ترامب يتهم الأسد بـ"جرائم فظيعة" ويتوعد إيران وحزب الله
٢٦ يوليو ٢٠١٧
الرئيس الأميركي دونالد ترامب يتهم الرئيس السوري بشار الاسد بارتكاب "جرائم فظيعة ضد الإنسانية "، ويعتبر قوة حزب الله العسكرية تهديدا للشرق الأوسط بأكمله، كما وجه تهديدا مستترا لإيران إذا لم تمتثل للاتفاق النووي.
إعلان
اتهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب الثلاثاء (25 يوليو/حزيران)، الرئيس السوري بشار الأسد بارتكاب "جرائم فظيعة" ضد الإنسانية. وقال خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري في حديقة البيت الأبيض، وقال "لست معجبا بالأسد. اعتقد بالتأكيد ان ما فعله لهذا البلد وللإنسانية فظيع".
وإذ ذكر بأنه هو من أصدر الأمر بشن ضربة عسكرية بصواريخ كروز على قاعدة جوية سورية بعد هجوم كيميائي اتهم الطيران السوري بشنه، قال "أنا لست شخصا سينظر إلى ذلك ويدعه يفلت مما حاول القيام به".
كما حمل سلفه باراك أوباما جزءا كبيرا من المسؤولية عن الوضع في سوريا، مؤكدا ان الأمور كانت ستكون مختلفة لو قام الرئيس السابق بإجراء ضد الأسد بعد رسم "خطا أحمر على الرمال" لاتهامه باستخدام أسلحة كيميائية. وقال "لو تخطى الرئيس أوباما هذا الخط وقام بما يجب عليه فعله"، لما كان هناك على الأرجح اليوم تدخل إيراني أو روسي في النزاع السوري.
من جهة أخرى اتهم ترامب إيران وحزب الله، الذي تعتبره الولايات المتحدة "منظمة إرهابية أجنبية"، بتأجيج الأزمة الانسانية في سوريا. وقال الرئيس الأميركي إن "حزب الله هو تهديد للدولة اللبنانية، للشعب اللبناني وللمنطقة برمتها". وأضاف أن "التنظيم يواصل تعزيز ترسانته العسكرية مما يهدد باندلاع نزاع جديد مع اسرائيل". وتابع "إن التنظيم وبدعم من إيران، يؤجج الكارثة الإنسانية في سوريا". وشدد على أن لحزب الله "مصالحه الحقيقية هي مصالحه الذاتية ومصالح راعيته إيران".
وردا على سؤال بشأن فرض عقوبات على الحزب الشيعي اللبناني قال الرئيس الاميركي "سأعلن عن قراري بوضوح خلال الساعات الـ24 المقبلة"، مضيفا "لدي اجتماعات مع بعض مستشاريي العسكريين ذوي الخبرة الواسعة وآخرين لذلك سأتخذ قراري خلال وقت قصير".
وأشاد ترامب أمام الصحافيين بما يقوم به الجيش اللبناني من "حماية لحدود لبنان ومنع تنظيم الدولة الإسلامية وإرهابيين آخرين من ايجاد موطئ قدم لهم في لبنان". وقال إن "جيش الولايات المتحدة فخور بأنه ساهم في هذه المعركة وسنواصل القيام بذلك"، مؤكدا أن "المساعدة الأميركية يمكن ان تساعد على أن يكون الجيش اللبناني هو الحامي الوحيد الذي يحتاج اليه لبنان".
وفيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني وجه الرئيس تهديدا مستترا لإيران مطالبا طهران بالامتثال لبنود الاتفاق النووي مع القوى العالمية وإلا فسوف تواجه "مشكلات كبيرة للغاية".
من ناحيتها اتهمت إيران الولايات المتحدة "بنقض الاتفاق النووي"، وقال المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان) الإيراني حسين نقوي حسيني :"كان من المفترض بعد التصويت على الاتفاق النووي أن يُرفع كامل الحظر عن إيران، لكن هذا الأمر لم يتحقق ... وزادت الإدارة الأمريكية الجديدة من الحظر على إيران وأضافت أشخاصا وشركات إيرانية بقائمة العقوبات بما يشكل نقضا صريحا للاتفاق النووي". وأضاف أنه "لا يمكن الوثوق بالإدارة الأمريكية...". واعتبر أن بلاده قد "أوفت بجميع تعهداتها فيما خص الاتفاق النووي في حين لم تلتزم أمريكا بالتعهدات التي قطعتها تجاه الاتفاق".
ع.ج.م/و. ب (أ ف ب، رويترز، د ب أ)
في صور- المواقع السورية التي استهدفتها الضربة الأمريكية بالصواريخ
نفذ الجيش الأمريكي بأوامر من الرئيس ترامب ضربة جوية بصواريخ توماهوك استهدفت مطار الشعيرات العسكري السوري "المرتبط ببرنامج" الأسلحة الكيميائية السوري ردا على الهجوم الأخير الذي يرجح أنه كيماوي في خان شيخون.
صورة من: picture-alliance/dpa/ria novosti/M. Voskresenskiy
قال مسؤول في البيت الأبيض إن 59 صاروخا موجها من طراز توماهوك أطلقت ليلة اليوم الجمعة (السابع من نيسان/أبريل 2017) واستهدفت مطار الشعيرات العسكري قرب حمص. المطار"مرتبط ببرنامج" الأسلحة الكيميائية السوري.
صورة من: Reuters/Robert S. Price/Courtesy U.S. Navy
أطلقت الصواريخ الموجهة من سفينتي "يو أي أس بورتر" و "يو أس أس روس" المتمركزتان في شرق البحر الأبيض المتوسط. وهذه هي المرة الأولى التي تستهدف فيها الولايات المتحدة قوات النظام السوري منذ اندلاع الحرب في البلد. وكانت الضربات السابقة للولايات المتحدة في سوريا تستهدف فقط تنظيم "داعش".
صورة من: picture-alliance/AP Photo/US Navy/F. Williams
قتل أربعة عسكريين بينهم ضابط برتبة عميد ولحق دمار "شبه كامل" بقاعدة الشعيرات العسكرية في وسط سوريا بعد الضربة الأميركية، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم الجمعة. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن مطار الشعيرات الذي يعد ثاني أكبر مطار عسكري في سوريا، يضم "طائرات سوخوي 22 وسوخوي 24 وميغ 23"، لافتا إلى ان "المطار أقلعت منه طائرة السوخوي التي قصفت خان شيخون".
صورة من: 2017 Google Maps
في خطابه الموجه للأمة قال الرئيس ترامب :" شن الديكتاتور السوري بشار الأسد هجوما مروعا بأسلحة كيميائية على مدنيين أبرياء... الليلة أمرت بتنفيذ ضربة عسكرية محددة الهدف في سوريا على المطار الذي شن منه الهجوم الكيميائي. إن من مصلحة الأمن القومي الحيوية للولايات المتحدة منع وردع انتشار واستخدام الأسلحة الكيميائية القاتلة".
صورة من: Reuters/C. Barria
وأتت الضربة العسكرية الأميركية بعيد فشل مجلس الأمن الدولي في الاتفاق على مشروع قرار ردا على "الهجوم الكيميائي" في خان شيخون. وقالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي في اجتماع لمجلس الأمن بشأن سوريا "عندما تفشل الأمم المتحدة بشكل دائم في واجبها بالتصرف بشكل جماعي... فهناك أوقات في حياة الدول نكون فيها مضطرين للتحرك من تلقاء أنفسنا".
صورة من: Reuters/S. Stapelton
وكان هجوم يرجح أنه كيماوي قد استهدف يوم الثلاثاء الماضي (الرابع من نيسان/أبريل 2017) مدينة خان شيخون في محافظة إدلب شمال غرب سوريا الواقعة بالكامل تحت سيطرة فصائل معارضة. وأودى الهجوم بحياة 86 شخصا بينهم 30 طفلا. ونفت الحكومة السورية قصفها بمواد "كيميائية". وأكدت دمشق وحليفتها موسكو أن الطيران الحربي السوري استهدف صباح الثلاثاء مستودعا للفصائل المعارضة يحتوي "مواد سامة".
صورة من: picture-alliance/ZUMA Wire/Syria Civil Defence
بقايا طائرة حربية سورية في قاعة الشعيرات بعد أن احترقت جراء الضربة الأمريكية بصاروخ أطلق من البحر المتوسط.
صورة من: picture-alliance/dpa/Sputnik/M. Voskresenskiy
تحديد الهدف من الجو لمخابئ الطائرات في قاعدة الشعيرات في سوريا
صورة من: picture alliance/AP Photo/Russian Defense Ministry Press Service
اجزاء من طائرة سورية دمرت تماما بعد سقوط الصواريخ الأمريكية على قاعدة الشعيرات الليلة الماضية.
صورة من: picture-alliance/dpa/Sputnik/M. Voskresenskiy