ترامب يرسل قوات إلى لوس أنجلوس ويهدد بتفعيل قانون التمرد
علاء جمعة د ب ا أ ف ب رويترز
١٠ يونيو ٢٠٢٥
يواجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انتقادات حادة بعد إرسال آلاف الجنود إلى لوس أنجلوس لقمع احتجاجات ضد سياسات الهجرة، فيما رفعت كاليفورنيا دعوى قضائية لوقف هذا النشر العسكري غير المسبوق.
ندد حاكم كاليفورنيا غافن نيوسوم بالنشر العسكري، واصفاً إياه بـ"تهديد للديمقراطية" و"تصرف استبدادي"،صورة من: Brian Cahn/ZUMA Press Wire/picture alliance
إعلان
أثار قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إرسال 4000 جندي من الحرس الوطني و700 من مشاة البحرية إلى لوس أنجلوس لقمع احتجاجات ضد سياسته المتشددة في الهجرة جدلاً واسعاً، حيث رفعت سلطات كاليفورنيا دعوى قضائية لمنع هذا النشر. وفيما يحتفل ترامب اليوم الثلاثاء 10 يونيو/ حزيران 2025 بالذكرى الـ 250 لتأسيس الجيش الأمريكي تتصاعد الانتقادات بسبب تهديده بتفعيل "قانون التمرد" لتوسيع صلاحيات القوات.
قانون التمرد وتداعياته
يسمح "قانون التمرد" لعام 1807 للرئيس بنشر القوات داخلياً في حالات استثنائية لاستعادة النظام، وهو أمر غير معتاد في الولايات المتحدة. تفعيل القانون سيمنح القوات صلاحيات إضافية، مما يثير مخاوف من تصعيد التوتر بين ترامب والإدارة الديمقراطية في كاليفورنيا. ودافع وزير الدفاع بيت هيغسيث عن قرار ترامب، مؤكداً حق وكالة الهجرة في العمل بأمان في جميع الولايات.
تصعيد في لوس أنجلوس
تتواصل الاحتجاجات في لوس أنجلوس منذ الجمعة ضد سياسات ترامب المتعلقة بالهجرة، حيث شهدت الليلة الماضية أعمال تخريب ونهب، وفقاً لشرطة المدينة. وقال ترامب إن بعض المتظاهرين "متمردون" مدعومون مالياً، دون تقديم أدلة، مضيفاً أنه نجح في "وقف العنف"، لكنه أشار إلى أن القوات ستبقى لمدة تصل إلى 60 يوماً حتى زوال الخطر. وتُقدر تكلفة نشر القوات بـ134 مليون دولار، بحسب وزارة الدفاع الأمريكية.
وأرسل ترامب 2100 جندي إضافي من الحرس الوطني إلى المدينة، ليرتفع إجمالي القوات إلى 4000 من الحرس الوطني و700 من مشاة البحرية، بتكلفة تقدر بـ134 مليون دولار، وفقاً لوزارة الدفاع. ويقتصر دور هذه القوات حالياً على حماية الممتلكات وموظفي إدارة الهجرة، لكن ترامب لم يستبعد تفعيل "قانون التمرد" لعام 1807، الذي يتيح للجيش إجراء اعتقالات ومداهمات في حالات استثنائية، مما أثار مخاوف من تصعيد التوتر مع السلطات المحلية.
الاحتجاجات على سياسة ترامب للهجرة.. نحو مزيد من التصعيد؟
24:52
This browser does not support the video element.
انتقادات وجدل
ندد حاكم كاليفورنيا غافن نيوسوم بالنشر العسكري، واصفاً إياه بـ"تهديد للديمقراطية" و"تصرف استبدادي"، وطالبالمحكمة بإصدار أمر قضائي لمنعه، مؤكداً أن نشر القوات بدون موافقته غير قانوني. كما اتهم نواب ديمقراطيون، مثل جيمي جوميز ونانسي بيلوسي، ترامب بـ"افتعال أزمة" لأغراض سياسية، وطلبت سلطات ولاية كاليفورنيا الثلاثاء من القضاء إصدار مذكرة لمنع نشر القوات العسكرية في شوارع لوس أنجلوس بعدما أرسل الرئيس دونالد ترامب مشاة البحرية والحرس الوطني عقب اندلاع احتجاجات على خلفية حملة ضد المهاجرين.
وقال حاكم الولاية نيوسوم "إرسال عناصر متمرسين بالقتال الحربي إلى الشوارع أمر غير مسبوق ويهدد جوهر ديموقراطيتنا" مضيفا أن "دونالد ترامب يتصرف كطاغية وليس كرئيس. نطلب من المحكمة تعطيل هذه الممارسات المخالفة للقانون فورا.
