ترامب يشير إلى حل الدولتين وعباس يطالبه بإلغاء قراراته
٢٧ سبتمبر ٢٠١٨
فاجأ الرئيس الأمريكي ترامب الأمم المتحدة حين أعلن للمرة الأولى أنه يفضل قيام دولة فلسطينية تتعايش مع إسرائيل، ولكن من دون أن يكون لهذا الكلام وقع ملموس بشكل مباشر، فيما اتهمه الرئيس الفلسطيني عباس بتقويض جهود السلام.
إعلان
فاجأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجمعية العمومية للأمم المتحدة عندما تحدث عن تفضيله لحل الدولتين بالنسبة للصراع الفلسطيني الإسرائيلي. يأتي هذا الموقف بعدما نأى ترامب بنفسه عن مبدأ "حل الدولتين" الذي تبناه أسلافه منذ 2001 على الأقل، إلا أنه أعاد عقارب الساعة إلى الوراء على هامش انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقال ترامب خلال لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس الأربعاء: "أعتقد أن هذا هو الحل الأنجح. هذا ما أشعر به"، مضيفاً: "أعتقد بحق أن شيئاً ما سيحدث. حلمي أن أتمكن من فعل ذلك قبل انتهاء مدة رئاستي الأولى"، في إشارة إلى حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني.
ويتساءل المحللون عن التوقيت الذي اختاره ترامب لإعلان موقفه هذا وعن إمكان ترجمته في إطار خطة للسلام وعد بأن يعرضها خلال ثلاثة او أربعة اشهر بعد انتظار طويل. لكن موقف ترامب الجديد لم يرض الفلسطينيين ولن يجعلهم مستعدين لإعادة النظر في مقاطعتهم للإدارة الأمريكية، بعد سلسلة من الصدمات أبرزها نقل مقر السفارة الأمريكية إلى القدس ووقف تمويل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) وإغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن والاستمرار في عدم إدانة الاستيطان في الأراضي المحتلة.
من جانبه، اتهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس الخميس (27 أيلول/ سبتمبر 2018) إدارة الرئيس ترامب بتقويض الجهود الرامية إلى حل الدولتين، وذلك غداة إعلان الرئيس الأمريكي أنه سيكشف عن خطة سلام جديدة في الشرق الأوسط. وقال رئيس السلطة الفلسطينية أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة: "لقد تراجعت هذه الإدارة عن جميع التزامات الولايات المتحدة السابقة، وقوضت حل الدولتين وكشفت عن مزاعمها الكاذبة بشأن اهتمامها بالظروف الإنسانية للشعب الفلسطيني".
وأضاف عباس أن الدعم الاقتصادي والإنساني في الضفة الغربية وغزة لا يمكن أن يكون بديلاً عن حل سياسي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، حسب تعبيره.
ح.ع.ح/ ي.أ (أ.ف.ب/رويترز)
السفارة الأمريكية في القدس: يوم فرحت إسرائيل واحتج الفلسطينيون
فيما افتتحت الولايات المتحدة رسمياً سفارتها في القدس تزامناً مع احتفال دولة إسرائيل بالذكرى السبعين لقيامها، قُتل عشرات الفلسطينيين في تصاعد غير مسبوق لحدة المواجهات مع الجيش الإسرائيلي على حدود غزة.
صورة من: Reuters/I. Abu Mustafa
تدشين بمباركة إيفانكا
نقلت الولايات المتحدة الاثنين (5 مايو/ آيار2018) سفارتها من تل أبيب إلى القدس، بعد وعد الرئيس ترامب في نهاية العام الماضي، واعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل. الاستنكار الدولي والغضب الفلسطيني من الوعد لم يمنعا تحقيقه ومشاركة ابنته إيفانكا إلى جانب زوجها جاريد كوشنر في مراسم الافتتاح. إيفانكا شاركت متتبعيها على تويتر لحظات استقبالها من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أيضاً.
صورة من: Reuters/A. Cohen
حضور دبلوماسي من أمريكا
أعلن ترامب قبل أيام عدم حضوره لافتتاح السفارة الأمريكية في القدس، لكنه بعث وفداً دبلوماسياً يتكون من شخصيات مهمة داخل البيت الأبيض، على رأسهم وزير الخزانة ستيفن منوتشين ومساعد وزير الخارجية جون سوليفان، فضلاً عن إيفانكا ترامب وجاريد كوشنر. وستفتح مكاتب سفارة مؤقتة داخل مبنى القنصلية الأمريكية في القدس، في انتظار اختيار مبنى أكبر لها مستقبلاً.
صورة من: Reuters
"ترامب صديق الصهاينة"
زُينت شوارع القدس قرب السفارة الأمريكية الجديدة بالعلمين الاسرائيلي والأمريكي استعداداً للاحتفال بعهد جديد واستبدلت لافتات مرورية بأخرى تشير لموقع السفارة الكائن بحي أرنونا بالقدس. كما عُلقت لافتات تشيد بترامب كـ"صديق للصهاينة". شعار الصداقة حمل معه عقوداً من الحياد الأمريكي تجاه القضية، لكن اعتراف ترامب بالقدس كعاصمة لاسرائيل غير معالمها وجعل نتانياهو يقول: "إن نقل السفارة مدعاة للاحتفال".
