ترامب يؤكد مقتل المدبر الرئيسي للهجوم على المدمرة كول
٦ يناير ٢٠١٩
القضاء الأمريكي اتهم جمال البدوي بالوقوف وراء الهجوم على مدمرة أمريكية في عدن باليمن قبل 18 عاما، ورصدت أمريكا مكافأة ضخمة للقبض عليه. والآن أعلن الرئيس ترامب مقتل البدوي، وقال الجيش الأمريكي إنه قتل في مأرب.
إعلان
أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأحد (السادس من كانون الثاني/ يناير 2019) أن الجيش الأميركي قتل أحد مدبري تفجير المدمرة الأميركية "يو إس إس كول" في اليمن في العام 2000 والذي أدى إلى مقتل 17 جندياً أميركياً.
وكتب ترامب في تغريدة على موقع تويتر "جيشنا العظيم حقق العدالة للأبطال الذين قتلوا أو جرحوا في الحادث الجبان على يو إس إس كول .. لقد قتلنا قائد ذلك الهجوم جمال البدوي .. لن نوقف قتالنا ضد الإرهاب الإسلامي المتطرف".
وقالت القيادة المركزية الأمريكية على تويتر الأحد إن البدوي قُتل في ضربة دقيقة بمحافظة مأرب في أول يناير/ كانون الثاني الجاري، وذلك بعد يومين من إعلان متحدث باسم القيادة المركزية للجيش الأميركي الجمعة أنه يعتقد أن اليمني جمال البدوي، من تنظيم القاعدة، قتل في ضربة دقيقة شنها في الأول من كانون الثاني/ يناير في محافظة مأرب باليمن.
وفي 2003، وجه القضاء الاميركي إلى البدوي خمسين اتهاما تندرج في إطار الارهاب لدوره في الاعتداء على المدمرة الأمريكية، ومحاولة مهاجمة سفينة حربية أميركية أخرى في كانون الثاني/يناير 2000. وتم إدراجه على قائمة المطلوبين لدى مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي)، وأدانت هيئة محلفين اتحادية البدوي. وفر البدوي من السجن في اليمن مرتين، الأولى في 2003 والثانية عام 2006. وكانت هناك مكافأة قدرها خمسة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تفضي إلى القبض عليه.
يذكر أنه في 12 أكتوبر/ تشرين الأول عام 2000، فجر شخصان في زورق صغير ما بحوزتهما من مواد ناسفة قرب المدمرة التي تحمل صواريخ موجهة أثناء تزودها بالوقود في عدن، مما أسفر عن مقتلهما إضافة إلى مقتل 17 بحاراً وإصابة نحو 35 آخرين، فضلا عن إحداث فتحة في المدمرة.
ص.ش/أ.ح (رويترز، أ ف ب)
باب المندب - مضيق لا تتراجع أهميته الاستراتيجية عبر التاريخ
أعلنت السعودية، أكبر مصدر للبترول في العالم "وقفا مؤقتا" لعبور صادراتها البترولية من مضيق باب المندب بعدما هاجم الحوثيون في اليمن ناقلتي بترول. وتظهر من جديد أهمية أمن باب المندب، المدخل الجنوبي للبحر الأحمر.
صورة من: picture alliance/Photoshot/BCI
أهمية منذ فجر التاريخ
لأن مضيق باب المندب يمثل البوابة الجنوبية للبحر الأحمر، أحد أهم البحار من الناحية التجارية والاستراتيجية منذ قدم التاريخ، بدأ الصراع للسيطرة عليه وتأمين عبور السفن فيه منذ أقدم العهود، بداية من مصر القديمة (الفرعونية) ومرورا بالإمبراطوريات المتعاقبة، وحتى القوى العظمى والإقليمية في عصرنا الحاضر.
صورة من: Getty Images/Hulton Archive
باب الدموع
كلمة المندب في اللغة العربية تعني البكاء والنواح على الميت، ولذلك تُحكى حول سبب تسميته بباب المندب حكايات كثيرة، منها ما يُقال أن أمهات الأفارقة على الجانب الغربي، كن يقفن ينحن على أولادهن، الذين أخذهم العرب عبيدا، إلى الشاطئ الآخر من المضيق.
