أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة لا يزال قائما، رغم مقتل جندي إسرائيلي وغارات أودت بحياة العشرات في القطاع. يرى مراقبون أن الاتفاق يواجه اختبارا حقيقيا بعد التطورات الأخيرة.
قال ترامب إن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة مازال "قائما" وأنه "ليس في خطر رغم مقتل جندي إسرائيلي وغارات أودت بحياة العشرات في القطاع.صورة من: Mark Schiefelbein/AP Photo/picture alliance
إعلان
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الأربعاء (29 أكتوبر/تشرين الأول 2025) إن اتفاق وقف إطلاق النار الذي تدعمه الولايات المتحدة في قطاع غزة ليس في خطر. وعقب شنّ إسرائيل غارات على القطاع الفلسطيني أوقعت عشرات القتلى، قال ترامب للصحافيين على متن الطائرة الرئاسية في طريقه إلى كوريا الجنوبية إنّ عناصر حماس "قتلوا جنديا إسرائيليا. لذا، فإن الإسرائيليين يردّون. ويجب عليهم أن يردّوا".
وقال ترامب "لن يعرض أي شيء وقف إطلاق النار للخطر... عليكم أن تفهموا أن حماس جزء صغير جدا من السلام في الشرق الأوسط، وعليهم أن يلتزموا". وقال ترامب "إذا كانوا (في حماس) جيدين فسوف يكونون سعداء وإذا لم يكونوا جيدين فسوف يتم القضاء عليهم، وسوف تنتهي حياتهم". وأضاف ترامب "لا أحد يعرف ما حدث للجندي الإسرائيلي، لكنهم يقولون إنه تعرض لإطلاق نار من قناص. وكان ذلك بمثابة الرد، وأعتقد أن لهم الحق في فعل ذلك."
ودخل الاتفاق حيز التنفيذ في 10 أكتوبر تشرين الأول، ليوقف عامين من الحرب التي اندلعت بسبب هجمات قادتها حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
قالت سلطات الصحة في غزة إن غارات شنتها إسرائيل الليلة الماضية أسفرت عن مقتل العشرات بينهم أطفال ونساء.صورة من: REUTERS
"الاتفاق مازال قائما"
وبحسب رويترز، فقد قال مسؤول عسكري إسرائيلي إن حماس انتهكت وقف إطلاق النار بشن هجوم على قوات إسرائيلية تتمركز خلف الخط الأصفر، وهو خط الانتشار المتفق عليه ضمن اتفاق وقف إطلاق النار.
وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال نقلا عن مسؤول أمريكي أن واشنطن أبلغت مسبقا بالضربات الإسرائيلية وكانت تتوقع أن تكون هجمات محددة الهدف، مضيفا أن إسرائيل لا تنوي تقويض وقف إطلاق النار.
وقال الجيش الإسرائيلي اليوم الأربعاء إن جنديا قُتل خلال اشتباكات في جنوب قطاع غزة، وذلك في الوقت الذي شنت فيه طائرات إسرائيلية غارات على أهداف في القطاع في أعقاب اتهام إسرائيل حماس بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار.
وأعلنت مصادر طبية في مستشفيات قطاع غزة مقتل 91 فلسطينيا بينهم أطفال ونساء في سلسلة غارات إسرائيلية على امتداد القطاع منذ مساء الثلاثاء وحتى صباح اليوم الأربعاء، وفق وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) .
ويرى مراقبون أن التطور الأخير يعد اختبارا حقيقيا لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة. ولم يكن ترامب المسؤول الأمريكي رفيع المستوى الذي أكد استمرار اتفاق وقف إطلاق النار، بل خرج نائبه جيه دي فانس ليشد على الأمر ذاته.
ونقلت وسائل إعلام أمريكية عن فانس قوله: "وقف إطلاق النار صامد. هذا لا يعني أنه لن تحدث بعض المناوشات هنا وهناك". يُشار إلى أن حركة حماس هي جماعة فلسطينية إسلامية مسلحة، تصنّفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وعدد من الدول الأخرى كمنظمة إرهابية.
