ترامب يحشد جهوده لإنهاء حرب أوكرانيا ويرسل مبعوثه إلى موسكو
صلاح شرارة أ ف ب، رويترز، د ب أ
٢٥ نوفمبر ٢٠٢٥
في ظل تصاعد الضربات المتبادلة بين موسكو وكييف، يلوح في الأفق بصيص أمل لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات. فقد أعلن الرئيس ترامب عن تفاؤله بقرب التوصل إلى اتفاق سلام، فيما تستمر الاتصالات مع موسكو.
أعلن رستم عمروف، أمين مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني، عن التوصل إلى "فهم مشترك" مع واشنطن بشأن البنود الأساسية للاتفاق، مشيراً إلى الاعتماد على دعم الشركاء الأوروبيين في الخطوات المقبلة. صورة من: Jonathan Ernst/REUTERS
إعلان
رغم الضربات المتبادلة بين موسكو وكييف، التي استهدفت منشآت للطاقة والعاصمة الأوكرانية ومنطقة روستوف الروسية، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الثلاثاء (25 نوفمبر/ تشرين الثاني 2025) عن تفاؤله بقرب التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب في أوكرانيا. وقال ترامب في فعالية بالبيت الأبيض: "الأمر ليس سهلا، لكن أعتقد أننا قريبون جدا من التوصل إلى اتفاق. سنرى"، دون الكشف عن تفاصيل إضافية.
لكن ترامب أعلن بعد ذلك أنه كلف المبعوث الخاص ستيف ويتكوف بلقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو على أمل وضع اللمسات الأخيرة على خطة سلام لإنهاء الحرب في أوكرانيا. وقال في منشور على موقع تروث سوشيال "لم يتبق سوى بعض نقاط الخلاف"، مشيرا إلى أن وزير الجيش الأمريكي دان دريسكول سيلتقي بالجانب الأوكراني.
وأشار ترامب إلى أنه يمكن أن يجتمع في نهاية المطاف مع بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ولكن ليس قبل إحراز مزيد من التقدم في المفاوضات.
وتابع ترامب في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي "سيتم إطلاعي على كل التقدم المحرز، إلى جانب نائب الرئيس جيه دي فانس ووزير الخارجية ماركو روبيو ووزير الحرب بيت هيجسيث، ورئيسة موظفي البيت الأبيض سوزي ويلز. وأضاف: "أتطلع إلى الاجتماع مع الرئيس زيلينسكي والرئيس بوتين قريبا، ولكن فقط عندما يصبح اتفاق إنهاء هذه الحرب نهائيا أو في مراحله النهائية".
خطة السلام الأمريكية تخضع لتعديلات
وأعلن ترامب أن خطته لإنهاء الحرب في أوكرانيا شهدت "تعديلات دقيقة"، بينما أكدت مصادر مطلعة أن النسخة الأحدث من الخطة الأمريكية للسلام باتت أكثر ملاءمة لكييف، إذ تسمح لها بالاحتفاظ بجيش قوامه 800 ألف جندي، مقارنة بـ600 ألف في النسخة الأولية. ومع ذلك، أقر مسؤولون أمريكيون بوجود قضايا "حساسة" لا تزال عالقة.
واعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن روسيا "تفتقر بوضوح للرغبة في وقف إطلاق النار"، داعياً إلى مواصلة الضغط عليها. وأوضح أن موسكو لم تُبدِ أي استعداد لمناقشة مسودة الخطة الأمريكية التي جرى تعديلها بعد محادثات في جنيف نهاية الأسبوع الماضي.
تفاهم أمريكي-أوكراني وتفاصيل الخطة لا تزال غامضة
بينما أعلن رستم عمروف، أمين مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني، عن التوصل إلى "فهم مشترك" مع واشنطن بشأن البنود الأساسية للاتفاق، مشيراً إلى الاعتماد على دعم الشركاء الأوروبيين في الخطوات المقبلة.
وعلى موقع إكس قال عمروف: "نتطلع إلى ترتيب زيارة الرئيس الأوكراني إلى الولايات المتحدة في أقرب وقت في نوفمبر/ تشرين الثاني لاستكمال الخطوات المتبقية والتوصل إلى اتفاق مع الرئيس ترامب".
