ترامب يصعد ضد "هارفارد" وتهديد بحرمانها من تسجيل طلاب أجانب
محمود حسين أ ف ب
١٧ أبريل ٢٠٢٥
صعد الرئيس الأمريكي الانتقادات ضد جامعة هارفارد العريقة وقال إنها "مهزلة تُعلّم الكراهية والغباء". وهددت إدارته بحرمان الجامعة من امتياز قبول طلاب أجانب. جاء ذلك بعد سحب تمويل فيدرالي للجامعة بأكثر من ملياري دولار.
هارفرد رفضت الخضوع لشروط ترامب وقالت إنها سبق وباشرت تدابير لمكافحة معاداة السامية منذ أكثر من سنة. صورة من: Charles Krupa/AP/picture alliance
إعلان
زاد دونالد ترامب انتقاداته لهارفارد مهدداً بحرمانها من الإعانات الفدرالية ومن حق قبول طلاب أجانب فيما أصبحت هذه المؤسسة العريقة هدفاً رئيسياً لحملته على الجامعات النخبوية الأميركية.
وأكد ترامب عبر شبكته للتواصل الاجتماعي تروث سوشال "هارفارد مجرد مهزلة تُعلّم الكراهية والغباء ولا ينبغي أن تتلقى تمويلا فدرالياً بعد الآن" بعد يومين على تجميد إعانات فدرالية للجامعة بقيمة 2.2 مليار دولار. وذكرت محطة "سي ان ان" وصحيفة "واشنطن بوست" الأربعاء أن دونالد ترامب طلب رسمياً من مصلحة الضرائب إلغاء الإعفاء الضريبي الممنوح لهارفارد.
وأعلنت وزيرة الأمن الداخلي الأمريكية كريستي نويم أمس الأربعاء إلغاء منحتين تابعتين للوزارة بقيمة إجمالية تزيد على 2.7 مليون دولار لجامعة هارفارد.
الجامعة تتمسك بمواقفها
وكانت رئاسة الجامعة خرجت بموقف لافت الاثنين بمعارضتها علناً طلبات إدارة ترامب التي تهدف خصوصاً بحسب البيت الأبيض إلى مكافحة معاداة السامية في الحرم الجامعية.
في هذه المواجهة التي تختزل المبارزة القائمة بين الرئيس المحافظ والجامعات الأمريكية الكبيرة، أكد ترامب أن هارفارد التي تأسست قبل أربعة قرون "لم يعد من الممكن اعتبارها مكاناً لائقاً للتعليم، ولا ينبغي إدراجها في أي من قوائم أفضل جامعات أو كليات العالم". وتابع يقول إن الجامعة توظف خصوصاً "يساريين راديكاليين ومغفلين".
وتتصدر الجامعة الواقعة في بوسطن وتضم نحو 30 ألف طالب وقد خرج من صفوفها 162 فائزاً بجوائز نوبل، منذ سنوات، تصنيف شنغهاي لمؤسسات التعليم العالي. إلا أنها باتت في مرمى حملات المحافظين على الجامعات الأمريكية التي يعتبرونها يسارية للغاية.
"أخفقت في حماية الطلاب اليهود"
وقد ازدادت هذه الحملات حدة في ربيع العام 2024 مع التعبئة الطلابية المؤيدة للفلسطينيين والاحتجاجات ضد الحرب في غزة. في تلك الفترة اتهم الجمهوريون الجمعات بأنها أخفقت في حماية الطلاب اليهود. واضطرت خصوصاً رئيستا هارفارد وكولومبيا إلى الاستقالة.
واشترط ترامب على هارفارد الثلاثاء تقديم "اعتذارات" وطلب من الجامعة تغيير سياساتها بما في ذلك كيفية اختيار الطلاب والموظفين، وإخضاع برامجها وأقسامها الأكاديمية لعمليات تدقيق، وانتقد إعفاءها من الضرائب معتبراً أنه يجب "فرض ضرائب عليها مثل كيان سياسي في حال واصلت الدفاع عن +جنونها+ السياسي والأيديولوجي المستوحى من الإرهاب أو المدعوم منه".
