أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرب التوصل لاتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا، فيما هاجم نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لرفضه التنازل عن شبه جزيرة القرم.
العلاقة بين الرئيس دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي متوترة.صورة من: Saul Loeb/AFP/Getty Images
إعلان
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأربعاء (23 نيسان/أبريل 2025) إن التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب في أوكرانيا صار "قريباً"، لكنه وجه انتقادات لاذعة للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لرفضه التنازل رسمياً عن شبه جزيرة القرم لروسيا. جاءت تصريحات ترامب في وقت حذر نائب الرئيس جاي دي فانس من أن الولايات المتحدة ستتخلى عن مساعيها ما لم تتوصل روسيا وأوكرانيا إلى اتفاق سلام، وفي الوقت الذي اجتمع فيه مبعوثون من واشنطن وكييف ودول أوروبية لإجراء محادثات في بريطانيا.
وأفادت وسائل إعلام أمريكية أن ترامب مستعد لقبول الاعتراف بالأراضي التي ضمتها روسيا في شبه جزيرة القرم بصفتها أراضي روسية، لكن زيلينسكي صرّح للصحافيين هذا الأسبوع أنها أراضٍ أوكرانية، وأن الاعتراف بها كأرض روسية "يتعارض مع دستورنا".
وهاجم دونالد ترامب الأربعاء زيلينسكي في منشور طويل شديد اللهجة على منصته تروث سوشال، وقال "إن تصريحات زيلينسكي التحريضية هي التي تجعل إيجاد تسوية لهذه الحرب أمراً صعباً". وأضاف أن تصريحات زيلينسكي لن تُؤدي إلا إلى إطالة أمد "المجازر" في ساحات القتال. وأضاف "نحن قريبون جداً من التوصل إلى اتفاق، لكن على الرجل الذي ليس في يده ورقة يلعبها، عليه أن ينجز الأمر".
إعلان
مقترح سلام من واشنطن
وفي وقت سابق، قال نائب ترامب، جاي دي فانس، في الهند للصحافيين "قدمنا مقترحاً واضحاً جداً للروس والأوكرانيين وحان الوقت للطرفين ليقولا +نعم+، وإلا فإن الولايات المتحدة ستنسحب من هذه العملية". وأضاف "يعني ذلك أن الأوكرانيين والروس على حد سواء سيتعيّن عليهم التخلي عن بعض الأراضي التي يملكونها حالياً".
وذكرت التقارير الإعلامية أن المقترح طُرح في البداية أثناء اجتماع مع البلدان الأوروبية في باريس الأسبوع الماضي. لكن الرئاسة الفرنسية أكدت الأربعاء أنّ احترام "وحدة أراضي أوكرانيا وتطلع أوكرانيا نحو أوروبا، مطلبان مهمّان جداً بالنسبة إلى الأوروبيين".
خفض مستوى محادثات لندن
وعقد مسؤولون أمريكيون وأوكرانيون وأوروبيون اجتماعات "جوهرية" اليوم الأربعاء لمحاولة إعادة محادثات السلام بشأن أوكرانيا إلى مسارها بعد أن أثار إلغاء مشاركة وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو تساؤلات عن مدى التقدم الذي تم إحرازه. وأدى عدم حضور روبيو للمحادثات في لندن إلى إلغاء اجتماع أوسع نطاقاً مع وزراء خارجية أوكرانيا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، مما يبرز الفجوات في المواقف بين واشنطن وبين كييف وحلفائها الأوروبيين بخصوص كيفية إنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا.
ويأتي خفض مستوى المحادثات في وقت حرج، بعد أيام من تحذير الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من أن واشنطن قد تنسحب إذا لم يتسن إحراز تقدم نحو التوصل إلى اتفاق قريباً.
وركزت محادثات اليوم الأربعاء على محاولة لتحديد ما يمكن أن تقبله كييف بعد أن قدم مبعوث ترامب الخاص ستيف ويتكوف مقترحات في اجتماع مماثل في باريس الأسبوع الماضي. وقال ثلاثة دبلوماسيين إن تلك المقترحات تطالب على ما يبدو أوكرانيا بتنازلات أكثر مما تطلبه من روسيا.