تحرير: ح.ز
غزة.. حين يصدح العود يصمت ضجيج الحرب لوهلة
وسط أنقاض غزة وخرائبها يتمسّك الموسيقيون الشباب بآلاتهم ويجدون بين الجوع والخوف والفقد لحظةً من الأمل والكرامة، تولد من بين أنغام الموسيقى.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
معا للتغلب على الخوف
صف في مدرسة كلية غزة.. الجدران مخرقة بندوب الشظايا وزجاج النوافذ تناثرت أشلاؤه مع عصف القذائف. في إحدى قاعاتها الصغيرة، تجلس ثلاث فتيات وصبي في درس في العزف على الغيتار، أمام معلمهم محمد أبو مهدي الذي يؤمن الرجل أن للموسيقى قدرة على مداواة أرواح أهل القطاع، وأن أنغامها قد تخفف من وطأة القصف، ومن مرارة الفقد ومن قسوة العوز.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
مواصلة الدروس
في مطلع العام الماضي كان أحمد أبو عمشة، أستاذ الغيتار والكمان، ذو اللحية الكثّة والابتسامة العريضة، من أوائل أساتذة المعهد الوطني للموسيقى "إدوارد سعيد" وطلابه الذين شردتهم الحرب لكنه بادر إلى استئناف تقديم الدروس مساءً لنازحي الحرب في جنوب غزة. أمّا اليوم، فقد عاد ليستقرّ مجدداً في الشمال، في مدينة غزة.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
"الموسيقى تمنحني الأمل"
"الموسيقى تمنحني الأمل وتخفف من خوفي"، تقول ريفان القصاص، البالغة من العمر 15 عاما وقد بدأت تعلم العزف على العود في ربيعها التاسع. وتأمل القصاص في أن تتمكن يوما ما من العزف في خارج القطاع. القلق كبير بين الناس من أن يتم اقتلاعهم مرة أخرى بعد قرار مجلس الوزراء الإسرائيلي في 8 أغسطس/ آب السيطرة على مدينة غزة.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
ظروق قاسية
أمام خيمة مدرسي الموسيقى تقع مدينة غزة وقد استحالت إلى بحر من الحطام والخراب. يعيش معظم السكان في ملاجئ أو مخيمات مكتظة، وتشح المواد الغذائية والمياه النظيفة والمساعدات الطبية. ويعاني الطلاب والمعلمون من الجوع ويصعب على بعضهم الحضور إلى الدروس.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
شيء جميل بين الموت والحياة
الفلسطيني يوسف سعد يقف مع عوده أمام مبنى المدرسة المدمر. لم تنج من القتال سوى قلة قليلة من الآلات الموسيقية. يوسف البالغ من العمر 18 عاما لديه حلم كبير: "آمل أن أتمكن من تعليم الأطفال الموسيقى، حتى يتمكنوا من رؤية الجمال رغم الدمار".
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
افتخار وكبرياء في القلب
من الطبيعي أن يتم عرض ما تعلمه الطلاب من العزف على الآلات الموسيقية في ظل الظروف الكارثية أمام الجمهور. في خيمة يعرض طلاب الموسيقى ما يمكنهم فعله ويحصدون تصفيقا حارا. المجموعة الموسيقية متنوعة. وتقول طالبة للعزف على الغيتار تبلغ من العمر 20 عاما: "أحب اكتشاف أنواع موسيقية جديدة، لكنني أحب الروك بشكل خاص. أنا من عشاق الروك".
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
سعداء ولو للحظة!
ولا يغيب الغناء عن المشهد، فتناغم أصوات الأطفال على خشبة مرتجلة يتناهى كنسمة مُرهفة، يخفف من وقع إيقاع الانفجارات القاتلة. تلك الانفجارات التي لا يدري أهل غزة إن كانوا سيفلتون من براثنها عند الضربة التالية أم سيكونون من ضحاياها.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
الموسيقى في مواجهة الألم
يعزف أسامة جحجوح على آلة الناي وهي آلة موسيقية المستخدمة في الموسيقى العربية والفارسية والتركية. يقول: "أحيانا أعتمد على تمارين التنفس أو العزف الصامت عندما يكون القصف شديدا. عندما أعزف، أشعر أنني أستعيد أنفاسي، وكأن الناي يزيل الألم من داخلي".
أعده للعربية: م.أ.م