زيلينسكي "أمام خيار صعب"..ترامب يضغط عليه وبوتين يتوعد بلاده
خالد سلامة أ ف ب، د ب أ، أ ب، رويترز
٢١ نوفمبر ٢٠٢٥
يجد الرئيس الأوكراني زيلينسكي نفسه أمام "واحدة من أصعب اللحظات"، إذ وضع له ترامب مهلة لقبول خطته للسلام، التي قال بوتين إنها يمكن "أن تشكل أساسا لتسوية نهائية" للنزاع، متوعدا بالسيطرة على مزيد من الأراضي إذا رفضتها كييف.
الرئيس الاوكراني فولوديمير زيلينسكي: "أوكرانيا تواجه خياراً بين خسارة شريك رئيسي وكرامتها الوطنية في واحدة من أخطر اللحظات في تاريخنا" (أرشيف)صورة من: Office of the President of Ukraine/YouTube
إعلان
عبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الجمعة (21 تشرين الثاني/نوفمبر 2025) عن اعتقاده بأن يوم الخميس المقبل هو الموعد النهائي المناسب لأوكرانيا لقبول مقترح السلام الذي تدعمه الولايات المتحدة لإنهاء الحرب مع روسيا. وقال ترامب في مقابلة إذاعية "لدى مواعيد نهائية كثيرة، ولكن إذا سارت الأمور على ما يرام، فمن الطبيعي تمديدها. لكننا نعتقد بأن يوم الخميس (27/11/2025) هو الوقت المناسب".
ورأى الرئيس الأمريكي أنه اذا استمرت المعارك فإن الأوكرانيين "سيخسرون خلال وقت قصير" الأراضي التي سيتنازلون عنها لروسيا بموجب الخطة. وأضاف في إشارة إلى المقاتلين الأوكرانيين "كانوا شجعانا جدا".
واكد أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "لا يريد الاستمرار في الحرب"، وذلك لدى سؤاله عن احتمال ان تهاجم روسيا دولا أخرى في المنطقة في مرحلة لاحقة.
خطة ترامب لأوكرانيا.. مكافأة موسكو ومعاقبة كييف؟
30:03
This browser does not support the video element.
وتصب الخطة المؤلفة من 28 بنداً، والتي قدمتها الولايات المتحدة لأوكرانيا، في مصلحة عدد من المطالب الروسية، بينما لم توضح مصير الضمانات الأمنية لكييف. وقال مصدران مطلعان إن واشنطن هددت بقطع الدعم الرئيسي عن كييف ما لم توافق على إطار العمل المقترح.
وقدمت واشنطن لأوكرانيا مقترحاً يشمل شروطا منها تنازل كييف عن مزيد من الأراضي وتقليص حجم جيشها وفرض قيود على انضمامها إلى حلف شمال الأطلسي.
إعلان
بوتين: الخطة يمكن "أن تشكل أساسا لتسوية نهائية" للنزاع
من جانبه قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الجمعة إنه تلقى الخطة التي اقترحتها الولايات المتحدة بشأن أوكرانيا ويعتقد أنها يمكن أن تكون أساسا لحل نهائي للصراع.
وأضاف بوتين خلال اجتماع حكومي بثت وقائعه القنوات الروسية، أن الخطة الأمريكية "يمكن أن تشكّل أساسا لتسوية سلمية نهائية، لكن هذه الخطة لا تُناقش معنا بشكل ملموس". الرئيس الروسي توعد بالسيطرة على مزيد من الأراضي إذا رفضت كييف المقترح الأمريكي.
وتابع "نحن مستعدون لإجراء مفاوضات سلمية وحل المشكلات بالطرق السلمية. ومع ذلك، يتطلب هذا بطبيعة الحال مناقشة معمّقة لكل تفاصيل الخطة المقترحة. ونحن مستعدون لذلك". وكشف عن أن الأمريكيين طلبوا روسيا "تقديم بعض التنازلات، وإبداء مرونة".
وفي رسالة مباشرة قال بوتين: "أوكرانيا وحلفاؤها الأوروبيون ما زالوا يخدعون أنفسهم ويحلمون بإلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا في ساحة المعركة"، مؤكدا أن موسكو مستعدة، في حال الرفض، لتحقيق أهدافها "بالسلاح، في إطار كفاح مسلح".