في المقابل، دافع رئيس مجلس النواب مايك جونسون عن ترامب، معتبراً أن نيوسوم "يعرقل تنفيذ القانون الاتحادي"، بينما دعا زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ جون ثون إلى تدخل فيدرالي بسبب "فشل السلطات المحلية".
إعلان
ترامب يحذر
في خضم هذه التطورات، حذر ترامب اليوم الثلاثاء من تنظيم أي احتجاج خلال العرض العسكري المقرر في واشنطن مطلع الأسبوع المقبل للاحتفال بالذكرى250 لتأسيس الجيش الأمريكي. وقال ترامب للصحفيين في المكتب البيضاوي "من يريد الاحتجاج سنواجهه بقوة كبيرة للغاية... لم أسمع حتى عن أي احتجاج، لكن كما تعلمون، هؤلاء أناس يكرهون بلدنا، لكنهم سيُواجهون بقوة كبيرة".
ويعتزم ترامب إلقاء كلمة اليوم في قاعدة فورت براغ بولاية كارولينا الشمالية، احتفالاً بالذكرى الـ250 لتأسيس الجيش الأمريكي، بحضور وزير الدفاع بيت هيغسيث ووزير الجيش دان دريسكول. ويأتي هذا الحدث وسط تصاعد التوتر بين الإدارة الفيدرالية والسلطات المحلية في كاليفورنيا، التي ترى في نشر القوات محاولة لتأجيج الفوضى واختبار حدود السلطة التنفيذية.
تحرير: عماد غانم
ترامب في ولايته الثانية.. قرارات صادمة وتصريحات غير دبلوماسية
هذه هي الولاية الثانية لدونالد ترامب، لكنه عازم على أن تكون فارقة في تاريخ بلاده، مجموعة من القرارات المثيرة للجدل، بلغت حد خلق صراع مع حلفائه و"انتهاك" مسلمات في السياسة الداخلية والخارجية لبلاده.
صورة من: Brendan Smialowski/AFP
ريفييرا "الشرق الأوسط"
خلال استقباله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بداية فبراير/شباط، أعلن ترامب عن رؤيته "المذهلة" لقطاع غزّة المدمر نتيجة الحرب. خطة ترامب تقضي بـ"السيطرة" على القطاع الفلسطيني وتحويله إلى "ريفييرا الشرق الأوسط". فاجأت هذه التصريحات الصحافيين الحاضرين وأثارت موجة غضب دولية وعربية، خصوصا أن ترامب طالب بتهجير الفلسطينيين قسريا إلى أماكن أخرى.
صورة من: Chip Somodevilla/Getty Images
حرب تجارية شاملة
أعلن ترامب عن حرب تجارية شاملة، وقودها رسوم جمركية، قام بفرضها على الكثير من الدول، ما أثار انتقادات كبيرة خصوصا من الحلفاء الأوروبيين، بينما كانت التداعيات أكبر مع الصين التي أعلنت بدورها عن إجراءات ضد المنتجات الأمريكية. لكن ترامب لم يتوقف عند هذا الحد، بل تباهى بأنّ عشرات الدول اتصلت "تقبل مؤخرته" على حد تعبيره، طالبة التفاوض.
صورة من: Nathan Howard/REUTERS
مهاجمة القيادة الأوكرانية
من أكبر المشاهد إثارة للجدل، مشهد التنابز اللفظي بين ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض، حين شن الرئيس الأمريكي ونائبه جاي دي فانس هجوما لاذعا على زيلينسكي خلال اجتماع انتشرت مشاهده على نطاق واسع، إذ طالباه أن يكون أكثر امتنانا لدور أمريكا في الحرب مع روسيا وخصوصا توفير الأسلحة، كما اتهماه أنه لا يريد مفاوضات سلام جادة. وتعاطف الكثيرون مع زيلينسكي، وخاصة في أوروبا.
صورة من: Saul Loeb/AFP/Getty Images
تناغم وتقارب مع بوتين
في الوقت نفسه، انخرط ترامب في محادثات مع موسكو، متجاوزا الأوروبيين، وأجرى مكالمة هاتفية مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين الذي "لطاما كانت تربطه به علاقة جيدة" والذي يعتبره "ذكيا". وأكد ترامب على استمرار الاتصالات مع بوتين، وتحدث عنه بكثير من الإيجابية عكس سلفه جو بايدن، وظهر ترامب باحثا عن خطب ود بوتين بأي طريقة.
صورة من: Maxim Shipenkov/Alex Brandon/AP Photo
مهاجمة الاتحاد الأوروبي
من جانب آخر، هاجم ترامب مراراً الاتحاد الأوروبي، وقال إن سبب إنشائه هو "استغلال" الولايات المتحدة، متّهما الأوروبيين بأنهم "انتهازيون"، كما دعاهم إلى استثمار 5% من ناتجهم الاقتصادي في الدفاع في المستقبل. أدت هجومات ترامب المتكررة إلى حذر كبير وسط الأوروبيين الذين أكد عدد من قادتهم عن ضرورة التفكير في علاقة مختلفة مع الولايات المتحدة.