وتحظى الجامعة الخاصة بإعفاء من مصلحة الضرائب الفدرالية ومن ولاية ماساتشوستس.
ويتهم ترامب هارفارد وجامعات أخرى بالسماح بانتشار معاداة السامية في أحرامها. وبرّر ترامب وإدارته حملة الضغط على الجامعات بأنها رد على "معاداة جامحة للسامية"، عقب مظاهرات احتجاجية صاخبة ضد حرب غزة.
إعلان
سلسلة من الإجراءات
وطلبت إدارة ترامب من الجامعة اعتماد سلسلة من الإجراءات من بينها استطلاع لآراء الطلاب والأستاذة لمعرفة مواقفهم السياسية خصوصاً، وفي حال لم تذعن لهذه الشروط ستوقف السلطات الفدرالية الإعانات المخصصة لها.
إلا ان هارفارد رفضت الخضوع لهذه الشروط. وفي رسالة موجهة إلى الطلاب والأساتذة أشار رئيس الجامعة آلن غاربر إلى أن المؤسسة سبق وباشرت تدابير لمكافحة معاداة السامية منذ أكثر من سنة. وأكد أنها "لن تخلى عن استقلالها ولا حقوقها المضمونة في الدستور" ولا سيما حرية التعبير. وأضاف: "لا يمكن لأي حكومة مهما كان الحزب الحاكم، أن تملي على الجامعات الخاصة ما الذين ينبغي أن تدرسه ومن يمكنها القبول به وتوظيفه وما هي المواد التي يمكنها إجراء أبحاث بشأنها".
وقالت وزارة الأمن الداخلي في بيان إنّه "إذا لم تتمكن هارفارد من إثبات امتثالها الكامل لمتطلّبات الإبلاغ، فستفقد الجامعة امتياز قبول طلاب أجانب".
ويشكل الأجانب 27.2 % من طلاب هارفارد خلال السنة الدراسية الحالية وفقا لموقع الجامعة الإلكتروني. وقد أشاد مئات الأستاذة وشخصيات عدة في الحزب الديموقراطي من بينهم الرئيس السابق باراك أوباما، بموقف هارفارد.
وعلى نقيض هارفارد، وافقت جامعة كولومبيا على إجراء إصلاحات بالعمق ما اعتبره البعض استسلاماً أمام إدارة ترامب. لكن كولومبيا أكدت أنها سترفض "أي اتفاق يجعلنا نتخلى عن استقلالنا".
تحرير: عبده جميل المخلافي
الولاء قبل الكفاءة؟ ـ أهم شخصيات إدارة دونالد ترامب
في 20 كانون الثاني/يناير 2025، يعود دونالد ترامب الرئيس الأمريكي المنتخب، إلى البيت الأبيض، بعد أن غادره قبل أربع سنوات. في ألبوم الصور التالي نتعرف على أهم شخصيات فريق ترامب الحكومي.
صورة من: Evan Vucci/AP Photo/dpa/picture alliance
جي دي فانس - نائب الرئيس
كان جي دي فانس (40 عاماً) معارضاً لترامب فيما مضى، ووصفه بأنه "أحمق" ووصل به الأمر إلى نعته في حديث سري بأنه "هتلر أمريكا". ولكن بعد فترة وجيزة من ذلك، أصبح ترامب فجأة "أفضل رئيس عرفته على الإطلاق" - بعد أن ساعده الرئيس السابق في أن يصبح عضواً في مجلس الشيوخ عن ولاية أوهايو. ويعتبر نائب ترامب نفسه ممثلاً لـ "اليمين الجديد"، والجندي السابق في مشاة البحرية يعارض الإجهاض ومساعدة أوكرانيا.
صورة من: Jim Watson/AFP/Getty Images
ماركو روبيو – وزير الخارجية
وكان السيناتور عن فلوريدا هو الآخر من معارضي ترامب في السابق، ووصفه بأنه "ديكتاتور العالم الثالث". أما اليوم فقد تبدل الحال واختفت تلك النعوت. في آرائه المتعلقة بالسياسة الخارجية، هناك الكثير من القواسم المشتركة بين روبيو وترامب: يؤيد الابن لمهاجرين كوبيين سياسة أكثر صرامة تجاه الصين، ويدعم بشكل كبير للغاية إسرائيل، ويدفع من أجل إنهاء سريع للحرب الأوكرانية.
