سياسات الشرق الأوسط داخل معهد بروكينجز في واشنطن، إنه وفي داخل صفوف الحزب الديمقراطي يوجد في الوقت الحالي "جيل من الشباب ينظر إلى الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني عبر منظور حقوق الإنسان والحقوق المدنية أكثر من قضايا الأمن والإرهاب".

ويضعف هذا الانقسام دعم الحزب لإيباك وهو ما يمثل ضربة لجهود بذلتها المنظمة على مدار السنين للحفاظ على نفوذ متساو في كلا الحزبين الديمقراطي والجمهوري.

"علاقة استثنائية"

وبالنظر إلى مدى نفوذ إيباك في السياسة الأمريكية، يرى آرون ديفيد ميلر – المستشار السابق لستة وزراء خارجية أمريكيين – إن "إيباك لديها صوت قوي لكنها لا تمتلك حق الاعتراض عندما يتعلق الأمر بسياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط."

وعزا ميلر - المدير الحالي لبرنامج الشرق الأوسط في مركز ويلسون- تضخيم قدرات إيباك ونفوذها إلى التغييرات التي طرأت على المشهد السياسي سواء في الولايات المتحدة وإسرائيل.

اثارت الهان عمر تساؤلات حول تأثير إيباك على السياسة الأمريكيةصورة من: picture-alliance/newscom/K. Dietsch

وأضاف ميلر "إدارة ترامب تعد أكثر الإدارات الأمريكية التي عاصرتها تأييدا لنتنياهو وأكثر عداءا للفلسطينيين".

وفي ظل إدارة ترامب، فإن الولايات المتحدة قد طوت صفحة مثلت ركائز في السياسة الأمريكية امتدت لعقود بشأن الشرق الأوسط، فقد اعترفت بالقدس عاصمة لإسرائيل وأوقفت المساعدات للفلسطينيين وانسحبت من الاتفاق النووي الإيراني ومؤخرا تعتزم الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان، وهو ما يعني انتصارا سياسيا جديدا لنتنياهو.

ويقول مولر إن نتنياهو تمكن بوجود ترامب على رأس الإدارة الأمريكية في العثور على شريك يثق فيه وتأسيس ما وصفه مولر بـ"علاقة استثنائية إلى حد ما".

ويتقاسم ترامب ونتنياهو الكثير من أوجه التشابه فكلاهما يؤيد بناء جدران حدودية وكلامها في خضم تحقيقات فساد ويتشاركان رؤيتها لنظرية "الأخبار الكاذبة" في مواجهة المنتقدين.

ويعتقد مولر أن نتنياهو "يتلاعب بالسياسة الإسرائيلية عن عمد من أجل خلق انطباع بأن الحزب الجمهوري هو الأقدر للتعامل مع القضايا المتعلقة بإسرائيل." أما ترامب فهو - ووفقا لمولر - فهو "رئيس جمهوري يقوم بنفس التلاعب من أجل تحقيق الهدف ذاته."

والغى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كلمته التي من المقرر أن يلقيها خلال مؤتمر إيباك بسبب التوتر في إسرائيل وقطاع عزة بعد سقوط صاروخا أطلق من القطاع وسط إسرائيل.

دعوات للمقاطعة

ورغم ذلك، ينتاب العديد من اليهود الأمريكيين خاصة الشباب قلق إزاء تنامي السياسات المتشددة لرئيس الوزراء الإسرائيلي والتي تحظى بدعم الرئيس الأمريكي.

ودليلا على هذا، دشنت منظمة "الصوت اليهودي من أجل السلام"- وهي جماعة تدعم حركة "مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها"- حملة على منصات التواصل الاجتماعي للدفاع عن إلهان عمر تحت هاشتاج #IStandWithIlhan.

وفي سياق متصل، دعت جماعة ليبرالية تعرف بـ MoveOn  إلى مقاطعة مؤتمر إيباك لهذا العام، إذ كتبت مديرة حملتها إيرام علي في بيان لها: "ليس سرا أن إيباك تعوق العمل الدبلوماسي كاتفاق النووي مع إيران وتقوض حق تقرير المصير للفلسطينيين وتدعو شخصيات تورطوا في انتهاكات حقوق الإنسان للتحدث على منصتها".

ويبدو أن إيباك بدت وكأنها تسير على حبل مشدود فقد تضمن قائمة المتحدثين خلال مؤتمرها لهذا العام شخصيات من كلا الأطراف فيما يقول مولر إنه في الوقت الحالي "قد يتعلق الأمر كثيرا بالانتخابات المقبلة في البلدين. فرئيس وزراء إسرائيلي جديد ورئيس أمريكي يحمل سياسات جديدة قد يخففان من حدة الوضع".

وفيما يتعلق بالتساؤلات حيال نفوذ منظمة "إيباك" فقد ردت المنظمة على هذا بما حمله مؤتمرها السنوي من شعار مفأده "ارتباط لأجل الأفضل". بيد أن هذا الشعار أثار تساؤلات لدى أمريكيين يهود ليبراليين وأخرين حول الشخص المنوط به تحديد ماهية هذا الأمر عندما يأتي الحديث عن سياسة واشنطن تجاه إسرائيل.

هيلينا هامفر/محمد عثمان

 

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW