لأول مرة يصدر عن الرئيس الأمريكي تأكيدا رسميا لقراره حول وقف برنامج دعم المعارضة السورية التي تقاتل الأسد، مبررا ذلك بأنه برنامج "ضخم وخطير وغير فعال". وتقرير إعلامي يتحدث عن تقسيم مناطق نفوذ في سوريا بين واشنطن وموسكو.
إعلان
أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الاثنين (25 يوليو/ تموز 2017)، قراره بوقف البرنامج المخصص للمعارضة السورية التي تقاتل قوات الرئيس بشار الأسد، لكونه "ضخم وخطير وغير فعال"، كما كتب على حسابه الخاص بتوتير.
ونشر ترامب تغريدته بعد وقت وجيز من صدور تقرير لـ"واشنطن بوست" الأمريكية حول الموضوع بعنوان "التعاون مع روسيا أصبح نقطة أساسية في استراتيجية ترامب ازاء سوريا"، ليسارع ترامب على الرد عبر تويتر بأن "واشنطن بوست (التي اشتراها مالك موقع امازون) لفقت وقائع حول قراري وضع حد لمدفوعات طائلة وخطيرة وغير فعالة للمقاتلين السوريين الذين يحاربون الأسد".
وتعليق ترامب هذا يصدر أيضا بعد ثلاثة أيام على إعلان الجنرال توني توماس قائد القوات الخاصة الأميركية أن بلاده أوقفت العمل بالبرنامج الذي أطلقته إدارة أوباما قبل أربع سنوات. ونفى توماس من أن يكون هذا القرار قد اتخذ لإرضاء روسيا الحليفة الرئيسية للنظام السوري من أجل التوصل معها الى تسوية للنزاع المستمر منذ أكثر من ست سنوات.
أما تقرير صحيفة "واشنطن بوست" فقد أورد أن ترامب كان قد اتخذ قرار وقف هذا البرنامج قبل شهر. واستنادا على مصادر لم تسميها أوضحت الصحيفة أن الإدارة الأميركية تنازلت لروسيا، أقوى حليف للرئيس بشار الأسد، للسيطرة على مناطق متفرقة في وسط وجنوب سوريا، مقابل ضمان سلطة مطلقة للقوات الأمريكية في حربها على تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا.
وكان الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما قد وافق على برنامج المساعدة في العام 2013 عندما كانت مختلف الفصائل تبحث عن دعم دولي في نزاعها ضد النظام السوري.
وبموجب البرنامج، تلقى آلاف المقاتلين تدريبات وأسلحة لكن موقف الولايات المتحدة ظل ملتبسا حول قدرة هؤلاء على إطاحة الاسد والأولوية التي أعطيت للقضاء على تنظيم "الدولة الاسلامية" فيما بعد.
وتراجع التأييد للبرنامج بشكل أكبر في العام 2016 بعد خسارة الفصائل لمناطق كانت تسيطر عليها في حلب (شمال سوريا) أمام الهجوم الشامل لقوات النظام السوري والمليشيات الداعمة لها بدعم جوي روسي.
و.ب/ع.ج.م (أ ف ب)
في صور- المواقع السورية التي استهدفتها الضربة الأمريكية بالصواريخ
نفذ الجيش الأمريكي بأوامر من الرئيس ترامب ضربة جوية بصواريخ توماهوك استهدفت مطار الشعيرات العسكري السوري "المرتبط ببرنامج" الأسلحة الكيميائية السوري ردا على الهجوم الأخير الذي يرجح أنه كيماوي في خان شيخون.
صورة من: picture-alliance/dpa/ria novosti/M. Voskresenskiy
قال مسؤول في البيت الأبيض إن 59 صاروخا موجها من طراز توماهوك أطلقت ليلة اليوم الجمعة (السابع من نيسان/أبريل 2017) واستهدفت مطار الشعيرات العسكري قرب حمص. المطار"مرتبط ببرنامج" الأسلحة الكيميائية السوري.
صورة من: Reuters/Robert S. Price/Courtesy U.S. Navy
أطلقت الصواريخ الموجهة من سفينتي "يو أي أس بورتر" و "يو أس أس روس" المتمركزتان في شرق البحر الأبيض المتوسط. وهذه هي المرة الأولى التي تستهدف فيها الولايات المتحدة قوات النظام السوري منذ اندلاع الحرب في البلد. وكانت الضربات السابقة للولايات المتحدة في سوريا تستهدف فقط تنظيم "داعش".
صورة من: picture-alliance/AP Photo/US Navy/F. Williams
قتل أربعة عسكريين بينهم ضابط برتبة عميد ولحق دمار "شبه كامل" بقاعدة الشعيرات العسكرية في وسط سوريا بعد الضربة الأميركية، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم الجمعة. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن مطار الشعيرات الذي يعد ثاني أكبر مطار عسكري في سوريا، يضم "طائرات سوخوي 22 وسوخوي 24 وميغ 23"، لافتا إلى ان "المطار أقلعت منه طائرة السوخوي التي قصفت خان شيخون".
صورة من: 2017 Google Maps
في خطابه الموجه للأمة قال الرئيس ترامب :" شن الديكتاتور السوري بشار الأسد هجوما مروعا بأسلحة كيميائية على مدنيين أبرياء... الليلة أمرت بتنفيذ ضربة عسكرية محددة الهدف في سوريا على المطار الذي شن منه الهجوم الكيميائي. إن من مصلحة الأمن القومي الحيوية للولايات المتحدة منع وردع انتشار واستخدام الأسلحة الكيميائية القاتلة".
صورة من: Reuters/C. Barria
وأتت الضربة العسكرية الأميركية بعيد فشل مجلس الأمن الدولي في الاتفاق على مشروع قرار ردا على "الهجوم الكيميائي" في خان شيخون. وقالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي في اجتماع لمجلس الأمن بشأن سوريا "عندما تفشل الأمم المتحدة بشكل دائم في واجبها بالتصرف بشكل جماعي... فهناك أوقات في حياة الدول نكون فيها مضطرين للتحرك من تلقاء أنفسنا".
صورة من: Reuters/S. Stapelton
وكان هجوم يرجح أنه كيماوي قد استهدف يوم الثلاثاء الماضي (الرابع من نيسان/أبريل 2017) مدينة خان شيخون في محافظة إدلب شمال غرب سوريا الواقعة بالكامل تحت سيطرة فصائل معارضة. وأودى الهجوم بحياة 86 شخصا بينهم 30 طفلا. ونفت الحكومة السورية قصفها بمواد "كيميائية". وأكدت دمشق وحليفتها موسكو أن الطيران الحربي السوري استهدف صباح الثلاثاء مستودعا للفصائل المعارضة يحتوي "مواد سامة".
صورة من: picture-alliance/ZUMA Wire/Syria Civil Defence
بقايا طائرة حربية سورية في قاعة الشعيرات بعد أن احترقت جراء الضربة الأمريكية بصاروخ أطلق من البحر المتوسط.
صورة من: picture-alliance/dpa/Sputnik/M. Voskresenskiy
تحديد الهدف من الجو لمخابئ الطائرات في قاعدة الشعيرات في سوريا
صورة من: picture alliance/AP Photo/Russian Defense Ministry Press Service
اجزاء من طائرة سورية دمرت تماما بعد سقوط الصواريخ الأمريكية على قاعدة الشعيرات الليلة الماضية.
صورة من: picture-alliance/dpa/Sputnik/M. Voskresenskiy