صورة من: Evan Vucci/AP Photo/picture alliance
بيت هيجسيث - وزير الدفاع
بيت هيجسيث ودونالد ترامب يعرفان بعضهما البعض من خلال التلفاز. كمذيع في قناة فوكس نيوز المقربة من ترامب، أجرى الرجل البالغ من العمر 44 عاماً مقابلات متكررة مع ترامب خلال رئاسته الأولى. ولا يكاد يتمتع هيجسيث بأي خبرة سياسية سابقة، وأدى الخدمة العسكرية في العراق وأفغانستان. ويعتبر هيجسيث من المؤيدين لإسرائيل. وينظر بعين التشكيك لوجود النساء في الجيش ويريد تقليص برامج المساواة بين الجنسين في الجيش.
صورة من: Evan Vucci/AP/dpa/picture alliance
مايك والتز - مستشار الأمن القومي
شارك النائب السابق في فلوريدا لأكثر من 20 عاماً في المهام القتالية كجندي في أفغانستان. يعتبر مايك والتز من "الصقور" ذوي المواقف الصارمة في السياسة الخارجية. ويرى أن الولايات المتحدة تخوض "حرباً باردة جديدة" مع الصين؛ ويؤيد مايك والتز من حيث المبدأ تقديم المساعدات لأوكرانيا، ولكنه يدعو إلى إعادة التفكير الاستراتيجي: إذ يتعين على أوروبا أن تشارك بشكل أكبر من أي وقت مضى.
صورة من: Rod Lamkey/AP Photo/picture alliance
إيلون ماسك - مستشار "الكفاءة الحكومية"
يبدو رجل الأعمال الملياردير إيلون ماسك في وضعية خضوع لترامب، فهل سيبقى الأمر على هذا النحو؟ لقد عين ترامب رئيس منصة "إكس" وشركة "تسلا" مستشاراً له بشأن "الكفاءة الحكومية" - وينبغي عليه خفض الإنفاق بشكل جذري. يشيد ترامب بانتظام بماسك. لكن ماسك هو في المقام الأول رجل أعمال. فهل سيتبع نهج ترامب الصارم تجاه الصين على المدى الطويل؟
صورة من: JIM WATSON/AFP via Getty Images
تولسي جابارد – منسقة المخابرات
أثار ترشيحها موجة من الغضب؛ ويعود السبب إلى أن تولسي جابارد أظهرت تفهماً للهجوم الروسي على أوكرانيا ونشرت الدعاية الروسية دون انتقاد في عدة مناسبات. وفي الآونة الأخيرة، كانت الديمقراطية السابقة منتقدة شرسة لحكومة بايدن - خاصة فيما يتعلق بمساعدتها لأوكرانيا. وقد أشاد التلفزيون الرسمي الروسي بتعيينها كمنسقة جديدة للاستخبارات الأمريكية.
صورة من: Jeenah Moon/REUTERS
كريستي نوم – وزيرة الأمن الداخلي
تعتبر حاكم ولاية داكوتا الجنوبية من المحافظين المتشددين. كتبت ذات مرة في كتاب أنها أطلقت النار على كلبتها لأنها "لم تستجب للتدريب". وبذلك أرادت أن تظهر أنها مستعدة- إذا لزم الأمر - "لاتخاذ قرارات صعبة وقذرة وقبيحة". وباعتبارها وزيرة للأمن الداخلي، فهي مكلفة الآن بتنسيق مكافحة الهجرة غير النظامية.
صورة من: Rod Lamkey/CNP/picture alliance
مات غايتس - وزير العدل
مات غايتس شخصية مثيرة للجدل. خضع وزير العدل المستقبلي للتحقيق عدة مرات بعدة تهم، من بينها ممارسة الجنس مع قاصر وتعاطي المخدرات والرشوة. وفي عام 2017، كان العضو الوحيد في مجلس النواب الذي صوت ضد تشديد قانون الاتجار بالبشر. وألقى باللوم على المتطرفين اليساريين في اقتحام مبنى الكابيتول.