زيلينسكي: "أوكرانيا تواجه خياراً صعباً للغاية"
ومن جانبه، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لنائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس خلال محادثات هاتفية الجمعة، حسب ما كتب على تلغرام إن "أوكرانيا احترمت دائماً ولا تزال تحترم رغبة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في وضع حد لحمام الدماء، ونتعامل مع كل اقتراح واقعي في شكل إيجابي"، وذلك بعيد إعلانه رفض الخطة الأمريكية للسلام في أوكرانيا مؤكداً أنه لن "يخون" بلاده.
وأكد الرئيس الأوكراني في وقت سابق اليوم الجمعة أنه لن يضر بمصالح كييف في عملية السلام التي تقودها الولايات المتحدة مشيراً إلى أن بلاده تواجه خياراً بين خسارة شريك رئيسي وكرامتها الوطنية في واحدة من أخطر اللحظات في تاريخها.
وتعهد زيلينسكي في بيان مصور بالتعاون مع الولايات المتحدة بشأن الخطة، وعبر عن توقعه في أن تُمارس مزيد من الضغوط السياسية خلال الأسبوع المقبل. وطالب زيلينسكي الأوكرانيين بالاتحاد في مواجهة ما وصفه بأنها مساع روسية إضافية لعرقلة عملية السلام.
وقال زيلينسكي "نمر الآن بواحدة من أصعب اللحظات على مدار تاريخنا. الضغط على أوكرانيا بلغ أوجه في الوقت الحالي". وأضاف "الآن، ربما تواجه أوكرانيا خياراً صعباً للغاية، إما فقدان الكرامة أو المخاطرة بفقدان شريك رئيسي".
وتحقق روسيا تقدماً مطرداً في ساحة المعركة، وتشن هجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة على منظومة الطاقة الأوكرانية، في ظل ظهور أزمة سياسية داخلية على خلفية تحقيق فساد واسع النطاق شمل مسؤولين كبارا ونخبة من رجال الأعمال.
تحرير: عبده جميل المخلافي
بوتين في صور - من عميل للمخابرات إلى زعيم للكرملين
استطاع فلاديمير بوتين أن يتدرج في حياته من منصب عميل للاستخبارات السوفياتية إلى رئيس لروسيا. بوتين حقق فوزاً كاسحاً في 19 مارس/ آذار 2018 ليظفر بولاية رابعة عن عمر يناهز 65 عاما. بالصور: محطات بارزة في حياة بوتين.
صورة من: picture-alliance/dpa/A.Zemlianichenko
طفولة بسيطة
ولد في 7 أكتوبر/تشرين الأول 1952 في لينينغراد (سانت بطرسبورغ حاليا)؛ فلاديمير بوتين، الذي يعتبر "أقوى رجل" في روسيا اليوم، حصل على الدكتوراه في فلسفة الاقتصاد. وتخرج في كلية الحقوق عام 1975 متخصصا في العلاقات الدولية. يجيد بوتين اللغتين الألمانية والإنجليزية. وعُرف عنه الاهتمام بفنون الدفاع عن النفس كما عمل مدرسا للعبة السامبو في عام 1973.
صورة من: picture-alliance/dpa/A.Zemlianichenko
عين لدى المخابرات السوفياتية
قبل أن يصبح فلاديمير بوتين رئيسا لروسيا، تدرج في مهمات عديدة. ابن مدينة سانت بطرسبورغ الروسية، عاصر الشيوعية وانضم إلى المخابرات السوفييتية (كي جي بي) كعميل لديها في ألمانيا الشرقية سابقا. غادر البلاد سنة 1985 ليعود إليها بعد خمس سنوات. وبعد رجوعه عام 1990 بدأت حياة بوتين السياسية انطلاقا من بلدية سانت بطرسبورغ.
صورة من: picture alliance/Globallookpress/Russian Archives
تدرج في السلطة
عمل بوتين رئيسا للجنة الاتصالات الخارجية في سانت بطرسبورغ. وفي عام 1996 أصبح نائبا لمدير الشؤون الإدارية في الرئاسة الروسية. عام 1997، تقلد بوتين منصب نائب مدير ديوان الرئيس الروسي وعمل رئيسا لإدارة الرقابة العامة في الديوان. وفي عام 1998 حقق قفزة كبيرة إذ عينه الرئيس الراحل يلتسين رئيسا للوزراء.