الخطة الأمريكية التي طرحت الأسبوع الماضي تضمنت 28 بنداً، لكن النسخة الحالية تركز على نحو 20 نقطة، مع تأجيل مناقشة القضايا الأكثر حساسية مثل الحدود المستقبلية وحظر تمركز قوات الناتو في أوكرانيا.
تحالف دولي يبحث الضمانات الأمنية
فيما عقد قادة "تحالف الراغبين" الداعم لأوكرانيا ويضم 30 بلدا اجتماعا بالفيديو الثلاثاء. وقال مسؤولون في الرئاسة الفرنسية إن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو انضم اليوم الثلاثاء إلى الاجتماع عبر الفيديو بشأن الضمانات الأمنية لأوكرانيا بعد الحرب. وهذه هي المرة الأولى التي ينضم فيها مسؤول أمريكي رفيع المستوى إلى التحالف.
وأضاف المسؤولون للصحفيين أن القادة قرروا في الاجتماع الذي شارك في رئاسته كل من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر تشكيل فريق عمل بين الولايات المتحدة ودول التحالف "لترسيخ" هذه الضمانات الأمنية.
ومن جهته، أبلغ الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي حلفاءه الثلاثاء باستعداد كييف "للمضي قدما" في "إطار عمل" جديد لخطة أمريكية لإنهاء القتال مع روسيا، لكن لا تزال هناك "نقاط حساسة" يرغب في مناقشتها مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب. وقال زيلينسكي لقادة "تحالف الراغبين"، وفق نسخة من خطابه "لدى أوكرانيا الإطار الذي وضعته فرقنا في جنيف. هذا الإطار مطروح على الطاولة، ونحن مستعدون للمضي قدما معا". وأكد الرئيس الأوكراني بحسب نص الخطاب أنه "مستعد للقاء الرئيس ترامب، ولا تزال أمامنا نقاط حساسة لمناقشتها".
إعلان
زيلينسكي: مبادئ الخطة الجديدة قد تؤدي إلى "اتفاقيات أعمق"
وفي خطابه اليومي الثلاثاء، قال الرئيس الأوكراني إن "مبادئ" الخطة الأمريكية المُعدّلة لإنهاء الحرب مع روسيا قد تُفضي إلى "اتفاقيات أعمق"، مشيرا إلى أن "الأمور باتت تعتمد بشكل كبير" على واشنطن. وأضاف زيلينسكي: "يمكن توسيع مبادئ هذه الوثيقة لتشمل اتفاقيات أعمق". وتابع: "أعول على مزيد من التعاون الفعال مع الجانب الأمريكي ومع الرئيس (دونالد) ترامب. الأمور باتت تعتمد بشكل كبير على أمريكا، لأن روسيا تُولي اهتماما كبيرا للقوة الأميركية".
ومن جانبه، تحدث البيت الأبيض عن "تقدم هائل" نحو اتفاق السلام، لكنه أشار إلى وجود تفاصيل تحتاج إلى مزيد من المحادثات بين الأطراف المعنية. وفي أبوظبي، وصف مسؤولون أمريكيون المحادثات مع الوفد الروسيبأنها "جيدة" و"تسير على ما يرام".
تحرير: عادل الشروعات
حرب أوكرانيا ـ 3 سنوات من الدمار والقتل والتشريد.. والنتيجة؟
مرّت ثلاث سنوات منذ شنّت روسيا هجومها الشامل على أوكرانيا، مما أسفر عن مقتل الآلاف وتشريد ملايين الأشخاص، بالإضافة إلى دمار واسع النطاق. واليوم، يساور الأوكرانيين القلق بشأن كيفية نهاية هذه الحرب.