صورة من: Evan Vucci/AP Photo/picture alliance
شون دافي - وزير النقل
وصل مذيع تلفزيوني آخر إلى حكومة ترامب: عمل شون دافي في قناة فوكس نيوز، قبل أن يصبح عضواً عن الجمهوريين في الكونغرس عن ولاية ويسكونسن. وكوزير للنقل، يقول ترامب، إن شون دافي "سيبشر بالعصر الذهبي للسفر"، دون أن يأتي على ذكر الحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون أو التنقل الكهربائي. وحسب ترامب، سيعيد الوزير تعزيز حركة النقل الجوي الداخلية في الولايات المتحدة من جديد.
صورة من: Susan Walsh/AP/picture alliance
دوغ بورغوم – وزير الداخلية
كان الرجل البالغ من العمر 67 عاماً حاكماً سابقاً لولاية داكوتا الشمالية، التي يقوم اقتصادها على إنتاج النفط والزراعة، وتعتبر قريبة من عالم الأعمال. وباعتباره وزيراً للداخلية، فمن المتوقع أيضاً أن يرأس "مجلس الطاقة الوطني" الذي تم إنشاؤه حديثاً. وفي الوقت نفسه، فهو مسؤول عن المتنزهات الوطنية، التي من المفترض بناء على رغبة ترامب فتحها بشكل أكبر أمام إنتاج النفط والغاز.
صورة من: Anna Moneymaker/Getty Images
كريس رايت – وزير الطاقة
الرئيس التنفيذي لشركة نفط كريس رايت يناسب ذوق ترامب على المسطرة؛ فهو مثله منكر للتغير المناخي، وشبّه كفاح الديمقراطيين ضد الانحباس الحراري العالمي بالشيوعية السوفييتية. وهو من المدافعين عن الوقود الأحفوري. وفي عام 2019، شرب سائل التكسير الهيدروليكي أمام الكاميرا ليُظهر أن طريقة استخراج الغاز باستخدام ذلك السائل غير ضارة.
صورة من: John Angelillo/UPI Photo/newscom/picture alliance
توم هومان – المفوض بشؤون حراسة الحدود
كمدير لوكالة مراقبة الحدود في فترة ترامب الأولى، كان هومان مسؤولاً عن سياسة عدم التسامح المطلق مع المهاجرين غير النظاميين القادمين من المكسيك. وفي عام 2014، قال إن فصل الأطفال عن والديهم كان "وسيلة فعالة لردع الراغبين بعبور الحدود بشكل غير شرعي". والآن يتعين عليه مرة أخرى أن يتخذ إجراءات صارمة ضد الهجرة غير الشرعية.
صورة من: Lev Radin/ZUMA/picture alliance
روبرت ف. كينيدي جونيور – وزير الصحة
وزير الصحة المقبل معارض صريح للتطعيم وقد جذب الانتباه في الماضي لنشره تقارير كاذبة حول جائحة كوفيد. إنه روبرت إف كينيدي جونيور، ابن شقيق الرئيس الديمقراطي السابق جون إف كينيدي، الذي مات اغتيالاً. خلال الحملة الانتخابية، وصفه ترامب بأنه "أغبى عضو في عائلة كينيدي" - والآن يعتقد أنه ذكي بما يكفي لتولي منصب وزير الصحة.
صورة من: Morry Gash/AP Photo/File/picture alliance
سوزي وايلز - كبيرة موظفي البيت الأبيض
حتى وقت قريب، لم يكن أحد يعرفها تقريباً. عملت سوزي وايلز لصالح الجمهوريين لمدة 40 عاماً كخبيرة استراتيجية ولكن خلف الكواليس. وكانت سوزي وايلز عضواً في فريق حملة رونالد ريغان وأدارت بعد ذلك حملات حاكمي فلوريدا ريك سكوت ورون ديسانتيس، وحملة دونالد ترامب الرئاسية. وفاز جميع من سبق ذكرهم. الآن ستصبح المحافظة القوية أول امرأة تتولى منصب كبيرة موظفي البيت الأبيض.
أعده للعربية: خالد سلامة