وقال متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إنه لا يوجد أي شعور بالإحباط إزاء غياب إلغاء روبيو المفاجئ، وأوضح أن المحادثات تتضمن "اجتماعات تقنية جوهرية مع مسؤولين من أوروبا والولايات المتحدة وأوكرانيا عن كيفية إنهاء القتال" الناتج عن الغزو الروسي الشامل عام 2022. وأضاف "نحن ملتزمون التزاماً كاملاً بالتوصل إلى سلام عادل ودائم في أوكرانيا، وهذه المحادثات تشكل جزءاً مهماً من ذلك".
وأفاد مسؤول مطلع على المفاوضات بإحراز تقدم.
وذكرت صحيفة "فاينانشال تايمز" أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال لمبعوث الرئاسة الأمريكية ستيف ويتكوف إنه مستعد لوقف الغزو وتجميد خطوط الجبهة الحالية إذا تم الاعتراف بالسيادة الروسية على شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014.
وقال زيلينسكي الثلاثاء إن بلاده لن تكون مستعدة لإجراء محادثات مباشرة مع روسيا إلا بعد وقف إطلاق النار، لكن الكرملين أكد أنه لا يؤيد التسرع في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
ص.ش/خ.س (أ ف ب، رويترز)
بوتين في صور - من عميل للمخابرات إلى زعيم للكرملين
استطاع فلاديمير بوتين أن يتدرج في حياته من منصب عميل للاستخبارات السوفياتية إلى رئيس لروسيا. بوتين حقق فوزاً كاسحاً في 19 مارس/ آذار 2018 ليظفر بولاية رابعة عن عمر يناهز 65 عاما. بالصور: محطات بارزة في حياة بوتين.
صورة من: picture-alliance/dpa/A.Zemlianichenko
طفولة بسيطة
ولد في 7 أكتوبر/تشرين الأول 1952 في لينينغراد (سانت بطرسبورغ حاليا)؛ فلاديمير بوتين، الذي يعتبر "أقوى رجل" في روسيا اليوم، حصل على الدكتوراه في فلسفة الاقتصاد. وتخرج في كلية الحقوق عام 1975 متخصصا في العلاقات الدولية. يجيد بوتين اللغتين الألمانية والإنجليزية. وعُرف عنه الاهتمام بفنون الدفاع عن النفس كما عمل مدرسا للعبة السامبو في عام 1973.
صورة من: picture-alliance/dpa/A.Zemlianichenko
عين لدى المخابرات السوفياتية
قبل أن يصبح فلاديمير بوتين رئيسا لروسيا، تدرج في مهمات عديدة. ابن مدينة سانت بطرسبورغ الروسية، عاصر الشيوعية وانضم إلى المخابرات السوفييتية (كي جي بي) كعميل لديها في ألمانيا الشرقية سابقا. غادر البلاد سنة 1985 ليعود إليها بعد خمس سنوات. وبعد رجوعه عام 1990 بدأت حياة بوتين السياسية انطلاقا من بلدية سانت بطرسبورغ.
صورة من: picture alliance/Globallookpress/Russian Archives
تدرج في السلطة
عمل بوتين رئيسا للجنة الاتصالات الخارجية في سانت بطرسبورغ. وفي عام 1996 أصبح نائبا لمدير الشؤون الإدارية في الرئاسة الروسية. عام 1997، تقلد بوتين منصب نائب مدير ديوان الرئيس الروسي وعمل رئيسا لإدارة الرقابة العامة في الديوان. وفي عام 1998 حقق قفزة كبيرة إذ عينه الرئيس الراحل يلتسين رئيسا للوزراء.