صورة من: Serhii Chuzavkov/Avalon/Photoshot/picture alliance
تهديد متزايد
في أواخر 2021، أظهرت صور الأقمار الصناعية تجمع القوات الروسية والأسلحة الثقيلة بالقرب من بلدة يلنيا على حدود بيلاروسيا. وفي 11 نوفمبر من نفس العام، حذر وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكين، الرئيس الروسي بوتن من غزو أوكرانيا. لكن رغم هذا التحذير، قرر بوتن في 24 فبراير 2022 شن غزو واسع النطاق لأوكرانيا
صورة من: Maxar Technologies/AFP
بداية الحربـ هجوم شامل
في 24 فبراير، سقطت صواريخ على عدد من المدن الأوكرانية، مثل كييف وأوديسا وخاركوف. في كييف، أُضرمت النيران في مبنى عسكري أثناء الهجمات. وبدأت الحرب التي أصرت موسكو على تسميتها "عملية خاصة"
صورة من: Efrem Lukatsky/AP Photo/picture alliance
العنف في بوتشا
في غضون أسابيع، تمكّن الأوكرانيون من طرد القوات الروسية من المدن الشمالية. وبعد ذلك، ظهرت جرائم الحرب إلى العلن، وانتشرت صور لمدنيين تعرضوا للتعذيب والقتل في بوتشا، قرب كييف. وأعلنت السلطات أن أكثر من 1100 مدني قُتلوا في المنطقة. وأظهرت تحقيقات استقضائية أن العنف كان ممنهجا ومخططاً.
صورة من: Serhii Nuzhnenko/AP Photo/picture alliance
الحياة وسط الدمار
وفقًا لموسكو، كان من المفترض أن تستمر "العملية الخاصة" في أوكرانيا لمدة ثلاثة أيام فقط. لكن بعد ثلاث سنوات، لا تزال الحرب مستمرة. وتشير أحدث التقارير الصادرة عن معهد دراسات الحرب إلى أن روسيا تسيطر حاليًا على حوالي 20% من الأراضي الأوكرانية، معظمها في الشرق. تم التقاط هذه الصورة في دونيتسك، شرق أوكرانيا، في مايو/أيار 2023.
صورة من: Sofiia Gatilova/REUTERS
ضم مناطق أوكرانية إلى روسيا
في سبتمبر/أيلول 2022، ضمت روسيا أربع مناطق أوكرانية — لوغانسك، ودونيتسك، وزابوروجيا، وخيرسون — بمساحة تقدر بحوالي 90,000 كيلومتر مربع. وبعد عام، إجراء انتخابات في هذه المناطق في تصويت وصف بـ "الانتهاك الصارخ للقانون الدولي". فاز حزب روسيا الموحدة بقيادة بوتين في جميع المناطق بأكثر من 70% من الأصوات.
صورة من: Alexander Ermochenko/REUTERS
فرار الملايين من الحرب
أجبرت الحرب في أوكرانيا الملايين على الفرار، مما أدى إلى موجة هجرة كبيرة لم تشهدها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. وفقًا للأمم المتحدة، نزح 3.7 مليون شخص داخل أوكرانيا بسبب القتال. وغادر البلاد أكثر من 6 ملايين شخص أوكرانيا وتوجهوا إلى أوروبا، خاصة إلى بولندا وألمانيا.
صورة من: Filip Singer/EPA-EFE
ماريوبول، مدينة المقاومة الأوكرانية
في عام 2022، استمر حصار روسيا لمدينة ماريوبول الجنوبية لمدة 82 يومًا. تعرضت المدينة لقصف كثيف وتحصن آخر المقاتلين الأوكرانيين في مصنع للصلب. وبعد أن قصفت روسيا مستشفى، انتشرت صورة لامرأة حامل يتم إجلاؤها حول العالم. التقط صحفيون أوكرانيون الصورة، وفازوا لاحقًا بجائزة الأوسكار عن فيلمهم الوثائقي "20 يومًا في ماريوبول".
صورة من: Evgeniy Maloletka/AP/dpa/picture alliance
قصف طريق الاتصال الوحيد بشبه جزيرة القرم.
يُعد جسر القرم، الذي يمتد بطول 19 كيلومترًا (حوالي 12 ميلًا)، الأطول في أوروبا، ويربط جنوب روسيا بشبه جزيرة القرم. في أكتوبر\تشرين الأول 2022، تعرض الجسر لأضرار نتيجة قنبلة زرعها الأوكرانيون، مما جعله قابلاً للاستخدام جزئيًا. وفي يوليو/تموز2023، تعرض الجسر لأضرار أخرى بسبب القوات الأوكرانية.