صورة من: Spencer Platt/Getty Images
طموح توسعي
أعلن ترامب مرارا رغبته في جعل كندا "الولاية الأمريكيّة الحادية والخمسين"، واصفا الحدود مع الجارة الشماليّة للولايات المتحدة بأنها "خطّ مصطنع"، ما خلق أزمة بينه وبين كندا. ولم يتوقّف الرئيس الأمريكي عند هذا الحدّ، بل قال أيضا "نحن بحاجة" إلى غرينلاند التابعة للسيادة النرويجية، كما أعلن أنه يرغب باستعادة قناة بنما.
صورة من: Alex Brandon/AP/picture alliance
سياسة هجرة صارمة
باشر ترامب تنفيذ سياسة صارمة للغاية لترحيل المهاجرين غير النظاميين من الولايات المتحدة، وطرد أكثر من 200 شخص إلى سجن شديد الحراسة في السلفادور، وشن حربا ضد عصابات المخدرات المكسيكية التي وصفها بأنها منظمات إرهابية أجنبية، لكن ترامب واجه أحكاما قضائية وقفت ضد عددا من مخططاته ومن ذلك تشديد الهجرة.
صورة من: Alex Brandon/AP/dpa/picture alliance
الانسحاب من معاهدات وهيئات دولية
مباشرة بعد بدء فترته الرئاسية، سحب ترامب بلاده من منظمة الصحة العالمية التي سبق أن وجه لها انتقادات كبيرة بسبب طريقة مواجهتها لفيروس كورونا، وأعلن عن عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية بسبب إصدارها أمر قبض على نتنياهو ووزير دفاعه السابق غالانت، كما انسحب من اتفاقية باريس للمناخ، بسبب رفضه انخراط بلاده في سياسة خفض الغازات الدفيئة المسببة لتغير المناخ.
صورة من: Thomas Müller/dpa/picture alliance
العفو عن مثيري الشغب في الكونغرس
كما قام ترامب بالعفو عن مثيري الشغب الذين اقتحموا مبنى الكابيتول في مطلع العام 2021 احتجاجا على عدم انتخابه، كما أقر الرئيس الأمريكي تخفيضات هائلة في ميزانية المساعدات الخارجية، بذريعة مكافحة الهدر والبرامج التي تعزز التنوع والمساواة والشمول، ومن ذلك وقف المساعدات الموجهة إلى بلدان فقيرة كاليمن وأفغانستان.
صورة من: Roberto Schmidt/AFP/Getty Images
مناهضة الأقليات الجنسية
خلال حملته الانتخابية، وعد ترامب بـ"وضع حدّ لـ"جنون التحوّل الجنسي". وأعلن في حفل تنصيبه أنه "اعتبارا من هذا اليوم ستكون السياسة الرسميّة لحكومة الولايات المتحدة الاعتراف بوجود جنسَين فقط؛ الذكر والأنثى". ووقّع لاحقا أوامر تنفيذيّة تمنع المتحوّلين جنسيا من الخدمة في الجيش أو ممارسة الرياضات النسائيّة.
صورة من: Andrew Caballero-Reynolds/AFP
مواجهة داعمي الفلسطينيين
دخلت إدارة ترامب في نزاع مع بعض الجامعات الكبري مثل هارفارد موجهة اتهامات لها بالتساهل مع "معاداة السامية" لسماحها بإقامة تظاهرات في الأحرام الجامعية، تنتقد إسرائيل على خلفية حرب غزة، وبدأت إجراءات ترحيل طلبة فلسطينيين أو مؤيدين للفلسطينيين للتهم ذاتها، وتعد قضية محمود خليل ومحسن مهداوي من أبرز هذه القضايا، إذ استندت واشطنن على بند قانوني غامض يتيح ترحيل من "يهددون السياسة الخارجية الأمريكية".
صورة من: Ben Curtis/AP/dpa/picture alliance
تقليض حجم القطاع الحكومي
أوكل ترامب لصديقه الميلياردير إيلون ماسك الإشراف على هيئة مستحدثة مهمتها خفض التكاليف الفدرالية وتقليص حجم القطاع الحكومي. من أكبر ضحايا هذه السياسة كانت مؤسسات إعلامية كمؤسسة "صوت أمريكا" وشبكة "الشرق الأوسط للإرسال" التي سرحت جل موظفيها، ما أثار مخاوف كبيرة من استغلال روسيا والصين للوضع بحكم أن هذه المؤسسات موجهة للخارج.