ترامب يتعهد بعدم السماح لإسرائيل بضم الضفة الغربية
٢٦ سبتمبر ٢٠٢٥
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الخميس (25 سبتمبر/أيلول 2025) إنه لن يسمح لإسرائيل بضم الضفة الغربية، رافضا دعوات بعض السياسيين اليمينيين المتطرفين في إسرائيل الذين يطالبون بفرض السيادة على المنطقة والقضاء على أي أمل لإقامة دولة فلسطينية تتمتع بمقومات البقاء.
ورحبت ألمانيا بتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وجاء على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية إن "ضمّ الضفة الغربية، وكذلك بناء المستوطنات في الضفة الغربية والقدس الشرقية، لا يزال يشكل عقبة رئيسية في الطريق إلى حل الدولتين".
من جهته، تعهد الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الأمم المتحدة بـ "العمل مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والسعوديةوفرنسا والمنظمة الدولية على خطة سلام لغزة تدعمها الأمم المتحدة بقوة".
دول عربية وإسلامية حذرت ترامب من عواقب ضم إسرائيل للضفة
وذكر ترامب في المكتب البيضاوي: "لن أسمح لإسرائيل بضم الضفة الغربية. لن أسمح بذلك. لن يحدث هذا". وأضاف "هذا يكفى. حان الآن وقت التوقف". وقال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود أمس الخميس إن دولا عربية وإسلامية حذرت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من العواقب الوخيمة لأي ضم إسرائيلي للضفة الغربية، وهي رسالة "يعيها الرئيس الأمريكي جيدا".
وكانت خطة استيطانية تعرف باسم مشروع (إي 1) أدينت على نطاق واسع، ومن شأنها أن تمتد عبر أراضٍ يتطلع الفلسطينيون لإقامة دولتهم عليها. وكان وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش القومي المتطرف في الائتلاف اليميني الحاكم قال إن العمل جارٍ على "محو" أي دولة فلسطينية "من الطاولة". وقال وزير الأمن الوطني الإسرائيلي إيتمار بن غفير إنه سيقترح على مجلس الوزراء بسط السيادة على الضفة الغربية المحتلة، وهو إجراء يمثل ضمّاً فعليّاً لأراض استولت عليها إسرائيل في حرب عام 1967.
وزادت مساحة وعدد المستوطنات الإسرائيلية منذ احتلال إسرائيل للضفة الغربية في حرب عام 1967. ويعتبر معظم المجتمع الدولي المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية غير قانونية بموجب القانون الدولي. وتعارض إسرائيل هذا، وتتحدث عن روابط تاريخية ودينية وتقول إن المستوطنات توفر الأمن وتمثل عمقا استراتيجيا.
ترامب يطرح خطة للسلام وعباس يستبعد دورا لحماس
وفيما طرحت الولايات المتحدة الأمريكية خطة سلام من 21 نقطة للشرق الأوسط وغزة، أكد عباس استعداده للعمل مع ترامب وآخرين لتنفيذ خطة سلام لغزة تدعمها الأمم المتحدة. وتعهد عباس بالتعاون مع ترامب وآخرين على خطة سلام تدعمها الأمم المتحدة ورفض عباس ما قامت به حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الثاني 2023 ودعاها لتسليم سلاحها، مؤكدا استعداد السلطة الفلسطينية لتحمل مسؤولية الحكم في غزة.
وقال ستيف ويتكوف المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط يوم الأربعاء إن ترامب قدم خطة سلام من 21 نقطةللشرق الأوسط وغزة خلال اجتماع مع قادة دول إسلامية عديدة هذا الأسبوع على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأدلى عباس بالتصريحات في كلمة مسجلة مسبقا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. وقال عباس: "رغم كل ما عاناه شعبنا، فإننا نرفض ما قامت به حركة حماس في السابع من أكتوبر من أعمال استهدفت المدنيين الإسرائيليين، وأخذهم رهائن، لأن هذه الأفعال لا تمثل الشعب الفلسطيني ولا نضاله العادل من أجل الحرية والاستقلال".
والنقاط التي طرحها عباس مدرجة في إعلان من سبع صفحات أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة وأيدته الجمعية العامة للأمم المتحدة، المكونة من 193 عضوا، في وقت سابق من هذا الشهر بأغلبية ساحقة ويهدف إلى تنفيذ حل الدولتين، دولة إسرائيلية وأخرى وفلسطينية، وإنهاء الحرب في غزة.
حماس ترفض تصريحات عباس وإسرائيل تصفها بأنها "كلام منمق" للغرب
ورفضت حماس تصريحات عباس. وقالت الحركة في بيان "نعتبر تأكيد رئيس السلطة أن حركة حماس لن يكون لها دور في الحكم تعديا على حق شعبنا الفلسطيني الأصيل في تقرير مصيره واختيار من يحكمه، وخضوعا مرفوضا لإملاءات ومشاريع خارجية". وأكدت الحركة أيضا أن سلاحها "لا يمكن المساس به... ما دام الاحتلال جاثما على أرضنا وفي صدور شعبنا"، واستنكرت مطالبة عباس بتسليمه "لا سيما في ظل ما يتعرض له شعبنا في قطاع غزة من حرب ... واعتداءات ... ضد المدنيين ... في الضفة الغربية المحتلة".
ووصف وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر خطاب عباس بأنه "كلام منمق" للغرب، واتهم الرئيس الفلسطيني بالإخفاق في مكافحة الإرهاب. وكتب ساعر على موقع إكس: "عباس يقول إنه مستعد لتسلم قطاع غزة، الذي خسره بسهولة أمام حماس عام 2007. يا له من لطف منه".
صحيفة: توني بلير يتطلع للعب دور في خطة ترامب للسلام
ونقلت صحيفة فاينانشال تايمز أمس الخميس عن مصادر مطلعة أن رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير يسعى لتولي دور بارز في إدارة شؤون غزة بعد الحرب بموجب خطة السلام تعمل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على تطويرها. ولم يتسن لرويترز التحقق من صحة التقرير على الفور. وأضافت الصحيفة أن اسم بلير طُرح لرئاسة مجلس إشرافي يحمل اسم "السلطة الانتقالية الدولية لغزة".
تحرير: وفاق بنكيران