صورة من: Alyona Popova/TASS/dpa/picture alliance
كارثة بيئية
في 6 يونيو/حزيران 2023، أدى انفجار إلى تدمير سد كاخوفكا وتفريغ نهر دنيبرو. وبينما تبادلت أوكرانيا وروسيا الاتهامات بشأن المسؤولية عن الحادث، كانت روسيا تسيطر على السد في ذلك الوقت. أسفر الفيضان الناتج عن الانفجار عن كارثة بيئية واسعة النطاق، دمرت آلاف المنازل وأدت إلى سقوط مئات القتلى.
صورة من: Libkos/AP Photo/picture alliance
استهداف البنية التحتية للطاقة
استهدفت روسيا بشكل منهجي البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا. بعد عام من الغزو، دُمرت 76% من محطات الطاقة الحرارية، وبحلول سبتمبر/أيلول 2024، ارتفع هذا الرقم إلى 95%. أدى ذلك إلى إضعاف شبكة الكهرباء في أوكرانيا، مما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي وتفاقم الوضع الإنساني، خصوصًا خلال فصل الشتاء.
صورة من: Sergey Bobok/AFP
أوكرانيا تهاجم الأراضي الروسية
في أغسطس/آب 2024، شنت القوات المسلحة الأوكرانية هجومًا على الأراضي الروسية لأول مرة. وفي مواجهة مقاومة ضئيلة على الحدود، تمكنت في البداية من السيطرة على نحو 1400 كيلومتر مربع (حوالي 540 ميلاً مربعاً) في منطقة كورسك. لكنها فقدت منذ ذلك الحين ثلثي الأراضي التي كانت قد احتلتها
صورة من: Roman Pilipey/AFP/Getty Images
حرب الدرون
تستخدم كل من روسيا وأوكرانيا الطائرات بدون طيار للاستطلاع والمراقبة، وكذلك لشن هجمات مستهدفة. ويقول الخبراء إن هناك حوالي 100 نوع مختلف من الطائرات بدون طيار قيد الاستخدام في أوكرانيا. وفي مارس/أذار 2024، قالت أوكرانيا إنها قادرة على تصنيع ما يصل إلى 4 ملايين طائرة بدون طيار سنويًا.
صورة من: Serhii Nuzhnenko/Radio Free Europe/Radio Liberty/REUTERS
تدمير هائل
خلفت ثلاث سنوات من الحرب آثارًا عميقة في أوكرانيا. في الشرق والجنوب، تحولت العديد من البلدات والقرى، التي دمرتها الهجمات الروسية، إلى مدن مهجورة. بلدة بوغوروديتشني في منطقة دونيتسك، التي تعرضت لهجوم مكثف من روسيا في يونيو/حزيران 2022، أصبحت الآن شبه خالية.
صورة من: Mykhaylo Palinchak/SOPA Images/ZUMA Press Wire/picture alliance
الحياة بعيدًا عن القتال
رغم استمرار الحرب، لا تقتصر كافة مناطق أوكرانيا على خط المواجهة، حيث تدور المعارك المباشرة. بعيدًا عن هذه المناطق، تستمر الحياة بشكل طبيعي. المحلات والمقاهي والمطاعم تواصل عملها، فيما يستعد السكان لانقطاع التيار الكهربائي بتركيب مولدات كهربائية.
صورة من: YURIY DYACHYSHYN/AFP
مستقبل مجهول للدعم الأمريكا
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحدث عن رغبته في إنهاء الحرب في أوكرانيا خلال "24 ساعة"، لكنه لم يحقق ذلك بعد. ومع ذلك، تثير علاقته الظاهرة مع روسيا ورغبته في الضغط على أوكرانيا للتنازل عن ثرواتها المعدنية لصالح الولايات المتحدة، بالإضافة إلى تبادل التصريحات القوية مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، القلق في أوكرانيا وبين حلفائها.