صورة من: DW/D. Regev
ذكرى "قيام إسرائيل"
افتتاح السفارة الأمريكية وإقامة احتفال دبلوماسي بين أمريكا وإسرائيل، تعدى إلى المواطنين الاسرائليين الذين عبروا عن فرحتهم بانتقال السفارة إلى القدس. خاصة وأن هذا الحدث يصادف الذكرى السبعين "لقيام دولة إسرائيل" الاثنين (14 أيار/ مايو 2018) وفق التقويم الغريغوري. كما أن إسرائيل بدأت احتفالاتها التقليدية، قبل أيام، بمناسبة الذكرى 51 لـ "ضم القدس" أو "توحيد القدس"، وذلك وسط إجراءات أمنية مشددة.
صورة من: Getty Images/L. Mizrahi
احتفال مستمر
منذ أيام والأفراح والاحتفالات تسود المنطقة الغربية من القدس. ويشارك في هذا كل الإسرائليين باختلاف أعمارهم وأجناسهم استعدادا للاحتفال بـ "مرور 70 عاماً على قيام دولتهم". ووسط أغاني ممجدة للشعب اليهودي والدولة العبرية وللقدس، وفي جو من الرقص والسعادة الغامرة البادية على كل المشاركين في الإحتفالات، رفعوا علم إسرائيل معبرين عن "انتصار" انتظروه منذ عقود.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Gharabli
"نكبة جديدة"؟
يتزامن افتتاح السفارة الأمريكية في القدس قبل يوم من الذكرى السبعين لـ"النكبة"، عندما نزح أكثر من 760 ألف فلسطيني في حرب 1948. وعلى ما يبدو، فالفلسطينيون يحيون الذكرى السبعين للحدث بـ"نكبة جديدة" كما وصفتها اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.
صورة من: Reuters/M. Salem
سخط فلسطيني
في مقابل الأفراح الإسرائيلية، يعيش الفلسطينيون وسط أجواء من الحزن والسخط على قرار ترامب الذي يعترف فيه بأن بالقدس عاصمة لإسرائيل، وعن نقل سفارة دولته إلى القدس. هذا القرار الذي "استفز" الفلسطينيين باعتبارهم رافضين منذ البداية لـ"احتلال" إسرائيل للقدس كـ"عاصمة أبدية" منذ 1980، بغض النظر عن عدم اعتراف المجتمع الدولي بذلك، وفي ظل رغبة فلسطين في جعل القدس الشرقية عاصمة لدولتهم.
صورة من: Reuters/I. Abu Mustafa
رغم الوعيد.. اقتحموا السياج!
شارك الآلاف من الفلسطينيين في قطاع غزة في مسيرة إلى الحدود مع إسرائيل، وخاطر بعضهم مقتحماً السياج الأمني، رغم وعيد الجيش الإسرائيلي، ورغم أن طائرات سلاح الجو الإسرائيلي قد ألقت منشورات على قطاع غزة للتحذير من الاقتراب من السياج. كما أعلن الجيش الإسرائيلي، في وقت سابق، عن وضع قواته في حالة تأهب قصوى، فضلاً عن مضاعفة عدد وحدات جيشه المقاتلة وتعبئة الآلاف من شرطييه لضمان الأمن في السفارة ومحيطها.
صورة من: Reuters/B. Ratner
نار وغضب
العشرات من الشباب الفلسطينيين اجتازوا السياج الحدودي الفاصل شرق غزة وأضرموا النار في إطارات سيارات في الجانب الإسرائيلي من الحدود، كما ألقوا الحجارة على الجيش الاسرائيلي تعبيراً عن غضبهم من تدشين السفارة الأمريكية في القدس، وبينما يتهم الجيش الإسرائيلي حركة حماس بتحريض الفلسطينيين على اختراق السياج الحدودي، يشهد قطاع غزة "مسيرات العودة"، منذ نهاية آذار/ مارس2018.
صورة من: Reuters/M. Salem
"مذبحة رهيبة"
أسفرت المواجهات بين الجنود الإسرائيليين وفلسطينيين في الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل، قبل ساعات من تدشين مقر السفارة الأمريكية، عن سقوط عشرات القتلى، وإصابة أكثر من ألف فلسطيني بالرصاص الحي. المواجهة جاءت بعد أن ألقى فلسطينيون الحجارة على الجنود الإسرائيليين الذين ردوا بإطلاق النار. وعلى وقع ارتفاع القتلى والجرحى، اتهمت الحكومة الفلسطينية إسرائيل بارتكاب "مذبحة رهيبة" في قطاع غزة. إعداد: مريم مرغيش.