داخل المياه الإقليمية لثلاث دول
وفقا للقانون الدولي فإن المياه الإقليمية لأي دولة عادة تمتد من ساحلها 12 ميلا بحريا (حوالي 22 كيلومتر) إلى داخل المياه. وبهذا يكون مضيق باب المندب واقعا ضمن المياه الإقليمية لثلاث دول، هي اليمن وجيبوتي وإريتريا، حيث يبلغ عرضه حوالي 30 كيلومتر بين رأس باب المندب شرقا ورأس سيان غربا.
صورة من: picture alliance/Photoshot/BCI
اليمن والسيطرة على باب المندب
في قلب مضيق باب المندب تقع جزيرة بريم اليمينة، التي تقسمه إلى ممرين بحريين أحدها شرقي ضيق، عرضه أقل من 4 كيلومتر وآخر غربي واسع (حوالي 21 كيلومتر) لكن توجد به أيضا جزر أخرى صغيرة تجعل اتساعه أقل من 18 كيلومتر. ويقول العالم العراقي عبدالزهرة شلش العتابي إن من يسيطر على عدن بالدرجة الأولى وجيبوتي بالدرجة الثانية يسيطر على مضيق باب المندب.
صورة من: Imago/photothek
أهمية استراتيجية
رغم أهميته الاستراتيجية منذ القدم، ازداد مضيق باب المندب أهمية بعد افتتاح قناة السويس في عام 1869، حيث أصبح الطريق الرئيسي للتجارة بين أوروبا وجنوب شرق آسيا بديلا عن طريق رأس الرجاء الصالح. وتعبر المضيق حاليا من الجنوب للشمال والشمال للجنوب نحو 21 ألف قطعة بحرية سنويا.
صورة من: picture-alliance/akg-images
الطريق الرئيسي لناقلات البترول
مع اكتشاف البترول في الجزيرة العربية في ثلاثينات القرن الماضي ازدادت أهمية باب المندب مرة أخرى حيث إنه يربط منطقة الانتاج (الجزيرة العربية) بمناطق الاستهلاك في أوروبا والولايات المتحدة. ويمر منه يوميا ما لا يقل عن 4 ملايين برميل نفط ، حسب الباحث المصري أحمد التلاوي.
صورة من: picture-alliance/dpa
ثغرة أمن قومي لدول عديدة
يشكل أمن مضيق باب المندب مسألة أمن قومي بالنسبة لدول إقليمية مثل مصر وإسرائيل ودول الخليج العربية، خصوصا السعودية. وهناك مخاوف من سيطرة الحوثيين، المدعومين من إيران على المضيق. واعترفت مصر في عام 2016 بوجود قوات بحرية لها في باب المندب "لوقف إمدادات الحوثيين بالسلاح والمواد اللوجستية".ا
صورة من: picture-alliance/dpa
القراصنة الصوماليون
قبل تهديد الحوثيين لأمن باب المندب كان هناك القراصنة الصوماليون، الذين ظهروا بقوة عام 2008، حيث بدأوا في مهاجمة السفن العملاقة في منطقة القرن الإفريقي مهددين الملاحة في باب المندب. غير أن التدخل الدولي جعل القرصنة تتراجع تماما منذ عام 2012.
صورة من: picture alliance/AP Photo/F.Abdi Warsameh
أهمية مزدوجة لدول الخليج
لا شك أن الاقتصاد العالمي يتأثر بأمن المضيق لكن بالنسبة لدول الخليج العربية فإن أمن باب المندب أهميته مزدوجة، فهو منفذ الخليج على أسواق النفط الأوروبية والأميركية، ومن ناحية أخرى فإن تهديد أمنه الآن يأتي من الحوثيين المدعومين إيرانيا. وعندما هاجم الحوثيون ناقلتي نفط سعوديتين أعلنت السعودية (الأربعاء 25/7/2018) وقفا مؤقتا لمرور نفطها في باب المندب. وارتفعت أسعار النفط عالميا.