صورة من: Imago/ITAR-TASS
بداية الرئاسة
بعد تنحي يلتسن أصبح بوتين رئيسا لروسيا بالوكالة، وبالتحديد يوم 31 ديسمبر/كانون الأول 1999. وبعد ذلك بسنة، أي في مارس/آذار 2000، تقدم للانتخابات الرئاسية وفاز فيها. واستطاع بوتين في ظرف ثلاثة أشهر أن يسيطر على وسائل الإعلام. كما عرفت هذه المرحلة بالقضاء على التمرد في الشيشان حيث استخدم بوتين القبضة الحديدية.
صورة من: picture-alliance/dpa/ITAR-TASS
ولاية ثانية
أعيد انتخاب بوتين في عام 2004 لولاية رئاسية ثانية، بعد فوز كاسح ناهز 70 بالمائة من الأصوات. بوتين، الذي استفاد من النمو الاقتصادي ببلده لم يفلح في إنجاح علاقته بالغرب في هذه الفترة، وعرفت علاقة الجانبين توترا رفع من حدته اندلاع "الثورات الملونة" بجورجيا وأوكرانيا.
صورة من: AP
نقاهة لم تستمر لأكثر من ولاية!
لأن الدستور الروسي يمنع تولي أكثر من ولايتين متتاليتين، لم يتمكن بوتين من الترشح لولاية ثالثة عام 2008. فتبادل الأدوار مع رئيس حكومته ديمتري مدفيديف الذي نجح في انتخابات الرئاسة. حينها اكتفى بوتين بمنصب رئيس الوزراء لمدة أربع سنوات.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Druzhinin
عودة "القيصر"
عاد "القيصر"، كما يلقبه كثيرون، إلى رئاسة روسيا لولاية ثالثة بعد أن فوزه في 4 مايو/أيار2012 بالانتخابات الرئاسية مرة أخرى. وقد حصل بوتين حينها على 63.6%. وتم انتخابه حينها وسط احتجاجات المعارضة الروسية وبعض المنظمات الدولية، التي تحدثت عن خروقات مست الانتخابات التي نصبت بوتين رئيسا للبلاد.
صورة من: picture-alliance/dpa/ITAR-TASS/A. Novoderezhkin
تمدد في دول الجوار
كانت الثورة الأوكرانية وتبعاتها فرصة استراتيجية بالنسبة لبوتين، حيث ضم "شبه جزيرة القرم" في أوائل 2014. وقد أجري في 16 مارس استفتاء في القرم للانفصال عن أوكرانيا والانضمام لروسيا، وجاءت النتيجة لصالح روسيا بنسبة 95%. شبه جزيرة القرم، التي كانت جزءا من روسيا القيصرية، عمل بوتين جاهدا على استرجاعها. ويرى البعض أن بوتين سعى بهذه الخطوة إلى إظهار قوة روسيا واختبار تمددها السياسي في دول الجوار.
صورة من: Getty Images/AFP/S. Bobok
الأزمة السورية ودعم الأسد
لم يبق بوتين بعيدا عن الأوضاع السياسية في الشرق الأوسط، وبالأخص في القضية السورية حيث تدخلت بلاده عسكريا هناك. ويرى محللون أن استمرار الرئيس بشار الأسد في منصبه يعود بشكل كبير للدعم الذي تلقاه من بوتين، إلى جانب الأطراف الأخرى. كما يرون أن بوتين يسعى للاستفادة عسكريا وسياسيا واقتصاديا من خلال وجود قواته في سوريا التي يحرص على استمرار العلاقة التي جمعت بلده بها تاريخيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/XinHua/A. Safarjalani
نصر للمرة الرابعة
"سأرشح نفسي لمنصب رئيس روسيا الاتحادية، وأثق أن كل شيء سيكون على ما يرام" بهذا أعلن فلاديمير بوتين عن نيته في خوض غمار الانتخابات لعام 2018. بوتين الذي قال جملته هذه في 6 ديسمبر 2017، استطاع أن يحققها على أرض الواقع ويفوز برهان الولاية الرابعة لمدة ست سنوات. الأصوات. إعداد: مريم مرغيش.