صورة من: Imago/ITAR-TASS
بداية الرئاسة
بعد تنحي يلتسن أصبح بوتين رئيسا لروسيا بالوكالة، وبالتحديد يوم 31 ديسمبر/كانون الأول 1999. وبعد ذلك بسنة، أي في مارس/آذار 2000، تقدم للانتخابات الرئاسية وفاز فيها. واستطاع بوتين في ظرف ثلاثة أشهر أن يسيطر على وسائل الإعلام. كما عرفت هذه المرحلة بالقضاء على التمرد في الشيشان حيث استخدم بوتين القبضة الحديدية.
صورة من: picture-alliance/dpa/ITAR-TASS
ولاية ثانية
أعيد انتخاب بوتين في عام 2004 لولاية رئاسية ثانية، بعد فوز كاسح ناهز 70 بالمائة من الأصوات. بوتين، الذي استفاد من النمو الاقتصادي ببلده لم يفلح في إنجاح علاقته بالغرب في هذه الفترة، وعرفت علاقة الجانبين توترا رفع من حدته اندلاع "الثورات الملونة" بجورجيا وأوكرانيا.
صورة من: AP
نقاهة لم تستمر لأكثر من ولاية!
لأن الدستور الروسي يمنع تولي أكثر من ولايتين متتاليتين، لم يتمكن بوتين من الترشح لولاية ثالثة عام 2008. فتبادل الأدوار مع رئيس حكومته ديمتري مدفيديف الذي نجح في انتخابات الرئاسة. حينها اكتفى بوتين بمنصب رئيس الوزراء لمدة أربع سنوات.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Druzhinin
عودة "القيصر"
عاد "القيصر"، كما يلقبه كثيرون، إلى رئاسة روسيا لولاية ثالثة بعد أن فوزه في 4 مايو/أيار2012 بالانتخابات الرئاسية مرة أخرى. وقد حصل بوتين حينها على 63.6%. وتم انتخابه حينها وسط احتجاجات المعارضة الروسية وبعض المنظمات الدولية، التي تحدثت عن خروقات مست الانتخابات التي نصبت بوتين رئيسا للبلاد.
صورة من: picture-alliance/dpa/ITAR-TASS/A. Novoderezhkin
تمدد في دول الجوار
كانت الثورة الأوكرانية وتبعاتها فرصة استراتيجية بالنسبة لبوتين، حيث ضم "شبه جزيرة القرم" في أوائل 2014. وقد أجري في 16 مارس استفتاء في القرم للانفصال عن أوكرانيا والانضمام لروسيا، وجاءت النتيجة لصالح روسيا بنسبة 95%. شبه جزيرة القرم، التي كانت جزءا من روسيا القيصرية، عمل بوتين جاهدا على استرجاعها. ويرى البعض أن بوتين سعى بهذه الخطوة إلى إظهار قوة روسيا واختبار تمددها السياسي في دول الجوار.
صورة من: Getty Images/AFP/S. Bobok
الأزمة السورية ودعم الأسد
لم يبق بوتين بعيدا عن الأوضاع السياسية في الشرق الأوسط، وبالأخص في القضية السورية حيث تدخلت بلاده عسكريا هناك. ويرى محللون أن استمرار الرئيس بشار الأسد في منصبه يعود بشكل كبير للدعم الذي تلقاه من بوتين، إلى جانب الأطراف الأخرى. كما يرون أن بوتين يسعى للاستفادة عسكريا وسياسيا واقتصاديا من خلال وجود قواته في سوريا التي يحرص على استمرار العلاقة التي جمعت بلده بها تاريخيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/XinHua/A. Safarjalani
نصر للمرة الرابعة
"سأرشح نفسي لمنصب رئيس روسيا الاتحادية، وأثق أن كل شيء سيكون على ما يرام" بهذا أعلن فلاديمير بوتين عن نيته في خوض غمار الانتخابات لعام 2018. بوتين الذي قال جملته هذه في 6 ديسمبر 2017، استطاع أن يحققها على أرض الواقع ويفوز برهان الولاية الرابعة لمدة ست سنوات. الأصوات. إعداد: مريم مرغيش.